إطارات السيارات في لبنان تدرّ ذهبًا.. صناعات تخطت حدود الوطن
تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT
للوهلة الأولى قد لا يأتي إلى أذهان اللبنانيين عندما يتم ذكر عبارة "إطارات" إلا بعضا من الأمور التي ارتبطت بهذه الكلمة: إغلاق طرقات، ثورة، احتجاجات، تظاهرة، وكل ما كان يدخل في تفاصيله إحراق الإطارات.. فبوجه عام، كانت "الإطارات" وسيلة، يعبّر المحتجون من خلالها عن غضبهم عبر إشعالها، وقطع الطرقات بها.. إلا أنّ اليوم الأمر اختلف، ولم تعد الاطارات تستعمل فقط لقطع الطرقات، إنّما باتت صنعة تدرّ ذهبًا بالمعنى الحرفي للكلمة، حيث انتشرت مصانع لتدويرها عبر لبنان، وأصبحت وسيلة أساسية تدخل في العديد من الصناعات.
فمن اللا شيء إلى الابتكار، أبصر أوّل مصنع مختص بتحويل الدولاب من مجرد كاوتشوك إلى صناعة مادية لها قيمة النور عام 2011، بعدما قرّر المهندس أحمد شمس الدين أن يستفيد من الإطارات المرمية. وبعد سنة من الابحاث والدراسات، تمكن شمس الدين من أن يطلق مصنعه المختص بالاستفادة من الإطارات عبر عدة عمليات تصل بنتيجتها النهائية إلى مادة يتم بيعها في الأسواق المحلية وتصدّر إلى الخارج. ويقول شمس الدين في هذا السياق أنّه تمكن من توظيف الدولاب لخدمة المجتمع، إذ يصرّ على أن مصنعه قادرٌ على حلّ أزمة رمي هذه الدواليب، التي بطبيعة الحال تعدّ مسألة من الصعب علاجها. وعلى نفس الوتيرة مشى باسل حجّار، الشاب اللبناني الجامعي الذي قرّر أن يستفيد مما تعلمه في جامعته ليطبقه على أرض الواقع، بعدما لم يتمكن من إيجاد فرصة عمل تلبي طموحاته في لبنان، بالاضافة إلى عدم قدرته على السفر إلى الخارج لأنّه المعيل الوحيد لعائلته. يقول باسل لـ"لبنان24" أنّه وخلال احتجاجات ثورة 17 تشرين، والتي داوم على المشاركة في تحركاتها، تنبّه لأزمة إطارات السيارات والدراجات والشاحنات في لبنان، حيث رصد في أكثر من منطقة تكدّس هذه الاطارات وتجميعها من قبل أصحاب الكاراجات، والتي كانوا يستغنون عنها بشكلٍ مجانيّ. ومن حينها، دأب حجّار على إعداد خطط ودراسات خاصة تمكن من خلالها التوصل إلى العديد من الصناعات التي يمكن إنتاجها بطريقة إعادة تدوير كاوتشوك الإطارات، عبر طحن مادة المطاط بتقنيات التقطيع الخاصة، وعند طحنها يتحول المطاط إلى حبيبات أو مسحوق حسب التقنية، ويستخدم عندها في الكثير من الصناعات. وحسب حجّار، فإن أهم الصناعات التي يمكن الاستفادة منها هي تحويل هذا المطاط إلى سجاد اصطناعي، أو حتى إلى سجاد مطّاطي يستخدم في الصالات الرياضية أو في حضانات الاطفال، كما ويتم استخدامه في مزارع الأحصنة والابقار. ومن الصناعات الاخرى المهمة التي تستطيع المصانع أن تستفيد منها، خاصة على صعيد حبيبات المطاط هي صناعة مادة "الايبوكسي"، حيث أشار حجّار إلى أنّ هذه المادة تستعمل لطلاء أرضيات حافلات النقل لمنع الركاب من الانزلاق في حالة توقف الحافلة، أو السير داخل الحافلة، بالاضافة إلى صنع مواد خاصة بالعزل وأرضيات المباني، وصناعة المواد الإسفلتية. ومن بين هذه الصناعات، تبرز صناعة واحدة، أتقنت المصانع اللبنانية إنتاجها، حتى أصبحت سلعة ربحية رائجة مطلوبة محليًا، عربيًا، وحتى أوروبيًا، ألا وهي مطاط الإطارات الذي يُستعمل داخل ملاعب الأعشاب الاصطناعية، إذ يقول حجار في هذا السياق أن في لبنان يوجد ما يقارب 2 مليون سيارة، لنعتبر أن كل سيارة بدّلت دولابًا واحدًا في السنة، فإن 2 مليون إطار هو رقم قياسيّ، خاصةً وسط أزمة النفايات التي يعيشها لبنان. وعليه، باتت معظم مصانع تدوير الإطارات في لبنان تلجأ إلى هذه الصناعة التي تعتبر مربحة، وسوقها يمتدّ محليا