اسيا العتروس تبقى القمة الروسية الأوكرانية التي تفتتح أشغالها اليوم الخميس بمدينة سان بطرسبرغ فرصة أمام بوتين لاختراق سياسي استراتيجي يحتاجه في هذه المرحلة في خضم الحرب في أوكرانيا وتفاقم القيود والضغوط والعقوبات المفروضة عليه من الغرب ولكنها تبقى أيضا، وهذا المهم، المشاركة بالنسبة للدول الإفريقية اختبارا مصيريا للنوايا الروسية قد تتضح نتائجها بعد القمة .

. وقد استبق الرئيس الروسي بوتين افتتاح أشغال القمة الروسية الإفريقية بمقال مطول على أعمدة صحيفة الأهرام المصرية ضمنه نظرته للعلاقات الروسية الإفريقية وتطلعاته المستقبلية لهذه العلاقات إلى جانب تطمينات لدول القارة بتزويدها بما تحتاجه من القمح دون حاجة للقمح من أوكرانيا فضلا عن تنديده بما وصفه بضغوط أمريكية لحث دول إفريقية على عدم المشاركة في النسخة الثانية من المنتدى الروسي الإفريقي الذي يعقد في مدينة سان بطرسبرغ الروسية على مدى يومين. ولعله من المهم وقبل الوقوف عند الاجندا المعلنة لهذه القمة الإشارة إلى أن القمة تأتي في خضم الحرب المسعورة بين روسيا وأوكرانيا بعد نحو أسبوعين على قمة الحلف الأطلسي المنعقدة في العاصمة الليتوانية فيلنيوس وبيانها الختامي الذي جعل روسيا على رأس المخاطر التي يواجهها الغرب وإعلان موسكو بعد ساعات من ذلك عن التوقف عن العمل باتفاقية تصدير القمح بكل ما يعنيه ذلك من تداخل وتشابك في لعبة المصالح ومن تنافس لا يخفى على مراقب بين القوى الكبرى وتحديدا روسيا وأمريكا والصين على القارة السمراء حيث يمثل تواجد قوات فاغنر هاجسا إضافيا للغرب .. -قبل قمة “البريكس” ولاشك أن قمة سان بطرسبرغ وهي الثانية من نوعها بعد قمة سوتشي الأخيرة في أكتوبر 2019 ستكون بمثابة المحرار للعلاقات الروسية الإفريقية مع تواتر بعض الأنباء عن تخلف جنوب إفريقيا عن القمة لاسيما وأن جوهانسبورغ يفترض أن تحتضن قمة “البريكس” المنتظرة نهاية شهر أوت القادم ويبدو أن جنوب إفريقيا اختارت تجنب الإحراجات وأوعزت لموسكو بعدم مشاركة الرئيس بوتين في قمة “البريكس” لتفادي المواجهة مع الجنائية الدولية التي أصدرت قرارا بملاحقة بوتين بتهمة ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا في حق الأطفال.. ورغم أن جنوب إفريقيا ليست عضوا في الجنائية الدولية فقد استشعرت ربما ضغوطا امريكية وأوروبية وأبدت بشكل أو بآخر عدم استعدادها لاستقبال الرئيس بوتين الذي أعلن أنه يشارك في القمة “البريكس” عن بعد .. وبالعودة إلى قمة سان بطرسبرغ التي تأتي أيضا بالتزامن مع أنباء عن انقلاب عسكري في النيجر احد أفقر هذه الدول، فان الدول التي ستتخلف عن اللقاء بدأت تتضح، ولكن في المقابل فان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي تربطه علاقات متينة بواشنطن أكد مشاركته في القمة. -أكثر من رسالة لأكثر من طرف وتعول روسيا على الحدث لتوجيه أكثر من رسالة لأكثر من طرف في الداخل وخاصة في الخارج بان موسكو ورغم كل ضغطات الحرب لديها شركاؤها وحلفاؤها في إفريقيا وآسيا، وبالتزامن مع افتتاح القمة اختارت موسكو توجيه وزير دفاعها إلى بيونغ يانغ للتأكيد على أهمية الشراكة مع كوريا الشمالية التي تبقى في خط المواجهة مع واشنطن وكوريا الجنوبية واليابان بسبب برنامجها العسكري النووي الذي تعتبره دول المنطقة خطرا قائما على شعوبها، ويعد المنتدى الاقتصادي الروسي الإفريقي حدثا فريدا من نوعه في علاقات