قالت صحيفة واشنطن بوست إن مقاطع الفيديو والوثائق والرسائل النصية التي قدمها لها مسؤولو جهاز الأمن الأوكراني، وكذلك الأوكرانيون الذين اتصل بهم من يمثلون الأجهزة الروسية الخاصة، أظهرت لها أن الروس استخدموا الابتزاز في كثير من الحالات لإجبار الأوكرانيين على العمل لديهم، وذلك بتهديد أفراد أسرهم الذين يعيشون تحت السلطة الروسية أو الذين تم أسرهم.

واستعرضت الصحيفة -في تقرير بقلم إيزابيل خورشوديان وكوستيانتين خودوف- قصة جندي أوكراني كان يقاتل الروس في ساحة المعركة، عندما قبض الروس على والديه في شرق أوكرانيا، وعذبوهما ثم اتصل به عميل روسي ووجه له إنذارا نهائيا، قائلا: غيّر جانبك وتجسس لصالح روسيا، وإلا ستعاني عائلتك المزيد من الأذى.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4الإندبندنت: نتنياهو يخسر الحرب على غزةlist 2 of 4"أوقفها يا جو".. نيويورك تايمز: زوجة بايدن تحثه على إنهاء الحرب على غزةlist 3 of 4موقع أميركي: "أيباك" تستهدف نائبا جمهوريا مناهضا لإسرائيلlist 4 of 4لوموند تكشف زيف قصة قطع رؤوس 40 طفلا إسرائيلياend of list

وقالت الصحيفة إن الجندي الذي وافق في النهاية على مساعدة الروس، خطط -حسب جهاز الأمن الأوكراني- لإضافة مادة سامة إلى إمدادات المياه في مجمع الغسيل الذي يستخدمه كبار الضباط، بناء على تعليمات من مدربه الروسي، ولكن مؤامرة الجندي أحبطت، واتُهم بالخيانة وهو يواجه عقوبة السجن مدى الحياة.

ابتزاز مباشر

ويسلط هذا الحادث الضوء -حسب الصحيفة- على التكتيك الذي تستخدمه أجهزة الأمن الروسية لتجنيد الأوكرانيين، حيث كانت خطة موسكو الأولية هي جعل عملائها يتسللون إلى أعلى مستويات المجتمع الأوكراني قبل غزوها، ومن ثم الاستيلاء على السلطة من الداخل، لكن معظم هؤلاء العملاء، إما تم التخلص منهم أو فروا من تلقاء أنفسهم في الأشهر الأولى بعد بداية الحرب.

ومع أن الابتزاز ليس أسلوبا جديدا لدى أجهزة الأمن الروسية، تقول الصحيفة، فإنه أصبح أكثر انتشارا بعد أن سيطرت روسيا على ما يقرب من 20% من أوكرانيا وأخذت آلاف السجناء، وقال مسؤولو جهاز أمن الدولة إن الروس يرسلون صورا ومقاطع فيديو إلى أفراد عائلات أسرى الحرب، ويظهرون أحيانا السجين والمسدس مصوب إلى رأسه.

واستعرضت الصحيفة قصة يانا التي أسرت والدتها في منطقة خاركيف، حيث قالت إنها تلقت رسائل من هاتف والدتها وعدتها بعدم التعرض لها بأي أذى، ولكنها في المقابل تطلب الحصول على معلومات عن أي معدات عسكرية في حي خاركيف الذي تعيش فيه.

وقالت يانا إن رسالة تقول إن "الروس غاضبون" وصلتها عندما لم ترد، وبعد ذلك تلقت مكالمة من والدتها وقالت لها إنها "بحاجة للرد على الرسائل لأن حياتها تعتمد على ذلك".

وفي النهاية -كما تقول الصحيفة- أطلق سراح والدة يانا بعد أن استعادت أوكرانيا معظم منطقة خاركيف في سبتمبر/أيلول 2022، لكن الروس أخذوا معهم سجناء أوكرانيين أثناء انسحابهم، من بينهم رجل مسن تلقى ابنه رسالة على تليغرام من رقم مجهول تحتوي على صورة الرجل العجوز، وقال: "بدا نحيفا للغاية كما لو كان في معسكر اعتقال"، لتأتي الرسالة التالية قائلة: "إذا كنت تريد أن يعيش والدك فستعمل لدينا".

قلق وخوف

ولو لم يتدخل جهاز الأمن الأوكراني -كما قال الابن- لكان فعل ما طلبه الروس، مشيرا إلى أنه يعيش في خوف الآن، ويشعر بالقلق من أن الروس سيكتشفون أنه تحدث إلى سلطات إنفاذ القانون الأوكرانية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الأوكرانيين الذين يوافقون على التجسس لصالح روسيا يواجهون عقوبة السجن القاسية، رغم أنهم فعلوا ذلك تحت ضغط الابتزاز.

