يزبك: لن تتوقف المقاومة في جنوب لبنان ما لم تتوقف الحرب في غزة
تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT
نظم "حزب الله" ندوة لمناسبة "يوم القدس العالمي" في قاعة مكتبة "مركز الإمام الخميني الثقافي" في بعلبك، تحدث فيها رئيس الهيئة الشرعية في الحزب الشيخ محمد يزبك، وممثل حركة "حماس" في لبنان احمد عبد الهادي، بحضور النائبين ينال صلح وملحم الحجيري، مسؤول منطقة البقاع الدكتور حسين النمر، رئيس بلدية بعلبك بالتكليف مصطفى الشل، رئيس "تيار الفكر الشعبي" الدكتور فواز فرحات، ممثلي الأحزاب اللبنانية والفصائل الفليطينية، وفاعليات دينية وبلدية واختيارية واجتماعية.
عودة
وتحدث مدير المركز في بعلبك الشيخ سهيل عودة، فقال: "هي القدس تقود المحور والقلوب والعقول والأبدان، يشخص إليها الوالهون، ويخشع في أكنافها المجاهدون، فهي قبلة الصلاة والجهاد والمقاومة، وهي الصلاة والصيام ومحل الاعتكاف".
عبد الهادي
واعتبر عبد الهادي أن " الإمام الخميني أراد يوم القدس العالمي أن يكون يوماً لاجتماع الأمة على القدس وفلسطين والمسجد الأقصى المبارك، لتتوحد في مواجهة المشاريع التي تستهدفها. والمناسبة هذه السنة تختلف عن كل السنوات الماضية، لأنها تأتي في ظل معركة طوفان الأقصى المباركة والشريفة والتاريخية، ونؤكد في هذا اليوم أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت مساهمتها فاعلة في إيجاد البيئة التي احتضنت معركة طوفان الأقصى عندما جعلت القدس وفلسطين القضية المركزية".
وأشار إلى أنه "قبل عملية طوفان الأقصى كان هناك مشروع صهيوني أمريكي خطير يسعى إلى تصفية القضية الفلسطينية بالكامل، كانوا يستهدفون القدس والمسجد الاقصى المبارك تهويدا وسيطرة بالكامل، وكانت ترتيباتهم قائمة على أساس اقتلاع المقاومة العسكرية في غزة حتى لا تبقى عائقا أمام مشروعهم بجعل دولة الإحتلال الركن الأساس في المنطقة من خلال التطبيع على حساب الحق الفلسطيني وحقوقنا كشعوب عربية وإسلامية، لذلك بادرت قيادة "حماس" والمقاومة الفلسطينية، بما لديها من معلومات دقيقة عن العدو وكل ما يحتاجه التخطيط إلى عملية طوفان الأقصى، بعد تجهيز الميدان على مستوى الأنفاق التي ما زالت صامدة لأنها بنيت لتصمد من قبل عقول مؤمنة ومحترفة، بأشكال وأطوال وأعماق متنوعة، وبتداخل عجيب، بحيث أنه مهما فعل العدو لا يمكنه التأثير بها، وهذه الأنفاق هي أساس في صمود غزة".
ورأى أن "عملية طوفان الأقصى ضربت الأسس والأركان التي تقوم عليها المشاريع الصهيونية كلها والتي يقوم عليها الكيان تاريخيا، الأمن والردع، ودعم وإسناد جبهات المقاومة له بعده الاستراتيجي في وجه العدوان الصهيوني المدعوم أميركياً، وهذا العامل الاستراتيجي الهام له تأثيره في مسار الحرب، وهو يدل على أن محور المقاومة يدرك بأن هذه المعركة هي معركة الجميع، ونتائج طوفان الأقصى وتداعياتها تتحاوز القضية الفلسطينية إلى كل المنطقة، بل إلى كل العالم".
وقال: "فشلت كل أهداف العدو، ومهما فعلوا في الميدان لن يحققوا أي إنجاز، يتم اصطيادهم في غزة، ويعجزون عن البقاء في مكان واحد، وأرادوا من خلال المجازر دفع شعبنا إلى رفع الرايات البيضاء وأن ينتفض على القيادة لتتنازل عن شروطها ففشلوا، وخططوا لتهجير الشعب الفلسطيني إلى خارج غزة وفشلوا في ذلك، وستكون اليد الطولى للمقاومة التي فرضت قواعد جديدة للصراع".
