نايف القانص: السياسة الضائعة سبب انعدام مقومات السلطة في اليمن
تاريخ النشر: 28th, July 2023 GMT
نايف القانص لا تمارس السلطة في الفراغ و خارج الإطار الإجتماعي الذي يحدد مكانها وزمانها، ونحن نعيش ضمن جغرافيا الجمهورية اليمنية في شبهة الجزيرة العربية الحاضن للمكون الإجتماعي المتنوع قبلياً ومذهبياً، علينا التعايش مع الزمن الذي نحن نعيش فيه لأننا جزء من هذا العالم المتقدم الذي يعيش في القرن الواحد المحكوم بالتكنولوجيا، وأن نرتبط به ونتعايش معه ضمن سياسة تحفظ لنا أمننا واستقرارنا واستقلال قرارنا السيادي وتبادل المصالح المشتركة، ونبتعد عن استنساخ الماضي وجلب قوانين عفى عليها الزمن وعهود ما قبل 1400عام تلك أمم ذهبت بخلافاتها وحساناتها وسلبياتها ما علينا هو الإستفادة من التجارب الماضية لتجاوز الهفوات أما أن تستجلب الماضي وخلافاته ونضع المجتمع خارج الواقع المعاش والعالم الذي يتناوله بين يديه بلمسة زر فهو خروج عن المنطق بل عن العالم كله، الأمر الذي قادنا إلى هذا الصراع والتناحر والتخلف والإهتمام بسفاسف الأمور و بالقضايا ذات الخلافات الدائمة والإبتعاد عن القضايا الجامعة التي من شأنها أن تكون منطلقاً لرأب الصدع ونبذ الخلافات.
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
11 فبراير.. نهايةٌ بتسوية مبادِر عدوّ
محمود المغربي
يمكن للدول والشعوب أن تستوردَ القمح السكر الأدوية السيارات وأي شيء آخر أما ثورة فهذا غير وارد؛ كون الثورات منتجًا محليًّا، لا تستورد بل تُصنَع في الداخل.
وأعتقد أن ما حدث في 11 فبراير هو استيراد ثورة، ومن غير المعقول أن نسمِّيَ شيئًا مستوردًا بالوطني، كما أن الثورات تكون عفوية وغير مستنسخة ونقية لا تعرف الكذبَ والخداع والتزوير بعكس ما حدث في ساحات 11 فبراير من تزوير وكذب وخداع لم تشهد اليمن له مثالًا.
والأهم من ذلك أن الثورة تغييرٌ شامل وجذري وانقلاب على ما كان سائدًا وغير قابلة لتدوير من خرج عليهم الشعب وأسقطتهم الثورة بعكس ما انتهت به أحداثُ 11 فبراير تسوية ومبادرة جاءت من الخارج ومن بلد كان جزءًا من المشكلة ومعاناة اليمن وأبنائها وسببًا في سخط وخروج الناس في 11 فبراير.
مبادرةٌ أعادت تدويرَ رموز النظام وتوزيع السلطة والنفوذ عليهم، بل تم تسليمُ مقاليد البلاد لمن هم أكثرُ فسادًا وظلمًا وفشلًا وتابعيةً للخارج من رموز النظام السابق الذي كانوا هم سببًا في سخط وخروج الناس عليهم إلى الساحات.
هذا الأمر قد خلق سخطًا وقهرًا في نفوس أبناء الشعب اليمني وعدم رضا عما وصلت إليه الأمور، ودافعًا لما حدث بعد ذلك من خروج شعبي في 21 سبتمبر 2014 للتعبير عن رفضهم لما حدث من انقلاب على 11 فبراير وتصحيح المسار وتحقيق أهداف وطموحات من خرجوا بعفوية وصدق ووطنية في 11 فبراير 2011م، وقد تحقّق لهم وللوطن ما كان يحلم به كُـلّ أبناء الشعب اليمني وهو الإطاحة بكافة رموز النظام السابق وكل من هيمن على السلطة والثروة لأربعة عقود.
ثورةٌ مسحت كُـلّ الوجوه الفاسدة والفاشلة والعميلة من ذاكرة الشعب اليمني ومن صفحات التاريخ وطمست معالم حقبة مهينة متسمة بغياب الدولة والقانون والعدل والمساواة وبتسلط وعنجهية وغطرسة بيت الأحمر وشلة قليلة هي أسوأ ما عرفت اليمن وسادت فيها ثقافة الفساد وصعد فيها كُـلّ فاشل ومتسلق وتم أقصى وتهميش كُـلّ صادق ومؤهل ووطني وأغلب أبناء الشعب اليمني.
المصيبة أن هناك من يحن لتلك الفترة ومن يرغب في عودة تلك الوجوه وتلك الحقبة واللطخة السوداء في تاريخ بلادنا وشعبنا والتي لا نزال نعيش تبعاتها وندفعُ ثمنها حتى اليوم.
صحيح أن ما جاء بعد ثورة 21 سبتمبر كان سيئًا من نواحٍ وأن المواطن لم يلمسْ تغييرًا كاملًا -أو حتى كبيرًا- وهذا أمرٌ طبيعي؛ نتيجة ما أحدث أُولئك الفاسدون من تدمير في جسد الوطن وَبنية الدولة والمجتمع وفي أخلاقيات وثقافة الناس، وهي أمور يصعُبُ إصلاحُها ومعالجة آثارها في يوم وليلة، كما أن الفرصة لم تُتَحْ لمن جاء بعدهم لإصلاح ذلك وإحداث تغير يلمسه الناس نتيجة محاولات الخارج استعادة ما فقدوا من مصالحَ وهيمنة على بلادنا ورغبتهم في إعادة أدواتهم العفنة إلى السلطة بكل الوسائل، ومن تلك العوائق العدوان على بلادنا والحصار والحروب الاقتصادية والثقافية والإعلامية، بالإضافة إلى محاولات رموز تلك السلطة والمنتفعين منهم استعادة ما فقدوا من سلطة ومصالح وجاه ودخل مادي كبير وغير مشروع وكل هذا أشغل من جاء عن محاولات الإصلاح والنهوض بالوطن وزاد من معاناة الناس لكن كُـلّ ذلك سيتغير بوجود قيادة صادقة ووطنية.