بيضون: على المنظمة الفرنكوفونية إعلان موقفًا واضحًا من الحرب
تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT
رعى وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال القاضي محمد وسام المرتضى ممثلا بالمحامي زياد بيضون، احتفالا اقامه اتحاد المترجمين الدوليين لتوزيع جوائز على الرابحين في مسابقة الترجمة "Traducteur en Herbe " بمناسبة شهر الفرنكوفونية في قاعة "مسجد الورد ملحم الحشيمي" في مدرسة "أفروس كولدج" تعلبايا، في حضور النائب بلال الحشيمي، ممثل المنظمة الفرنكوفونية في الشرق الأوسط السفير ليفون أميرجنيان، رئيسة اتحاد المترجمين الدوليين وديان مرتضى ودكاترة واساتدة وطلاب.
ممثل المرتضى
بعد النشيد الوطني، وتقديم من عريفة الاحتفال جوزيت ديباني، لمحة مختصرة عن الفرنكوفونية والاتحاد واهدافه، القى بيضون كلمة، قال فيها: "لقد شرفني معالي وزير الثقافة بتمثيله في هذ الحفل الكريم للسنة الثانية على التوالي، مع ما يميز المناسبة هذا العام من حيث المكان والزمان والحضور. ففي المكان نجتمع في بقاع الشهامة، في قطعة من وطننا الحبيب لبنان، تحتاج منا الحضور الدائم، فهي كانت خزان العروبة وخزان المروءة والتضحية والعطاء، واليوم هي خزان المقاومة بوجه كل غاصب ومحتل ومعتد، تقدم الشهيد تلو الشهيد على مذبح الوطن الجريح ولكنه المنتصر دوماً إن شاء الله. وفي الزمان، فهو زمان فلسطين، وحرب الإبادة الجماعية على أرضها على مرأى ومسمع من العالم كله، والذي لم يحرك ساكناً ولم تهتز له مشاعر كما ولم تسعفه مبادؤه الزائفة في حقوق الإنسان. وفي الحضور، فهو بحضور سعادة المدير العام للمكتب الإقليمي للمنظمة الفرنكوفونية في لبنان السفير ليفون أميرجنيان، الذي نرحب به ضيفاً عزيزاً في لبنان الحاضن الدائم وعلى مر الزمن للقيم الفرنكوفونية، ممثلاً المنظمة في شهرها ( شهر الفرنكوفونية )، هذه المنظمة التي تجاوزت مع الوقت البعد اللغوي الفرنسي، إلى الفضاء الإنساني والضمير الإنساني ومقاربة القضايا العالمية عبر احترام التنوع والمحافظة على ثقافات الشعوب المنتمية إلى هذه المنظمة ونصرة الحق ونصرة الإنسانية".
اضاف: "من هنا نجدد طلبنا، أن على المنظمة أن تعلنَ موقفًا واضحًا من الحرب التي تجري في منطقتنا، ويسقطُ ضحيتَها الإنسان وثقافته وتاريخه، فالمسألة هي مسألة إنسانية قبل أي بعد أخر، تتطلب صرخة مدوية في مواجهة عمليات الإبادة والقتل الجماعي والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكَبُ كلَّ دقيقة في غزة والمنطقة بأسرها، وعلى الأقل ملاقاة الشعوب التي هبت في كل دول العالم لإستنكار ما يحصل أقله بالكلمة والمظاهرات وذلك أقل الإيمان. وإلى إتحاد المترجمين الدوليين ورئيسته وأعضائه، أتوجه بالقول، إننا في لبنان اليوم، أحوج ما نكون إليكم، ليس لترجمة مطلوبة من لغة إلى أخرى، بل للأسف بتنا بحاجة لمن يترجم لغتنا إلى لغتنا، نعم بتا بحاجة، إلى ترجمة كل ما يحصل وكل ما نقوله بصدده وبشأنه، إلى من لا يريدون أن يفهموا، أن ما يتم القيام به، إنما هو وقبل كل شيء، لحماية لبنان ولرد العدوان عنه ولدثر كل أطماع في الإعتداء عليه. نقدم يومياً خيرة شبابنا، ليبقى لبنان، الوطن النهائي لجميع أبنائه، نعم لجميع أبنائه، ليس فقط لمن يُستشهدون دفاعاً عنه، فهم لم يطلبوا حقاً حصرياً به، بل يدعونكم إلى إحترام رغبتهم في الدفاع عنه ليكون أمنا للجميع بعزة وكرامة والله إن ذلك لأعظم جهاد ولأعظم ثقافة حياة".
وتابع: "إن الواقع يفرض نفسه، ولكن على الرغم من كل ما يحصل، نجدد التأكيد على أهمية دوركم وقد أثرت وزارة الثقافة ممثلة بشخص معالي الوزير على إيلاء نشاط الإتحاد كل إهتمام ، للإدراك التام ما للترجمة واللغات من أهمية في ثقافات الشعوب وفي تنمية هذه الثقافات، من هنا كان توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الثقافة اللبنانية وبين الإتحاد تطوير وتعزيز التعاون الثقافي، فبات الإتحاد بموجب هذا التفاهم معتمداً من قبل وزارة الثقافة في كل ما يتعلق بترجمة الكتب والرسائل والمخطوطات وكذلك في الندوات والمؤتمرات، فضلاً عن نشاطات تدريبية تساعد المترجمين والأساتذة بالحصول على إمتيازات تمكنهم وتخولهم الإنخراط في سوق الترجمة".
