هل ينتهي التواصل بين برّي وباسيل بتوافقٍ؟
تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT
عاد رئيس "التيّار الوطنيّ الحرّ" النائب جبران باسيل إلى التنسيق مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي، من خلال عضو تكتّل "لبنان القويّ" النائب غسان عطالله، الذي يقود الإتّصالات بين ميرنا الشالوحي وعين التينة، علماً أنّ علاقتهما مرّت بالكثير من الخلافات السياسيّة ولا تزال، وخصوصاً في موضوعيّ جلسات مجلس الوزراء، ورئاسة الجمهوريّة.
وهناك تساؤلات كثيرة عن السبب الذي دفع باسيل للتواصل مع برّي، كونه يتّهم "الثنائيّ الشيعيّ" بالتعطيل، وبتأمين النصاب لجلسات حكومة تصريف الأعمال، وفي المقابل، لا يزال مرشّح رئيس "التيّار" هو وزير الماليّة السابق جهاد أزعور، وهو يُنسّق مع المعارضة المسيحيّة، وشاركها في لقاء بكركي المسيحيّ الذي دعا إليه البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل فترة قصيرة، للخروج بوثيقة مسيحيّة وطنيّة، تُشير إلى الأسباب التي تحول دون انتخاب رئيس للجمهوريّة، إضافة إلى موضوع السلاح غير الشرعيّ، وغيرها من الأمور التي تهمّ المسيحيين.
ويجد باسيل نفسه بين فريقين متنازعين في السياسة وفي تحديد هويّة لبنان الفعليّة، غير أنّ مراقبين يقولون إنّ رئيس "الوطنيّ الحرّ" اختار نهج التواصل مع كافة الأفرقاء، أكانوا معارضين له، أمّ حلفاء لـ"التيّار"، لذا، وانطلاقاً من هذا التموضع الجديد، يرفض "لبنان القويّ" انتخاب "رئيسٍ مستفزّ"، من فريق "السياديين" كذلك من "محور الممانعة"، وهو بات يُدرك أنّه من دون الحوار، يستحيل إنهاء الشغور الرئاسيّ.
وتُشير أوساط نيابيّة إلى أنّ باسيل لم يعدّ يُعارض منطق الحوار كما كان في السابق، وأمسى مُوافقاً على عقده، أكان مسيحيّاً تحت رعاية بكركي، أمّ كان نيابيّاً بين مختلف الكتل، إنّ كان جدوله هو اختيار أحد المرشّحين الوسطيين، والتوافق على مشروعه السياسيّ والإقتصاديّ للمرحلة المقبلة.
وتُؤكّد الأوساط النيابيّة أنّ باسيل يُشدّد على مبدأ الشراكة، وهو يُريد من خلال التواصل بين جميع رؤساء الكتل والأحزاب، أنّ يكون فريقه مُشاركاً في صنع القرارات المهمّة في البلاد، وخصوصاً في ما يتعلّق بالإستحقاق الرئاسيّ. وتُتابع الأوساط أنّ مفتاح سحب ترشّيح رئيس تيّار "المردة" سليمان فرنجيّة، الذي لا يُؤيّده المسيحيّون، ومن ضمنهم باسيل، هو بيدّ برّي وليس فقط "حزب الله"، كما يُشير البعض.
إلى ذلك، تقول الأوساط أيضاً إنّ مبادرة كتلة "الإعتدال الوطنيّ" التي أساسها هو الحوار والتوافق، تجمع باسيل وبرّي، فهما لم يُعلنا أبداً حتّى اللحظة أنّهما ضدّها، على الرغم من أنّ "حزب الله" هو الوحيد الذي لم يتجاوب معها.
أمّا المعضلة الأساسيّة التي تُواجه أيّ توافق بين برّي و"التيّار"، فهي عينها التي أبعدت باسيل عن "حزب الله"، وهي موضوع رئاسة الجمهوريّة، وتمسّك "الثنائيّ الشيعيّ" بسليمان فرنجيّة، وعدم رغبته بالتنازل عنه، بعد الحرب الدائرة في غزة والمعارك في جنوب لبنان. فيقول مراقبون إنّ "الحزب" يُريد تعزيز دور "محور المقاومة" عسكريّاً كما سياسيّاً عبر الإنتخابات الرئاسيّة.
ويُضيف المراقبون أنّ باسيل من خلال تواصله مع الجميع، يبحث عن مصلحته، فإذا تحقّقت حتّى بوصول فرنجيّة إلى بعبدا، فهو مستعدّ للسير برئيس "المردة"، وأبرز دليل على هذا الأمر، عندما قال لـ"الثنائيّ الشيعيّ" إنّه سينتخب مرشّح "حزب الله" إذا أعطاه في المقابل الصندوق الإئتمانيّ واللامركزيّة الإداريّة. أمّا إذا استمرّ "الحزب" بإقصاء رئيس "التيّار" من المُعادلة السياسيّة، فهو سيجد مصلحته مع المعارضة، كما كان الحال عندما دعم ترشّيح أزعور، أو من خلال إجتماع بكركي مع الأحزاب والكتل المسيحيّة.
