الشهيد جمعة الطحلة مؤسس سلاح السايبر القسامي
تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT
جمعة الطحلة مهندس أردني من أصل فلسطيني، وأحد مقاتلي كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ومؤسس وحدة سلاح "السايبر" القسامية، ولد عام 1962 في الأردن، بدأ حياته الجهادية حين شارك مع المقاومين في التصدي للاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، تنقل بعدها بين محطات عدة، وأصبح مسؤول الأمن السيبراني لكتائب القسام في قطاع غزة، اغتالته إسرائيل في معركة سيف القدس عام 2021.
ولد جمعة الطحلة في 9 نوفمبر/تشرين الثاني 1962 بمنطقة رأس العين في العاصمة الأردنية عمّان لأسرة فلسطينية تعود أصولها إلى مدينة الرملة التي هُجّرت عنها عام 1948 إلى قطاع غزة، قبل أن تنتقل العائلة إلى الخليل ثم الأردن.
كان عضوا في جماعة الإخوان المسلمين، وتربى على يد يوسف العظم وعبد الله عزام ومحمد أبو فارس.
تزوج ورزق بـ4 أبناء وبنت واحدة، رافقته عائلته في جميع محطاته، بما فيها أفغانستان وسوريا وقطاع غزة.
التكوين العلميبدأ جمعة الطحلة حياته التعليمية في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بمنطقة حي نزال، وأنهى دراسته الثانوية من مدرسة حنين الثانوية عام 1981، ثم حصل على منحة دراسية في كلية وادي السير الهندسية التابعة لـ"أونروا" لدراسة الرسم الهندسي.
وبعد مرور سنة دراسية فُصل من الكلية لخلافه مع أحد الأساتذة جراء تأخره وزميل له عن المحاضرة بسبب أدائهما الصلاة.
انتسب عام 1982 لدراسة المحاسبة في جامعة بيروت العربية، ولكنه تركها والتحق بكلية الشريعة في الجامعة الأردنية.
الشهيد جمعة الطحلة استقر في قطاع غزة عام 2011 (الجزيرة) محطات جهاديةأول معركة لجمعة الطحلة كانت في التصدي للاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان عام 1982، حيث اكتسب في هذه المحطة خبرات قتالية في مواجهة الاحتلال واستخدام الأسلحة المتنوعة.
المحطة الثانية كانت عام 1983 حين سافر للمشاركة مع من كانوا يسمون "المجاهدين العرب" في حرب أفغانستان بقيادة عبد الله عزام، وشغل هناك منصب "رئيس مكتب خدمات المجاهدين العرب" في باكستان وبقي فيها حتى عام 1992.
عاد بعدها إلى الأردن وتخصص في مجال البناء لسنوات عدة، ثم انتقل للعمل في دولة الإمارات العربية المتحدة وأسس شركة للمقاولات هناك.
في عام 2004 ترك الطحلة شركته وأعماله، والتحق بمجال التصنيع العسكري مع المقاومة، فسافر إلى سوريا للمشاركة في تطوير أسلحة كتائب عز الدين القسام وأساليبها القتالية.
استمر في العمل في دمشق مع كتائب القسام سنوات عدة، وفي عام 2009 طلبت منه قيادة حركة حماس السفر إلى قطاع غزة، وفي طريقه إلى هناك اعتقله الأمن المصري وأودعه سجن أبو زعبل، قبل أن يخرج منه بعد سقوط نظام مبارك عام 2011 إثر "ثورة 25 يناير".
تمكن الطحلة من إكمال طريقه نحو قطاع غزة ليستقر هناك ويبدأ محطة جديدة من المقاومة.
الأمن السيبراني للمقاومةاستقر الطحلة في قطاع غزة عام 2011 مصطحبا معه خبرات وتجارب سنوات وظفها في تطوير الأمن السيبراني والتصنيع العسكري بكتائب القسام.
عمل الطحلة على تطوير البرامج المتعلقة بالحرب الإلكترونية والأمن السيبراني والتطوير العلمي في كتائب القسام، وأصبح مسؤول الأمن السيبراني فيها.
أشرف عام 2014 على تأسيس وحدة الحرب الإلكترونية (سلاح السايبر) وتشكيلها وهيكلتها، وقاد بنفسه هجمات عديدة استهدفت منظومة العدو الحيوية، ونجح "سلاح السايبر" القسامي في السيطرة على نظام صفارات الإنذار لدى الجيش الإسرائيلي.
ونفذت هذه الوحدة أيضا في مايو/أيار 2019 بقيادة الطحلة هجوما كبيرا على أهداف إسرائيلية طال 30 ألف هدف، معظمها لمنشآت أمنية وقواعد عسكرية.
أنشأ الطحلة جيشا أطلق عليه "جيش القدس الإلكتروني" تقوم فكرته على حشد أكبر قدر ممكن من الطاقات الشابة والفاعلة ذات خبرة في المجال السيبراني، وتوجيهها لشن هجمات سيبرانية ضد مصالح إسرائيل ومنظوماتها.
زوجة الشهيد الطحلة أم مجاهد في حفل تكريم نظمته الحركة الإسلامية بالأردن لعائلات الشهداء (الجزيرة) صناعة المسيّراتكان للمهندس جمعة الطحلة كذلك دور في مشروع صناعة الطائرات المسيرة في كتائب القسام، إذ تدرب وعمل إلى جانب محمد الزواري، وشارك إلى جانبه في تطوير النسخ الأولى من الطائرات المسيّرة.
