أفغانستان: مبيعات مساحيق التجميل على الإنترنت تزدهر تحت حكم طالبان بعد الحظر المفروض على الصالونات
تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT
إعداد: إرشاد عليجاني إعلان اقرأ المزيد
بعد أن عادت طالبان إلى السلطة في أفغانستان منذ صيف 2021، كانت النساء -كما كان متوقعا- مستهدفات بقرارات الحركة. في البلاد، تم إجبار النسوة اللاتي كن يعملن في القطاع العام على البقاء في بيوتهن ومن ثم تم فرض نفس الأمر على العاملات في القطاع الخاص. وتم منع الفتيات من ارتياد المدارس، والطالبات من الدخول إلى الجامعات.
وفي تموز/ يوليو 2023، قررت الحركة إغلاق صالونات التجميل في جميع أنحاء البلاد. وتُعتبر كل هذه الأمور -أي عمل المرأة ودراستها والخروج متبرجات في الأماكن العامة- "حراما" وفق تقدير طالبان وأصبحت ممنوعة وفق قراءة الحركة المتشددة للإسلام.
وعلى الرغم من أن النساء الأفغانيات أجبرن على تغطية أجسادهن من الرأس إلى القدمين ومنعن من الذهاب إلى المتاجر، ما تزال المواد التجميلية متوفرة على نطاق واسع في المحلات التجارية في القرى والمدن وعبر الإنترنت.
"في بعض الأحيان يسألني أعضاء في طالبان عن شراء أحمر شفاه لزوجاتهم"
زيبا (اسم مستعار)، شابة أفغانية تعيش في مدينة هيرات وتدير موقعا إلكترونيا لبيع الملابس، تقول إن طالبان قامت بإقصاء النساء من الأماكن العامة ومنعهن من العمل والدراسة لكن سوق مواد التجميل يلقى رواجا واسعا. وتوضح قائلة:
حرمتنا حركة طالبان من كل شيء. وإذا ما تركت محلات مواد التجميل مفتوحة إلا لسبب واحد وهو أن أعضاءها يريدون شراء هذه المنتجات حتى يتمكن النساء في عائلاتهم من الظهور بمظهر جميل وراء الأبواب الموصدة. كثيرا ما رأيت أعضاء في حركة طالبان يأتون لمحلات بيع مواد التجميل لشراء أحمر شفاه لزوجاتهم. حتى أن عددا منهم طلب مشورتي. سوق مواد التجميل في هيرات ليس ممنوعا. ويوجد لدينا بعض العلامات التجارية المعروفة وهي نفسها توفر المنتوجات كما كان الأمر قبل استحواذ طالبان على السلطة.
ولا يوجد فقط محلات تجارية تقليدية في المدينة، بل هناك عدد كبير من مواد التجميل المعروضة على الإنترنت. ومنذ عودة طالبان إلى الحكم، تزايد عدد مواقع بيع مواد التجميل على الإنترنت بشكل كبير. ويقوم التجار ببيع بضائعهم على تطبيقات التواصل الاجتماعي مثل إنستاغرام وتلغرام.
إنه سوق كبير. فعلى الرغم من أن كثيرا من النساء لا يملكون أصلا كثيرا من المال لشراء الطعام، فإن مواد التجميل تحافظ على مكانها في سلة مقتنياتهن وهو أمر مثير للأسف نوعا ما. وفي ظل هذا الوضع، ومنذ عودة حركة طالبان إلى السلطة، تخير كثير من النسوة شراء مواد التجميل عبر الإنترنت إما لأنهن لا يردن الخروج من البيت أو أن أزواجهن أو آباءهن لا يسمحون لهن بالخروج إلى الشارع. ورأين أنه من المناسب لهن شراء طلباتهم عبر الإنترنت. ويقوم تجار الإنترنت بإيصال طلباتهم واستخلاص ثمنها عند أبواب بيوتهن.
ويظهر بحث على إنستاغرام وعلى قنوات أفغانية في تطبيق تلغرام عددا كبيرا من تجار عبر الإنترنت يبيعون مواد تجميلية وصحية يمكن أن يثير عدد منها شكوكا حول تأثيرها على الصحة. إذ يعرض بعض التجار "مواد تبييض البشرة" حتى أن بعضهم يقول "إنها صنعت في فرنسا" وتحتوى على "كولاجين البروتين". وتجدر الإشارة إلى أن "مراهم تبييض البشرة منعت في بعض الحالات من الأسواق الأوروبية". وحذر "الاتحاد المحلي الحكومي في إنكلترا وويلز" في بيان صدر خلال عام 2019 من أنه يجب أن يتم "حظر" مراهم تبيض البشرة "مهما كان الثمن".
