نابلس- فوق بسطة جمعت عليها مصنوعاتها اليدوية من مختلف الأطعمة والحلويات البيتية، تجابه أمينة شبارو (أم ناظم) معركة الحياة بقوة، وتخوض غمارها رغم إصاباتها بسرطان البنكرياس منذ 10 سنوات، وإصابة أحد أبنائها الاثنين بمرض عضال لا يقل خطرا عن مرضها.

ومن الشارع اتخذت أمينة مكانا لبسطتها، وتحدت بذلك ظروفا اجتماعية واقتصادية صعبة، وكأنها تبعث برسائل عن الحال السيئ الذي وصلت إليه وغيرها من الفلسطينيين.

منطقة باب الساحة حيث تضع أمينة بسطتها (الجزيرة)

عبر 3 كيلوغرامات من معمول التمر شقت أمينة شبارو (48 عاما) طريق مشروعها الجديد، وخاضت غمار تجربة العمل للمرأة لتتحدى واقعا صعبا تعيشه هي وفلسطينيون كثر، لا سيما في هذه الأوقات العصيبة، حيث الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والضفة الغربية، ووسط تضييق وخنق اقتصادي حوَّل حياة الفلسطينيين لبؤس شديد، لا سيما مع تسريح الاحتلال لآكثر من 200 ألف عامل فلسطيني لديها مع بداية الحرب، وعدم انتظام وانقطاع رواتب أكثر من 150 ألف موظف عمومي.

أمينة شبارو  تحاول جاهدة توفير مختلف الحلويات والمعجنات وتسعى لتطوير مشغولاتها (الجزيرة) البداية.. 3 كيلو غرامات معمول

وكان ذلك دافعا قويا لإطلاق مشروعها منذ عدة أشهر، ووجدت بنفسها القدرة على ذلك، وبينما كانت في زيارة اعتيادية لجمعية "بصمة حياة" التي تعنى بمرضى السرطان في نابلس أن تطلق مشروعها بعدما سألتها مديرة الجمعية، ما الذي بإمكانها فعله؟ فردت أمينة قائلة إنها أعدت لعائلتها 3 كيلوغرامات من المعمول المحشي بالتمر (كعك بعجوة).

ولم تكذب مديرة الجمعية خبرا، فسألتها إذا ما كان بإمكانها شراء تلك الكمية منها، فردت بالموافقة، لتصعد بذلك الدرجة الأولى في سلم مشروعها الذي أطلقت عليه "بسطة أمينة.. حلويات ومعمول".

أمينة انطلقت بمشروعها منذ عدة اشهر في تحد لواقع اقتصادي صعب (الجزيرة)

ويوميا وعند السابعة والنصف صباحا تصل أمينة إلى "باب الساحة" معلم نابلس القديمة الأبرز والمكان الأكثر تجمعا للمواطنين والزائرين، وتمكث حتى قرابة الخامسة مساء، وعند عودتها مساء لمنزلها تبدأ وزوجها الذي وعدها منذ البداية وكان أول الداعمين لها في مشروعها بإعداد تلك المصنوعات، وتمكث حتى نحو الثانية فجرا في ذلك.

وهناك وجدنا أمينة وقد طرحت أنواعا مختلفة من الحلويات لا سيما المعمول بأشكاله وأنواعه، والهريسة، والشوكولاتة التي تعدها بيدها، إضافة للمخبوزات (المعجنات) من الزعتر والجبنة وغيرها.

أمينة تجلس فوق بسطتها في منطقة باب الساحة بالبلدة القديمة في نابلس (الجزيرة) هكذا تجذب الزبائن

ولدى أمينة قسم آخر تزين به بسطتها المتواضعة، وهو زاوية من حلوى الأطفال المختلفة، وتقول إن ذلك قد يسهل بيع باقي منتجاتها، لا سيما بظل وجود منافسة كبيرة لها في السوق، لكنها تتميز بتنوع بسطتها ورخص منتوجها ولذته كطعام طازج.

وهذا السوق تحديدا ثبتت أمينة أوتاد بسطتها فيه، وحظيت بإقبال وتشجيع كثير من المقربين والأصدقاء وحتى من المارة الذين يقدمون لشراء منتجاتها باستمرار، مما شجعها لعمل زاوية المعجنات بأطعمها المختلفة التي تقدم للزبائن طازجة يوميا.

