البوابة نيوز:
2025-03-13@08:25:31 GMT

منير أديب يكتب: "داعش" بعد 10 سنوات من النشأة

تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT

مر 10 سنوات ما بين نشأة تنظيم داعش الذي أعلن عن دولته في 29 يونيو من العام 2014 وسقوطه في 22 مارس من العام 2019؛ عقد كامل من النشأة والمواجهة الدولية وما زال يمثل خطرًا على أمن العالم، بل زادت وتيرة التحذيرات الدولية من نجاح التنظيم من تنفيذ عمليات نوعية خلال الفترة القادمة.

هذه التحذيرات ظهرت بشكل واضح من طلب الاستخبارات الفرنسية منذ أيام تأجيل عقد دورة الألعاب الأولمبية المقرر لها في شهر أغسطس القادم، فضلًا عن العملية النوعية التي نجح فرع التنظيم في تنفيذها بأكبر مسارح روسيا في 22 مارس الماضي، ولعل هذا التاريخ يحمل دلالة مهمة مرتبطة بنفس اليوم الذي أعلن فيه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، سقوط دولة التنظيم قبل 5 سنوات من الآن.

سقطت دولة التنظيم ولم يسقط التنظيم؛ فما زال يمثل خطرًا على أمن وسلامة العالم، الذي فشل في رسم خطة مواجهة تثمر عن نتائج؛ فالتحالف الدولي لمواجهة هذا التنظيم والذي تشكل من أكثر من ثمانين دولة اقتصر دورة على مواجهة التنظيم من خلال الضربات الجوية، وافتقد المواجهة على الأرض التي ما زال التنظيم يحتلها حتى الآن، حتى القوات الأمريكية بات التفاوض على خروجها من العراق ومن ثم انتهاء عمل هذا التحالف!

نجح داعش في إعادة إنتاج نفسه من جديد، فلم يحصر نفسه في دولة ذات حدود جغرافية ولكنه ظهر هذه المرة من خلال خلايا نشطة وبعضها خامل، يتحرك في التوقيت الذي يراه التنظيم مناسبًا ومؤثرًا في نفس الوقت؛ وهنا تبدو خطورة التنظيم ومواجهته.

فشل المجتمع الدولي في مواجهة داعش، وربما وضع عبئا هذه المواجهة على كاهل الدول التي يتواجد فيها التنظيم، وهنا باتت هذه المواجهة منقوصة، صحيح لها نتائج ولكنها غير ملموسة؛ فالتنظيم ما زال يطل برأسه، وخطره وصل إلى قلب أوروبا، رغم أنه نشأ في منطقة الشرق الأوسط؛ ولكن المجتمع الدولي يتحمل عبء المواجهة الضعيفة، فهو يدفع ذلك من أمنه وأمن حلفائه.

لا بد من رسم خطوط مواجهة جديدة ليس فقط لتنظيم داعش وإنما لكل التنظيمات المتطرفة؛ ونحن هنا أمام تحديين أولهما وضع ملامح هذه المواجهة ثم التبشير بها، وهما خطوتين مهمتين وقد يستهلكان وقتًا طويلًا، يليهما الخطوة الأهم هو احتضان الاستراتيجية المقترحة من قبل المؤسسات الدولية والزام المجتمع الدولي بها.

لا يمكن القضاء على داعش والتنظيمات عابرة الحدود والقارات بدون وضع هذه الإستراتيجية؛ هذه التنظيمات لها امتدادات خارجية تستلزم تعاون وتنسيق خارجي، ليس على المستوى الاستخباراتي ولكن على مستوى مفردات المواجهة المختلفة؛ فلا معنى لمواجهة فرع التنظيم في دولة ما بينما رأسه يتمتع بحماية في دولة أخرى أو على الأقل لا يلقى مواجهة بنفس القوة التي يلقاها في دولة أخرى.

