رأي اليوم:
2024-11-17@11:39:48 GMT

العراق واليونسكو والاجماع او التوافق العربي

تاريخ النشر: 28th, July 2023 GMT

العراق واليونسكو والاجماع او التوافق العربي

 

الدكتور السفير جواد الهنداوي لمْ تكْ بين العرب واليونسكو مصلحة أُمّة بل كانت مصلحة دولة .  أسمى مكانة و مقام وصل اليهما الشعور القومي العربي ،ومنذ بدايات القرن الماضي و ليومنا هذا ، هو ان يكون هذا الشعور أمنيّة وحُلمْ . لم يتجسّد هذا الانتماء في حالة او صورة مُبهرة او مشهد مُنتجْ الاّ في الشعور غير الرسمي المُتبادل بين رعايا دول الامّة .

لستُ متشائماً ولكنني واقعياً ، والواقع يُعلّمنا بأنَّ مَنْ يحكمْ سياسات و توافقات دول امتنا العربية مصالحها وليس قوّة الشعور و الانتماء القومي ، و الادعّاء خلاف ذلك يعود الى واحد من أثنيّن : إمّا فائض كبير بالشعور بالانتماء القومي ، ونجد هذا الفائض ليس عند السياسيين ، وانما في عقل وفي قلم الكاتب والشاعر والمثقف الملتزم ،والذي يوزن الكلمة التي يكتبها والعبارة التي يقولها بميزان الحق ؛ و إماّ لتبرير او تمرير موقف ، خلفه مصالح تختبئ في مقدمّات جميلة ،مِنْ قبيل : الاجماع العربي ، التوافق العربي ،مصالح الامّة . و لنا في ذلك ، شاهدٌ شاخص وكبير في التعامل السياسي و الدبلوماسي بين الدول ،عربية او غيرها هو ما يسمى ” بالدعم المتبادل ” او الدعم بمقابل ” . اي لايوجد موقف مجاني من دولة ، ان كان المُستحق للموقف شقيق او صديق او حليف ! لأنَّ موقف الدولة هو تعبير عن سيادة الدولة وعن ارادة الشعب ،لأنَّ موقف الدولة هو حق الشعب ،في دولة ديمقراطية، لذا وَجَبَ التأني والتفكير ملياً في تبنيه ، وهو قرار الحاكم في دولة ديكتاتورية ! هذه المقدمة تكفي كي أعودُ الى العنوان . لم يكْ للعرب موقف موّحد تجاه سعيهم للفوز بكرسي اليونسكو ، و ذلك منذ تأسيس المنظمة عام ١٩٤٥ . كُلُّ دولة تعتبر سعيها و موقفها أمرٌ سيادي ، وكل دولة ترى انها احّقُ من الاخرى في المنصب، ولو كان للتوافق العربي او الاجماع العربي اساس آخر غير مصلحة الدولة ، لوضعوا فيما بينهم معايير موضوعية و واقعيّة لتوزيع المناصب الاممية فيما بينهم ،اينما حضروا ، مثلاً عندما يكون التنافس على موقع اممي في الاوبك، تتوافق الدول العربية النفطية وحسب الانتاج مثلاً ، وعندما يكون التنافس على موقع اممي في قانون البحار يتفق العرب على تسمية مُرشّح دولة تقع على بحر ،وعندما يكون التنافس على موقع اممي في موضوع التصحر يتفق العرب على تلك الدولة التي تعاني اكثر من غيرها من مشكلة التصحّر، واذا كان التنافس على موقع اممي في موضوع الثقافة والاثار والتربية ( اليونسكو ) ، مثلما يحصل اليوم ،ليتفق العرب على دولة حافل تأريخها و واقعها بالاثار والثقافة و العلوم ، ولها حظوظ في الفوز. هل يستطيع العرب التوافق على معايير؟ كلا طبعاً. في الامس ( عام ٢٠١٧ ) ، كان تنافس محموم بين دولة قطر ،ممُثلة بالصديق الدكتور و رجل الدولة المعروف حمد الكواري ، وجمهورية مصر العربية ممُثلة بالسيدة السفيرة مُشيرة خطاّب ، لم يحصلْ اجماع عربي ، رغم تنازل العراق لجمهورية مصر . وتنازل العراق كان بعد أنْ تقدّم بمرشحه وعَلِمَ العالم ، بأنَّ بلاد ما بين النهرين ،بلاد بابل و آشور نهضت من جديد ودخلت حلبة المنافسة لهذا الموقع الذي يليق بتاريخها الحضاري و يُجبرْ خواطر شعبها الذي تعرّضَ للارهاب من البعيد و القريب ، والذي تعرّض لاخطاء تصنيفات طائفية ،ساهمت ،بشكل او بأخر ، بترويج الفتنة ( الهلال الشيعي ، والحكم الطائفي ) الخ …  و لا اريد الخوض الآن عن تقييم قرار العراق حينها بالتنازل ، وهل كان بمقابل او بدون مقابل ، و اعتقد معالي وزير الصحة الحالي الدكتور صالح الحسناوي ،والذي كان المُرشّح ، يملكُ رأياً صادقاً و بناءاً عن مُعاناته . كما لا اريد الخوض ايضاً عن تجارب مريرة اخرى للعرب ، وعن الانماط التصويتية لهم في اليونسكو ، والتي افتقرت لاي اجماع او توافق عربي . خذ على سبيل المثال فشل المملكة العربية السعودية بمرشحها المعروف الدكتور القصيبي ، عام ١٩٩٩ ، والذي كتبَ بعد هزيمته امام الياباني ،مبيناً اسباب الهزيمة ” اسباب الهزيمة العربية في اليونسكو تعطينا درسيّن : الاول هو ان لا تصدق كل ما تسمع من وعود والدرس الثاني هو ان المعركة الحقيقة لا تبدأ مع انطلاق الحملة مع ميلاد كل مُرشّح ” انظر ” الوطن ” ٢٠١٧/٦/١٢، جريدة الكترونية. هل سيُخدعْ العراق ،مرّة اخرى ، بأكذوبة التوافق العربي ازاء منصب اليونسكو؟ وهل تقدّمْ العرب في جميع دورات ومنافسات اليونسكو التسع بمرشّح واحد توافقي؟ كلا. وهل كُتِبَ على العراق ان يتنازل كّلَ مرّة ؟ ولماذا لا يتنازل الآخر لصالح العراق ،والذي يتقدم بمرشّح يمتلك مقومات رصينة ، ولماذا لا يتم تقييم المرشحين من المجموعة العربية و معرفة ما يمتلك كل مُرشّح من مقومات موضوعية؟ تيّتمَ العراق ( من ٢٠٠٤ لغاية ٢٠١٧ ) من “بركة” الاجماع العربي ، وحين انتصرَ على الارهاب ،ونهض ، عادَ اليه الاجماع و التوافق العربي ، ونحن مسرورين بهذه العودة ، يطالبه باستحقاقات الانتماء والشعور القومي و المواقف المشتركة ، وكان ولا يزال ،كعادته العراق كريماً وسخياً ، فتنازل الى مصر في سباق اليونسكو عام ٢٠١٧ ،وقد حان الآن وقت جميع الاشقاء العرب وفي مقدمتهم مصر العروبة بتفعيل هذا الشعور النبيل ( التوافق العربي ) لصالح العراق و دعم للعراق وليس على العراق . كاتب عراقي