وعربيًا، خاصةً مع فورة الاستثمار الرياضيّ في الدول الخليجية. من جهتها تؤكّد اختصاصية في الصحة العامة تواصل معها "لبنان24" أن آثار حرّق الدواليب كارثية، إذ إنّ المواد التي ينقلها الدخان عبر الهواء هي مميتة، ومن شأنها أن تؤدي إلى نوبات عند أصحاب أمراض الحساسية والربو. وتلفت إلى أن حرق الكاوتشوك أو الإطار الذي يتكون من الحديد والكتان والذي يحتوي على مواد سامة كالزنك والكالسيوم والديوكسين والنيتروجين وثاني أوكسيد الكربون، هو بمثابة الاعدام للذين يتنشقون هذه السموم. وهذه المواد، حتى لو طُمرت فإنّها تعتبر قاتلة، ومن شأنها أن تنتقل بسرعة داخل جسم الإنسان كالديوكسين. وتشير الاختصاصية، إلى أن معظم المعامل التي تقوم بإعادة تدوير الاطارات والكاوتشوك في لبنان تعتمد تقنيات صديقة للبيئة، ولا تؤدي الى اي انبعاثات ضارة. المصدر: خاص لبنان24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: من الصناعات فی لبنان
إقرأ أيضاً:
تيم لاب في أبوظبي.. افتتاح تجربة حسيّة تتجاوز حدود الواقع
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تشتهر مجموعة "تيم لاب" (teamLAB) الفنية بأعمالها الإبداعية التي تجمع بين الفن، والتكنولوجيا، والطبيعة. وقد أضافت إلى معارضها في اليابان، والمملكة العربية السعودية، والصين متحفًا جديدًا متعدد الحواس في دولة الإمارات.
عند التوجه إلى "تيم لاب فينومينا" في المنطقة الثقافية لجزيرة السعديات بإمارة أبوظبي، ستجد نفسك أمام مبنى أبيض ضخم يتمتع بشكل يصعب تحديده.
قال الشريك الإداري في شركة "MZ Architects" المحلية التي تعاونت مع "تيم لاب" فيما يتعلق بالتصميم الخارجي، توني أبي جبرايل: "لقد ابتكرنا هذا الشكل الذي يصعب على الأشخاص تحديده، وهذا ما يجعله مثيرًا للاهتمام بالنسبة لهم".
تتكون واجهته البيضاء الزاهية من عدد لا يحصى من الألواح، حيث لا تتواجد لوحتان متماثلتان، ما يضفي على المبنى، الذي تبلغ مساحته 17,000 متر مربع، طابعًا عضويًا وغير متماثل.
عند المرور عبر أبوابه متوجهًا إلى قاعة الاستقبال المظلمة، قد يستغرق نظرك وقتًا للتأقلم مع التباين الشديد للبياض الناصع في الخارج.
يهدف الظلام إلى تهيئة حواس الزوار لمجموعة تتكون من 25 معرضًا فنيًا رقميًا تفاعليًا في الداخل.
وينقسم المتحف إلى منطقة جافة وأخرى رطبة، حيث تكون الأرضية مموجة في المناطق الجافة المتعددة، لأنّ باطن أقدامنا ليس مسطحًا، بحسب ما أوضح شوغو كاواتا وهو كبير مهندسي التصميم الداخلي في "تيم لاب".
رأى كاواتا أنّ هذا الشكل العضوي مناسب للمشي بشكلٍ أكبر مقارنة بالأسطح المستوية، ما يُقرِّب الزوّار من الطبيعة.
أما في المناطق الرطبة، ينتزع الزوار أحذيتهم، وجواربهم، ويرفعون بناطيلهم أثناء تنقلهم في مناطق مغمورة بالمياه الضحلة.
يُعتبر التنقل في أرجاء المتحف بمثابة تجربة فريدة بحد ذاتها، حيث تتفاعل الإسقاطات الضوئية على الأرضيات والجدران ردًا على حركة الزوار.
عند دخول الزوار واحدًا من معارض المنطقة الرطبة تُدعى "Floating Microcosms"، تستقبلهم رائحة ترابية عضوية ناجمة عن الماء.
يتكون المعرض من مجموعة من المنحوتات الناعمة بيضاوية الشكل وغير المثبتة التي تتمايل في المياه التي تصل إلى مستوى الكاحل.
يمكن لحركة الزوار وسط المياه إنشاء أمواج تؤدي إلى سقوط هذه المنحوتات قبل أن تعود إلى وضعيتها المنتصبة، مُصدرةً أضواءً بألوان مختلفة ونغمات صوتية متعددة.
كما يُسمح للزوار بدفع المنحوتات وتحريكها، ما يجعل المعرض متغيرًا بشكلٍ مستمر.
وتمثل هدف كاواتا بأن يخوض الزوار تجارب ملموسة، ويأخذوا معهم الشعور الذي انتابهم عند زيارة هذه المساحة.