لا معنى للمواجهة المجتزءة ولن تثمر عن نتائج حقيقية، وسوف يظل التنظيم يُمثل تهديدًا لأمن العالم، إنّ لم يكن هناك تصور واقعي ومنطقي للتنظيم، هذا التصور لا بد أنّ توضع ملامحه، ويكون مبني عن فهم دقيق للتنظيم؛ لا بد أنّ تُشارك كل الدول في وضع ملامحه، ولا بد أنّ تُشرك الدول الباحثين والعسكريين وقادة الرأي في وضع التصورات المرتبطة بالمواجهة، لا بد من فتح الباب واسعًا أمام أي أفكار من شأنها تُساعد في هذه المواجهة.

لا بد من البدء في هذا المشروع، ثم يتلوه مرحله التبشير بالإستراتيجية بعد وضعها والاستفادة من كل الإسهامات التي شارك فيها الباحثين والعسكريين وقادة الرأي من كل دول العالم في كل القارات؛ هذه الخطوة رغم أهميتها لا أحد يأخذ خطوة في اتجاهها؛ وواشنطن ما زالت مشغولة بصراعاتها ولا يلتفت المجتمع الدولي إلى أهمية المواجهة التي تُشارك فيها دول ربما نشأ التنظيم فيها أو يملك قوة داخل حدودها.

ملامح المواجهة المؤجلة لا بد أنّ تكون شاغل العالم في الأيام القادمة، ولا بد للدول التي تضع على كاهلها فكرة مواجهة الإرهاب عابر الحدود والقارات دور في وضع هذه الإستراتيجية، والتي سوف نفصل فيها القول في مقالات أخرى؛ فمرور 10 سنوات على نشأة تنظيم داعش ومائة عام على وجود الإخوان المسلمين تحديًا مهمًا يحتاج إلى مزيد من الدراسة والتحليل، بحيث يتم ترجمته في الإستراتيجية المشار إليها.

اعتقد الدول العربية المهيئة لاحتضان هذه الإستراتيجية والتبشير بها كل من مصر والإمارات والمملكة العربية السعودية؛ فكل منهم يملك الرؤى والتصورات والإرادة على المواجهة، كما أنّ الدول الثلاث تملك العقول القادرة على إنتاج وصياغة واحتضان هذه الإستراتيجية حتى ترى النور، البداية تعني القضاء على هذه التنظيمات وبخاصة داعش ربما في العقد الجديد من النشأة الذي بدأ منذ أيام قليلة.

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: داعش إرهاب داعش مواجهة داعش خطر داعش هذه الإستراتیجیة المجتمع الدولی هذه المواجهة لا بد أن فی دولة ما زال

إقرأ أيضاً:

د. عصام محمد عبد القادر يكتب: الْوَعْي الرَّقَمِيّ.. الْمَاهيّةُ وَاَلْأَهَمْيّةُ

