لبنان ٢٤:
2025-03-03@11:09:20 GMT
معركة مسيحيي الجنوب.. رابحة ام خاسرة؟
تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT
واحدة من اهم قواعد الخطاب السياسي والاعلامي المعارض لـ "حزب الله" والذي يرفعه خصوم الحزب المسيحيون بشكل اساسي، هو الحديث عن واقع القرى المسيحية في الجنوب، وان سكان هذه القرى لا يريدون الحرب التي يفرضها الحزب عليهم، اذ يقوم بإستخدام اراضيهم لاطلاق الصواريخ ما يستدعي ردّا اسرائيلياً وهذا بحد ذاته يزيد المخاطر الامنية على السكان، لذلك بات الصوت مرتفعاً جداً إنطلاقاً من هذه القضية التي بات لها موقع كبير على الساحة السياسية، اقله خلال هذه المرحلة.
ولعل الحدث الاخير عن محاولة "حزب الله" إطلاق صواريخ من اراضي بلدة رميش، باتت قضية رأي عام مسيحي إلى حدّ ما، وهذا ما يطرح السؤال عن الفوائد والارباح السياسية التي قد تحققها القوى المسيحية من هذا الخطاب وكذلك الخسائر التي ستترتب على هذه القوى في الوقت نفسه؟ فهل يمكن عملياً الإستمرار بمثل هذا التصعيد؟ وهل يمكن ان يؤدي إلى توتر حقيقي بين القرى المسيحية والقرى المجاورة؟
يجاهر "حزب الله" بأنه يحاول تجنيب القرى المسيحية اي معركة ويتجنب القيام بأي عمل عسكري من اراضيها، اقله في المرحلة الحالية التي لا تزال الحرب فيها منخفضة الوتيرة، لكن هذا الخطاب الحزبي لا يملك صدقية لدى خصومه، الذين يجدون انهم يحققون الكثير من المكاسب من التصعيد في هذه القضية بالذات، واحدى هذه المكاسب هي شدّ العصب المسيحي العام وجعله مخاصماً للحزب وهذا مضرّ بشكل واضح لصورة الحزب الوطنية ويجعله أقل قدرة على المناورة السياسية والاعلامية.
كما ان المعارضين يجدون أن توفير مساحات شعبية وجغرافية في عمق الجنوب اللبناني معارضة للحزب، تضغط عليه وتجعله أكثر ليونة في المفاوضات الحاصلة ومستعدا اكثر لتقديم التنازلات خصوصاً أن القرى المسيحية في الجنوب غير فارغة، وجزءا كبيرا من سكانها يرتادها بشكل دوري ومستمر، وعليه فإن اظهار واقع الجنوب غير موافق بكليته على خيارات الحزب الاستراتيجية هو بحدّ ذاته انتصار سياسي في وجه الحزب لا يمكن إغفاله او تجاوزه بالتوازي مع كل التطورات والظروف المحيطة.
في الوقت نفسه تخاطر القوى المسيحية بالواقع المسيحي في الجنوب، اذ ان الذهاب الى مثل هذا التصعيد الاعلامي بشكل مستمر قد يخلق اشكالات بين القرى ذات الغالبية المسيحية وجيرانها، في حين أن المرحلة الحالية تشهد نوعا من التلاقي والتقارب السني – الشيعي خصوصا في قرى العرقوب، بمعنى آخر قد لا يستطيع "حزب الله" بشكل دائم ضبط الاشكالات وقد تفلت الامور منه .
من دون ادنى شكّ أن التماسك الشيعي الشيعي، والإلتقاء المسيحي المسيحي جعل الفرز السياسي فرزاً طائفياً بالكامل، وأدى الى تحويل الخلاف الى اشتباك شيعي مسيحي، وهذا يزيد من مخاطر اي ضخّ اعلامي بإتجاهات معينة، خصوصاً في لحظة المعركة الحرب التي تجعل من ردود الفعل الانفعالية ممكنة وغير قابلة للضبط، وعليه فإن الايام المقبلة قد تشهد المزيد من التشنج بين اهالي المنطقة او اقله على مواقع التواصل الاجتماعي مع ما يعنيه ذلك من امكانية ارتفاع نسبة المخاطر. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
توسّع احتلالي في الجنوب رهن مزاج العدو.. حزب الله للحكومة: ننتظر الافعال لا الاقوال
واصل العدو الاسرائيلي امس انتهاكاته لوقف اطلاق النار في الجنوب، بالتعرض للمواطنين الجنوبيين وخرق السيادة اللبنانية، اضافة الى توسيع نطاق احتلاله لبعض المناطق في تخوم القرى.ويشكل واقع الإخلال الإسرائيلي باتفاق وقف النار والمعركة الديبلوماسية التي يخوضها العهد لحمل إسرائيل على إنهاء واقع احتلالها لخمس مواقع حدودية، الأولوية الأساسية خصوصاً في ظل تصاعد الأخطار التي ترتبها خطوات احتلالية إضافية لإسرائيل في سوريا بما يثير الخشية اللبنانية من تفلّت الدولة العبرية من أي ضغوط دولية لا سيما منها أميركية لردعها عن السياسات الاحتلالية والتصعيدية.
