(جنجويد قحاطة).. من يخلصنا من السرطان يابرهان؟!!
تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT
القى الفريق اول ياسر العطا مساعد القائد العام للقوات المسلحة عضو مجلس السيادة امس الاول حجرا فى بركة ساكنة واسنة، واستطاع تحريك الجدل المتطاول حول اكبر اخطاء قادة الكابيتة العسكرية جميعا فى اعقاب القرارات التصحيحية التى تم اتخاذها فى الخامس والعشرين من اكتوبر وانهت الشراكة بين العسكريين والناشطين المدنيين سارقي ( ثورة الشعب).
لدى قناعة راسخة بانا ما كنا سنصل الى هذه الحرب لو استمر البرهان ضاغطا على (ابنص التصحيح) ومضى دون تردد فى تنظيف البلاد من شيطان الحرية والتغيير واستاصل شافته خاصة داخل هياكل ومفاصل الدولة.
استمرار وجود القحاتة كان سببا مباشرا فى منحهم حق العودة عبر بوابة الاتفاق الاطاري وجعلهم يهرولون نحو المليشيا الاثمة ابتغاءا لدخول المشهد من جديد حتى (حدث ما حدث).
لايمكن ان تستهدف كيانا سياسيا بمثل ما صدر من قرارات تصحيحية دون ان يكون لديك العزم فى الاستمرار لاجتثاثه حتى النهاية.
من اكبر اخطاء قيادات الكابينة العسكرية واولهم بالطبع الفريق اول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة انه لم يجتهد كثيرا فى (كنس القحاتة) وانهاء اثارهم وتاثيرهم على الدولة، بل تركهم يسرحون ويمرحون ويهاجمونه شخصيا بل ويهددونه من تلفزيون الدولة الرسمي..
امس الاول وضع الفريق ياسر العطا ( الملح على الجراح) واحسن القول حينما ادخل اصبعه فى عين الاخطاء الكبيرة وهو يتحدث عن(وجود جنجويد وقحاتة) يعرقلون دولاب الدولة فى البنك المركزي، وديوان النائب العام ووزارة الاعلام وعدد من المواقع الاخرى..
اصاب العطا الذى يتحمل مع رفقائه الاخرين وزر التصالح مع الجنجويد والقحاطة فى الفترة التى كانوا يرتبون فيها للانقضاص على السلطة ، رغم تحذيراتنا المستمرة من التصالح مع وجودهم والتقرب اليهم ومحاولات اعادتهم من جديد ..
مازلنا نحتاج لمن يجفف الجهاز التنفيذي من وجود (القحاتة والجنجويد) الذين سكنوا مفاصل العمل التنفيذي فى ايام التمكين القحتاوي ، نعم لم ينتبه البرهان والذين معه الى(الفلول الجدد) ، تركهم يسرحون ويمرحون فى الوزارات حتى جاءت (الطامة الكبري)، وانكشف المستور وهاهم يتحولون الان ويصطفون مع الجنجويد الذين قتلوا الشعب السودانى ونهبوه وسرقوه واخرجوه من بيوته واغتصبوا حرائره..
هاهو الاداء التنفيذي (صفر كبير) والتامر على اشده ،لولا يقظة الجيش والقوى المساندة واصطفاف الشعب فى محراب المقاومة ردا لظلم وعدوان وجرائم المليشيا المتمردة.
مازال المتعاونون مع الجنجويد طلقاء رغم التوجيهات المستمرة بملاحقتهم فى الداخل والخارج، يحجون بعمالتهم الى العواصم الافريقية المتواطئة من (ميناء بورتسودان) معقل الحكومة وعاصمتها الادارية.
الدولة كذلك عاجزة حتى الان عن توظيف انتهاكات الدعم السريع فى المستشفيات ومراكز الخدمات والاعيان المدنية ومكبلة فى حراكها لتوضيح ما حاق بشعبنا من تقتيل وتنزيح وقتل واغتصابات ونهب وجرائم لم يشهدها التاريخ فى حروبه القديمة ولا الحديثة، و كذلك الحال مازلننا نتساءل شعب وقادة عن من يكبل العمل ويظهر حكومتنا بكل هذه ( المسكنة)….
لانريد ان نغرق فى التلاوم والمعركة على اشدها والنصر على مرمى حجر، ونقول للعطا وقادتنا ( نحنا زمان شن قلنا)، المطلوب الان تصفير العداد وبداية العمل الجاد لتخليص بلادنا من شرور العملاء الجنجويد والقحاتة،وان لا يكون حديث العطا مزادا للاستعراض السياسي،المطلوب تحويله الى برنامج عمل ينظف دولاب الدولة وفقا لقرارات تنفيذية تعيد للسلطة هيبتها وللشعب حقه المسلوب، وتنهي ما تلقى من جيوب ( للجنجويد قحاطة).. ولا نامت اعين الجبناء..
