قبلان: الحياد خيانة للدين والضمير وقضايا الإنسان والوطن
تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT
ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، توجّه فيها الى اللبنانيين بالقول: إن واقع لبنان من واقع المنطقة، ولا يمكن القبول بصهينة لبنان أو المنطقة، كما لا يمكن القبول بكسر ميزان الردع أو صهينته، والتطبيع مشروع خبيث هدفه صهينة المنطقة، إلا أن هذا المشروع يلفظ اليوم أنفاسه، وما تقوم به صنعاء كشف واشنطن والأطلسي عن أسوأ فشل وأعقد وضعية، ومعه بدت أكثر الجيوش العالمية تطورا عاجزة أمام صواريخ اليمن، وهذا يكشف التحولات الكبيرة في المنطقة، ويضع هجمات تل أبيب الانتقامية ضمن تكتيك إشراك واشنطن بالحرب بعدما فقدت تل أبيب ثقتها بنفسها، وهنا أقول: ما اقترفته تل أبيب على القنصلية الإيرانية في دمشق مجزرة إرهابية نوعية، وهي لن تمر دون عقاب مزلزل إن شاء الله".
واعتبر المفتي قبلان "أن يوم القدس يوم لأكبر قضية على الاطلاق وهو لحظة مفصلية للتحشيد وتثبيت استراتيجية المحور المقاوم وطبيعة معركة المصير، وواقع البلد من ميزان المنطقة المتقدم الذي لن نقبل فيه بوجود إسرائيل، وإسرائيل ثكنة مهزومة تعيش على ترسانة غيرها، ومعركة طوفان الأقصى أو طوفان الأحرار كشفت تل أبيب عن قوة صهيونية، كل سلاحها وذخيرتها وآلياتها أميركية وخارجية، توازيا مع اندفاع واشنطن والأطلسي لدعمها خشية الانهيار، ما يكشف تل أبيب عن قوة مهزومة، ولا بد من هزيمتها إن شاء الله تعالى".
وأكد "أن إسرائيل عدو مطلق، وأي تهور إسرائيلي سيقابل بعاصفة تطال بنيتها التحتية المدنية والعسكرية، بما في ذلك قطاع الطاقة ومختلف المحطات والهياكل الرئيسية في الكيان الصهيوني، ولبنان ليس حياديا اتجاه الكيان الصهيوني، ولن يكون حياديا أبدا، لأن الحياد خيانة للدين والضمير وقضايا الإنسان والوطن، والقتال السياسي جزء من القتال السيادي، وغزة محنة للضمير والعالم، ومع أي خطأ سترتكبه تل أبيب اتجاه لبنان ستنتقل الجبهة الجنوبية من جبهة إسناد الى جبهة مواجهة".
ولفت الى "أن المقاومة في لبنان قوة لا سابق لها، وحتما ما يمكن أن تقوم به المقاومة سيفاجئ المنطقة كلها. وللبنانيين أقول: لا خشية على لبنان، لأن ما تمتلكه المقاومة وما يحيط بها من سند والتفاف وطني لا ضمانة أكبر منه على الإطلاق، والمطلوب من القوى السياسية ملاقاة الثنائي المقاوم بتسوية رئاسية تليق بإنجازات وترسانة السيادة الوطنية".
وطالب المفتي قبلان الحكومة اللبنانية "بمعالجة شؤون البلد، خاصة مواضيع الفوضى والاحتكار والطبابة والتعليم والبنى التحتية، والأهم من هذا وذاك المطلوب منها الأمن ثم الأمن ثم الأمن، خاصة بالأنفاق والطرقات العامة، لأن البلد ينزف بسبب العصابات الاجرامية، ولا مبرر للفلتان الأمني أبدا، ولا يمكن انتشال البلد دون أمن قوي واستباقي وأسواق ممسوكة ويد لبنانية محمية، فالحل هنا يكمن بأمن قوي وأحكام قضائية متشددة، ولا عذر لأي مخفر أو مفرزة أو قطعة عسكرية لا تقوم بواجبها، ولا وظيفة وطنية أكبر من الأمن، فهناك مناطق القوى الأمنية والعسكرية تعرفها جيدا، يجب ضبطها لأن عصابات القتل والسلب تتعامل معها كملاذ تسويقي لعملهم الإجرامي، ويجب رفع اليد السياسية عن الأمن والقضاء، لأن الناس لم تعد تتحمل وحشية هذه العصابات، ولم تعد تتحمل الإهمال الوظيفي للقوى الأمنية والعسكرية والقضائية، ولم تعد تتحمل استخفاف القوى السياسية بأمنهم المجتمعي".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: تل أبیب
إقرأ أيضاً:
لبنان يقدم شكوى ضد إسرائيل إلى مجلس الأمن
قدم لبنان شكوى إلى مجلس الأمن الدولي بشأن الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ قبل نحو شهر.
