آخر جمعة من رمضان.. أزهري عن زكاة الفطر: كل الأقوال الفقهية لها أدلتها
تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT
قال الشيخ صفوت عمارة، من وعاظ الأزهر الشريف، في آخر جمعة من رمضان، إنَّ زكاة الفطر واجبة على كل مسلم يملك زيادةً عن قوته وقوت من تلزمه نفقته يوم العيد وليلته، ويجب إخراجها قبل صلاة عيد الفطر بمقدار صاع من غالب قوت البلد.
آخر جمعة من رمضان.. تعرف على أبرز ما ورد فيه من مواعظ وإرشادات آخر جمعة من رمضان.. وزير الأوقاف يشكر السيسي على العناية ببيوت الله
واستشهد صفوت عمارة، خطبة آخر جمعة من رمضان، بحديث عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما، قال: «فرض رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم زكاة الفطر صاعًا من تمرٍ، أو صاعًا من شعيرٍ على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة» [البخاري ومسلم].
وأضاف «عمارة»، خلال خطبة آخر جمعة من رمضان، أنَّ زكاة الفطر شرعت لتطهير الصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين وإغناءًا لهم عن السؤال يوم العيد، وإدخال السرور عليهم، حتى يفرح الفقراء والمساكين من المسلمين في العيد مثلما يفرح الغني، وقد قال النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: «أغنوهم في هذا اليوم عن السؤال» [البيهقي في الكبرى، والدار قطني في سننه].
وأشار صفوت عمارة، إلى أنَّ الدين جاء لتحقيق المصلحة؛ فأينما وجدت المصلحة فثمّ شرع اللَّه، ومن مقاصد الزكاة عُمومًا والفطر خُصوصًا تكافل المسلمين وتعاونهم ودعم مساندة الأغنياء للفقراء والشعور بحاجاتهم والسعي للتخفيف عنهم؛ فيجب التحري والبحث عن مصلحة الفقير بما يعود عليه بالنفع سواءً كان طعامًا أو مالًا؛ فحاجة الناس تختلف في كل زمان ومكان، والأمر في هذه المسألة واسع، ولننح الخلاف جانبًا، وليخرج كل مسلم زكاته بما اطمأنت إليه نفسه وناسب ظرفه وحاجة الآخذين لزكاة الفطر؛ فكل الأقوال الفقهية معتبرة ولها أدلتها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: زكاة الفطر وعاظ الأزهر صفوت عمارة يوم العيد صلاة عيد الفطر آخر جمعة من رمضان زکاة الفطر
إقرأ أيضاً:
"الإسلام وعصمة الدماء".. الجامع الأزهر يحذر الطغاة من مواصلة استباحة دماء المسلمين
عقد الجامع الأزهر الشريف، حلقة جديدة من ملتقى "الأزهر للقضايا المعاصرة" تحت عنوان: " الإسلام وعصمة الدماء"، وذلك بحضور، الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، والدكتور عبد الفتاح العواري، العميد الأسبق لكلية أصول الدين بالقاهرة، والدكتور عبد المنعم فؤاد، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، والمشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري بالجامع الأزهر.
قال الدكتور عبد الفتاح العواري، إن من يستقرئ آيات القرآن الكريم ويُيمم وجهته شطر سنة النبي ﷺ، سيجد الكثير من التحذيرات الشديدة والوعيد لمن تسول له نفسه أو يزين له الشيطان سوء عمله، ويقدم على مجرد التفكير في قتل النفس المعصومة.
وتابع الدكتور العواري: فحينما نبحث في أصول الإسلام والشريعة الغراء، لا يمكن أن نجد قاعدة واحدة أو حديثًا واحدًا يأمر بالقتل أو القتال، وينتهك عصمة الدماء، بغض النظر عن معتقد الإنسان أو ملته أو دينه أو عرقه، لأن النفس كرمها الله سبحانه وتعالى، كما قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ}.
واسترسل: هذا يدل دلالة صريحة على أن القاعدة الكلية في شريعتنا هي السلام، والسلام يعني الأمان الذي يُمنح للنفوس لتتحقق لها الحياة الآمنة دون ترويع، فقد نهى الإسلام عن الترويع وتهديد الآمنين، مما يؤكد على أهمية قيمة النفس البشرية، وقد وضع النبي ﷺ الميثاق الأول لحقوق الإسلام قبل مجيء المواثيق الأخرى ودعا إلى عصمة النفس وعصمة الدماء، فقال ﷺ "من حمل علينا السلاح فليس منا، ومن غشنا فليس منا"، وقوله ﷺ: "أيها الناس إن دماءكم وأعراضكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا".
واسترسل العميد الأسبق لكلية أصول الدين قائلًا: إن الإسلام دين الأمن والسلام، الذي يفرق بين الحق والباطل، ويحترم العهود والمواثيق، ويُعلي من قيمة عصمة الدماء، والسلام هو القاعدة الأساسية لدى الإسلام والمسلمين، والحرب استثناء، ولكنها موجهة لمن اعتدى على المسلمين أو أراد إخراجهم من ديارهم، قال تعالى{ وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}، وفي آية أخرى قال تعالى{فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ} فالإسلام يحرم الاعتداء على النفس، ويدعو إلى عصمة الدماء، ولم يقف عند المسلمين فقط، بل حرم دم كل إنسان، لأن المولى عز وجل كرم النفس البشرية.