وأكد عبد الهادي على "ثوابت شروط المقاومة، بالوقف الدائم للعدوان، الإنسحاب الكامل لقوات الاحتلال من غزة، عودة النازحين إلى بيوتهم، إزالة آثار العدوان، دخول المساعدات والإعمار، ثم تتم صفقة مشرفة لإطلاق سراح أسرانا من السجون والمعتقلات الصهيونية".
يزبك
ورأى الشيخ يزبك أن "الإمام الخميني برؤيته الاستراتيجية قال لشعبه أن الثورة تنتصر عندما تتحرر فلسطين، لأنه كان يدرك أن كل المصائب هي نتيجة تسلط القوى الاستكبارية وزرع الكيان الصهيوني في قلب الأمة، لذا اعتبر إسرائيل غدة سرطانية يجب استئصالها، وأراد أن تبقى القضية الفلسطينية في ذاكرة الناس جميعا، فاختار الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك يوم القدس العالمي".
ولفت إلى أن "الإمام الخميني عندما تشرفنا بزيارته في أول وفد كنا ببداية العمل من أجل المقاومة لمواجهة العدو الإسرائيلي، قال لنا عليكم أن تستمروا بالمقاومة ولو بالقذائف البسيطة ليبقى موضوع مواجهة العدوان حيا، ويجب على الأمة أن تواصل الجهاد لتحرير فلسطين، فانطلقنا من تكليفنا الشرعي والإنساني لنكون إلى جانب أهلنا وشعبنا في مواجهة هذا العدو، وبدأنا نعد العدة لمواجهته وهزيمته".
وأضاف: "أكد الإمام الخميني باستشرافه للمستقبل أن يوم القدس هو يوم الفصل بين الحق والباطل، وأن إسرائيل هي شر مطلق، ونرى اليوم الأنظمة المتآمرة التي تساند المؤامرات الدولية، تشاهد ما يجري في غزة من تدمير وإبادة للأطفال والنساء والتجويع والحصار دون أن ترفع الصوت".
واعتبر أن "عملية طوفان الأقصى المباركة هي نتيجة تراكمات وظلم ومؤامرات كانت تهدف إلى القضاء على المقاومة في المنطقة، وهذه الدماء الطاهرة لن تذهب هدراً، بل ستكتب للأمة مزيداً من العزة والكرامة والنصر بإذن الله تعالى".
وأردف: "ينعتون حماس والجهاد وحزب الله بالإرهاب لأن جرم هؤلاء المجاهدين والمقاومين هو الدفاع عن شرفهم ووطنهم وديارهم وشعبهم، فليقولوا عنا ما يشاؤون، سنستمر في الدفاع عن أرضنا ومرامتنا وعزتنا، وها هي عملية طوفان الأقصى تتحول إلى طوفان الأحرار".
وختم الشيخ يزبك: "نحن اليوم نساند أنفسنا وأهلنا في غزة والضفة وفلسطين الذين يعانون من إجرام العدو الصهيوني وأعوانه، ونحن نبذل أعز ما لدينا شهداء على طريق القدس لنكون إلى جانب أهلنا وشعبنا، وغزة هي حجة على كل المسلمين والعرب. وإننا سنستمر في مواجهة هذا العدو، ولن تثنينا كل أعماله وتهديداته ووعيده ورسائله من هنا وهناك، نحن لا نخاف ولا نهاب، ولن تتوقف المقاومة في جنوب لبنان ما لم تتوقف الحرب في غزة".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
هل تنجح المقاومة السورية في قلب المعادلات الصهيو-أميركية؟
جمال واكيم
تمر الحالة المناهضة للمشروع الصهيوني في المنطقة بوضع حرج، نتيجة انهيار ركن رئيسي في محور المقاومة والمتمثل بالنظام البعثي في سورية قبل نحو شهرين، ما أدى إلى كشف ظهر المقاومة الإسلامية وحلفائها في لبنان، والتي كانت تعتمد على دمشق كشريان لوجستي رئيسي لتدعيم وضعها في مواجهة العدو الصهيوني.