وقال: "هذا التعاون والتفاهم لم يكن ليتم، لولا إدراكنا لأهمية الترجمة في تطوير الثقافات ولولا إدراكنا أنها أمانة يجب ممارسة مهنة الترجمة بإلتزام تام بها، ولولا يقيننا وإيماننا أن وزارة الثقافة هي البيت الرحب للجميع على إختلاف أفكارهم وتوجهاتهم ضمن حدود الإطار العام للبنان بصفته بلداً للعيش المشترك وبلداً رافداً للثقافة لا بل مؤسسا فاعلاً في كل المنظمات الدولية ويعنينا منها ما له طابع ثقافي. نبارك لكم مناسبتكم وألف مبارك للفائزين وكل مناسبة وأنتم بألف خير".
اميرجنيان
ممثل المنظمة الفرنكوفونية في الشرق الأوسط السفير اميرجنيان، شدد فيه على دور المنظمة في دعم اللغة الفرنسية من خلال المشاريع والمسابقات، ولفت إلى "أهمية الفرنكوفونية وأن اعتماد اللغة الفرنسية كلغة أساسية وثانوية في كثير من البلدان هو خير دليل على أهمية اللغة الفرنسية لا سيما في البلدان العربية".
الحشيمي
ورحّب الدكتور الحشمي بالحضور في مدرسة الأفروس كوليج، وقال: "هذه الاحتفالية هي تكريم لمن مدَّ جسوراً بين الثفافات، فساهمت الكلمة بنقل المعرفة والثفاقة والحضارة، لذلك نستطيع أن نصف هؤلاء المترجمون على أنهم أمناء على الفكر. إن الترجمة ليست فقط نقل لعبارة أو نص بين لغة ولغة، لكنها في جوهرها نقل روح اللغة بما تحمل من عادات وتقاليد ومبادئ وأخلاق، فاللغة مفتاح الثقافة، وهي تفتح لحاملها آفاق التواصل مع الآخر، والاستفادة من تجاربه، كما أنها سفير البلدان الأكثر حضورا وتأثيرا".
وتابع: "لأننا نتحدث اليوم عن الفرنكوفونية، فإنه يسرني أن تعرفوا أن اللغة الفرنسية هي إحدى اللغات الأساسية التي نعلمها لطلابنا في مدرسة أفروس كوليج، مع اعتقادنا بأنها ستكون وسيلة لهم للمستقبل لفتح آفاق الدراسات العليا وتحصيل العلوم. اسمحوا أن أستغل الفرصة لأتوجه بالشكر الجزيل لاتحاد المترجمين الدوليين على هذه المبادرة القيمة برئاسة الدكتورة العزيزة وديان مرتضى في تكريم الرابحين في مسابقة الترجمة في مدرستكم أفروس كوليج، وهذا شرفٌ كبيرٌ لنا".
وديان
واعربت وديان مرتضى عن فخرها واعتزازها "بنجاح حلم اتحاد المترجمين الدوليين، انه حلم امرأة وصلت بتضافر جهودها وجهود زملائها في العالم العربي والعالم أجمع فكان الاتحاد نقطة تحول في عالم الترجمة واللغات من خلال كل ما يقدمه من لقاءات وورش عمل ومؤتمرات على صعيد لبنان والعالم العربي بمساندة الزملاء معنويا".
وقال: "إن سر النجاح هو بالإصرار والعمل. ولكن هذا العمل ما كان لينجح أيضا دون تضافر الجهود والدعم العائلي، ومن الأهداف ايضا كان الابحار في اللغة الفرنسية لنحث أولادنا على القراءة والكتابة والبحث في الثقافات الأخرى. لذلك كانت هذه المسابقة بهدف فتح المجال أمام المترجم الناشىء على اكتشاف موهبته لأننا نرى ونؤكد أن الترجمة هي فن من الفنون التي لا يتقنها إلا من كانت لديه الموهبة".
وفي الختام، أعلنت النتائج وتم توزيع الجوائز والشهادات على الطلاب المشاركين.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الفرنکوفونیة فی اللغة الفرنسیة وزارة الثقافة
إقرأ أيضاً:
إدارة بايدن تدرس إعلان ما يجري في السودان إبادة جماعية وفرض عقوبات على حميدتي وميليشيا الدعم السريع
قالت صحيفة بوليتيكو الاميركية، ان إدارة بايدن تقوم بجهود في اللحظة الأخيرة لمعالجة الحرب الأهلية المدمرة في السودان، والتي أصبحت واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية المستمرة في العالم.