وكتبت" الاخبار": على طول البلدات الحدودية المنكوبة، تعود الحياة ببطء فيما يبدو أن هناك قراراً دولياً بتأخير العودة. في المقابل، تتوسّع المناطق المحتلة والعازلة على طول الحدود وآخرها في أطراف رميش، حيث توغّلت قوة إسرائيلية إلى عمق نحو 300 متر وقطعت عدداً من الأشجار ونفّذت أعمال تجريف بالقرب من مركز اليونيفل، وشقّت طريقاً من وادي سعسع باتجاه تلة حرمون.
وكتبت" اللواء": حسب مصادر متابعة، فإن هذا التوسع الاحتلالي يُعقّد اكثر لاحقاً مهمة لبنان بالتفاوض مع الكيان الاسرائيلي، وبعد ان كان الحديث قبل سنتين يدورحول 13 نقطة قديمة محتلة تحفّظ عليها لبنان في العام 2006، اصبح التفاوض اصعب مع الاحتلال مع اضافة التلال الخمس المحتلة والتوغل اليومي لقوات الاحتلال في اراضٍ جنوبية حدودية يقيم فيها نقاطاً ثابتة تضاف الى المناطق والنقاط الاخرى المحتلة. ولعل الكيان الاسرائيلي يقوم بتوسيع احتلاله ليس لأسباب امنية فقط، بل من اجل تحسين شروط تفاوضه لاحقاً وفرض شروط جديدة على لبنان.
واشارت مصادر مطلعة على موقف حزب الله ل" الديار" الى ان وقوف الحزب راهنا خلف الدولة لتحرير الارض لا يعني اطلاقا تسليم السلاح والاستسلام، لافتة الى ان «الحزب قالها اكثر من مرة وابلغ المعنيين بذلك لجهة ان ما يقوم به لبنان الرسمي حتى الساعة غير كاف لدحر الاحتلال، ولذلك ستبقي المقاومة يدها على الزناد للتدخل بالوقت المناسب لوضع حد للعربدة الاسرائيلية».
وقال نائب رئيس مجلس الوزراء طارق متري «أن الحكومة غير قادرة على إخراج إسرائيل بالقوة العسكرية من بلادنا».وقال متري على ما نُقِلَ عنه في حديث تلفزيوني : لا نملك حالياً إلّا تكثيف الجهود الدبلوماسية للضغط على إسرائيل للانسحاب من أرضنا.
وأضاف: نسعى أن تكون الدولة صاحبة قراري الحرب والسلم، وأن يكون الجيش اللبناني مسؤولاً عن تأمين الحدود والدفاع عن السيادة!
موقف سلام
وأعلن رئيس الحكومة نواف سلام لـ"النهار" تعليقاً على أصداء جولته في الجنوب الأسبوع الماضي أن الخطوة الأولى التي قرر اتخاذها بعد نيل الحكومة الثقة هو أن يتوجه إلى الجنوب مع عدد من الوزراء "للتواصل مع أهلنا لنقول ولنثبت لهم أن الدولة تقف إلى جانبهم وأنها تلتزم إعمار بلداتهم. وأريد أن تصل هذه الرسالة إلى كل من يعنيهم الأمر. وأردنا أن نقول للجيش أيضاً أن أمن الجنوب وسلامته هي من مسؤولياته. ونحييه على عملية الانتشار التي نفذها حيث يقوم بالواجبات المطلوبة منه وسط ظروف صعبة".
وفي موضوع النقاط الخمس التي تحتلها إسرائيل، قال سلام إنه وصل إلى أقرب نقطة من هذه النقاط في الخيام "لنؤكد أن لا استقرار مستداماً إذا لم تنسحب إسرائيل انسحاباً كاملاً منها أي الى خطوط (اتفاقية) الهدنة عام 1949 المعترف بها دولياً. وأن استمرار وجودها في هذه النقاط وعدم انسحابها هو اعتداء على السيادة اللبنانية والـ1701 زائد تهديدها لتفاهم وقف اطلاق النار".