وقال ضابط مكافحة التجسس في جهاز الأمن الأوكراني الذي حقق في مثل هذه الحالات إنه "يشعر بالأسف" تجاه الأشخاص الذين يتعرض أفراد أسرهم للتهديد، لكنه كان يتعين عليهم -حسب قوله- الاتصال بالسلطات بمجرد اتصال الأجهزة الخاصة الروسية، ليعاملوا كضحايا لا كخونة.

من جهة أخرى، أشارت الصحيفة إلى أن بعض الأوكرانيين لا يحتاجون إلى الضغط لخيانة بلادهم، واستعرضت مثال دميترو لوغفينوف (60 عاما) الذي قال والده إنه كان دائما "من محبي روسيا"، ولذلك أصبح مواطنا روسيا، ثم ما لبث أن اتصل بابن عمه، وهو ضابط روسي سابق في بيلغورود، وعرض عليه مساعدة "الغزاة".

وبالفعل أرسل دميترو للروس مقطع فيديو يتحدث فيه عن الطقس الرائع في خاركيف، حيث احترق مبنى في الخلفية بسبب ضربة صاروخية، وهو تأكيد للروس بأن هدفهم قد أصيب، وفي مناسبة أخرى، قال دميترو، الذي كان يعمل حارسا أمنيا، إن الأجانب يعيشون في أحد فنادق خاركيف، وهو ما جعل الموقع هدفا.

وألقي القبض على دميترو من قبل جهاز أمن الدولة بعد فترة وجيزة من ذلك، وحُكم عليه بالسجن 15 عاما بتهمة الخيانة، ولكن ضابط جهاز الأمن الأوكراني، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته قال إن الروس ينسون هؤلاء الأشخاص عند إلقاء القبض عليهم، وينتقلون للبحث عن شخص آخر.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات ترجمات جهاز الأمن الأوکرانی

إقرأ أيضاً:

ابتزاز سوريا بحقوق الإنسان

لم يقبل أي من أصدقاء نظام بشار المخلوع استقبال فلوله فانتهوا مطاريد في جبال قنديل ليتحولوا إلى مرتزقة يؤجرون بنادقهم مع فاغنز أو أي عصابة مسلحة جوالة بين بؤر التوتر في العالم. هذا مؤشر جيد، ،لا أحد من حلفاء بشار مستعد في المدى المنظور إلى معاداة الثورة السورية جهارا. الخوف من مناصبة الثورة العداء ليس تاما لكنه يكشف عن وجهه، فنرى مؤشرات أخرى لا تحمل بنادق ولكنها تحمل كل صنوف الابتزاز التي تعرض لها الربيع العربي في كل مواقعه. وهذا يلزم الثورة أن تكون متيقظة ومنتبهة لأساليب الكيد والتخريب الناعم. إننا نشاهد مسرحية سمجة تعرض مرة أخرى في سوريا التي دفعت مليون شهيد فآخت الجزائر في مصابها.

توجد هنا معادلة لا بد من فهمها: تحصيل الاعتراف بالثورة مقابل تنزيل سقوفها إلى الغريزي، لتتخلى مقابل الاعتراف الغربي بها عن مطامح التحرير الشامل والبناء الديمقراطي الذي من أجله انطلقت كل ثورات الربيع العربي وأصرت عليه الثورة السورية؛ حتى حققت بعض شروطه على الأرض لكنها ستعاني طويلا لتمر من سم الخياط الغربي.

فرنسا تدخل بالخمر والمثلية

من كل الآلام التي يعانيها الشعب السوري والتي لا يمكن تعدادها في مقال انشغلت وكالة إعلامية فرنسية رسمية بالبحث في فتح الحانات وبيع الخمور في دمشق. لم تهتم بالمهجرين المتزاحمين على الحدود عائدين إلى بيوت مهدمة، ولم تهتم بالأسر التائهة بين السجون والمقابر الجماعية باحثة عن عظام موتاها، ولم تهتم بأسواق مقفرة من السلع الأساسية، ولكن مقابل رفع علمها على سفارتها والتفضل بمقابلة قيادة الثورة،من كل الآلام التي يعانيها الشعب السوري والتي لا يمكن تعدادها في مقال انشغلت وكالة إعلامية فرنسية رسمية بالبحث في فتح الحانات وبيع الخمور في دمشق ذهبت تنكش بأسلوب الدجاج فيما إذا كانت حكومة الإسلاميين (الانتقالية) تنوي تحريم بيع الخمور للسوريين، ولسان حالها يقول إذا باعوا الخمور سنعترف بهم (وقد عاد صحفي البي بي سي إلى نفس السؤال، فبريطانيا العظمى مشغولة بخمر دمشق).