روسيا مع دول القارة الإفريقية، والأرجح أن ملفات عديدة اقتصادية وتجارية وأمنية أيضا ستكون أمام الزعماء الأفارقة في القمة، في مقدمتها تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على بلدان القارة، حيث تعقد القمة في توقيت بالغ الحساسية، وتلقي الحرب بظلالها على الدول الإفريقية والدول الأكثر احتياجا منها حيث أدت لارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود، فضلا عن إنهاء روسيا العمل بصفقة الحبوب في 18 جويلية وسحب ضماناتها بسلامة الملاحة في البحر الأسود وإغلاق الممر الإنساني البحري لمرور الحبوب الأوكرانية. وعشية افتتاح القمة الروسية الإفريقية أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تمسّك روسيا بمواصلة تطوير العلاقات مع البلدان الإفريقية، وحفز التجارة والاستثمار معها، ومساعدتها في مكافحة الفقر وتعزيز سيادتها. وحسب روسيا اليوم قال بوتين في كلمة ترحيبية بالمشاركين والضيوف في المنتدى الاقتصادي والإنساني الروسي – الإفريقي في سان بطرسبرغ: “التعاون مع إفريقيا بلغ في السنوات الأخيرة مستوى جديدا، وتعتزم روسيا تطويره لحفز التجارة والاستثمار والعمل معا على حل قضايا بينها مكافحة الفقر، وضمان الأمن الغذائي، ومحاربة التغير المناخي”. كما أكد أن روسيا ستواصل مساعدة البلدان الإفريقية في تعزيز سيادتها ومشاركتها النشطة في حل القضايا الإقليمية والدولية. وقال: “بالطبع، سنواصل مساعدة الشركاء الأفارقة بكل الطرق الممكنة في تعزيز السيادة الوطنية والثقافية لبلدانهم، وتطوير مشاركتها في حل القضايا الإقليمية والدولية”. وأشار بوتين إلى أن إفريقيا أصبحت اليوم أحد أقطاب العالم المتبلور متعدد الأقطاب، مؤكدا دعم موسكو لتطلعات الدول الإفريقية نحو الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والتقدم. شعار القمة سيكون تحت شعار “التنمية السيادية” بحلقة نقاش بعنوان “روسيا وإفريقيا: شراكة من أجل السيادة الغذائية”. الجانب الروسي يحاول استباق الأحداث وطمأنة الدول الإفريقية بأن بلاده تعتزم تقديم حلول لمشاكل الغذاء للدول الأفريقية في ظل إنهاء العمل بصفقة الحبوب وهو الملف الأكثر حساسية والأكثر أهمية للدول المشاركة التي تعاني أزمات مالية واقتصادية متفاوتة حيث صدرت روسيا في الأشهر الستة الأولى من هذا العام قرابة 10 ملايين طن من الحبوب رغم العقوبات المفروضة على صادراتها وفى عام 2022 نحو 11.5 مليون طن من الحبوب إلى إفريقيا. بلغة الأرقام فان المبادلات التجارية بين روسيا والدول الإفريقية ارتفعت في 2022 إلى قرابة 18 مليار دولار، رقم متواضع يراهن الجميع على تعزيزه ومضاعفته وفتح شراكات جديدة لتجاوز الأزمات القائمة بعد تداعيات أزمة كوفيد وما أفرزته الحرب الروسية في أوكرانيا..، يقول بوتين عشية افتتاح القمة “أن الشركات الروسية تولي اهتماما كبيرا للعمل في القارة الإفريقية ضمن مجالات عديدة بينها التكنولوجيا المتطورة والاستكشاف الجيولوجي، وكذلك قطاع الوقود والطاقة، بما فيها النووية”. -ضغوط أمريكية فرنسية لإعاقة القمة ولا يخفي الكرملين امتعاضه من الضغوط الأمريكية والأوروبية على القمة وفي هذا الصدد أعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أن كل الدول الإفريقية تعرضت لضغوط غير مسبوقة من الولايات المتحدة وفرنسا ودول غربية أخرى لإعاقة القمة الروسية – الإفريقية في سان بطرسبرغ. وقال