ويُشدّد بعض المراقبين على أنّ أيّ نجاح أو تقارب بين أيّ فريقٍ مع برّي أو مع "حزب الله" لا يُمكن أنّ يحصل، إذا بَقِيَ فرنجيّة مرشّحاً، لأنّ هناك أكثريّة لن تنتخبه، وترى أنّه يُعيق أيّ تقدّم في الإنتخابات الرئاسيّة، ويضرب أيّ مبادرة داخليّة أو خارجيّة. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله التی ار فرنجی ة من خلال
إقرأ أيضاً:
من المؤرخ الإسرائيلي الذي قُتل في معارك لبنان وماذا كان يفعل؟
عندما دخل المؤرخ الإسرائيلي زئيف إيرلتش إلى جنوبي لبنان لفحص واحدة من القلاع التاريخية القريبة من مدينة صور، لم يكن يعرف أن نيران حزب الله ستكون بانتظاره هناك لترديه قتيلا.
وكان إيرلتش (71 عاما) موجودا في منطقة عمليات تبعد عن الحدود بنحو 6 كيلومترات، لمسح قلعة قديمة بالقرب من قرية "شمع" عندما باغتته صواريخ حزب الله.
ورغم أنه كان يرتدي زيا عسكريا ويحمل سلاحا شخصيا، فإن بيانا صادرا عن الجيش الإسرائيلي اعتبره "مدنيا"، وقال إن وجوده في تلك المنطقة يمثل انتهاكا للأوامر العملياتية.
وكان المؤرخ، الذي تقول الصحف الإسرائيلية إنه منشعل بالبحث عن "تاريخ إسرائيل الكبرى"، يرتدي معدات واقية، وكان يتحرك إلى جانب رئيس أركان لواء غولاني العقيد يوآف ياروم.
وبينما كان الرجلان يجريان مسحا لقلعة تقع على سلسلة من التلال المرتفعة حيث قتل جندي إسرائيلي في وقت سابق، أطلق عنصران من حزب الله عليهما صواريخ من مسافة قريبة، فقتلا إيرلتش وأصابا ياروم بجروح خطيرة.
ووصف جيش الاحتلال الحادث بالخطير، وقال إنه فتح تحقيقا بشأن الطريقة التي وصل بها إيرلتش إلى هذه المنطقة. لكن صحيفة يديعوت أحرونوت أكدت أن هذه لم تكن المرة الأولى التي يرافق فيها إيرلتش العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان.
كان يعمل مع الجيش
ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن يجال -شقيق القتيل- أن إيرلتش كان يعامل بوصفه جنديا في الميدان، وأنه كان يرافق القوات الإسرائيلية بغرض البحث الأثري بموافقة الجيش وبرفقته.
واتهم يجال المتحدث باسم جيش الاحتلال بمحاولة حماية كبار الضباط وإلقاء مسؤولية ما جرى على القيادات الوسطى. وقد أكد الجيش أنه سيعامل القتيل بوصفه جنديا وسيقوم بدفنه.
وقُتل إيرلتش بسبب انهيار المبنى الذي كان يقف فيه عندما تم قصفه بالصواريخ. وتقول صحف إسرائيلية إن العملية وقعت فيما يعرف بـ"قبر النبي شمعون".
ووفقا للصحفية نجوان سمري، فإن إيرلتش كان مستوطنا، ولطالما رافق الجيش في عمليات بالضفة الغربية بحثا عن "تاريخ إسرائيل"، وقد قُتل الجندي الذي كان مكلفا بحراسته في العملية.
وأشارت يديعوت أحرونوت إلى أن القتيل كان معروفا في إسرائيل بوصفه باحثا في التاريخ والجغرافيا، وقالت إنه حرّر سلسلة كتب "السامرة وبنيامين" و"دراسات يهودا والسامرة". وهو أيضا أحد مؤسسي مستوطنة "عوفرا" بالضفة الغربية.
وتشير المعلومات المتوفرة عن إيرلتش إلى أنه درس في مؤسسات صهيونية دينية، منها "مدرسة الحائط الغربي" بالقدس المحتلة، وحصل على بكالوريوس من الجامعة العبرية فيها، وأخرى في "التلمود وتاريخ شعب إسرائيل" من الولايات المتحدة.
كما خدم القتيل ضابط مشاة ومخابرات خلال الانتفاضة الأولى، وكان رائد احتياط بالجيش.