سهاد كبها أحد قانون الأساس في دولة إسرائيل الذي صادقت عليه الكنيست بشكل نهائي في القراءات الثانية والثالثة وأعلن رئيس الكنيست الإسرائيلي   في 24 يوليو 2023 ان البرلمان الإسرائيلي قد اقره وهو واحد من عدة قوانين تدفع بها الحكومة الإسرائيلية الحالية تحت مسمى ” الإصلاح القضائي”. القانون الذي كانت المحكمة الاسرائيلية العليا تمارس رقابة قضائية على قرارات الحكومة ووزاراتها والهيئات الرسمية التابعة لها والغاء   قرارات للحكومة والوزارات باعتبارها غير معقولة.

ومع سن قانون الحد من المعقولية الذي يمثل تحولا كبيرا في الوضع الإسرائيلي الداخلي يتزايد القلق بين الفلسطينيين حيال حقوقهم مستقبلهم سيادتهم على أراضيهم واستمرارية وجودهم في الأراضي التي تخضع للسيطرة الإسرائيلية حيث ان هذا القانون بمثابة الغاء احدى الوسائل الهامة التي كان يعتمد عليها الفلسطينيون للتصدي للقرارات الظالمة بحقهم والاستيلاء على أراضيهم. يحد القانون العنصري من المعقولية بشكل عام الفلسطينيين في مناطق ال 1948 من الأدوات العملية والفعالة للمطالبة بحقوقهم ومواجهة السياسات الإسرائيلية التمييزية والظالمة. فعادة كان الفلسطينيون في مناطق ال 1948 يلجؤون الى المحكمة الإسرائيلية العليا للطعن في قرارات الهدم والمصادرة، وكانت المحاكم تعتبر بعض الأحيان قرارات الحكومة غير قانونية وتلغيها. ولكن مع تفعيل قانون الحد من المعقولية تم تقييد صلاحيات المحكمة الإسرائيلية العليا وبالتالي فقد يصبح أكثر صعوبة للفلسطينيين الدفاع عن حقوقهم امام السياسات الإسرائيلية الظالمة. كان للفلسطينيين في مناطق ال 1948 في الماضي بعض النجاحات في ابطال قرارات هدم منازل ومصادرة أراض مثلا قرار تهجير سكان حي الشيخ جراح في القدس من خلال تقديم ادلة على ملكيتهم للأراضي. ومع مصادقة الكنيست على قانون الحد من المعقولية فان هذا الخيار لم يعد متاحا للفلسطينيين في مناطق ال 1948 ,ويعزز الانتهاكات الإسرائيلية ويزيد من التحديات التي يواجها الفلسطينيون في أراضيهم، وبالتالي يفقد الفلسطينيون أداة هامه كانوا يعتمدون عليها للدفاع عن حقوقهم وملكيتهم العقارية والأراضي التي يعيشون عليها. هذا يعني أيضا ان القضاء لن يكون مرجعية مستقلة تتحكم بمصير القرارات الحكومية المتعلقة بالفلسطينيين بل يمكن ان يتأثر بالأوضاع السياسية الراهنة. من شان هذا الواقع ان يسهم بارتفاع معدلات التهجير للفلسطينيين سواء في مناطق ال 1948 وربما في الضفة الغربية كذلك ويسهم في اضعاف قدرة الفلسطينيين على الصمود والبقاء في بلادهم. فهذه التغييرات تتسبب في إعادة توازن القوى لصالح اليمين المتطرف، مما يزيد فرص الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية في المناطق المحتلة اصدار قرارات خطيره مثل مصادرة الأراضي هدم البيوت والقرى الفلسطينية وذلك تمهيدا لضم الضفة الغربية وترحيل الفلسطينيين. ويتوقع ان بسبب تمرير هذه التعديلات يجد الفلسطينيون في الضفة الغربية والقدس ومناطق ال 1948 أنفسهم في مواجهه مباشرة مع السياسيات العدائية. فيتوقع ان يزيد ذلك من مواجهة عمليات الهدم والمصادرة التي تنفذها السلطات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية سواء في الأراضي المحتلة عام 1948 ام في الضفة الغربية. ان تأثيرات التعديلات القضائية ليست محصورة داخل إسرائيل فحسب بل قد يكون لها تداعيات على المنطقة بأكملها وتصاعد الصراع في المنطقة تزايد وتيرة الاستيطان والاعتداءات على المقدسات وبالتالي تزايد التوتر على الجبهة الشمالية على الحدود اللبنانية الإسرائيلية. مما يتطلب من الفلسطينيين التوحد والاتحاد ووضع استراتيجيه وطنية موحده   لمواجهة التحديات القادمة. مديرة مؤسسة تنوير\حيفا