يعرض تجار مواد تجميل آخرين عبر الإنترنت أقراص "تجديد مهبلي" مجهولة المصدر ويبدو أنها صنعت في إيران ولا أحد يعلم مكوناتها. ويقال إن هذه الأقراص المهبلية تعطي "انتعاشا وترطيبا" للمهبل. ووفقا لعدد كبير من الدراسات المنشورة، فإن أقراصا من هذا الصنف قد تتسبب في حروق كيماوية خطيرة.
حتى قبل عودة طالبان إلى الحكم لم تكن هناك رقابة، والوضع بات أسوأ اليوم. تردف زيبا قائلة:
مع أن توفر بضائع التجميل هذه يمكن أن ينظر إليه على أنه خبر سعيد للنساء في أفغانستان، فإنه ليس كذلك لأن الغالبية الساحقة من هذه المنتوجات التجميلية المعروضة في المحلات أو عبر الإنترنت هي منتوجات مزيفة. وأغلبية النساء لا يعلمن المخاطر على صحتهن جراء استخدام هذه المواد.
حتى قبل عودة حركة طالبان إلى السلطة، لم تكن هناك عملية رقابة أو تحقق فعلي من جودة البضائع المعروضة في متاجر مواد التجميل. وبعد سيطرة طالبان على السلطة بات الوضع أسوأ، إذ إنه لا وجود لأي طرف يتولى التحقق من أن مواد التجميل هذه أصلية أو مزيفة وما إذا كانت تحمل مخاطر على صحة البشر أم لا.
في الجانب المقابل، فإن هذه المنتوجات المزيفة أرخص بكثير وهو ما يجعل الناس قادرين على اقتنائها. حتى أن الناس الذين يقومون بشرائها لا يعلمون لماذا يتوجب عليهم دفع مال أكثر لشراء "نفس المنتوج" عندما يكون متوفرا بسعر أقل.
وتكشف زيبا عن بدائل "آمنة" عثرت عليها لشراء ما تحتاجه في هذا السوق المليء بالمنتوجات الرديئة وتقول:
أشتري مواد تجميل من تجار عبر الإنترنت ولكني أعلم أصل هذه المنتوجات. فكل المنتوجات التي أقتنيها صنعتها نساء أفغانيات هنا في أفغانستان، وكلها متكونة من مواد عضوية. وفي حال عدم توفر منتوج يمكن شراؤه من الإنترنت، أقوم بشرائه من السوق. أشترى مواد تجميل إيرانية معروفة وأعتقد أنها ليست مزيفة. وبالتأكيد فإن ثمنها أعلى من باقي المنتوجات.
لا توجد إحصائيات دقيقة بشأن قيمة سوق مواد التجميل الرسمية وغير النظامية في أفغانستان. ولكن وفي تصريح نادر من نوعه في سنة 2014، قال مدير إدارة الاستهلاك في أفغانستان إنه – بعد السجائر- فإن مواد التجميل تمثل ثاني أكبر مواد موردة في البلاد، وتمثل ما قيمته 15 في المئة من مجمل واردات البلاد.
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: بيئة خبر كاذب أفغانستان طالبان حقوق المرأة بيئة مواد التجمیل عبر الإنترنت فی أفغانستان حرکة طالبان طالبان إلى
إقرأ أيضاً:
الطبيب Nazmi Baycin يسلط الضوء على تنامي الإقبال على جراحة التجميل في منطقة الخليج
أبريل 8, 2025آخر تحديث: أبريل 8, 2025
المستقلة/- بمناسبة الاحتفال بمرور 10 سنوات على الإسهامات الرائدة في مجال الجراحة التجميلية في دبي، سلّط دكتور Nazmi Baycin، أحد أشهر الأطباء الرائدين في مجال الجراحة التجميلية بخبرته التي تزيد عن 25 عامًا، الضوء على نمو الجراحة التجميلية المتزايد في جميع أنحاء منطقة الخليج العربي.
وقال بايسين “لقد لاحظت على مدى العقد الماضي تزايد الإقبال بشكل غير مسبوق على إجراء عمليات الجراحة التجميلية وخاصةً بين المرضى القادمين لإجراء تلك العمليات من السعودية والكويت. وهذا لا يعكس تحول النظرة الثقافية لتلك العمليات فحسب، بل يسلط الضوء على تزايد إمكانية الوصول إلى الإجراءات الطبية المتطورة”.
