رأي اليوم:
2025-03-03@22:35:03 GMT

العراق واليونسكو والاجماع او التوافق العربي

تاريخ النشر: 28th, July 2023 GMT

العراق واليونسكو والاجماع او التوافق العربي

 

الدكتور السفير جواد الهنداوي لمْ تكْ بين العرب واليونسكو مصلحة أُمّة بل كانت مصلحة دولة .  أسمى مكانة و مقام وصل اليهما الشعور القومي العربي ،ومنذ بدايات القرن الماضي و ليومنا هذا ، هو ان يكون هذا الشعور أمنيّة وحُلمْ . لم يتجسّد هذا الانتماء في حالة او صورة مُبهرة او مشهد مُنتجْ الاّ في الشعور غير الرسمي المُتبادل بين رعايا دول الامّة .

لستُ متشائماً ولكنني واقعياً ، والواقع يُعلّمنا بأنَّ مَنْ يحكمْ سياسات و توافقات دول امتنا العربية مصالحها وليس قوّة الشعور و الانتماء القومي ، و الادعّاء خلاف ذلك يعود الى واحد من أثنيّن : إمّا فائض كبير بالشعور بالانتماء القومي ، ونجد هذا الفائض ليس عند السياسيين ، وانما في عقل وفي قلم الكاتب والشاعر والمثقف الملتزم ،والذي يوزن الكلمة التي يكتبها والعبارة التي يقولها بميزان الحق ؛ و إماّ لتبرير او تمرير موقف ، خلفه مصالح تختبئ في مقدمّات جميلة ،مِنْ قبيل : الاجماع العربي ، التوافق العربي ،مصالح الامّة . و لنا في ذلك ، شاهدٌ شاخص وكبير في التعامل السياسي و الدبلوماسي بين الدول ،عربية او غيرها هو ما يسمى ” بالدعم المتبادل ” او الدعم بمقابل ” . اي لايوجد موقف مجاني من دولة ، ان كان المُستحق للموقف شقيق او صديق او حليف ! لأنَّ موقف الدولة هو تعبير عن سيادة الدولة وعن ارادة الشعب ،لأنَّ موقف الدولة هو حق الشعب ،في دولة ديمقراطية، لذا وَجَبَ التأني والتفكير ملياً في تبنيه ، وهو قرار الحاكم في دولة ديكتاتورية ! هذه المقدمة تكفي كي أعودُ الى العنوان . لم يكْ للعرب موقف موّحد تجاه سعيهم للفوز بكرسي اليونسكو ، و ذلك منذ تأسيس المنظمة عام ١٩٤٥ . كُلُّ دولة تعتبر سعيها و موقفها أمرٌ سيادي ، وكل دولة ترى انها احّقُ من الاخرى في المنصب، ولو كان للتوافق العربي او الاجماع العربي اساس آخر غير مصلحة الدولة ، لوضعوا فيما بينهم معايير موضوعية و واقعيّة لتوزيع المناصب الاممية فيما بينهم ،اينما حضروا ، مثلاً عندما يكون التنافس على موقع اممي في الاوبك، تتوافق الدول العربية النفطية وحسب الانتاج مثلاً ، وعندما يكون التنافس على موقع اممي في قانون البحار يتفق العرب على تسمية مُرشّح دولة تقع على بحر ،وعندما يكون التنافس على موقع اممي في موضوع التصحر يتفق العرب على تلك الدولة التي تعاني اكثر من غيرها من مشكلة التصحّر، واذا كان التنافس على موقع اممي في موضوع الثقافة والاثار والتربية ( اليونسكو ) ، مثلما يحصل اليوم ،ليتفق العرب على دولة حافل تأريخها و واقعها بالاثار والثقافة و العلوم ، ولها حظوظ في الفوز. هل يستطيع العرب التوافق على معايير؟ كلا طبعاً. في الامس ( عام ٢٠١٧ ) ، كان تنافس محموم بين دولة قطر ،ممُثلة بالصديق الدكتور و رجل الدولة المعروف حمد الكواري ، وجمهورية مصر العربية ممُثلة بالسيدة السفيرة مُشيرة خطاّب ، لم يحصلْ اجماع عربي ، رغم تنازل العراق لجمهورية مصر . وتنازل العراق كان بعد أنْ تقدّم بمرشحه وعَلِمَ العالم ، بأنَّ بلاد ما بين النهرين ،بلاد بابل و آشور نهضت من جديد ودخلت حلبة المنافسة لهذا الموقع الذي يليق بتاريخها الحضاري و يُجبرْ خواطر شعبها الذي تعرّضَ للارهاب من البعيد و القريب ، والذي تعرّض لاخطاء تصنيفات طائفية ،ساهمت ،بشكل او بأخر ، بترويج الفتنة ( الهلال الشيعي ، والحكم الطائفي ) الخ …  و لا اريد الخوض الآن عن تقييم قرار العراق حينها بالتنازل ، وهل كان بمقابل او بدون مقابل ، و اعتقد معالي وزير الصحة الحالي الدكتور صالح الحسناوي ،والذي كان المُرشّح ، يملكُ رأياً صادقاً و بناءاً عن مُعاناته . كما لا اريد الخوض ايضاً عن تجارب مريرة اخرى للعرب ، وعن الانماط التصويتية لهم في اليونسكو ، والتي افتقرت لاي اجماع او توافق عربي . خذ على سبيل المثال فشل المملكة العربية السعودية بمرشحها المعروف الدكتور القصيبي ، عام ١٩٩٩ ، والذي كتبَ بعد هزيمته امام الياباني ،مبيناً اسباب الهزيمة ” اسباب الهزيمة العربية في اليونسكو تعطينا درسيّن : الاول هو ان لا تصدق كل ما تسمع من وعود والدرس الثاني هو ان المعركة الحقيقة لا تبدأ مع انطلاق الحملة مع ميلاد كل مُرشّح ” انظر ” الوطن ” ٢٠١٧/٦/١٢، جريدة الكترونية. هل سيُخدعْ العراق ،مرّة اخرى ، بأكذوبة التوافق العربي ازاء منصب اليونسكو؟ وهل تقدّمْ العرب في جميع دورات ومنافسات اليونسكو التسع بمرشّح واحد توافقي؟ كلا. وهل كُتِبَ على العراق ان يتنازل كّلَ مرّة ؟ ولماذا لا يتنازل الآخر لصالح العراق ،والذي يتقدم بمرشّح يمتلك مقومات رصينة ، ولماذا لا يتم تقييم المرشحين من المجموعة العربية و معرفة ما يمتلك كل مُرشّح من مقومات موضوعية؟ تيّتمَ العراق ( من ٢٠٠٤ لغاية ٢٠١٧ ) من “بركة” الاجماع العربي ، وحين انتصرَ على الارهاب ،ونهض ، عادَ اليه الاجماع و التوافق العربي ، ونحن مسرورين بهذه العودة ، يطالبه باستحقاقات الانتماء والشعور القومي و المواقف المشتركة ، وكان ولا يزال ،كعادته العراق كريماً وسخياً ، فتنازل الى مصر في سباق اليونسكو عام ٢٠١٧ ،وقد حان الآن وقت جميع الاشقاء العرب وفي مقدمتهم مصر العروبة بتفعيل هذا الشعور النبيل ( التوافق العربي ) لصالح العراق و دعم للعراق وليس على العراق . كاتب عراقي