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: الضفة الغربیة

إقرأ أيضاً:

باحث سياسي: الشعب الفلسطيني أفسد مخططات التهجير الإسرائيلية

قال محمد فوزي، الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات، إنّ الشعب الفلسطيني استطاع بعد 15 شهرًا من الحرب الإسرائيلية الإجرامية الانتصار في هذه المعركة، مشيرًا إلى أن الانتصار ليس بمعادلات التوازن العسكري، وليس بالحسابات العسكرية والتي يوجد بها تفصيلات أخرى، ولكن الشعب الفلسطيني انتصر لأنه أفشل مخطط التهجير، والذي قامت على أساسه الحرب بشكل رئيسي.

وأضاف فوزي، خلال مداخلة هاتفية على قناة «إكسترا نيوز»: «كان الهدف الرئيسي لإسرائيل هو تصفية القضية الفلسطينية عبر ملف التهجير، والفلسطينيون حتى اللحظة يثبتون أنهم متمسكون بأرضهم ومتشبثون بها، والأمر الآخر هو أن الشعب الفلسطيني يؤكد على فكرة أنه شعب محب للحياة في مواجهة مخططات الموت الإسرائيلية».

وتابع: «أعتقد أن عودة سكان قطاع غزة من مناطق الجنوب ومن مناطق الوسط إلى مناطق الشمال فكرة تأتي فى إطار الهدنة واتفاق وقف إطلاق النار، الذي توصلت إليه القاهرة بالتعاون مع الدوحة والولايات المتحدة الأمريكية، وهو مستوى شديد الأهمية لأكثر من سبب».

وأكمل: «لأننا عندما نتحدث عن مناطق شمال قطاع غزة، فنحن نتحدث عن المناطق التي كانت الخطط الإسرائيلية تتمحور حولها سواء ما يتعلق بالأطروحات الخاصة ببناء منشآت استيطانية، وما يتعلق بتوسيع المنطقة العازلة بين مستوطنات غلاف غزة وبين شمال قطاع غزة، بالتالي فإن عودة السكان إلى مناطق الشمال تفسد هذه المخططات».

مقالات مشابهة

  • ديفيد هيرست: تغلب الفلسطينيون على حرب الإبادة الإسرائيلية وعادوا إلى الديار
  • بعد إقراره نهائيًا.. تفاصيل مشروع قانون الإجراءات الضريبية الموحد وأهدافه
  • كاتب صحفي: العالم عاجز أمام غطرسة إسرائيل.. ومصر لن تسمح بتهجير الفلسطينيين
  • الحكومة تنفى إصدار قرارات برفع الحد الأدنى للأجور وزيادة المعاشات
  • مجلس الوزراء ينفي إصدار قرارات برفع الحد الأدنى للأجور وزيادة المعاشات
  • مجلس الوزراء ينفى إصدار قرارات برفع الحد الأدنى للأجور وزيادة المعاشات
  • مجلس الوزراء ينفى إصدار قرارات برفع الحد الأدنى للأجور وزيادة المعاشات أو تقديم موعد صرف العلاوة الدورية
  • لا تزال تدرس| عاجل.. الحكومة تنفي إصدار قرارات برفع الحد الأدنى للأجور وزيادة المعاشات
  • وزير الزراعة يبحث مع هيئة الموارد المائية واستصلاح الأراضي ‏الصلاحيات والمشكلات التي تعترض العمل ‏
  • باحث سياسي: الشعب الفلسطيني أفسد مخططات التهجير الإسرائيلية