طالما أن الدولة غائبة فمستحيل أن تكون هنالك حكومة وبالتالي من رابع المستحيلات أن تكون هنالك نيابة
تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT
طالما أن الدولة غائبة فمستحيل أن تكون هنالك حكومة وبالتالي من رابع المستحيلات أن تكون هنالك نيابة ، فابشر بطول سلامة يا د . حمدوك ومعك الاحرار فسيروا قدما لوقف هذه الحرب اللعينة العبثية !!..
في اول يوم للحرب اختفت الشرطة واكيد أن النيابة اختفت معها إذ لا يعقل أن تكون هنالك نيابة بلا شرطة ومضي علي الحرب سنة والشرطة لايري لها أثر في الطرقات لحفظ النظام وهذا النظام الذي يراد للشرطة أن تحفظه اين هو والبلد تحولت إلي كومة فحم والفريقان المتقاتلان مازالا في عنفوان شبابهما يعملان بكل همة وجدية لمزيد من قتل وتدمير المواطنين وتهجيرهم قسريا بعد نهب ممتلكاتهم وتركهم يسيرون من غير هدي بالداخل والخارج !!.
وهذه النيابة المفقودة كيف دبت فيها الحياة فجأة لتصدر أوامرها بالقبض علي رئيس البلد الشرعي د . حمدوك ومعه نفر من الحرية والتغيير الذين قامت علي أكتافهم الثورة حتي اوصلوها الي بر الأمان ولكن تبدل الحال وعاد من قامت ضدهم الثورة للواجهة بمساعدة قيادة الجيش الموالية لهم وكان لابد أن تستعر الحرب لتحرق الاخضر واليابس وقد عودنا النظام البائد أنه لا يتنفس ولايحس بالعافية والسرور إلا إذا لم ترق منهم دماءاو ترق كل الدماء !!..
كل مايحصل عندنا في بلدنا الحبيب هو انتقام من الثورة والسعي الحثيث لافشالها وجاء الدور علي تخوين مشعليها ووصمهم بكل قبيح من أجل أن يفرح النظام البائد ويدخل علينا عبر حصان طروادة وتعاد من جديد نفس السيناريوهات التي اكلت ثلث قرن من عمر الشعب السوداني الصابر المحتسب والحرب المنهزم فيها الوحيد هو الشعب والجيش وابنه المدلل الدعم السريع لعبا معنا مسرحية توم وجيري وهيهات هيهات أن يهرب الجيش من تأسيس الدعم السريع ورمي التهمة في الحرية والتغيير لأن الحرية والتغيير لاتملك آلة حرب وجبل عامر وشركات يملكها الطرفان المتقاتلان واصلا هذه الحرب تدور بين الشيخ وحواره لأن الحوار غلب شيخه فجن جنون الشيخ وقال مامعقول هذا الغر اليافع أعلمه الرماية كل يوم فلما اشتد ساعده رماني وكم علمته لحن القوافي فلما قال قافية هجاني !!..
ياحضرة الجيش شغلك الدفاع عن الوطن والدستور والسياسة دي ماحقدتكم لأن حقكم المدفع ابو ثكلي كما قال قيقم وشنان وكافة المجاهدين بالحناجر !!..
خلوا د. حمدوك يشوف شغلو فالرجل خبير اقتصادي تعرفة المنظمات العالمية وقد ترك بصمته في أعوام قليلة وأعطاه العالم ثقته فلماذا تريدون محاكمته وبأي قانون وتحت أي تهمة ومن انتم ومن اين جئتم ومازلنا عند رأينا الجيش الي الثكنات والجنجويد ينحل !!.. رأيكم شنو دام فضلكم ؟!
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم.
ghamedalneil@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
البرفيسور عبد اللطيف البوني: من ضياء إلى دقلو
بدأتُ الكتابة الصحفية في مايو 1985، أي في أجواء ثورة أبريل، تلك الثورة التي جاءت لإزالة حكم نميري. وقد شاركتُ فيها من موقعي كمواطن عادي يتظاهر، ويضرب عن العمل، ويرشق بالطوب إذا اقتضى الأمر.
ولكن، لو استقبلتُ من أمري ما استدبرتُ، لما شاركتُ فيها، إذ أرى الآن أن هذه الثورات هي التي أهلكت السودان، منذ الثورة المهدية وحتى يومنا هذا.
بالطبع، هذا لا يعني أنني ضد التغيير وضرورة إزالة أي وضع سيئ، لكنني أرى أن طريق الإصلاح هو الأنسب للتغيير، لأن الثورة كلفتها عالية.
