بروفيسور أميركي: إسرائيل ستُترك وحيدة والقضية الفلسطينية باقية
تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT
الولايات المتحدة – يعتقد البروفيسور جيفري ساكس، أستاذ الاقتصاد السياسي في جامعة كولومبيا الأميركية، أن الولايات المتحدة لن تستمر في دعمها لإسرائيل إلى الأبد، وأن الأخيرة ترتكب مجازر وتطهيرا عرقيا في قطاع غزة.
ويرى -في مقابلة له مع صحيفة هآرتس باللغة العبرية- أن إسرائيل تقوم بتنفيذ إبادة جماعية بحق آلاف الفلسطينيين في غزة وترفض حلّ الدولتين، وتعتقد أنها قادرة على السيطرة على كل الأراضي ما بين النهر والبحر إلى الأبد.
وأضاف ساكس -الذي يعد واحدا من أهم الاقتصاديين في العالم ومن أكثر الاقتصاديين والمفكرين تأثيرا في اليسار الأميركي- أن تل أبيب سعيدة بالدعم الكامل الذي تتلقاه من واشنطن، لكن تغيب عنها تماما الصورة الحقيقية للوضع، القاضية بأن جميع دول العالم تقريبا تعارض سياساتها بشدة، وهي بالتالي باتت معزولة تماما، باستثناء الدعم الذي تتلقاه من واشنطن ودول صغيرة مثل ميكرونيزيا وناورو، لكن الرياح تتغير، وحتى الشعب الأميركي يدير ظهره لها.
وتوقع الأكاديمي الأميركي أن توقف أميركا مساعداتها العسكرية لإسرائيل عاجلا أم آجلا، وذلك لعدة أسباب، منها المعارضة الشعبية في الولايات المتحدة لتمويل الحروب في غزة وأوكرانيا، واستهجان الشباب الأميركي من الموقف الإسرائيلي، وعزلة إسرائيل في العالم، وديون الولايات المتحدة المتضخمة التي تثقل كاهلها بشكل متزايد.
ونبه في هذا الصدد إلى حقيقة أن أميركا ستتنحى قريبا عن المسرح الدولي كزعيم للنظام العالمي بلا منازع، في ظل صعود قوى جديدة وعلى رأسها الصين.
البروفيسور ساكس يرى أن كل يوم يمر يصبح الإسرائيليون منبوذين أكثر فأكثروقال إن الإسرائيليين لا يفهمون أنهم سوف يُتركون وحيدين قريبا، ولا يفهمون أن الوحشية التي يظهرها الجيش الإسرائيلي في غزة تعرض إسرائيل لخطر وجودي.
ويؤكد “كل يوم يمر يصبح الإسرائيليون منبوذين أكثر فأكثر، وتخسر إسرائيل بقية الدعم الدولي الذي كانت تتمتع به، أرى ذلك في عملي كبروفيسور، وأراه في الأمم المتحدة، وأنا أتوسل إليكم: لا ترتكبوا خطأ الاعتقاد بأن الولايات المتحدة ستواصل دعمكم، عليكم أن تعودوا إلى رشدكم، وإلا فسوف تُتركون وحدكم مع ميكرونيزيا”.
وتابع البروفيسور ساكس “الأشخاص نفسهم الذين يدعمونكم الآن في واشنطن هم الذين خلقوا الفوضى في أوكرانيا، بايدن، سوليفان، وزير الخارجية أنتوني بلينكن هؤلاء هم الأشخاص الذين تحركوا في عام 2014 للإطاحة بالرئيس الأوكراني آنذاك، فيكتور يانوكوفيتش، لأنه لم يؤيد الانضمام إلى حلف الناتو، وهذا ما خلق الكارثة التي تحدث الآن في أوكرانيا”.
واعتبر أن “هؤلاء مجموعة من الهواة، كم عدد الدول التي اعتمدت على الدعم الأميركي وتُرِكوا؟ فيتنام، أفغانستان بعد طالبان، العراق بعد سقوط صدام حسين، ليبيا بعد القذافي، والقائمة تطول. لسنوات كنت أحذر الأوكرانيين: لا تعتمدوا على الدعم الأميركي، لأنكم في نهاية المطاف سينتهي بكم الأمر مثل أفغانستان. والآن أحذركم (الإسرائيليين): لا تعتمدوا على الدعم الأميركي، لأنه في النهاية سينتهي بكم الأمر مثل أوكرانيا”.
وتقول الصحيفة إن لساكس العديد من الأقارب في إسرائيل، وعلى مر السنين زارها مرات عديدة، ولديه علاقات مع زملائه في الجامعات، وبشكل عام، يعطي الانطباع بأنه خبير بالسياسة الإسرائيلية على مستوى مستشار برلماني مخضرم.
