لبنان ٢٤:
2024-07-06@00:16:40 GMT

هل ينتهي التواصل بين برّي وباسيل بتوافقٍ؟

تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT

هل ينتهي التواصل بين برّي وباسيل بتوافقٍ؟

عاد رئيس "التيّار الوطنيّ الحرّ" النائب جبران باسيل إلى التنسيق مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي، من خلال عضو تكتّل "لبنان القويّ" النائب غسان عطالله، الذي يقود الإتّصالات بين ميرنا الشالوحي وعين التينة، علماً أنّ علاقتهما مرّت بالكثير من الخلافات السياسيّة ولا تزال، وخصوصاً في موضوعيّ جلسات مجلس الوزراء، ورئاسة الجمهوريّة.


 
وهناك تساؤلات كثيرة عن السبب الذي دفع باسيل للتواصل مع برّي، كونه يتّهم "الثنائيّ الشيعيّ" بالتعطيل، وبتأمين النصاب لجلسات حكومة تصريف الأعمال، وفي المقابل، لا يزال مرشّح رئيس "التيّار" هو وزير الماليّة السابق جهاد أزعور، وهو يُنسّق مع المعارضة المسيحيّة، وشاركها في لقاء بكركي المسيحيّ الذي دعا إليه البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل فترة قصيرة، للخروج بوثيقة مسيحيّة وطنيّة، تُشير إلى الأسباب التي تحول دون انتخاب رئيس للجمهوريّة، إضافة إلى موضوع السلاح غير الشرعيّ، وغيرها من الأمور التي تهمّ المسيحيين.
 
ويجد باسيل نفسه بين فريقين متنازعين في السياسة وفي تحديد هويّة لبنان الفعليّة، غير أنّ مراقبين يقولون إنّ رئيس "الوطنيّ الحرّ" اختار نهج التواصل مع كافة الأفرقاء، أكانوا معارضين له، أمّ حلفاء لـ"التيّار"، لذا، وانطلاقاً من هذا التموضع الجديد، يرفض "لبنان القويّ" انتخاب "رئيسٍ مستفزّ"، من فريق "السياديين" كذلك من "محور الممانعة"، وهو بات يُدرك أنّه من دون الحوار، يستحيل إنهاء الشغور الرئاسيّ.
 
وتُشير أوساط نيابيّة إلى أنّ باسيل لم يعدّ يُعارض منطق الحوار كما كان في السابق، وأمسى مُوافقاً على عقده، أكان مسيحيّاً تحت رعاية بكركي، أمّ كان نيابيّاً بين مختلف الكتل، إنّ كان جدوله هو اختيار أحد المرشّحين الوسطيين، والتوافق على مشروعه السياسيّ والإقتصاديّ للمرحلة المقبلة.
 
وتُؤكّد الأوساط النيابيّة أنّ باسيل يُشدّد على مبدأ الشراكة، وهو يُريد من خلال التواصل بين جميع رؤساء الكتل والأحزاب، أنّ يكون فريقه مُشاركاً في صنع القرارات المهمّة في البلاد، وخصوصاً في ما يتعلّق بالإستحقاق الرئاسيّ. وتُتابع الأوساط أنّ مفتاح سحب ترشّيح رئيس تيّار "المردة" سليمان فرنجيّة، الذي لا يُؤيّده المسيحيّون، ومن ضمنهم باسيل، هو بيدّ برّي وليس فقط "حزب الله"، كما يُشير البعض.
 
إلى ذلك، تقول الأوساط أيضاً إنّ مبادرة كتلة "الإعتدال الوطنيّ" التي أساسها هو الحوار والتوافق، تجمع باسيل وبرّي، فهما لم يُعلنا أبداً حتّى اللحظة أنّهما ضدّها، على الرغم من أنّ "حزب الله" هو الوحيد الذي لم يتجاوب معها.
 
أمّا المعضلة الأساسيّة التي تُواجه أيّ توافق بين برّي و"التيّار"، فهي عينها التي أبعدت باسيل عن "حزب الله"، وهي موضوع رئاسة الجمهوريّة، وتمسّك "الثنائيّ الشيعيّ" بسليمان فرنجيّة، وعدم رغبته بالتنازل عنه، بعد الحرب الدائرة في غزة والمعارك في جنوب لبنان. فيقول مراقبون إنّ "الحزب" يُريد تعزيز دور "محور المقاومة" عسكريّاً كما سياسيّاً عبر الإنتخابات الرئاسيّة.
 
ويُضيف المراقبون أنّ باسيل من خلال تواصله مع الجميع، يبحث عن مصلحته، فإذا تحقّقت حتّى بوصول فرنجيّة إلى بعبدا، فهو مستعدّ للسير برئيس "المردة"، وأبرز دليل على هذا الأمر، عندما قال لـ"الثنائيّ الشيعيّ" إنّه سينتخب مرشّح "حزب الله" إذا أعطاه في المقابل الصندوق الإئتمانيّ واللامركزيّة الإداريّة. أمّا إذا استمرّ "الحزب" بإقصاء رئيس "التيّار" من المُعادلة السياسيّة، فهو سيجد مصلحته مع المعارضة، كما كان الحال عندما دعم ترشّيح أزعور، أو من خلال إجتماع بكركي مع الأحزاب والكتل المسيحيّة.
 