وكان الطحلة من المشرفين على مشروع الطائرات المسيّرة القسامية إلى جانب مجموعة من المهندسين، منهم حازم الخطيب وظافر الشوا، وعمل على تصنيع وتطوير الصواريخ وزيادة قوتها التدميرية، وتصنيع طائرات الاستطلاع والمراقبة.
اغتيال الطحلةحاول الجيش الإسرائيلي اغتيال جمعة الطحلة مرات عدة ولم ينجح، ثم تمكن من ذلك يوم 12 مايو/أيار 2021، إذ استهدفه بغارة جوية برفقة ثلة من القادة والمهندسين خلال معركة سيف القدس.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات الأمن السیبرانی کتائب القسام قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
كمائن مركبة وعمليات استشهادية.. تحول لافت في نهج المقاومة بغزة
تظهر العمليات النوعية، التي تنفذها فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، أن هناك تحولا في النهج الذي تقاوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث بات المقاومون يتجاوزون العمليات الفردية إلى العمليات الاستشهادية، فضلا عن الكمائن المركبة أو كمائن الموت.
وفي مقطع فيديو سابق لكتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- ظهر شعار "نحن لا نستسلم.. ننتصر أو نموت"، ونشرت القسام الفيديو يوم 14 ديسمبر/كانون الأول الجاري، الذي صادف ذكرى انطلاق حركة حماس.
وكان المقطع للإعلان عن كمين الفالوجا الذي نفذه مقاتلو القسام غربي مخيم جباليا شمال قطاع غزة.
وحسب تقرير بثته قناة الجزيرة، فإن كمين الفالوجا يخفي في ثناياه رسائل مبطنة تشي بتحول في طبيعة قتال الكتائب ودخوله طورا جديدا شعاره عمليات نوعية استشهادية من "المسافة صفر"، العبارة التي اختصت بها كتائب القسام في وصف هجماتها منذ حرب 2014.
وفي السياق نفسه، أعلنت الكتائب -أمس الجمعة- أنها نفذت عملية وصفتها بالأمنية المعقدة في مخيم جباليا، وأوقعت أفراد قوة إسرائيلية بين قتيل وجريح.
وفي تفاصيل العملية، قالت الكتائب في بيان إن "مجاهدا قساميا تمكن من الإجهاز على قناص صهيوني ومساعده من المسافة صفر في مخيم جباليا". وأشارت إلى أنه بعد ساعة من ذلك "تنكر المجاهد نفسه بلباس جنود الاحتلال، واستطاع الوصول لقوة صهيونية مكونة من 6 جنود وتفجير نفسه بواسطة حزام ناسف في القوة وإيقاعها بين قتيل وجريح".
إعلانوحسب ما صرح به الخبير العسكري والإستراتيجي إلياس حنا، لقناة الجزيرة في وقت سابق، فإن العملية الاستشهادية في جباليا هي الأولى داخل غزة منذ عام 2002.
ومن جهته، أشار الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد حاتم كريم الفلاحي -في تحليل سابق على قناة الجزيرة- إلى أن عملية القسام في مخيم جباليا "تمثل مرحلة جديدة في تكتيكات المقاومة الفلسطينية"، معتبرا استخدام الحزام الناسف في قلب منطقة عسكرية مغلقة "تطورا لافتا" في نوعية العمليات التي تستهدف الجيش الإسرائيلي.
مقاومة شرسةويحاصر جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ نحو 80 يوما مناطق شمال قطاع غزة، وتحت وطأة الضغط العسكري يحاول تهجير سكانها جنوبا، في إطار ما باتت تعرف بـ"خطة الجنرالات".
غير أن جيش الاحتلال يواجه على الأرض مقاومة شرسة، عنوانها "النصر أو الشهادة"، وهي المقولة التي اعتادت كتائب القسام أن تنهي بها بياناتها.
وتقول كتائب القسام إنها قتلت 60 ضابطا وجنديا إسرائيليا، وأصابت مئات آخرين خلال الـ77 يوما الأخيرة، 17 من الجنود القتلى لقوا مصرعهم قنصا.
وحسب تقرير نسيبة موسى على الجزيرة، فإن عمليات كتائب القسام خلال 45 يوما من الحرب تؤكد أنها اعتمدت نهج الكمائن المركبة أو ما يسمونها بكمائن الموت، التي تقوم على استدراج القوات الإسرائيلية إلى مناطق أو مبان مفخخة ومن ثم الإجهاز على من يتبقون أحياء.
ومن جهة أخرى، شهدت الأيام الأخيرة تصاعدا في هجمات "المسافة صفر" التي ينفذها مقاتلو القسام في مناطق شمال القطاع، بيت لاهيا وبيت حانون وفي مخيم جباليا على وجه التحديد، ومن ذلك ما أعلنته القسام الخميس الماضي عن طعن أحد مقاتليها ضابطا إسرائيليا و3 جنود من نقطة الصفر والإجهاز عليهم واغتنام أسلحتهم الشخصية في مخيم جباليا.
وكانت تلك العملية الأولى من نوعها التي تحدث في قطاع غزة.
إعلانكما أعلنت كتائب القسام بعد ذلك عن إجهاز مقاتل على جندي إسرائيلي بجوار دبابة "ميركافا" والاستيلاء على سلاحه وإلقاء قنبلتين يدويتين داخل الدبابة غرب مدينة بيت لاهيا.
وخلص تقرير الجزيرة إلى أنه مع الهجمات الفردية الاستشهادية، أو ما تعرف عسكريا بهجمات "الذئاب المنفردة"، يتحول نهج هجمات القسام في شمال قطاع غزة، "وما ذلك إلا ترجمة لشعار القسام النصر أو الشهادة".