ومثل معظم اليهود الأميركيين، أمضى ساكس ساعات صباح 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي في مكالمات هاتفية مذعورة مع أقاربه في إسرائيل بحسب الصحيفة. ويقول “لقد كان شعورا فظيعا، كان هناك قلق كبير، وأول شيء فعلته هو التأكد من أن أفراد عائلاتنا في إسرائيل بخير، ولحسن الحظ لم يصب أي منهم بأذى مباشر، والشيء الثاني الذي فعلته هو محاولة فهم سبب حدوث ذلك، لقد فعلت حماس شيئا فظيعا، ولكن كشخص كان يحقق في مواقف مماثلة لمدة 50 عاما، لم يصلني الأمر مفاجأة”.
وأعرب ساكس عن اعتقاده بأن إسرائيل لا يمكنها مواصلة حربها في غزة ولو لأيام بدون تسليح أميركي، وأن إصرارها على موقفها سيؤدي لانحطاط أخلاقي، إذ لم يعد العديد من الإسرائيليين قادرين على التمييز بين التدابير الأمنية والمذبحة الجماعية بحق الفلسطينيين.
وفي معرض حديثه عن اتفاقات أبراهام، قال ساكس إن التطبيع مع السعودية قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي يبدو أنه كان قاب قوسين أو أدنى، وأضاف “لا أعرف ماذا كانت خطة السعودية، لكنني لا أصدق أي تقرير تنشره الإدارة الأميركية، ولا أي شيء يقوله نتنياهو. وفي غضون ذلك، أوضحت السعودية بشكل صريح أنه لن يكون هناك تطبيع على حساب الفلسطينيين. هل يعتقد أحد حقا أنه يمكن إخفاء القضية الفلسطينية؟ ماذا، هل ستختفي القضية لمجرد أن جيك سوليفان أو جاريد كوشنر قررا ذلك، أم إن المال الأميركي سيخفيها؟ لا أعتقد ذلك”.
إسرائيل قد تجد نفسها بعد حرب غزة أمام مقاطعة من المجتمع الدوليولاحظ الأكاديمي أن هناك اشمئزازا عالميا عميقا من تصرفات إسرائيل، مشيرا إلى أن “هذه ليست معاداة للسامية، بل معارضة لقصف إسرائيل للمدنيين، مما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف، معظمهم من النساء والأطفال، وقصف المدارس والمستشفيات والمساجد والجامعات، وفي كثير من الأحيان تكون القنابل نفسها مصحوبة بمقاطع فيديو لجنود مبتهجين”.
وأضاف أن “وزراء الحكومة الإسرائيلية يتحدثون في المناسبات العامة عن التطهير العرقي للفلسطينيين، ولسبب ما يعتقدون أن كلماتهم المبتذلة لا تسمع في جميع أنحاء العالم، أو أنهم ببساطة لا يهتمون”.
وحول سلوك إسرائيل عقب هجوم 7 أكتوبر، رأى ساكس أنه كان عليها أخذ العبر من أحداث 11 سبتمبر، وأوضح “بايدن قال لكم مباشرة تعلموا من تجربتنا بعد 11 سبتمبر، لقد ارتكبنا كل خطأ ممكن لأننا اعتقدنا أن الهجوم أعطانا الإذن للقيام بكل ما أردناه لأولئك الذين نعتبرهم أعداء، وربما كانت هذه هي الحالة الوحيدة التي أتفق فيها مع الرئيس”.
وقال البروفيسور الأميركي إنه ما كان ينبغي للولايات المتحدة أن تغزو أفغانستان، ولا أن تخوض حربا في العراق، وما كان ينبغي علينا فعله هو التحقيق في الإخفاقات التي كانت موجودة قبل الهجمات، وتعزيز الأمن على الحدود، والشروع في رد فعل سياسي ذكي، والأمر نفسه ينطبق على إسرائيل، كان عليها أن تدرس أسباب الفشل الذريع، وأن تعزز الأمن على الحدود، وأن تفكر في حل طويل الأمد.
وخلص السياسي والاقتصادي المخضرم إلى أنه لا يمكن تجاهل القضية الفلسطينية ولا حتى محاولة تجاوزها، داعيا الإسرائيليين إلى عدم الاعتقاد باستمرار دعم أميركا لسيطرتهم على الفلسطينيين من خلال رفض حل الدولتين، ففي النهاية سيصمد الفلسطينيون بعد حرب غزة رغم الخسائر، لكن إسرائيل في المقابل قد تجد نفسها أمام مقاطعة من المجتمع الدولي.