محمد عبد القادر
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الجنجويد: خنجر في خاصرة الوطن وأسطورة حقد لا تعرف السلام
كتب الدكتور عزيز سليمان أستاذ السياسة والسياسات العامة
عندما نتحدث عن الجنجويد، فنحن لا نتحدث عن مجموعة متمردة عابرة أو مليشيا مسلحة تبحث عن السلطة، بل عن أسطورة سوداوية متجذرة في تاريخ حديث ينضح بالدم والدمار ستظل في مخيلة هذا الشعب الطيب الي يوم النفخ ومعزوفة اسرافيل. هؤلاء ليسوا فقط خصومًا سياسيين أو عسكريين، بل تجسيدًا لحقد لا يمكن أن يولد بين أبناء وطنٍ واحد، مهما تكالبت الجهالة على القلوب والأذهان. جرائمهم التي تكشّفت على مدار السنوات الأخيرة ليست سوى وجهٍ آخر لنار أُشعلت في خاصرة السودان، هدفها تمزيق النسيج الاجتماعي لصالح أطماع لا تعرف الشبع.
الكتلة الحرجة: السودانيون وجيشهم في مواجهة الحقد التتاري
في لحظة تاريخية نادرة، اصطف السودانيون خلف جيشهم الوطني، ليس حبًا في السلاح أو العسكرة، بل قناعةً بأن المؤسسة العسكرية هي آخر خطوط الدفاع عن شرف تراب الوطن ووحدته. السواد الأعظم من الشعب رأى أن هذه الفئة الغاشمة لا تفهم لغة السلم ولا تعترف بقوانين دولية أو أعراف إنسانية. لقد استعانت مليشيا الجنجويد عبر الامارات بكل طامع وحاسد ومرتزق عابر للقارات، وظفت الأحقاد الإقليمية واستغلت مطامع الأجنبي لتستبيح الأرض، وتغتال الطمأنينة في قلوب السودانيين وتحرمهم من ابسط حاجيات الإنسانية.
رقصة السلام الماكرة: محاولة للعودة تحت غطاء السلم
في المقابل، برزت بوادر دعوات للسلم من أطراف تعتقد أنها تستطيع الإفلات من العقاب. الإسلاميون، الذين أطاحت بهم ثورة ديسمبر المجيدة، يرون في الحرب المستعرة فرصة للعودة إلى المشهد السياسي، متخفين تحت عباءة التسويات والسلام الزائف. ما يجري اليوم ليس إلا فصلًا جديدًا من صراع الإسلاميين أنفسهم، الذي بدأ بمفاصلة سياسية في ٢٠١٠ وانتهى بمفاصلة مسلحة في ابريل ٢٠٢٣، حيث تجلت أطماع قلة منهم في السيطرة على الجيش وتوظيفه لخدمة مشاريعهم السلطوية
لكن هذه المحاولات تواجه وعيًا شعبيًا متقدًا، صقلته معاناة النزوح والدماء، وبرودة ليالٍ ينام فيها الأطفال على صوت الخوف. السودانيون لم يعودوا يرون في شعارات السلام المزيفة سوى محاولة لإعادة تدوير الدكتاتورية، إذ يدركون أن أي سلام لا يحاسب الجنجويد ولا يضمن تحييد الإسلاميين عن المؤسسة العسكرية هو محض استراحة قبل فوضى جديدة.
الطريق الثالث: الكتلة الشعبية في مواجهة الفوضى
اليوم، بدأت الكتلة الحرجة تتبلور، تلك الكتلة التي تتجاوز الشعارات الفارغة وتضع أهدافًا واضحة بعيدًا عن العبثية التي رافقت شعارات الثورة الأولى. هذا الطريق الثالث لا ينحاز إلا للمؤسسة العسكرية كجهة مهنية خالصة، تعيد السودان إلى مساره المدني الحقيقي بعد حسم التمرد.
السودانيون تعلموا من أخطاء الماضي، ولن يكرروا تجربة “تسقط بس" التي انتهت بفوضى وضياع. إذا كانت الجنجويد تمثل الحقد الأعمى، فإن الشعب السوداني يمثل الحكمة والبصيرة التي لا تقبل العودة إلى الوراء، ولا تسمح لقلة عابثة أن تسوق البلاد إلى فوضى جديدة
هكذا، يقف السودان عند مفترق طرق، ولكن شعبه لن يخضع لأوهام السلام الزائف، بل سيواصل الصلاة في محراب الوعي الشعبي والتنظيم المحكم، حتى يعود الوطن حُرًا من كل أشكال الحقد والظلام الذي البسه الإسلاميين لباس النور بين قرني الشيطان.
quincysjones@hotmail.com