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

12 دولة تشارك في البطولة العربية للجولف بعجمان

دبي (الاتحاد)
أكدت 12 دولة عربية، يمثلها أكثر من 88 لاعباً، المشاركة في البطولة العربية الـ 43 للرجال والثانية لرودا الجولف، والتي تقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي، عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة عجمان، ويحتضنها ملعب الزورا في عجمان، وتنطلق منافساتها غداً الأحد وتستمر حتى يوم الجمعة المقبل، ضمن الأجندة السنوية لبطولات الاتحاد العربي للجولف للموسم 2024-2025.
وأكد اللواء طيار «م» عبدالله السيد الهاشمي، نائب رئيس اتحاد الجولف، الجاهزية التامة لاستقبال الأخوة العرب من قادة اللعبة ومسؤوليها واللاعبين لاحتضان منافسات البطولة على أرض بلدهم الثاني دولة الإمارات، مرحباً باسمه ونيابة عن رئيس الاتحاد معالي الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد بالجميع، متمنياً لهم التوفيق والنجاح في هذا المحفل العربي برياضة الجولف.
وأشار اللواء الهاشمي إلى أن منافسات البطولة ستقام على أرض ملعب الزورا للجولف في إمارة عجمان وعلى مدار 6 أيام، وتم تخصيص يومي الاثنين والثلاثاء لجميع الفرق لإقامة التدريبات للتأقلم على أرض الملعب والدخول بأجواء المنافسات والتي تنطلق في يوم الأربعاء المقبل، وتستمر على مدار 3 أيام، وتختتم يوم الجمعة المقبل، لتحديد بطل البطولة على مستوى الفرق وبطل العرب على المستوى الفردي في منافسات الرجال والرواد، حيث يتكون كل منتخب للرجال من 4 لاعبين، و3 لاعبين لمنتخب الرواد، إلى جانب عدد من اللاعبين كبار السن يتنافسون على المستوى الفردي.
ووجه اللواء الهاشمي الشكر والتقدير للاتحاد العربي للجولف، والذي يقوده المستشار ياسر الرميان، رئيس الاتحاد العربي للجولف، على منحهم الثقة لاحتضان هذا المحفل الكبير الذي يستهدف مستقبل اللعبة ونجومها من جيل الشباب، إلى جانب اللاعبين من الرعيل الأول للعبة «النواخذة» في وطننا العربي.

أخبار ذات صلة عمار النعيمي: دفع عجلة التحول الرقمي 5 بطولات عالمية في الإمارات بجولة دي بي ورلد 2025

مقالات مشابهة

  • هكذا ردّ سموتريتش على 56 دولة إسلامية!
  • «اليونسكو» تحتفي باليوم العالمي للغة العربية الشهر المقبل
  • العرب أمام تحديات وجود!
  • الأميرة غيداء طلال: أنظر إلى مستقبل أبحاث السرطان في العالم العربي بكل تفاؤل وثقة
  • الأكاديمية العربية للعلوم والنقل تنظم ورشة عمل مشروع تأسيس سلسلة الإمداد للهيدروجين الأخضر
  • 12 دولة تشارك في البطولة العربية للجولف بعجمان
  • «الاتحاد العربي للمعارض»: تنفيذ استراتيجية لتنشيط الصناعة العربية تبدأ من مصر
  • العراق والقلق السياسيّ والمجهول المرتقب!
  • ندوة تناقش دور الموروث العربي في ربط الثقافات العالمية
  • استعراض التجارب العربية في الهيدروجين الأخضر خلال ورشة عمل بالإسكندرية