بيسكوف للصحفيين “إن جميع الدول الأفريقية تقريبًا تعرضت لضغوط غير مسبوقة من الولايات المتحدة وفرنسا ودول غربية أخرى وهو أمر مدان، فالسفارات الفرنسية لا تزال تحاول منع هذه الدول من حضور القمة، والبعثات الغربية الأخرى تساهم بنصيبها في هذا الجهد لإعاقة هذه القمة، وخفض تمثيل الدول الأفريقية فيها. وترفض روسيا الاتهامات الفرنسية لها بمعاداة فرنسا وتعتبر أن ضعف فرنسا وتراجع موقعها ونفوذها في إفريقيا مرده سياستها الاستعمارية وفقدانها نفوذها السياسي والاقتصادي. المسؤول الروسي يقول “إن لم تستطع التعامل مع المشاكل الأمنية ومحاربة الإرهاب في هذه القارة وهذا هو السبب الرئيسي لضعف موقفها هناك. وأن الدول الإفريقية تبحث عن شركاء أكثر موثوقية ليس فقط من الناحية السياسية، ولكن أيضا من الناحية العسكرية للمساعدة في حل المشاكل الأمنية ومحاربة الإرهاب في إفريقيا”، وهو ما يعكس أيضا الصراع الروسي الغربي على إفريقيا والتنافس القائم لفرض موطئ قدم في القارة التي تمثل سوقا واعدة بحول 2050 تمثل مليار ونصف ساكن فضلا عن ثروات باطنية تغري القوى الإقليمية والدولية للتنقيب عنها والاستثمار فيها … والقمة الإفريقية الروسية على غرار القمة الأمريكية الإفريقية والقمة الصينية الإفريقية والقمة اليابانية الإفريقية والتركية الإفريقية تأتى في سياق سباق القمم الأفريقية لتنويع وتوسيع الشراكات تحسبا للتحديات المستقبلية وذلك رغم أن القارة السمراء تظل عنوان للكثير من المآسي والحروب والصراعات والمجاعات التي تدفع بالآلاف إلى قطع الصحاري والبحث عن طريق للوصول إلى الضفة الأخرى للمتوسط من أجل فرصة للحياة.. كما تأتى في سياق تداعيات الصراع بين روسيا والغرب واستمرار المخاض المعقد للنظام العالمي الجديد الذي تتناحر على رسمه واشنطن وموسكو باعتماد حروب بالوكالة … ويمكن أن تكون إفريقيا فرصة أمام بوتين للهروب من العزلة والعقوبات الدولية، وموطئ قدم، في ظل تداعيات الحرب على الدول الإفريقية التي تجد نفسها ضحية لهذا الصراع.. وربما يدفع الصراع بين روسيا والغرب أفريقيا أن تتحول إلى ساحة بديلة لفرص الاستثمار وشريكا استراتيجيا مطلوبا لروسيا والصين، واستبدال إفريقيا بأوروبا بسبب العقوبات المفروضة عليها على وقع العقوبات الاقتصادية الغربية على روسيا وتجميد الأموال والاستثمارات الروسية ومنع روسيا من المشاركة في الدورات الرياضية الكبرى ..  ويبدو أن روسيا تريد تعزيز موقعها في إفريقيا عبر استثمارات ضخمة في الغاز والنفط مع مصر والجزائر ليبيا علما وأن روسيا لديها عقود مهمة لاستخراج الذهب من السودان، ولديها قاعدة عسكرية في هذا البلد الذي تمزقه حرب الجنرالات منذ مائة يوم . -القمح الروسي لإنقاذ إفريقيا …  لاشك أن المحور الأساسي في القمة والذي يدفع الدول الإفريقية ويغريها بالمشاركة يرتبط أساسا بالأمن الغذائي والتزام روسيا بما وعدت به من تقديم لصفقات القمح للدول الإفريقية التي تراهن بذلك على تجاوز مجاعة وشيكة وهي مسالة إن تحققت فستمنح الشراكة الإفريقية الروسية دفعا مهما وتعزز موقع روسيا في القارة التي تستورد بـ50 مليار دولار غذاء في العام. وحسب ما تم تسريبه فان القمة ستعمل على وضع خطة عمل للفترة 2023/2026 لمجالات التعاون ذات الأولوية، حيث تهدف هذه الوثيقة إلى تطوير إمكانات التصدير لمنتجي السلع والخدمات الروس في سياق التعاون الروسي الإفريقي. كاتبة تونسية