المصدر : هآرتسالمصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی غزة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل وحركة الفصائل الفلسطينية والوسطاء يوقعون رسميا على اتفاق وقف إطلاق النار
غزة – أفادت مصادر فجر اليوم الجمعة، بأن إسرائيل وحركة الفصائل الفلسطينية والولايات المتحدة ودولة قطر وقعت رسميا اتفاقا تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ونقلت وكالة “أكسيوس” الأمريكية عن مصدرين مطلعين: “تم التوقيع رسميا على الاتفاق بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة وبدء وقف إطلاق النار من قبل المفاوضين في الدوحة ليلة الخميس”، ولكن من غير المتوقع أن تصوت الحكومة الإسرائيلية على الاتفاق قبل ليلة السبت.
وبحسب الوكالة، قال مسؤولون إسرائيليون إن “تأجيل التصويت من شأنه أن يؤدي إلى تأجيل بدء وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الثلاثة الأوائل من الأحد إلى الاثنين على الأقل”.
ولفتت “أكسيوس” إلى أنه “كان من المفترض أن يعقد مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي اجتماعا صباح الخميس للتصويت على الاتفاق، لكن عدة خلافات في اللحظات الأخيرة خلال المفاوضات في الدوحة، أدت إلى تأخير التوقيع الرسمي على الاتفاق يوما واحدا”.
وقال مسؤول أمريكي إنه “بعد الإعلان عن الصفقة مساء الأربعاء، نشأ خلاف حول القائمة النهائية للأسرى الفلسطينيين المفترض إطلاق سراحهم كجزء من الصفقة”.
وقال مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون إن “الفصائل الفلسطينية طالبت بمبادلة عدة أسماء في القائمة بقادة عسكريين للحركة يقضون أحكاما بالسجن مدى الحياة بتهمة التخطيط والتدبير لتفجيرات انتحارية. وكانت إسرائيل قد استخدمت في وقت سابق حق النقض الذي تتمتع به كجزء من الصفقة لمنع إطلاق سراحهم، لكن الفصائل الفلسطينية طرحتهم مرة أخرى كمطلب جديد في المفاوضات”.
وبحسب الوكالة، عمل مبعوث الرئيس بايدن إلى الشرق الأوسط بريت ماكغورك ومبعوث الرئيس المنتخب دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، ووسطاء قطريون ومصريون لعدة ساعات في الدوحة لحل القضية.
وقال مسؤول أمريكي “في النهاية كان الأمر بمثابة عاصفة في فنجان”. وحتى بعد حل المشكلة، استغرق الأمر عدة ساعات أخرى حتى يتم التوقيع على الاتفاقية رسميا.
وقال مصدر مطلع إن “الاتفاق وقعه مسؤولون من إسرائيل وقطر والفصائل الفلسطينية. ووقع بريت ماكغورك، كبير مستشاري الرئيس بايدن لشؤون الشرق الأوسط، الاتفاق نيابة عن الولايات المتحدة”.
ومن المتوقع أن تجتمع المجلس الأمني السياسي الإسرائيلي “الكابينيت” صباح الجمعة للتصويت على الاتفاق، حسبما قال مسؤولون إسرائيليون، ثم ستجتمع الحكومة بكامل هيئتها مساء السبت للتصديق على الاتفاق.
وبموجب القانون الإسرائيلي، لا يمكن إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من السجن دون تصويت الحكومة. وإذا تمت الموافقة على الصفقة، فسوف تكون هناك فترة 24 ساعة للجمهور لتقديم استئناف إلى المحكمة.
ومن المتوقع أن يحصل نتنياهو على الأغلبية في كلا التصويتين، حتى لو صوت الوزيرين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير ووزراء الحكومة من حزبيهما ضد الاتفاق.
وقال مساعد نتنياهو إنه بسبب هذا الجدول الزمني، فإن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى سوف يتأخر من ظهر الأحد إلى يوم الاثنين.
هذا وأعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني يوم الأربعاء، التوصل إلى صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.
وأكد آل ثاني أن “قطر ومصر والولايات المتحدة ستعمل على ضمان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار”، مشيرا إلى أنه “نعمل مع الفصائل الفلسطينية وإسرائيل بشأن خطوات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار”.
وأضاف أن سريان الاتفاق يبدأ يوم الأحد المقبل وتتحدد ساعة تنفيذه لاحقا، مشيرا إلى أن المرحلة الأولى من الاتفاق تبلغ 42 يوما وتشهد وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية حتى حدود قطاع غزة وتبادل الأسرى والرهائن وفق آلية محددة وتبادل رفات المتوفين وعودة النازحين إلى مناطق سكناهم وتسهيل مغادرة المرضى والجرحى لتلقي العلاج.
المصدر: RT + أكسيوس