استطاعةُ الفَرْدِ على توْظيف التكنولوجيا الرَّقميّة بتطبيقاتها المتباينة بما يُسْهم في تحقيق الغايات المنْشودة وبما يؤدي إلى تنمية الأبعاد المعرفيّة، والتقنيّة، والوجدانيّة، وفق معايير الأمن السلامة عبر الفضاء الرَّقميّ المفْتوح؛ فإن هذا يشير إلى الوعْي الرَّقميّ في صورته الكليّة، وهذا يؤدي بالمستخدم أن يُصْبحَ حيويًّا، بمعنى يمتلك من النَّشَاط المُسْتدام ما يجعله مُنْتجًا في أيّ مجالٍ نوْعيّ ينْتمي يُنْتسبٌ إليه.
إذا ما أمْعنَّا النَّظر في ماهية الوعْي الرَّقميّ نجد إنَّ البُعدَ الاجتماعي له دورٌ واضحٌ في تشكيل هذا النَّمط من الوعْي؛ حيث لا يتوقف الأمْرُ على تبادل الخبرات فقط، بل تتكون هناك علاقاتُ، وآلياتٌ للتواصل الاجْتماعيّ تسْمح بتعميق الخبرات في بعض الأحيْانِ، وتنحو بالفرد تجاه التَّعمَّقِ في مجال بعينه، وهنا نُدْركُ أهميّة هذا البُعد الذي قد يرْسُم مستقبل كثيرٍ من مُسْتخدمي التَّقنيّة الرَّقميّ عبر الفضاء المُتطوّر الذي يفيض بكثير من الخِبْرات المُتنوّعة.
نُشير إلى أن إدراك المُسْتخدم لكافة المخاطر التي قد تتأتَّى عبر التعامل مع صور البيئات الرَّقميّة المختلفة من مقومات الوعْي الرَّقميّ بشكلٍ رئيسٍ، وهنا نُعلن مدى أهمية امتلاك الفرد للمعلومات الصحيحة المرْتبطة بالاستخدام، والتوظيف التقَنيّ؛ فإذا ما امتلك هذا المُسْتخدم المهارات دون ما يرتبط بها من معارف، وما يتعلق بها من مخاطرَ تُشكّلُ تهديداتٍ بعينها؛ فإن المتوقع أن يواجه الفردُ مزيدًا من المشكلات، والتحديّات، والصُعوبات عبر البوابة الرَّقميّة.
أرى أن تحقيق أقْصَى استفادةٍ من أنْظمة البيئات الرَّقميّة بكافة تنوُّعها مرْهونةٌ بماهية الوعي الرَّقميّ؛ حيث إن تعْقيداتِ الفضاء الرَّقميّ يصعب التعامل معها دون فِقْهٍ تامٍّ شاملٍ للمكون المعْرفيّ، والمهاريّ، والقيميّ بما يضْمنُ أن يقف الفرْدُ على المَشْرب الطيّب، ويهْجُر براثن الغواية، أو الانْزلاق في بؤرِ الظَّلام، أو التَّعرض إلى موجات تزييف الوعْي في جوانبه، وأبعاده، ومستوياته المختلفة.
أضْحى تشْكيلُ الوعْي الرَّقميّ أمرًا بالغ الأهميّة، ولا خلاف بشأنه، كونه يشكل سياجَ حماية يدرك من خلاله الفرد الفُرَصَ، والتهديدات؛ ليعمل على اقْتناص الفُرَصَ التي من شأنها أن تُضيفَ إلى خبراته، وتزيد من تمكنه، وتعمَّقه التقَنيّ؛ ومن ثم ينعكس هذا الأمْرُ بصورةٍ إيجابيّةٍ على مجال التخصص، وفي المقابل يمْكن للمستخدم أن يتّقى كافة التهديدات التي تضير بمستقبله، سواءً المِهْنيّ، أو التقَنيّ، ويؤثر على مكّون شخصيّته بشكلٍ سلبيٍّ.
كثيرٌ منّا يتوقف عند حدّ الاستخدام الذي يحقق الاستفادة المنْشُودة عبر التقَنيّاتِ الرَّقميّة، وتطبيقاتها المتطورة، وقليلٌ منا يسْعى للكشف عن التفاصيل بُغْية فهْم، واستيعاب التفاصيل الخاصة بالبيئات الرَّقميّة التي نتعامل معها؛ من أجل أن يستفيد بصورة غير مسْبوقةٍ؛ كمقْدرته على أن يشارك في تحْسين، وتطْوير مُدْخلات، وعمليات، ومُخْرجات المُكوّن التقَنيّ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر تطبيقات الذكاء الاصْطناعيّ.