ويُشدّد بعض المراقبين على أنّ أيّ نجاح أو تقارب بين أيّ فريقٍ مع برّي أو مع "حزب الله" لا يُمكن أنّ يحصل، إذا بَقِيَ فرنجيّة مرشّحاً، لأنّ هناك أكثريّة لن تنتخبه، وترى أنّه يُعيق أيّ تقدّم في الإنتخابات الرئاسيّة، ويضرب أيّ مبادرة داخليّة أو خارجيّة. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله التی ار فرنجی ة من خلال

إقرأ أيضاً:

خصوم حزب الله يكرّسون شرعيته...تلافيا للتصعيد

بالرغم من تراجع الجامعة العربية عن تصريحات امينها العام المساعد حسام زكي حول إزالة "حزب الله" عن لائحة الارهاب العربية، الا ان مفاعيل تصريحات زكي، مهما كان سببها وخلفيتها، لا تزال قائمة، اذ ان المؤشر الواضح الذي اعطاه التصريح يؤكد المسار الذي يسير به المجتمع السياسي العربي وتاليا الدولي باتجاه الحزب الذي يفرض على خصومه ربطا بالواقعية السياسية، التواصل معه والاعتراف به وربما تعزيز العلاقات معه.

وحتى لو صحت للتسريبات من ان المملكة العربية السعودية انزعجت من تصريحات زكي، فهذا لا يعني ان الرياض تريد الاستمرار بمخاصمة الحزب لكنها لا تريد تقديم هدايا مجانية له وترغب بأن تكون المصالحة في توقيت معين يفرض على الحزب تقديم تنازلات مقابلة، وعليه فإن المسار العربي العام، قبل معركة "طوفان الأقصى"، كان ولا يزال يتجه نحو تطبيع العلاقات مع "حزب الله" ولم تكن زيارة رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا خارجة عن هذا السياق.

واذا كان التقارب العربي او اقله التطبيع مع "حزب الله" له اعتبارات لبنانية اقليمية، فإن ما يحصل من لقاءات واتصالات بين الحزب والدول الاوروبية له اعتبارات اخرى، خصوصا وأن التواصل لم يقتصر فقط على الفرنسيين الذين اعتادوا على تمتين قناة اتصالهم بحارة حريك غير آبهين بالفصل بين الجناح العسكري والجناح السياسي، الا ان التواصل شمل دولا عدة منها ألمانيا ألد اعداء الحزب في اوروبا والتي تصنفه ارهابياً.

اللافت ان التواصل مع الحزب من قبل الاوروبيين لا يتم حول الشأن السياسي الداخلي بل لوقف اطلاق النار او الاصح للتفاهم معه على ترتيبات المرحلة المقبلة بالتوازي مع الحرب، اي ان ما يحصل هو اعتراف كامل بالحزب كتنظيم عسكري يمكن التفاوض معه لتجنب الذهاب الى المجهول في الوقت الذي لا يمكن فيه التأثير على رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، وهذا ينطبق ايضا على الولايات المتحدة الاميركية التي تفاوض الحزب، وان بطريقة غير مباشرة من خلال، تواصل الموفد آموس هوكشتاين مع رئيس مجلس النواب نبيه بري.

امام كل هذا المشهد، يعمل الحزب بشكل احترافي على الاستفادة من كل زيارة واتصال من جهة دولية او عربية، اذ وبالرغم من موقفه الحاسم من الحرب في غزة وربط الجبهات، ورفضه التام لوقف اطلاق النار في جنوب لبنان من دون وقف اطلاق النار في قطاع غزة، الا انه لا يفوت فرصة لقاء اي مبعوث غربي او وزير خارجية او مدير مخابرات او غيرهم ممن يصلون الى بيروت في محاولة للوصول الى حل وهدنة.

بات الحزب اليوم حاجة جدية لمعظم الدول المهتمة بلبنان لا بل للدول المهتمة بالشرق الاوسط والحرب المندلعة فيه ككل، من هنا وعند نهاية الحرب ستكون حارة حريك قادرة على التواصل مع معظم الغرب وجزء كبير من الدول العربية  التي كانت تقاطع الحزب وتقاطع لبنان بسبب حضور الحزب السياسي فيه. هكذا، واضافة الى المكاسب المرتبطة بالميدان والتوازنات العسكرية، من الممكن ان يحقق الحزب مكاسب جدية على صعيد علاقاته الدولية وصورته العامة. المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • لبنان ينفي تقرير التواصل مع إسرائيل بوساطة أذربيجانية
  • خصوم حزب الله يكرّسون شرعيته...تلافيا للتصعيد
  • باسيل يحسّن علاقاته الحزبية ويفتح خطوط تودد
  • مؤشرات إيجابية في غزة تنتقل تداعياتها إلى لبنان
  • بعد محاولة وصل ما انقطع.. هل يرفع حزب الله الثمن مقابل عودة باسيل؟!
  • يعقوب التقى باسيل: الرهان على الحرب خاطئ
  • باسيل: اسرائيل عاجزة عن شن حرب شاملة على لبنان
  • نحن ضد ربط جبهة لبنان بغزة.. باسيل: لا نريد حربا لم نقررها
  • إسرائيل تكشف تفاصيل الهجوم على مقر الجيش في لبنان عام 82
  • الثاني في غضون شهر.. مقتل قيادي بارز في حزب الله بغارة إسرائيلية