وإذا كان العدو الصهيوني قد عجز عن التقدم ولو لبضعة كيلومترات في جنوب لبنان بعد 66 يومًا من القتال الضاري، بالمقارنة مع وصوله إلى بيروت في العام 1982 خلال بضعة أيام، إلا أن الإنجاز الذي حققه بالتعاون مع تركيا والولايات المتحدة جعله يقترب إلى بعد بضعة كيلومترات من العاصمة السورية دمشق، عقب الإطاحة بالنظام السابق وتنصيب أبي محمد الجولاني لنفسه رئيسًا لسورية بمباركة تركية قطرية أميركية وغربية.
هذا، وضع حزب الله وحلفاءه في لبنان في وضع غير مريح، في ظل الضغوطات الأميركية التي تمارس على أركان السلطة الجديدة وعدد كبير من القوى اللبنانية لعزله، وقد وصل الحد بالأميركيين إلى الإعلان صراحة أنهم يعارضون مشاركة حزب الله ولو بشكل غير مباشر في الحكومة العتيدة التي يحاول نواف سلام تشكيلها.
ما يدفع الأميركيين و”الإسرائيليين” وحلفاءهم الإقليميين واللبنانيين إلى التعنت في مطالبهم ينبع من الشعور بأنهم حققوا إنجازاً إستراتيجياً في دمشق، عبر إيصال الجولاني إلى السلطة، قلب المعادلات الإقليمية وعوض عن الإخفاقات “الإسرائيلية” في مواجهة حزب الله في لبنان والمقاومة الفلسطينية في غزة، بما يشبه حالة النشوة التي شعروا بها في العام 1982 حين تمكنت القوات الصهيونية من احتلال بيروت وإخراج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان وانتخاب حليف “تل أبيب” بشير الجميل رئيسًا للجمهورية. كل هذا يجعلنا نفهم ما سبق وأعلنه رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو من أنه عبر حربه على غزة ولبنان فإنه يقوم بتصحيح المسار الذي انحرف عما كان مرسومًا له “إسرائيليًا” في العام 1982.
لكن استذكار الأميركيين و”الإسرائيليين” لما حدث في العام 1982 لا يتضمن تذكرهم للمقاومة التي انطلقت في ذلك العام من بيروت والتي ساهمت بقلب المعادلات التي كان الأميركيون و”الإسرائيليون” يحاولون فرضها في لبنان والمنطقة. فلقد نجحت هذه المقاومة في إخراج العدو من بيروت ومن بعدها من مناطق أخرى من جنوب لبنان، كما أن حليف “إسرائيل” بشير الجميل اغتيل بعد ثلاثة أسابيع على انتخابه، تبعه صراع بين أطراف محلية وإقليمية في لبنان أدت في شباط فبراير 1984 إلى إسقاط اتفاق 17 أيار الذي وقعته حكومة الرئيس أمين الجميل مع “إسرائيل”، لتجهض بذلك كل مفاعيل اجتياح العام 1982.
واليوم، وبعد شهرين على تقدم قوات الاحتلال “الإسرائيلي” للسيطرة على أراضٍ سورية جنوب العاصمة دمشق ووصولها إلى مسافة 12 كيلومترًا من طريق دمشق – بيروت الدولي، اعترف جيش العدو بوقوع عملية فدائية ضده في مدينة القنيطرة المحتلة. ولقد أطلقت المجموعة التي نفذت العملية بيانًا تبنت فيه العملية مطلقة على نفسها اسم “المقاومة السورية.” هذا الإعلان بحد ذاته بادرة تحول في مسار الصراع سيؤدي إلى تفعيل جبهة جديدة ضد العدو هذه المرة انطلاقاً من جنوب سورية. فهل تسلك المقاومة السورية السبيل الذي سلكته من قبلها المقاومة اللبنانية؟ وهل تنجح في قلب المعادلات كما فعلت من قبلها نظيرتها اللبنانية؟.