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

أحمد موسى: القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى.. وأتمنى خروج القمة العربية بقرارات واضحة ومحددة

علق الإعلامي أحمد موسى، على انعقاد القمة العربية الطارئة بالقاهرة بشأن القضية الفلسطينية.

أحمد موسى: رمضان في مصر غير وأحلى من أي مكان آخرأحمد موسى: السحور بالسيدة زينب حاجة تانية.. ورمضان في مصر مختلف

وقال الإعلامي أحمد موسى، خلال تقديمه برنامج "على مسئوليتي"، المُذاع عبر فضائية " صدى البلد"،: "أتمنى أن القمة تخرج بقرارات واضحة ومحددة ويكون هناك إجماع عربي كامل من كل الدول العربية بشأن دعم القضية الفلسطينية.

وأضاف: "مصر تستضيف القمة العربية غير العادية حول تطورات القضية الفلسطينية الثلاثاء المقبلة"، موضحا: "هذه القمة ستكون أخطر قمة عربية لأن الظرف الحالي يحتاج العالم العربي كله".

وأشار: "قادة وزعماء الدول العربية يجتمعون بالقاهرة للتشاور والتنسيق حول تطورات القضية الفلسطينية"، لافتا إلى أن أول قمة عربية كانت في أنشاص مايو 1946 دعا لها الملك فاروق الأول وأكدت على عروبة فلسطين.

واسترسل: "القضية الفلسطينية هي قضية العالم العربي كله.. ويجمع أن يكون هناك تكاتف وإجماع من الدول العربية، ويجب أن يرى العالم الدول العربية متفقة ضد تهجير الفلسطينيين، لأن القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى".

وشدد الإعلامي أحمد موسى، أنه يجب أن يكون هناك تحرك للمجتمع الدولي للتصدي للانتهاكات الإسرائيلية، لافتا إلى أن خطة مصر لإعمار غزة ستعرض أمام القمة العربية الطارئة الثلاثاء المقبل.

مقالات مشابهة

  • وزراء الخارجية العرب يعقدون اجتماعا تحضيريا للقمة العربية الطارئة
  • تسارع الوفود.. القادة العرب يتوافدون على القاهرة لحضور «القمة العربية الطارئة»
  • رسالة إلى القمة العربية في القاهرة: التاريخ لا يرحم!
  • عشية القمة العربية…. رسالة من “العمل الإسلامي” للقادة العرب
  • أحمد موسى: القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى.. وأتمنى خروج القمة العربية بقرارات واضحة ومحددة
  • ونيس: المسار التوافقي بين مجلسي النواب والدولة في مراحله الأخيرة
  • زوال حُكم البعث: وضع العروبة فوق العرب
  • القضايا العربية والمتغيرات العالمية
  • مصر تستضيف القمة العربية الطارئة 4 مارس.. نواب: نأمل توحيد الموقف العربي ضد التهجير
  • «الغرف العربية»: شراكة استراتيجية بين الصين والعالم العربي لتعزيز سلاسل التوريد