يمكن أن أدَّعِي أنّ الوَعْي الرَّقَميّ لا ينْفكُّ عن فقْه المستخدم للعديد من المفاهيم، وما تحمله من معانٍ عميقةٍ؛ حيث إنها تشكل لبِنةً البِنَى المعْرفيّة الصحيحة التي تعد أحد روافد الحماية الفكْريّة، والتي ترتبط بالأداء المهاريّ في صورته السليمة بما يضمن أن نقفَ على أعْتاب التطوَّر، والتقدَّم، ونتخلّى عن كل ما من شأنه أن يؤدي للوقوع في صراعٍ غير مُجْدٍ؛ لذا يتوجب علينا الاهتمام بترسيخ ماهية تلك المفاهيم في صيغتها الإجْرائيّة البسيطةِ التي يتقبلها الفرْدُ في ضوء ما يمتلك من خبراتٍ سابقةٍ تُعزّزُ لديه اسْتيعَابها، والاسْتفادة منها.
نحن نحتاج أن يعِيَ الفرْدُ ماهيّة المُواطنةِ الرَّقميّة كونُها أحد المفاهيم الرَّئيسة التي يتمخّضُ عنها مزيدًا من المبادئ المُهِمّةِ التي من شأْنها أن تُنْظَّمَ آليات التَّعامل الآمنِ، وتحقق الاستخدام الوظيفيّ، وتضْمنُ الحقوق بعد معلوميّة الواجبات، كما أن إدراك المُسْتخدم لطرائق الحماية الرَّقميّة بشكلٍ وظيفيّ من الأمور المُهِمّةِ التي تنْعكِسُ على تحْفيزه، وتقّدمه نحو المزيد من النِتَاج التقَنيّ الذي قد نصفه بالمبتكر، وهذا لا ينْفكُّ عن مفهوم التطوَّر الرَّقميّ، وصوره المختلفة؛ بالإضافة إلى معرفته بماهيّة الشّمُول الرَّقميّ.
إن التربية الرَّقميّة كمفهومٍ رئيسٍ تُعدُّ أحد ضمانات الاسْتخدام الآمنِ، والمسئول عن كافة صور التقَنيّات الرَّقميّة؛ ومن ثم فهي داعمٌ رئيسٍ لمكنون الوَعْي الرَّقميّ، وهنا يتوجب علينا أن نهْتمَّ بمجالاتِ التَّربِيَةِ الرَّقميّة، ومُسْتهدفاتُها في صورة برامج مقْصُودةٍ، جاذبةٍ تقدم للمستخدم الرَّقميّ ما يُصْقلُ لديه أبْعادَ هذا النَّمَطَ من الوعْي، كما نشير إلى أن هنالك المزيدَ من المفاهيم الداعمة، والمساندة لماهية الوعي الرَّقميّ، وأهمية تنْميته لدى المسْتخدم التقَنيّ؛ حيث الأمْنُ السيْبَرانيّ، والهُويّة الرَّقميّة، وصناعة المعلومات، وموثوقيتُها، وطرائق، وآليات الإبْحَار الآمنة، إلى غير ذلك من المفاهيم المُسْتحدثة منها، وغير المُسْتحدثة، والتي يصْعُبُ حصْرُهَا.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.

مقالات مشابهة

  • بغداد تستضيف نصف المارثون الدولي
  • بعد أوكرانيا.. هل يجد داعش ثغرة جديدة لاختراق المشهد الدولي؟
  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب: الْوَعْي الرَّقَمِيّ.. الْمَاهيّةُ وَاَلْأَهَمْيّةُ
  • عمرو أديب: الأهلي "حنفي" أم تاريخي؟
  • مناقشات مع الخبراء حول "مشروع قانون التنظيم العقاري" في مجلس الدولة
  • داعش والفوضى| كيف يستغل التنظيم هشاشة الأوضاع لإعادة فرض نفوذه في سوريا
  • «التنظيم العقاري» يصدر 230 مخالفة لعدم الالتزام بالقوانين في 2024
  • منير أديب يكتب: الجيش السورى ومعضلة المقاتلين الأجانب.. لماذا قررت وزارة الدفاع السورية الاعتماد على مقاتلى الإيجور؟
  • "الدولة" يناقش مشروعي "مكافحة الاتجار بالبشر" و"التنظيم العقاري"
  • وزير الدولة للتعاون الدولي القطرية تجتمع مع وزير الخارجية وشؤون المغتربين