بلينكن: على إسرائيل مضاعفة الجهود لحماية المدنيين في غزة
تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT
قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إنّ الولايات المتحدة ترحب بجهود إسرائيل الأخيرة للسماح بإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة، لكنه قال إن النجاح سيقاس بنتائج تحسن الوضع على الأرض، وأضاف بلينكن في كلمة إلى جانب زعماء دول الاتحاد الأوروبي في بلجيكا "يكمن الدليل حقًا في النتائج، وسنرى ذلك في الأيام المقبلة، وفي الأسابيع المقبلة".
وأوضح الوزير الأمريكي، خلال كلمته التي نقلت جزءا منها قناة القاهرة الإخبارية، أنه على الرغم من الخطوات المهمة التي اتخذتها إسرائيل للسماح بدخول المساعدات في غزة، فإن النتائج على الأرض غير كافية وغير مقبولة ويجب عليها مضاعفة حماية المدنيين.
أهالي غزة يعيشون في مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي وبحاجة إلى مساعدة إنسانيةوأشار إلى أنه أهالي غزة يعيشون في مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي وبحاجة إلى مساعدة إنسانية، وأولئك الذين يعملون بشكل بطولي لتوفير هذه المساعدة رغم تعرض حياتهم للخطر، معتبرًا أن الهجوم الرهيب هذا الأسبوع على المطبخ المركزي العالمي لم يكن أول حادث من هذا القبيل ويجب أن يكون الأخير.
وسلط "بلينكن" الضوء في كلمته على حديث الرئيس الأمريكي جو بايدن منذ فترة قصيرة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومناقشتهم الوضع في غزة، وأكد "بايدن" أن الضربات على العمال الإنسانيين والوضع الإنساني الشامل غير مقبول.
«باحث»: جهود مصر السياسية والإنسانية تحيي القضية الفلسطينية من جديديذكر أن محمد فوزي، الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات، قال إنَّ الجهود المصرية لدعم غزة بدايتها من قبل إندلاع الأزمة ولكن ثنايا الأزمة كانت كاشفة لأهمية ثوابت الدولة المصرية التي تؤكد عليها دائماً في سياستها الخارجية وهو دعمها للقضية الفلسطينية ورؤيتها للحل العادل على أساس حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وأضاف «فوزي»، في مداخلة هاتفية له ببرنامج «هذا الصباح»، مع الإعلاميين سمر الزهيري وهشام عبد التواب، والمُذاع على شاشة «إكسترا نيوز»، أنَّ إقامة دولة فلسطينية أمر في غاية الأهمية ليس للشعب الفلسطيني فقط أو استقرار الداخل الفسلطيني إنما لأمن المنطقة ككل.
وتابع: «الدولة المصرية تبنت في إطار تعاملها مع الأزمة الراهنة منذ 7 أكتوبر وحتى اليوم مقاربة متعددة الأبعاد، وهذه المقاربة لها شقين رئيسيين الأول سياسي والثاني إنساني».
وأكد: «الدولة المصرية تبذل العديد من الجهود لدعم القضية الفلسطينية على الصعيد السياسي، من مباحثات مكثفة ورسائل وثوابت أكدت عليها مصر في ثنايا مباحثاتها مع كافة الأطراف الفاعلة في هذا الملف، وكافة القوى الدولية والإقليمية».
وتابع: «في تقديري، المكسب الأهم من التحركات المصرية هو بناء سردية تؤكد على الحقوق الأصيلة للشعب الفلسطيني بما يعيد إحياء القضية الفلسطينية مرة أخرى بعد العديد من المتغيرات التي قادت إلى تراجعها خلال السنوات الأخيرة».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الاحتلال فلسطين غزة بوابة الوفد الوفد
إقرأ أيضاً:
القوة الخفية التي هزمت حميدتي ..!
منذ انطلاق الرصاصة الأولى في الخرطوم يوم 15 أبريل 2023، كان واضحاً أن محمد حمدان دقلو (حميدتي) لم يقرأ المشهد العسكري والسياسي جيداً، أو قرأه بعين الوهم لا ببصيرة الواقع وبواطن الحقائق.
راهن الرجل على انقلاب خاطف وسريع يمكنه من وضع السودان في قبضته، لكنه لم يدرك طبيعة القوة الخفية في الدولة السودانية، تلك الدولة التي تبدو في ظاهرها ضعيفة ومفككة وآيلة للزوال، وذات مؤسسات هشة قابلة للانهيار السريع، لكنها أثبتت مراراً أن لديها عناصر قوة خفية لا تظهر إلا في مواجهة التحديات الكبرى.