يمكنني أن أُصنّف نفسي إصلاحيًا، ولستُ ثوريًا، وهذه قناعة ذاتية لا تقلل من احترامي للذين يرون أن “طريق الثورة هُدى الأحرار”، كما غنّى محمد الأمين لهاشم صديق، رحمهما الله، فقد عطّرا حياتنا بإبداع لا أجمل منه.
استمررتُ في الكتابة الصحفية، الراتبة وشبه الراتبة، في عهد سوار الذهب/الجزولي الانتقالي، ثم سنوات الصادق المهدي الحزبية، وطوال عشريات الإنقاذ الثلاث، وعهد البرهان، ثم مرحلة البرهان/حميدتي/حمدوك.
وتوقفتُ عن الكتابة تمامًا في مارس 2021، أي في عهد البرهان/حميدتي/حمدوك، ثم أصبح التوقّف إجباريًا بعد أن كان اختياريًا، وذلك بعد اندلاع الحرب في أبريل 2023.
بعد التوقف، عدتُ إلى الحواشة التي ورثتُها عن الوالد، فأصبحتُ مزارعًا محترفًا، بعد أن كنتُ أتعامل معها مجبرًا في الطفولة، وهاويًا بعد التخرّج، ثم مراقبًا بعد وفاة الوالد في 2013، رحمه الله رحمة واسعة.
أما عودتي الأخيرة للحواشة، فقد كانت مختلفة؛ إذ أدمنتها وأحببتها كما أحبها الوالد، والأهم أنني طوّرت اهتمامي الأكاديمي والإعلامي بمشروع الجزيرة، فالتجربة العملية علّمتني ما لم أكن أعلم.
في تلك الأيام “الحواشية”، زارني في القرية الصديق العزيز ضياء الدين بلال، الذي كان قادمًا من قطر في أول إجازة له. ولضياء الدين حاسّة صحفية متقدة، وقدرة عالية على تحويل كل ما تقع عليه حواسه إلى عمل إعلامي متقن.
فلا شك أنه لاحظ هيئة المنزل المتغيرة، حيث كانت جولات المحاصيل المختلفة، المرفوعة في اللساتك والمغطاة بالمشمع، تحتل صدر الحوش، والكارو عند الباب، وحاجات تانية “حامياني”.
أخرج ضياء جواله الذكي، وثبّت كاميرته، وأوقفني أمام المحاصيل، وسألني سؤالًا مباشرًا: إلى ماذا وصلتَ في تجربتك الجديدة؟
رغم أنه فاجأني، أجبته بما جاد به الذهن، وبثّ ضياء ذلك الفيديو في صفحته الواسعة الانتشار، فأقام ذلك الفيديو الدنيا، بعد أن ظننتُ أنني أصبحت خارج ذاكرة الناس.
بذل ضياء جهدًا مقدّرًا لإقناعي، وإقناع الأستاذ عمار فتحي شيلا، مدير قناة النيل الأزرق، بعودة برنامج “سبت أخضر” الذي كنتُ أقدّمه، لكن “الدعامة” كانوا أسرع!
لقد قلتُ لضياء إنني توصلتُ إلى وعيٍ بالمشروع، لو قرأتُ مجلدات، لما وصلتُ إليه. ومن تجربتي الخاصة، أرى أنه يمكن مضاعفة العائد من المشروع، في ظل أوضاعه الحالية، شريطة أن يُغيّر المزارع فهمه وعلاقته بالحواشة.
وقلتُ: مثلما اختفى المفتش أو كاد، يجب أن يختفي “مندوب المزارعين”، فكلاهما أقعد بالمشروع. وهذا لا يعني الاستغناء عن الزراعيين، بل إن المشروع بحاجة إلى عشرات الآلاف من الزراعيين، إن لم نقل مئات الآلاف، بمعدل خبير زراعي – وليس مفتش – لكل ألف فدان. وساعتها، ستكون نسبة الدخول إلى كليات الزراعة أعلى من كليات الطب.
قمتُ بتخطيط ذهني لتقديم ما توصلتُ إليه، وناقشتُ بعض المزارعين والمهتمين فيما وصلتُ إليه، وقررتُ إقامة جلسة تفاكرية لبعض الذين أثق في معرفتهم، لتقويم أو تصحيح أو حتى رفض الرؤية التي توصلتُ إليها.
وبينما كنتُ في تلك الحالة من “اللملمة الذهنية”، اندلعت الحرب الحالية، فحدث ما حدث، وأصبحنا في أنفسنا المجروحة، وقريتنا المنكوبة، ووطننا الكبير المغدور…
ألم أقل لكم إن هذه الحرب، بإصرارها غير المرئي، لا تُعدّ ولا تُحصى؟
البرفيسور عبد اللطيف البوني
إنضم لقناة النيلين على واتساب