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: الروسیة الإفریقیة الدول الإفریقیة القمة الروسیة فی إفریقیا بین روسیا فی القمة

إقرأ أيضاً:

هل يمكن لأوروبا تجنيد 300,000 جندي لردع روسيا ودون دعم أمريكي؟

مع استمرار الضغط على القوات المسلحة في جميع أنحاء أوروبا وتقييد ميزانيات الدفاع، هل يمكن للدول الأوروبية إعادة العمل بالخدمة العسكرية الإلزامية؟

اعلان

بعد الحرب الباردة، قلّصت الدول الأوروبية جيوشها بشكل منهجي، حيث علّقت دولٌ رئيسية مثل فرنسا خدمة التجنيد الإجباري كما انخفض حجم قواتها المسلحة - بنسبة 38% منذ التسعينيات وحتى اليوم.

وكانت الدول الوحيدة التي لم تعلّق الخدمة العسكرية الإلزامية هي النمسا وقبرص والدنمارك وإستونيا وفنلندا واليونان والنرويج وسويسرا وتركيا.

وقال الدكتور ألكسندر بوريلكوف، الباحث في جامعة لوفانا في لونيبورغ ليورونيوز: "الأمر الأكثر إلحاحًا الآن هو في الأساس وجود قوات كافية للحفاظ على تماسك الجبهة، ليس بالضرورة لمحاربة الروس، ولكن لإيصال رسالة ردع قوية".

وبحسب بوريلكوف فإن فحوى الرسالة سيكون: "إذا حاولتم إعادة ما فعلتموه في فبراير 2022، فلن تنجحوا" في إشارة إلى الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا.

بوريلكوف هو أحد المؤلفين المشاركين في دراسة مشترك لمركز أبحاث بروغل ومعهد كيل، والذي يقدر أن أوروبا ستحتاج إلى 300,000 جندي إضافي للدفاع عن نفسها، بالإضافة إلى 1.47 مليون عسكري نشط حالياً، بما في ذلك الموجودون في المملكة المتحدة.

وقال بوريلكوف: "في العامين الماضيين، وضع الروس اقتصادهم ومجتمعهم في حالة حرب"، وأضاف: "عندما يتم ذلك بشكل جماعي، فإن تعزيز القدرات الدفاعية مسألة في المتناول، خاصة إذا أخذنا النتائج بعين الاعتبار".

ويناقش الحلفاء في الناتو حاليًا كيفية تبني نهج مماثل، سواء من حيث العدة أو العديد، وبالتالي يصبح التجنيد الإلزامي جزءا من النقاش، حسبما صرح مسؤول في الناتو لـ Euronews، مضيفًا أنه من أجل ضمان الدفاع الجماعي الفعال في البيئة الحالية، هناك حاجة إلى المزيد من القوات لتنفيذ خطط الحلف.

وقال المسؤول نفسه: "إن كيفية تكوين هذه القوات، سواء باستخدام نظام التجنيد الإلزامي أو قوات الاحتياط أو أي نموذج آخر، هو قرار وطني سيادي يتتخذه الدول الأعضاء في الحلف".