عناصر القوة الخفية في الدولة السودانية:
• قوة المجتمع في التناصر والتعاضد ومقاومة الظلم والعدوان.
• قوة المؤسسات العسكرية والأمنية في تراكم خبراتها، وعمق تأهيلها المهني ، وروح الثبات والصبر على تحقيق الأهداف، وهي سمات تميز ضباطها وجنودها.
• قوة وجسارة الشباب بمختلف انتماءاتهم السياسية في مواجهة التحديات والمخاطر، سواء في الحروب أو التظاهرات.
• مستوى الوعي السياسي القادر على فضح النوايا الشريرة المغطاة بالشعارات التجميلية.
• العمق التاريخي لنضالات الشعب السوداني، الممتد منذ الممالك المسيحية، مروراً بمملكة الفونج، والثورة المهدية، واللواء الأبيض.
ما فعلته قوات حميدتي أنها استفزت مكامن القوة الخفية في الدولة السودانية، فوجدت نفسها في مواجهة مختلف الطيف القبلي والجهوي والثقافي والسياسي والعسكري. ونتيجة لذلك، تشكّل تيار وطني عريض وغير مسبوق، عابر للانتماءات.
هذا التيار الوطني ضمّ:
• شيوخ ورجال الدين والطرق الصوفية مثل عبد الحي يوسف، شيخ الزين محمد أحمد، شيخ الكباشي، والمكاشفية، والختمية والجماعات السلفية ، وقساوسة كنيسة ماري جرجس وغيرهم.
• الفنانات مثل ندى القلعة، إيمان الشريف، ميادة قمر الدين وغيرهن.
• المفكرين من مختلف التيارات، من الإسلاميين مثل أمين حسن عمر، عبد الوهاب الأفندي، التجاني عبد القادر، وحسن مكي، إلى اليساريين والليبراليين مثل البروفيسور عبد الله علي إبراهيم، د. محمد جلال هاشم، د. عشاري أحمد محمود، د. معتصم الأقرع، د. صلاح بندر، والروائي عبد العزيز بركة ساكن وغيرهم.
• المقاتلين من الحركات المسلحة في دارفور، وقوات “كيكل”، و”برأوون”، و”غاضبون”، و”المستنفرين”، وشباب الأقباط، و”ميارم الفاشر”، و”مرابطات الشمالية ونهر النيل”، والشيخ موسى هلال.
كل هؤلاء وغيرهم تصدوا لحماية الدولة السودانية والدفاع عن وجودها.
حميدتي، الذي كان بالأمس شريكاً في السلطة، متمتعاً بقوتها ونفوذها، ظن أنه قادر على اختطاف الدولة، لكنه نسي أن القوة وحدها لا تكفي، وأن شرعية البندقية لا تدوم طويلاً. فالرهان على الدعم الخارجي، والتحالفات المصلحية، واستراتيجية “الأرض المحروقة”، لن يحقق له أهدافه، بل سيؤدي إلى عزله وإنهاء وجوده في الفضاء العام.
فشل مشروع انقلاب حميدتي على الدولة السودانية لم يكن مفاجئاً، بل كان حتمياً، لأن أي انقلاب يفتقر إلى عمق سياسي، ورؤية استراتيجية، وحاضنة شعبية، لا يعدو كونه مغامرة متهورة باهظة التكلفة.
منذ اللحظة الأولى، كان واضحاً أن حميدتي يخوض معركة بلا غطاء وطني، وبلا ظهير سياسي يمتلك الخبرة والذكاء، وبلا أفق بعيد. اعتمد على القوة اللحظية العارية، لكنه واجه الحقيقة القاسية: القوة الخفية في المجتمع كانت أكبر من قوته العسكرية.
اليوم، وبعد ما يقارب العامين من الحرب، لم يبقَ لحميدتي سوى أطلال مشروع متهالك، وتحالفات تتآكل، وساحة تتسع لنهاية مأساوية.
فالتاريخ لا يرحم من ظنوا أن البنادق تصنع شرعية، ولا يغفر لمن توهموا أن الدعم الخارجي وحده يمكنهم من حكم الأوطان.
ضياء الدين بلال
إنضم لقناة النيلين على واتساب