ويدرس المسؤولون في الإدارة خطط لإعلان الفظائع في السودان إبادة جماعية وفرض سلسلة من العقوبات الجديدة على ميليشيا سودانية تسعى للسيطرة في الحرب، وفقًا لأربعة مسؤولين حاليين وسابقين مطلعين على الأمر تحدثوا لصحيفة بوليتيكو الاميركية.
تشمل هذه العقوبات استهداف قائد ما يسمى بميليشيا قوات الدعم السريع، محمد حمدان “حميدتي” دقلو، ومؤسسات أخرى تابعة لهذه القوات.
وقد اتهمت الولايات المتحدة كلًا من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بارتكاب جرائم حرب، ووجهت اتهامات لقوات الدعم السريع بتنفيذ تطهير عرقي.
ويدفع مسؤولون وخبراء آخرون من خارج الإدارة فريق بايدن لتعيين مسؤول رفيع من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية للإشراف على استمرار تدفق المساعدات الأميركية والدولية إلى البلاد التي دمرتها الحرب، في ظل استعداد واشنطن لتغيير السلطة بين إدارتَي جو بايدن ودونالد ترامب، وقد مُنح هؤلاء المسؤولون السرية لمناقشة المداولات الداخلية بحرية.
وتأتي هذه الجهود مع توجه وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى نيويورك يوم الخميس لعقد اجتماع رفيع المستوى للأمم المتحدة حول السودان ودفعت الولايات المتحدة قبيل الاجتماع، إلى إنشاء ممرات إنسانية جديدة إلى المناطق الأكثر تضررًا في السودان، بما في ذلك الخرطوم، عاصمة البلاد.
وتشكل هذه الإجراءات مجتمعة محاولة أخيرة من فريق بايدن لدفع تقدم في إنهاء الحرب الأهلية السودانية بعد جولات عدة من محادثات السلام الفاشلة وضغوط متزايدة من المشرعين الأميركيين والجماعات الإنسانية لفعل المزيد خلال الشهر الأخير للإدارة في السلطة.
ورغم أن الصراع في السودان يحصل على جزء بسيط من الاهتمام العام أو تمويل الإغاثة الإنسانية مقارنة بالحروب في الشرق الأوسط أو أوكرانيا، إلا أنه دفع الملايين إلى حافة المجاعة، كما أصبح برميل بارود جيوسياسي، حيث تتنافس قوى أجنبية، بما في ذلك السعودية وإيران ومصر والإمارات وروسيا، على النفوذ بين الأطراف المتحاربة، مما يطيل أمد الحرب ويزيد من حدتها.
وواجهت إدارة بايدن انتقادات حادة من مشرعين مثل السيناتور جيم ريش (جمهوري من ولاية أيداهو)، الرئيس القادم للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، لعدم اتخاذها خطوات كافية لمحاسبة الجهات المحركة للحرب الأهلية السودانية.
كما انتقدت منظمات حقوق الإنسان إدارة بايدن لعدم محاسبتها علنًا للإمارات العربية المتحدة على دورها في النزاع، وقد اتُهمت الإمارات، وهي شريك رئيسي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، على نطاق واسع بتمويل وتسليح قوات الدعم السريع التي تنفذ حملة من القتل الجماعي والاغتصاب في أنحاء السودان.
وقال السيناتور بن كاردين (ديمقراطي من ولاية ماريلاند)، الرئيس المنتهية ولايته للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، لصحيفة بوليتيكو “الولايات المتحدة بحاجة إلى فعل المزيد، وعلى الإمارات أن تتوقف عن تأجيج الصراع هناك”.
وقال كاميرون هادسون، الخبير في العلاقات الأميركية-الأفريقية بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن أي خطوات أخيرة تتخذها إدارة بايدن بشأن السودان قد “تعفي ترامب من اتخاذ تلك القرارات” وتمنح المشرعين الذين يركزون على النزاع فرصة “لاستخدام هذا كوقود لمواصلة الضغط على ترامب لمواصلة قيادة الولايات المتحدة بشأن السودان”.
وأضاف: “أي زخم يمكن أن يأتي من هذا يعد أمرًا جيدًا إذا تمكن من الانتقال إلى الإدارة القادمة”.
ويُنظر إلى إعلان الإبادة الجماعية أو الفظائع المتجددة كأداة سياسية مهمة لجذب انتباه المجتمع الدولي إلى الأزمة.
وذكر مسؤولان أن وزارة الخارجية ما زالت تناقش إعلان الإبادة الجماعية، والذي يتطلب مراجعات قانونية وتقنية داخلية مكثفة، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان بلينكن سيؤيد مثل هذا الإجراء.
وقد حذر خبراء الأمم المتحدة بالفعل من أن الصراع في السودان يشبه بشكل متزايد الإبادة الجماعية.
ورفضت وزارة الخارجية التعليق بشكل محدد على الأمر، قائلة إنها لا تناقش علنًا العقوبات أو القرارات الجديدة مسبقًا، وأضافت أنها تدفع من أجل وقف فوري للقتال وفتح ممرات إنسانية في السودان للوصول إلى أكثر المدنيين ضعفًا. كما رفض مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض التعليق.
صحيفة السوداني
إنضم لقناة النيلين على واتساب