Relatedشاهد: فيديو: روسيات يتظاهرن في موسكو احتجاجًا على التجنيد الإجباري لرجالهن في الجيش ارتفاع أسهم شركات الأسلحة الأوروبية وسط خطط لزيادة الإنفاق العسكريإعادة طرح التجنيد الإجباري في أوروبا مع تزايد خطر نشوب حرب مع موسكوالرئيس البولندي: على حلف الناتو زيادة الإنفاق العسكري إلى 3 في المائة على الأقل

لا يفرض التحالف العسكري عبر الأطلسي سياسات عسكرية وطنية، لكنه قد يلعب دورًا في تحديد إشارة الطلب وتسهيل الحوار بين الحلفاء. وأضاف المسؤول أن المناقشات حول أفضل الممارسات والدروس المستفادة والدور المحتمل للناتو في معالجة تحديات التجنيد وإبقاء الجنود في الخدمة، ستحتل مكانة رئيسية على جدول أعمال الحلف في الأشهر المقبلة.

في أعقاب الغزو العسكري الروسي لأوكرانيا، طبقت دول البلطيق مثل لاتفيا وليتوانيا نماذج مختلفة للتجنيد الإجباري لتعزيز قواتها المسلحة.

كما تخطط كرواتيا أيضًا لإعادة فرض الخدمة العسكرية الإلزامية هذا العام، وقد يتبعها المزيد من الدول، في الوقت اتحذر فيه أجهزة الاستخبارات من هجوم روسي محتمل على دولة عضو في الناتو في غضون خمس سنوات، إضافة إلى تزايد الشكوك حول التزام دونالد ترامب تجاه الحلف والأمن الأوروبي.

وفي إشارة إلى التجنيد الإجباري، وقوات الاحتياط المدربة تدريبًا جيدًا وفعالًا، قال بوريلكوف: "من أجل الحصول على جيوش مرنة قادرة على الصمود في المراحل الأولى من الصراع وعلى مواصلة القتال أيضا إذا لزم الأمر، من الضروري جدا أن تكون هناك قدرة على إدخال تغييرات على النظام من شأنها أن تزيد عدد الأفراد المتاحين وأن تعزز أيضا مرونة هذا النظام".

الدروس المستفادة من نموذج دول البلطيق

لدى فنلندا وإستونيا خدمة عسكرية إلزامية. وتستخدم الدنمارك وليتوانيا ولاتفيا نظام التجنيد الإلزامي القائم على القرعة، بينما تطبق النرويج والسويد خدمة إلزامية انتقائية.

لا يوجد حل واحد يناسب الجميع، لكن بحسب وثيقة صدرت في 2024، قال باحثو مركز كارنيغي أوروباإنه يمكن استخلاص الدروس من تجارب الشمال الأوروبي ودول البلطيق. فقد قدمت هذه الدول حوافز مختلفة لجعل الخدمة العسكرية أكثر جاذبية، بما في ذلك المزايا المالية وفرص العمل.

فعلى سبيل المثال، تقدم ليتوانيا دعمًا ماليًا لأولئك الذين ينضمون طوعًا إلى الخدمة العسكرية، بالإضافة إلى التوظيف والمساعدة التعليمية أثناء التجنيد وبعده. وتعمل قوات الدفاع الإستونية مع أرباب العمل في القطاع الخاص في برامج مثل التجنيد الإلكتروني للقوات، حيث يرسلون موظفيهم إلى الخدمة الإلكترونية لتحسين مهاراتهم ثم تطبيقها في وظائفهم.

اعلان

"تقول ليندا سلاباكوفا، الباحثة في مؤسسة راند أوروبا: "تمر الكثير من الجيوش بعملية إعادة النظر في الأدوار التي يجب أن تكون عسكرية صرفة وتلك التي يكون طابعها مدني، لأن طبيعة الحرب والأمن القومي تتغير.

ومع ذلك، لا يتفق الجميع على الحاجة إلى إعادة الخدمة العسكرية الإلزامية، وهو خيار مستحيل قانونًا في بعض البلدان، وغير معقول سياسيًا أو مستبعد عمليًا في بلدان أخرى.

وقالت سلاباكوفا ليورونيوز: "إذا نظرنا فقط إلى الجيش، نجد أن هناك الكثير الاحتياجات المتعلقة بالبنية التحتية للتدريب، لتمكين الناس من إجراء الفحوصات الطبية والتسجيل للتدريب والخدمة"، مؤكدة أن هذا النوع من البنية التحتية غير موجود في العديد من البلدان.