فإذا باعوها على جاري العرف في مدن الشام منذ ما قبل الإسلام ونجوا من الفخ؛ ستثير قضايا المثليين وتحرضهم على الظهور والمطالبة بالتواجد القانوني العلني، فإذا لم تسمح القيادة المشغولة بألف قضية سترجمهم بمعاداة المثلية وترمي في وجوههم دفاتر حقوق الإنسان التي تنحصر عند الفرنسيين في قضية المثلية. هكذا فعلت في تونس الخارجة منكوبة من نظام بن علي وفعلت في الجزائر والمغرب ومصر. وقد بدأت بعد في وضع ملف المرأة على طاولة الابتزاز في بلد نزار قباني الذي يتغنى عشاق دمشق بشعره في مخادعهم، فتجار البرنوغرافيا سيعلمون الدمشقيين احترام النساء مقابل الاعتراف بثورتهم وحكمهم.

شاغل الاعتراف يربك الإسلاميين

الاعتراف الدولي شاغل ضرورة للثورة ورجالها، وهي تحتاجه ليتم تسهيل عملها بين شعبها الجائع المفقر المحتاج إلى رفع الحصار بما يعنيه من إطلاق عملية اقتصادية (قبل السياسية) لإعاشة الناس وإيوائهم وترميم حياة مهدمة مند ستين عاما، وليس فقط منذ انطلاق الثورة.

الصف المتقدم للقيادة لا يكشف لونا سياسيا محددا بالنظر إلى أن كل السوريين ساهموا في ثورتهم بدرجات، لكن الدول الغربية ترجمه الآن بتهمة الإرهاب الإسلامي وعليه تجاوز هذه العقبة، وقد تحولت لحية القائد إلى قضية دولية. الغرب يعرف قبل السوريين أن داعش وأخواتها صناعة غربية وأن الإرهاب جملة وتفصيلا من صناعتهم، لكنهم لا يكفون عن الابتزاز عبر الوصم بالإرهاب.

لم ير الغرب الإرهاب الصهيوني يستبق كل استقرار سياسي فيقضم من الأرض السورية ويركز له قواعد فذلك يدخل في الدفاع عن النفس، لكن لحى قادة الحكومة المؤقتة تزعجهم، وعلى السوريين دفع كلفة لحى القادة تجويعا واضطرابا. والأدهى أننا نسمع كما سمعنا في تونس ومصر من ينزل تحت سقف هذا النقاش ليزايد على من حمل السلاح وحرر بلده من القهر: لماذا يربي ذقنا؟ وهل يكون الحكام بذقن؟ وصورة بشار وأبيه القتلة ماثلة أمامهم بلا ذقون ولا شوارب حتى لتمثيلية ذكورة. الطابور الخامس انطلق في الابتزاز وفرض مدارس رقص الباليه، وسيظهر المال الغربي في جمعيات حقوق الإنسان.

يحتاج قادة الثورة وفيهم توجه متدين (لا يخفى على أحد وهم مقتنعون به) إلى تحصيل الاعتراف الدولي بثورتهم ونتائجها على الأرض، لكنهم لن ينالوه إذا خضعوا إلى الابتزاز الغربي على الطريقة الفرنسية. ستثار في وجوههم كل صباح قضية جديدة من قبيل الخمور والمثلية والنسويات (لقد سارت في تونس مظاهرات ممولة فرنسيا تطالب بحق الكلاب السائبة قبل حق الخبز للفقراء). هذه طريق مسدودة ولو حلق القادة لحاهم وشربوا الخمور.

الذكاء الشامي مدعو للحضور

أمام السوريين يمثل الخيار الأفغاني؛ الاعتماد على الذات والصبر على مكاره الحصار الدولي والاعتماد على الذات، والمتابع لما يجري هناك يرى شعبا يكافح بصعوبة للخروج لكنه لم يخضع للابتزاز. تتأخر التنمية هناك ويبذل الناس جهدا مضاعفا لتدبر قوتهم، لكنهم أغلقوا الأبواب على القضايا الهامشية. صور قيادة طالبان بلحاهم وجلابيبهم يفاوضون الأمريكي في الدوحة تحولت إلى حالة نجاح؛ اعتراف مقابل اعتراف بكلفة عالية لكن دون ابتزاز.