وفي التفاصيل، قدمت وزارة الخارجية والمغتربين بواسطة بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك شكوى إلى مجلس الأمن الدولي تتضمن احتجاجا شديدا على الخروقات المتكررة التي ترتكبها إسرائيل لـ"إعلان وقف الأعمال العدائية والالتزامات ذات الصلة بترتيبات الأمن المعززة تجاه تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 والتي بلغت أكثر من 816 اعتداء بريا وجويا بين 27 نوفمبر و 22 ديسمبر 2024".
وأشار لبنان في الشكوى بحسب وزارة الخارجية أن الخروقات الإسرائيلية "من قصف للقرى الحدودية اللبنانية تفخيخ للمنازل تدمير للأحياء السكنية وقطع للطرقات تقوض مساعي التهدئة وتجنب التصعيد العسكري، وتمثل تهديدا خطيرا للجهود الدولية الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، كما أنها تعقد جهود لبنان في تنفيذ بنود القرار 1701 وتضع العراقيل أمام انتشار الجيش اللبناني في الجنوب".
وإذ جدد لبنان التزامه بالقرارات الدولية وتطبيق ترتيبات وقف الأعمال العدائية وأكد أنه تجاوب بشكل كامل مع الدعوات الدولية لتهدئة الوضع وما زال يظهر أقصى درجات ضبط النفس والتعاون في سبيل تجنب الوقوع مجددا في جحيم الحرب ودعا مجلس الأمن لا سيما الدول الراعية لهذه الترتيبات إلى إتخاذ موقف حازم وواضح إزاء خروقات إسرائيل والعمل على إلزامها باحترام التزاماتها بموجب إعلان وقف الأعمال العدائيّة والقرارات الدولية ذات الصلة" وفق وزارة الخارجية.
وطالب لبنان بتعزيز الدعم لقوات اليونيفيل والجيش اللبناني لضمان حماية سيادته وتوفير الظروف الأمنية التي تتيح له استعادة استقراره وعودة الحياة الطبيعية إلى جنوبه".
وأمس الاثنين، أفادت صحيفة "الأخبار" بأن رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي استدعى اللجنة الخماسية المكلفة بمتابعة اتفاق وقف إطلاق النار لبحث خروقات الجيش الإسرائيلي، وأنه طلب للمرة الأولى الاجتماع باللجنة "للتأكيد على أن ما يقوم به العدو الإسرائيلي في الجنوب من خروقات يسبب إحراجا للدولة اللبنانية التي وقعت قرار وقف إطلاق النار بوساطة أمريكية".
وأفادت مصادر مطلعة بأن "ميقاتي سيطلب من الجانبين الأمريكي والفرنسي الضغط على إسرائيل لوقف خروقاتها لأن استمرارها يعني انفجار الوضع في أي لحظة وسقوط الهدنة".
وفي 27 نوفمبر الماضي تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين "حزب الل"ه اللبناني وإسرائيل بعد أكثر من عام على تبادل الهجمات على الحدود.
في حين يواصل الجيش الإسرائيلي خرق اتفاق وقف إطلاق النار، حيث فجر وجرف عددا من المنازل والبساتين والممتلكات في عدة قرى وبلدات بجنوب لبنان.
إسرائيل تضغط لإدراج الحوثيين على قائمة الإرهاب وسط تصاعد التوترات
طالب وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، إلى البعثات الدبلوماسية الإسرائيلية في دول الاتحاد الأوروبي بضرورة الضغط على حكومات تلك الدول لإعلان جماعة الحوثيين في اليمن "منظمة إرهابية"، مشيرًا إلى أن عدة دول، بينها عربية، تصنّف الجماعة بالفعل ضمن قوائم الإرهاب.
وزعم ساعر، في رسالة نقلها موقع "والاه العبري"، أن الحوثيين يمثلون تهديدًا يتجاوز إسرائيل ليطال المنطقة والعالم، خاصة من خلال استهداف حرية الملاحة في أحد أكثر طرق الشحن الدولية ازدحامًا، واصفًا تصنيفهم كمنظمة إرهابية بأنه "خطوة أساسية وضرورية للمجتمع الدولي".
التوتر تصاعد بعد إطلاق الحوثيين صاروخًا باتجاه إسرائيل ليلة أمس دعمًا لغزة، ما أدى إلى تفعيل صفارات الإنذار في مناطق واسعة، منها تل أبيب. وأعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ قبل عبوره، بينما أُصيبت إسرائيلية بجروح خطيرة أثناء توجهها إلى ملجأ، وأصيب نحو 25 آخرين بجروح طفيفة نتيجة التدافع.
في سياق متصل، هدد وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بتوجيه ضربات قاسية لجماعة الحوثيين، مشيرًا إلى استهداف بنيتهم التحتية وقادتهم، على غرار العمليات التي نفذتها إسرائيل ضد قادة في غزة ولبنان وإيران. وأضاف كاتس أن إسرائيل سترد على أي تهديد موجه إليها من اليمن بضربات حاسمة.
تأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد تبادل الهجمات بين إسرائيل والحوثيين، بما في ذلك إطلاق صواريخ وطائرات مسيرة من اليمن، واستهداف إسرائيل لمحطات طاقة وكهرباء في صنعاء والحديدة، مما يعمق حالة التوتر في المنطقة.