وأضافت: "إذا كان الهدف هو مجرد تحسين قدرات القوات المسلحة، أعتقد أن هناك الكثير من القضايا الأخرى التي يمكن أن تنظر فيها الدول قبل أن تبدأ في التفكير في شيء مثل إلزام الشباب بالانضمام إلى الخدمة العسكرية أو الخدمة المدنية".

اعلان

وقد وجداستطلاع للرأي أجرته مؤسسة غالوب العام الماضي أن 32% فقط من مواطني الاتحاد الأوروبي مستعدون للدفاع عن بلادهم في حالة الحرب.

وكانت الأرقام أقل من ذلك في الاقتصادات الكبرى في الاتحاد الأوروبي مثل إيطاليا وألمانيا وإسبانيا: إذ أن 14% فقط من الإيطاليين و23% من الألمان و29% من الإسبان قالوا إنهم على استعداد للقتال من أجل بلادهم في زمن الحرب.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية مقترح أوكراني لوقف إطلاق النار خلال المحادثات مع واشنطن في السعودية 337 مسيرة أوكرانية فوق سماء روسيا تخلف خسائر مادية وبشرية اعتقال رئيس الفلبين السابق دوتيرتي على خلفية جرائم القتل المرتبط بتجارة المخدرات أنظمة الدفاع الجويخدمة مدنيةدفاعأوروباجيشجندي- جنوداعلاناخترنا لكيعرض الآنNext مقترح أوكراني لوقف إطلاق النار خلال المحادثات مع واشنطن في السعودية يعرض الآنNext الاتحاد الأوروبي يبرم اتفاقًا رقميًا مع كوريا الجنوبية ومساعٍ لتعزيز التحالفات التجارية يعرض الآنNext التحقيق في مجازر الساحل: خطوة نحو العدالة أم مناورة لتجنب العقوبات؟ يعرض الآنNext العباءة.. من زيّ تقليدي إلى هوية رمضانية يعرض الآنNext تقرير صادم: 70% من النساء في باريس وضواحيها يتعرضن للعنف الجنسي في وسائل النقل العام اعلانالاكثر قراءة اعتقال رئيس الفلبين السابق دوتيرتي على خلفية جرائم القتل المرتبط بتجارة المخدرات زيلينسكي في السعودية: مقترح أوكراني لوقف إطلاق النار اتفاق بين دمشق و"قسد" وهذه أبرز بنوده 337 مسيرة أوكرانية فوق سماء روسيا تخلف خسائر مادية وبشرية "مجموعة أو دولة تقف وراءه".. إيلون ماسك يعلن عن هجوم سيبراني كبير على منصة "إكس" اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومسورياأوكرانياأبو محمد الجولاني دونالد ترامبفولوديمير زيلينسكيصوم شهر رمضانالذكاء الاصطناعيضحايابشار الأسدروسياالسعوديةفلسطينالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • الإعلام الأمريكي يشيد بالأسلحة الروسية التي تفوق قدرات قوات كييف
  • فاينانشال تايمز ترصد الاقتصادات الصاعدة التي ولدت خلال الأزمة المالية
  • هل يمكن لأوروبا تجنيد 300,000 جندي لردع روسيا ودون دعم أمريكي؟
  • بالفيديو.. خبير صحة عالمية: التلوث البيئي يزداد في الدول التي تعاني من الحروب
  • مبعوث ترامب يخطط لإجراء محادثات مع بوتين في روسيا
  • مصر تودع التصفيات المؤهلة إلى كأس «إفريقيا للمحليين»
  • مصر في المقدمة.. روسيا تزيد إمداداتها الزراعية إلى إفريقيا
  • رمز الوحدة الإفريقية..كيف صُممت قاعة إفريقيا في إثيوبيا لاستقبال عصر جديد؟
  • منتخب مصر يودع تصفيات المحليين بعد الهزيمة بثلاثية أمام جنوب إفريقيا
  • منتخب المحليين يتأخر 1-2 أمام جنوب إفريقيا في الشوط الأول