مفتي الجمهورية لـ «الأسبوع»: إخراج زكاة الفطر نقودا أوفق لمصالح الناس
تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT
في مثل هذه الأيام من كل عام يتجدد الجدال حول جواز إخراج قيمة زكاة الفطر «مالًا» من عدمه، فهناك من يُصر على أن إخراج قيمة زكاة الفطر «مالًا» أمرٌ مخالف للسنة النبوية، ويقولون إن الأصل هو إخراجها من الحبوب أو الغلال، في حين أن المؤسسة الدينية الرسمية في مصر والمتمثلة في الأزهر الشريف ودار الإفتاء أصدروا فتوى تبيح إخراج زكاة الفطر نقودًا لأن هذا هو الأنفع للناس في وقتنا الراهن.
وفي هذا السياق، أكد فضيلة الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، في تصريحات خاصة لـ «الأسبوع»، أن الأصل في زكاة الفطر أنها تُعطى من غالب قوت البلد كما جاء في السنة النبوية، ولكن مع تطور الحياة وتغير ظروف الناس، يرى بعض العلماء ومنهم صحابة وتابعين، والفتوى مستقرة على ذلك في دار الإفتاء أن إخراجها مالًا يمكن أن يكون أوفق لمصالح الناس وأدعى لتحقيق الفائدة المرجوة من زكاة الفطر، وهي تطهير الصائم من اللغو والرفث وإغناء الفقراء والمساكين في هذا اليوم الفضيل.
وأشار مفتي الجمهورية، إلى أنه ينبغي هنا التنبيه على قاعدة أصولية مهمة وهي: «لا يُنكر المختلف فيه، ولكن يُنكر المجمع عليه»، ومن قسم المختلف فيه الذي لا يُنكر إخراج زكاة الفطر نقدًا، فمن يُنكِر على الناس إخراجهم نقودًا يؤدي إلى البلبلة وزعزعة المستقر في نفوس المسلمين مما يجعلهم يتساءلون عن حكم ما أخرجوه في الماضي من زكاة.
الحكمة من زكاة الفطروتابع فضيلة المفتي: والأهم من هذا الجدال هو تدبر الحكمة من زكاة الفطر، وهي تعزيز روح التكافل والمودة بين المسلمين. كما أن المرونة في فهم النصوص الشرعية وتطبيقها بما يتوافق مع الزمان والمكان وظروف الناس هي من مظاهر اليسر والرحمة في الشريعة الإسلامية، والتي تسعى دائمًا لتحقيق المصالح العامة والخاصة ورفع الحرج عن الناس.
حوار المفتي مع «الأسبوع»وتأتي هذه التصريحات الخاصة، ضمن حوار أجراه «الأسبوع» مع فضيلة الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، يُنشر بعد عيد الفطر المبارك. وتناولنا في هذا الحوار العديد من القضايا الدينية التي تشغل الرأي العام في مصر والعالمين العربي والإسلامي، مثل: حكم تأجير الأرحام، وهل يحق للمرأة تولي منصب الإفتاء؟ وحكم فوائد البنوك وجميع المعاملات المصرفية، ومدى إمكانية تعاون علماء الدين الإسلامي المعاصرين لإنتاج مذهب فقهي خامس يجيبون فيه على كل القضايا المستحدثة، وحكم هدم المقابر ونقل رفات الموتى إلى مقابر أخرى للتوسعة على الأحياء.. .وغيرها من القضايا الهامة التي تطالعونها بالتفصيل في نص الحوار.
اقرأ أيضاًمفتي الجمهورية يروي لـ «الأسبوع» كيف كان يقضي رمضان في مسقط رأسه بـ البحيرة (خاص)
مفتي الجمهورية: زيارة أضرحة آل البيت والصالحين من أقرب القربات إلى الله
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الأزهر الشريف مفتي الجمهورية دار الإفتاء الدكتور شوقي علام الأسبوع زكاة الفطر حكم إخراج زكاة الفطر مالا إخراج زکاة الفطر مفتی الجمهوریة من زکاة
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية: التقدم في تقنيات الاتصالات يتيح فرصة للتفاهم الثقافي
قال شوقي علام مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم إن التقدم المذهل في تقنيات الاتصالات والتواصل فرض نفسه كقوة تؤثر على جميع مناحي الحياة الإنسانية، خاصةً الفكرية والثقافية والمجتمعية، مؤكدًا أن هذا الانفتاح الكبير يوفر فرصة لاستكشاف الثقافات المختلفة، وزيادة التفاهم والتقارب، والتقليل من حدة الخلافات.
التقدم في تقنيات الاتصالاتوأوضح المفتي أن هذا الانفتاح الكبير يمثل في جانبه الإيجابي فرصةً لم تُتَح من قبلُ لاستكشاف واسع لسائر الثقافات المختلفة، وفرصة لزيادة التفاهم والتقارب والتقليل من حدَّة الخلاف بين تلك الثقافات، وإمكانية فهم ظاهرة التنوع كطبيعة بشرية، بل والاستفادة منه على الجانب التنموي.
جاء ذلك في كلمته التي ألقاها خلال الملتقى الذي عقده منتدى حوار الثقافات التابع للهيئة القبطية الإنجيلية بالشراكة مع الاتحاد الأوربي، تحت عنوان: «التنوع والسلام المجتمعي».
وأعرب عن شكره للدكتور القَس أندريه زكي رئيس الهيئة على دعوته للمشاركة في هذا المنتدى، مشيدًا بجهود الهيئة القبطية الإنجيلية في دعم قضايا السلام والوحدة المجتمعية في مصر التي تُنبئ عن رؤية واعية للمؤسسات الدينية الوطنية تجاه قضايا السلام والوحدة المجتمعية، وتبث الطمأنينة والأمل في النفوس.
وأكد مفتي الجمهورية أن البُعد الفكري والثقافي لا يزال يمثل محركًا لأكبر الصراعات الكبرى في العالم، ولا يزال فهم التنوع والتعامل معه مشكلةً عالمية إنسانيةً، تتأثَّر بمسارات الأفعال البشرية التي تُحدِّد ما هو مقدَّر لظاهرة التنوع؟ وهل ستكون أداة للبناء الحضاري؟ أم أحد معاول هدمها؟.
ترسيخ الصراع البشريوأشار إلى أنَّ مدى تأثير ظاهرة التنوع الفكري والثقافي في ظل معطيات تقنيات التواصل والانفتاح المعاصرة يتحدَّد بشكل رئيسي وَفق طريقة تعاطينا مع تلك الظاهرة وفَهمها وتطويعها للبناء الحضاري الإنساني، لا لترسيخ الصراع البشري كما يرتكز في قناعات البعض.
وأضاف أنَّ الاحترام والحوار البنَّاء والتفاعل والإفادة المتبادلة بين تلك المجموعات المختلفة يُثري الحالة الفكرية داخل المجتمع، بل ويصقل أحد المعاني الهامة المؤثرة في التماسك المجتمعي، وهو إدراك الهويَّة المشتركة بين أفراد المجتمع الواحد وأنهم يملكون من المشتركات الإنسانية والوطنية القدر الكافي لوضع أهدافهم المشتركة، وصناعة مناخ يسمح بتحقيق تلك الأهداف، ركيزته التعايش في حالة من السلام المجتمعي المتكامل.