وأضاف “نحن الآن على أعتاب عصرٍ جديد ومدهش في عالم الجراحات التجميلية في منطقة الخليج. وبعد التطور التكنولوجي الذي طرأ على المجال وتزايد مدى قبول المجتمع لتلك الإجراءات، فأنا أعتقد أننا سنلاحظ تزايد مستوى الإقبال على تلك العلاجات الجراحية في الأعوام المقبلة بشكل كبير”.
وسائل التواصل الاجتماعي تصوغ ملامح معايير الجمال في منطقة الخليج
يعزو الدكتور Nazmi Baycin، وهو طبيب جراح حاصل على الاعتماد من هيئة الصحة بدبي ومشهور بخبرته في مجال عمليات التجميل لإعادة نضارة الوجه ونحت القوام وعمليات التحسين التجميلية، سبب تزايد الإقبال على تلك الجراحات لعدة عوامل، بما في ذلك زيادة تأثير وسائل التواصل الاجتماعي ومعايير الجمال العالمية وارتفاع مستوى الرفاهية الاقتصادية.
وأشار الى: “إن منصات التواصل الاجتماعي هي التي تؤثر بشكل ملحوظ على معايير الجمال، مما يحفز العديد من الأشخاص في منطقة الخليج لإجراء بعض الجراحات التجميلية التي تجعلهم أقرب لمعايير الجمال التي يرونها يوميًا”. “كما بات الإقبال على هذا التوجه ملحوظًا خاصةً في السعودية والكويت، حيث يتراوح هذا الإقبال من الجراحات التجميلية في الوجه إلى إجراء عمليات نحت القوام الشاملة”.
دبي تتألق باعتبارها مركزًا عالميًا للتميز في عالم الجمال
تتميز دبي بجذبها لقاعدةٍ عالمية متنوعة من المرضى من كافة أنحاء قارة أوروبا وآسيا وحتى من أمريكا الشمالية، وذلك بفضل أنها مزودة ببنية تحتية متطورة للرعاية الصحية ومرافق علاجية فاخرة. لذا، يسافر العديد من الأشخاص من دول الخليج العربي وخاصةً من السعودية والكويت والبحرين وقطر لدبي لإجراء تلك الجراحات التجميلية. كما أن سمعة المدينة التي تجمع بين التميز الطبي والخبرة المميزة جعلها الوجهة الأمثل والأنسب لأولئك الراغبين في إجراء عمليات تجميلية بجودة عالية.
وأوضح Nazmi Baycin قائلًا: “إن دبي مدينة تجمع بين التميز في المجال الطبي والانفتاح الثقافي، مما يوفر للمرضى فرصًا لتلقي رعاية على أعلى المستويات العالمية في بيئةٍ عالمية نابضةٍ بالحياة”.
توقعات بزيادة آفاق النمو
كانت الجراحة التجميلية في السابق من الأمور غير المتفق عليها من الناحية الثقافية، لكنها الآن تحظى بقبول كبير في منطقة الخليج العربي باعتبارها جزءًا من الرعاية الشخصية والذاتية. كما أن تغيير النظرة الموروثة لمعايير الجمال وشكل الجسم وتطور المشهد الاجتماعي والثقافي للمنطقة هو العوامل الأساسية للوصول إلى هذا التحول الذي طرأ على هذا المجال.
وأضاف الطبيب Baycin قائلًا: إن تزايد قبول المجتمع لهذه العمليات الجراحية قد قلل من وصمة العار المحيطة بها””. كما يعتبر المرضى اليوم تلك الجراحات التجميلية استثمارًا قيمًا لزيادة ثقتهم بأنفسهم وتحسين جودة حياتهم، ونتوقع أن يزداد هذا التوجه بشكل ملحوظ على مدى الأعوام المقبلة”.
يذكر أن Dr. Nazmi Baycin هو جراح تجميلي بارز في دبي، مشهور بخبرته في مجال عمليات التجميل لإعادة نضارة الوجه وعمليات الثدي ونحت القوام وتجميل الأعضاء التناسلية. كما أنه مبدعٌ بتوفير وتقديم أفضل النتائج الطبيعية والمخصصة لكل عميل بخبرةٍ تزيد عن 25 عامًا في مجال الجراحات التجميلية.