أهل الشام فيما نسمع عنهم وفيما عرفناه عنهم عبر أزمنة سحيقة حالة ذكاء استثنائي، وهذا الذكاء مطلوب الآن في دمشق ومدنها. وحاشا لله أن نعلمهم، ولكن نذكرهم وهم في المعمعة أن لا حدود لابتزاز الغرب المنافق.

يوجد في سوريا جوع وخراب ولا يوجد أمن بل فلول البعث تتربص للتخريب، لكن إعادة البناء بالتفضل يؤدي إلى فقدان الكرامة. فباسم حقوق الأقليات سيطلب من الغالبية السنية أن لا تحكم لتتحول الأغلبية إلى أقلية في بلدانها، تماما كما حكمت أقلية علوية بلدا متعدد الطوائف دون أن يسأل الغرب عن مصير الأغلبية.

انشغال حكومات الربيع العربي في تونس ومصر بضرورة تحصيل رضا الغرب عنها أفشلها، وهذا درس مجاني أمام الشعب السوري وأمام نخبه الوطنية التي نسمع بعضها الآن يتكلم بوعي متقدم جدا
هل سيقبل الجياع الساكنون في الخيام مرحلة من الصبر والتريث حتى تستقيم الأمور الاقتصادية بالإمكانيات الموجودة وهي كثيرة؟ هذا يتوقف على نوعية الإنسان السوري الذي لا نزعم معرفته معرفة تامة ولكن نظن أنه فهم سبب فشل ثورات الربيع العربي. إن انشغال حكومات الربيع العربي في تونس ومصر بضرورة تحصيل رضا الغرب عنها أفشلها، وهذا درس مجاني أمام الشعب السوري وأمام نخبه الوطنية التي نسمع بعضها الآن يتكلم بوعي متقدم جدا.

ستطرح بقوة على قيادة المرحلة سياسة إعلامية مختلفة عما اتبعته تونس ومصر، خاصة لجم الانفلات الإعلامي من قبل طاقم إعلاميين مشابه لإعلام السيسي. إن فرض الذات بقوة على خطاب الابتزاز يمر عبر التواصل المباشر مع الناس وتذكيرهم بالأولويات الوطنية قبل أولويات المبتزين، التواصل المباشر يكون في الميادين المحررة قبل السوشيال ميديا المخترقة. تملك الأغلبية في سوريا مساجدها، والمساجد منابر تواصل. وللطوائف رؤوس عاقلة وعليها تحمل مسؤولياتها السياسية في مرحلة حساسة.

من قبيل التذكير لا التعليم، نقول للسوريين قيادة وشعبا: الغرب لا يعترف إلا بالقوة ولا يقر إلا للقوي، وهو سيأتي صاغرا إذا وجد قوما بكرامتهم يعرفون كيف يلجمون خطاب الابتزاز. سيتأخر الاعتراف الغربي بالثورة السورية ولكنه سيأتي صاغرا كما يتسلل الآن إلى أفغانستان طلبان باحثا عن فرص استثمار من وراء روايات وهمية. ليتذكر السوريون أن الشركات الغربية لا تهتم فعلا للحية القائد ولا لشاربه بل تهتم لحساباتها البنكية، وسوريا وعد استثماري عظيم لهذه الشركات. الغرب (في مجمله) لا يهتم لحقوق الإنسان، ولو كان يهتم فعلا لحاسب جزار الشام الهارب (دعكم من غزة الآن). الغرب تاجر جبان فاحتقروه ولا تصدقوا خطابه، بل انتظروه سيأتي صاغرا تقوده شركاته الجشعة.

مقالات مشابهة

  • واشنطن بوست: هكذا قهر الثوار السوريون سنوات الجمود للإطاحة بالأسد
  • اشتباكات جنين: الأمن الفلسطيني ينعى أحد عناصر جهاز حرس الرئيس
  • نقل معلومات إلى "أف بي آي"..السجن 19 عاماً لروسي أدين بالخيانة العظمى
  • ما هو مكتب “لوتش” الأوكراني الذي تم تدميره بضربة روسية؟
  • عاجل.. الرئيس السيسي يزور أكاديمية الشرطة
  • الرئيس السيسي يجري جولة تفقدية بأكاديمية الشرطة
  • واشنطن بوست: العلاقات بين ترامب وبوتين تضع العالم على المحك
  • الولايات المتحدة ترفض طلبا روسيا لعقد اجتماع مجلس الأمن حول وضع الأطفال في غزة
  • ابتزاز سوريا بحقوق الإنسان
  • من الأمن العام للمرشحين الذين تقدموا بطلبات للتطوع بصفة ضباط اختصاصيين.. إليكم هذا الخبر