اتهامات تعطيل ورش الأمازيغية تدفع غيثة مزور إلى تفريخ مديرية جديدة داخل الوزارة
تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT
زنقة 20 | الرباط
صادق المجلس الحكومي يوم أمس الخميس، على تعيين كريمة خلدون، مديرة لتنمية استعمال اللغة الأمازيغية بالوزارة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة.
خلدون التي التحقت بالوزارة سنة 2010 ، كانت تشغل منصب رئيسة قسم الأعمال الإجتماعية داخل الوزارة.
و يأتي التعيين بعد الانتقادات الحادة التي وجهتها فعاليات أمازيغية إلى الوزيرة مزور، بشأن تعطيل ورش الأمازيغية ، وصل حد المطالبة بسحب ملف الامازيغية من اختصاصات الوزيرة المنتدبة المكلفة بإصلاح الإدارة والانتقال الرقمي.
و اعتبرت جمعيات و نشطاء أمازيغ، أن ورش ترسيم اللغة الأمازيغية يعرف بطئاً كبيراً و حصيلة متواضعة ، في الفضاء العام و المدرسة وفي الإدارة وباقي مناحي الحياة العامة.
و شددت على أن إدماج الأمازيغية ليس ورشا إداريا صرفا، ولا يمكن لوزارة صغيرة مثل الوزارة المنتدبة المكلفة بإصلاح الإدارة والانتقال الرقمي تدبير هذا الملف لا من حيث طبيعة اختصاصاتها ولا من حيث حجم مواردها البشرية، مسجلة أن الصندوق المخصص للأمازيغية و التابع لوزارة مزور يخصص اعتمادات؛ لكن بدون منهجية واضحة.
ووفق قرار الوزيرة بفتح باب الترشيح لشغل منصب مديرة لتنمية استعمال اللغة الأمازيغية، فإن من بين الشروط تقديم مشروع مقترح لتصورات المرشح الشخصية لتطوير مديرية تنمية استعمال اللغة الامازيغية وسبل الرفع من أدائها.
المصدر: زنقة 20
إقرأ أيضاً:
القراءة والمطالعة ونهضة الشعوب
عبدالعزيز بن حمدان الاسماعيلي
a.azizhh@hotmail.com
فارق كبير بين القراءة والمطالعة؛ فالقراءة هي وسيلة للربط بين صوت حروف اللغة وشكل كتابتها وبِنية الكلمات صرفيًا، ونطقها مضبوطة بالشكل وفق قواعد النحو. أما المُطالعة فهي القدرة على الربط بين الألفاظ داخل القاموس ومعانيها داخل السياقات التعبيرية.
وتتم عملية تربية وإنماء المطالعة داخل الأسرة والعائلة النووية الصغيرة والتي تتوسع بالاحتكاك بالمجتمع الأكبر وفي هذه المرحلة يبدأ الإنسان في طفولته بناء قاموسه اللغويّ الخاص، وامتصاص المعاني والمعارف وربطها بالألفاظ من خلال التقليد والمُحاكاة.
ثم يأتي دور المؤسسات الدينية المتمثلة في المساجد ودور العبادة في تهيئة الطفل ومساعدته على الربط بين اللغة والدين من خلال مطالعة الكتب المقدسة وشروحاتها المبسطة وفي هذه المرحلة تتسع قدرة الطفل على توظيف اللغة والربط بين اللغة وعقيدته الدينية. وإذا كان الطفل مسلماً وأتمّ حفظ القرآن يكون قد تحصّل على 12 مليون كلمة غنية، تقف أمامها اللغات الأخرى وخاصة الإنجليزية عاجزة عن منافستها؛ فالمتداول من الإنجليزية، منذ نشأتها لا يتخطى حاجز الـ 2 مليون كلمة. وهي اللغة الأوسع انتشارا فرضها التفوق الاقتصادي والاستعماريّ
ثم تبدأ في النظام المدرسيّ من خلال المطارحات والمناقشات تهيئة اليافعين وصولا إلى التحوّل والانتقال إلى مرحلة أكثر اتساعًا في توظيف اللغة من خلال المطالعة؛ والتي معها تتحول اللغة إلى (أداة للتفكير) و(وعاء للفكر) وهذه المرحلة يسميها علماء التربية والنفس بمرحلة (التفكير باللغة) و(رسوخ الوعي).
وبناء على ما تقدّم فإنَّ المجتمعات لا ترقى ولا تدخل ميدان الإنتاج المعرفيّ إلا بتوظيف المؤسسات الدينية والتعليمية وإتاحة المعرفة الحرة والمطالعة في سائر العلوم باللغة الأمّ.
ولن يستطيع أي مجتمع النهوض من خلال إنكاره للغته والارتكان إلى اللغات الدخيلة أو التعلّم بلغة دخيلة. وإن فعل سيظل تابعًا ومستعمرا فكرياً للأمة التي يدرس بلغتها، وسيكون عاجزًا عن زرع فضيلة الانتماء والتمسك بجذوره الوطنية والعمل على استنهاض أمته من رقدتها إلا بمطالعة تراثها والتفكير بلغتها ولنا في اليابان والصين أنموذج فتعلّم الإنجليزية يكون في المرحلة الجامعية ويكون مقتصرا على نقل التكنولوجيا والمعارف المتقدمة ثم إعادة تسميتها بلغته الأم.