5 أبريل، 2024

بغداد/المسلة الحدث: يضع الكاتب والمحلل السياسي على مارد الاسدي يده على حقيقة مريرة للكثير من العمال في القطاع العام، ليس فقط في العراق ولكن في العديد من الدول حيث البيروقراطية المفرطة ونقص الشفافية والمساءلة. تلك الظاهرة تعود جذورها إلى فترات من الاستبداد والدكتاتورية حيث كانت السلطة تمارس بلا حدود وبشكل مطلق، وهذه السلوكيات تظل موروثة ومتفشية في المؤسسات حتى بعد تغيير الأنظمة.

في ظل هذا الوضع، يصبح من الصعب على العمال الدفاع عن حقوقهم والتصدي للظلم والتعسف الذي يتعرضون له، خاصةً عندما يكون المعتدي أو المتسبب في الظلم أعلى مرتبة أو له نفوذ وعلاقات داخل المؤسسة. يصبحون تحت تهديد بفقدان وظائفهم أو تعريضهم لمزيد من الضغوط والتنمر.

وكتب علي مارد الأسدي:

كثيرًا ما تصلني رسائل تتضمن شكاوى مريرة لموظفين يعانون الأمرين من ظلم وتعسف وتحامل يصل لحدود (الترصد الشخصي)، يقع عليهم، ويسمم بيئة عملهم، من قبل بعض المسؤولين الأعلى منهم في الوظيفة المدنية أو العسكرية.

وهنا لا أتحدث عن حالات فردية في سوء إستغلال السلطة، بل عن ظاهرة سلوكية مقيتة، متفشية وموروثة في دوائر الدولة منذ عهد الإستبداد والدكتاتورية، وهي تُمارس في الغالب تحت غطاء تطبيق القانون والصلاحيات الممنوحة للمسؤول، الذي يعمل، من دون أن يترك ما يدل على جوره أو إنحيازه، كل ما من شأنه محاصرة وخنق من يستهدفه، في العمل من أجل إذلاله وتركيعه، أو لدفعه على القيام برد فعل متهور يدينه بخرق القانون، أو لإرغامه على طلب النقل أو الإستقالة.

أن الرسائل التي تصلني في هذا الباب كثيرة، ومؤلمة، أحاول المساعدة فيها على قدر إستطاعتي، لكني اليوم، وبدافع من الشعور بإستفحال هذه الظاهرة، أطالب الحكومة العراقية أن تُنشأ دائرة رقابية، ذات صلاحيات واسعة، متخصصة في تحسين بيئة العمل، ومتابعة ومعالجة شكاوى الموظفين والمتعاقدين في جميع وزارات ودوائر الدولة، شرط أن لا تخضع في عملها للسياقات والمخاطبات الرسمية البيروقراطية، لأنها ستعيدنا لنقطة الصفر، وتفاقم المشكلة، بعد أن تصل وتنتهي مرة أخرى بيد المسؤول المشكو منه نفسه، أو الجهة المرتبط بها إداريًا، والداعمة له في العادة. وحينها لن يألوا جهدًا في الإنتقام من الموظف المسكين بكل ما يقع تحت يده من سياقات وأوامر وأدوات قانونية.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

الطرق الحديثة للوقاية من مخاطر بيئة العمل.. دورة تثقيفية بنقابة العامين بالبناء والأخشاب

نظمت النقابة العامة للعاملين بالبناء والأخشاب، برئاسة عبد المنعم الجمل، رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، دورة تثقيفية حول الطرق الحديثة للوقاية من مخاطر بيئة العمل.

وشهد مركز التدريب المهني المتطور التابع للنقابة العامة، فعاليات الدورة التثقفية على مدار يومين، ضمن خطة شعبة السلامة والصحة المهنية، لرفع كفاءة العاملين في قطاع صناعات الأسمنت.

قدم الدورة المهندس أيمن خليفة، مدير معهد السلامة والصحة المهنية بمدينة 6 أكتوبر، والمهندس محمد أبو الوفا أبو زيد، مدير عام بوزارة القوى العاملة والهجرة سابقا، بمشاركة ممثلين عن للعاملين في عدد من شركات الأسمنت.

وأوضح طلعت أبو المكارم، مسئول شعبة السلامة والصحة المهنية بالنقابة العامة للعاملين بالبناء والأخشاب، أن الشعبة حريصة على رفع كفاءة العاملين في القطاعات التي توجد بها مخاطر من أجل تأمين بيئة العمل، وتقليل الخسائر سواء المادية أو البشرية.

وأشار أبو المكارم، إلى أن الشعبة تتابع مع كافة اللجان النقابية للعاملين بقطاعات صنع مواد البناء، مدى الالتزام بمعايير السلامة والصحة المهنية، لتوفير على مناخ آمن للعمل.

وأكد أن الاهتمام بملف السلامة والصحة المهنية، ينص عليها قانون العمل، ويلزم بها مجالس إدارات الشركات، بما يؤمن بيئة العمل من ناحية، وكذلك انتظام عمليات الإنتاج وزيادتها من ناحية أخرى.

وخلال الدورة التثقيفية، تم التحذير من التراخي في الالتزام بمعايير السلامة والصحة المهنية، لاسيما في الأعمال بالغة الخطورة في قطاع التشييد والبناء.

وتم التأكيد على أن الاهتمام بملف السلامة والصحة المهنية داخل المنشآت، يأتي تنفيذا لما نص عليه القانون والاتفاقيات الدولية، فضلا عن الحد من زيادة الأمراض المهنية، والحفاظ على الأشخاص والممتلكات.

واتفق المشاركون على أهمية التدريب المستمر لرفع كفاءة إدارات السلامة والصحة المهنية في مواقع العمل، من أجل توفير بيئة عمل مؤمنة ضد المخاطر، بما يحافظ على سلامة العاملين والمنشآت، وانتظام عمليات الإنتاج.

اقرأ أيضاًوزير العمل يلتقي وفدًا من النقابة العامة للسيارات السعودية

وزير العمل يستقبل وفدا من النقابة العامة للعاملين بالبترول والكيماويات الأردنية

مقالات مشابهة

  • «تنسيقي الموارد البشرية» يناقش تعزيز بيئة عمل داعمة للأسرة
  • بيئـة عمـل لا تنصـف البعـض !
  • العراق على أعتاب انتخابات 2025… بداية جديدة أم تكرار للتجارب السابقة؟
  • البناء والأخشاب تنظم دورة تثقيفية للوقاية من مخاطر بيئة العمل
  • العفو العام: فرصة انتخابية ذهبية للأحزاب السنية في العراق
  • الطرق الحديثة للوقاية من مخاطر بيئة العمل.. دورة تثقيفية بنقابة العامين بالبناء والأخشاب
  • يمارس مهنة الطب دون ترخيص... أمن الدولة في البقاع تدهم منزل سوريّ
  • خبير قانوني يوضح حصانة رؤساء الدول وفق القانون الدولي
  • القانون الدولي يرفض مشروع ترامب بتهجير الفلسطينيين
  • كردستان يتهرب من القانون… والنفط العراقي يُباع في الأسواق السوداء!