زاوية الأطفال في بسطة أمينة تسهم في بيع منتجاتها (الجزيرة)

وكما تضرر العمال والموظفون تأثرت المشاريع النسوية حسب إحصاءات لوزارة الاقتصاد الوطني صدرت مطلع ديسمبر/كانون الأول بشكل كبير بتداعيات الحرب على غزة واعتداءات المستوطنين والإغلاقات والاقتحامات التي تنفذها قوات الاحتلال على المدن والبلدات في الضفة الغربية، مما تسبب بإغلاق 29% من المنشآت الاقتصادية بين جزئي وكلي.

أمينة شبارو انطلقت بمشروعها منذ عدة اشهر في تحد لواقع اقتصادي صعب (الجزيرة)

وفي عملها وموقعها أيضا تواجه أمينة تحديات جمة كونها السيدة الوحيدة بين عشرات الباعة الرجال وأصحاب البسطات المنافسة وغيرها، إضافة لمرضها بالسرطان ومرض ابنها واحتياجهم الكبير للعلاج، فضلا عن توقف زوجها عن العمل.

بين كم من البسطات المنافسة تشق أمينة طريقها في بسطتها التي تشكل مصدر دخلها وعائلتها (الجزيرة)

لكن بسطة أمينة جعلت منها امرأة أكثر صلابة وقدرة على تحدي الواقع، وانتشلت لجانبها زوجها الذي هبَّ لمساعدتها وتوفير دخل يعينهم على شظف الحياة.

وخلال شهر رمضان سعت أمينة وبجهد كبير لتوفير كافة منتجاتها وعرضها، متأملة خيرا، خاصة وأن منطقة باب الساحة تعم بالمتسوقين نهار رمضان وليله.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات لا سیما

إقرأ أيضاً:

وفاة الشيخ محمد الجيلاني رائد الساحة الجيلانية في الأقصر

تحولت صفحات التواصل الاجتماعي فيسبوك بمحافظة الأقصر إلى سرادق عزاء عقب انتشر خبر وفاة فضيلة الشيخ محمد أحمد الجيلاني رائد الساحة الجيلانية بالأقصر، عن عمر ناهز 78 عاماً، بعد صراع مع المرض .

وأكد مصدر أن الشيخ الجيلانى قد  دخل العناية المركزة  منذ 10 أيام بمستشفى الكرنك التخصصي عقب تعرضه إلى أزمة صحية شديدة ولكن وافته المنية منذ قليل ومن المقرر أن يتم نقله إلى مثواه الأخير بمقابر العائلة في مركز ومدينة الطود بجنوب محافظة الأقصر.

الجدير بالذكر أن الساحة الجيلانية تقع فى مدينة الطود جنوب الأقصر، وسميت بهذا الاسم نسبة للشيخ الجيلاني، الذي يرجع نسبه لسيدنا الحسن حفيد النبي "صلى الله عليه وسلم"، وهو عم الشيخ أحمد رضوان، رائد الساحة الرضوانية.

مقالات مشابهة

  • وفاة الشيخ محمد الجيلاني رائد الساحة الجيلانية في الأقصر
  • سموتريتش معارضا الصفقة: لا لمنح حماس طوق نجاة
  • «إسراء» مشاركة بمعرض تراثنا.. تحول الفخار المزين لـ«تحف فنية»
  • حموشي يمنح ترقية استثنائية للشرطي الراحل عبد الغني رضوان، الذي فارق الحياة أثناء أداء مهامه ببني ملال
  • نجاة سائح عربي وزوجته من الموت بعد 5 ساعات من مصارعة الأمواج
  • فصائل تعقب على مشاهد التي نشرتها قناة الجزيرة
  • هل غياب الزوج للعمل أو سفره يؤثر سلبا على الأسرة؟.. أمينة الفتوى تجيب
  • هل يجوز للزوجة رفض المعيشة مع زوجها في الغربة؟.. أمينة الفتوى تجيب
  • أمينة ذوي الإعاقة بمستقبل وطن الاسكندرية: المواطن على رأس أولويات الحزب
  • نجاة 50 راكبا فى حادث انقلاب أتوبيس بالأقصر