منير أديب يكتب: "داعش" بعد 10 سنوات من النشأة
تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT
مر 10 سنوات ما بين نشأة تنظيم داعش الذي أعلن عن دولته في 29 يونيو من العام 2014 وسقوطه في 22 مارس من العام 2019؛ عقد كامل من النشأة والمواجهة الدولية وما زال يمثل خطرًا على أمن العالم، بل زادت وتيرة التحذيرات الدولية من نجاح التنظيم من تنفيذ عمليات نوعية خلال الفترة القادمة.
هذه التحذيرات ظهرت بشكل واضح من طلب الاستخبارات الفرنسية منذ أيام تأجيل عقد دورة الألعاب الأولمبية المقرر لها في شهر أغسطس القادم، فضلًا عن العملية النوعية التي نجح فرع التنظيم في تنفيذها بأكبر مسارح روسيا في 22 مارس الماضي، ولعل هذا التاريخ يحمل دلالة مهمة مرتبطة بنفس اليوم الذي أعلن فيه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، سقوط دولة التنظيم قبل 5 سنوات من الآن.
سقطت دولة التنظيم ولم يسقط التنظيم؛ فما زال يمثل خطرًا على أمن وسلامة العالم، الذي فشل في رسم خطة مواجهة تثمر عن نتائج؛ فالتحالف الدولي لمواجهة هذا التنظيم والذي تشكل من أكثر من ثمانين دولة اقتصر دورة على مواجهة التنظيم من خلال الضربات الجوية، وافتقد المواجهة على الأرض التي ما زال التنظيم يحتلها حتى الآن، حتى القوات الأمريكية بات التفاوض على خروجها من العراق ومن ثم انتهاء عمل هذا التحالف!
نجح داعش في إعادة إنتاج نفسه من جديد، فلم يحصر نفسه في دولة ذات حدود جغرافية ولكنه ظهر هذه المرة من خلال خلايا نشطة وبعضها خامل، يتحرك في التوقيت الذي يراه التنظيم مناسبًا ومؤثرًا في نفس الوقت؛ وهنا تبدو خطورة التنظيم ومواجهته.
فشل المجتمع الدولي في مواجهة داعش، وربما وضع عبئا هذه المواجهة على كاهل الدول التي يتواجد فيها التنظيم، وهنا باتت هذه المواجهة منقوصة، صحيح لها نتائج ولكنها غير ملموسة؛ فالتنظيم ما زال يطل برأسه، وخطره وصل إلى قلب أوروبا، رغم أنه نشأ في منطقة الشرق الأوسط؛ ولكن المجتمع الدولي يتحمل عبء المواجهة الضعيفة، فهو يدفع ذلك من أمنه وأمن حلفائه.
لا بد من رسم خطوط مواجهة جديدة ليس فقط لتنظيم داعش وإنما لكل التنظيمات المتطرفة؛ ونحن هنا أمام تحديين أولهما وضع ملامح هذه المواجهة ثم التبشير بها، وهما خطوتين مهمتين وقد يستهلكان وقتًا طويلًا، يليهما الخطوة الأهم هو احتضان الاستراتيجية المقترحة من قبل المؤسسات الدولية والزام المجتمع الدولي بها.
لا يمكن القضاء على داعش والتنظيمات عابرة الحدود والقارات بدون وضع هذه الإستراتيجية؛ هذه التنظيمات لها امتدادات خارجية تستلزم تعاون وتنسيق خارجي، ليس على المستوى الاستخباراتي ولكن على مستوى مفردات المواجهة المختلفة؛ فلا معنى لمواجهة فرع التنظيم في دولة ما بينما رأسه يتمتع بحماية في دولة أخرى أو على الأقل لا يلقى مواجهة بنفس القوة التي يلقاها في دولة أخرى.
لا معنى للمواجهة المجتزءة ولن تثمر عن نتائج حقيقية، وسوف يظل التنظيم يُمثل تهديدًا لأمن العالم، إنّ لم يكن هناك تصور واقعي ومنطقي للتنظيم، هذا التصور لا بد أنّ توضع ملامحه، ويكون مبني عن فهم دقيق للتنظيم؛ لا بد أنّ تُشارك كل الدول في وضع ملامحه، ولا بد أنّ تُشرك الدول الباحثين والعسكريين وقادة الرأي في وضع التصورات المرتبطة بالمواجهة، لا بد من فتح الباب واسعًا أمام أي أفكار من شأنها تُساعد في هذه المواجهة.
لا بد من البدء في هذا المشروع، ثم يتلوه مرحله التبشير بالإستراتيجية بعد وضعها والاستفادة من كل الإسهامات التي شارك فيها الباحثين والعسكريين وقادة الرأي من كل دول العالم في كل القارات؛ هذه الخطوة رغم أهميتها لا أحد يأخذ خطوة في اتجاهها؛ وواشنطن ما زالت مشغولة بصراعاتها ولا يلتفت المجتمع الدولي إلى أهمية المواجهة التي تُشارك فيها دول ربما نشأ التنظيم فيها أو يملك قوة داخل حدودها.
ملامح المواجهة المؤجلة لا بد أنّ تكون شاغل العالم في الأيام القادمة، ولا بد للدول التي تضع على كاهلها فكرة مواجهة الإرهاب عابر الحدود والقارات دور في وضع هذه الإستراتيجية، والتي سوف نفصل فيها القول في مقالات أخرى؛ فمرور 10 سنوات على نشأة تنظيم داعش ومائة عام على وجود الإخوان المسلمين تحديًا مهمًا يحتاج إلى مزيد من الدراسة والتحليل، بحيث يتم ترجمته في الإستراتيجية المشار إليها.
اعتقد الدول العربية المهيئة لاحتضان هذه الإستراتيجية والتبشير بها كل من مصر والإمارات والمملكة العربية السعودية؛ فكل منهم يملك الرؤى والتصورات والإرادة على المواجهة، كما أنّ الدول الثلاث تملك العقول القادرة على إنتاج وصياغة واحتضان هذه الإستراتيجية حتى ترى النور، البداية تعني القضاء على هذه التنظيمات وبخاصة داعش ربما في العقد الجديد من النشأة الذي بدأ منذ أيام قليلة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: داعش إرهاب داعش مواجهة داعش خطر داعش هذه الإستراتیجیة المجتمع الدولی هذه المواجهة لا بد أن فی دولة ما زال
إقرأ أيضاً:
باحث: تصريحات ترامب تضعه في مواجهة غير مسبوقة مع المجتمع الدولي
قال محمد العالم كاتب صحفي وباحث سياسي متخصص في الشأن الأمريكي، إنّ تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في لقائه مع رئيس وزراء الاحتلال عن قطاع غزة كانت مفاجأة نوعا ما، وذلك باعتراف رئيس مجلس النواب الجمهوري نفسه، لافتًا، إلى أنها تضعه في مواجهة غير مسبوقة مع المجتمع الدولي.
سفير أمريكي سابق لدى اسرائيل: مقترح ترامب بشأن غزة غير جاد الكويت تجدد دعمها الثابت لفلسطين وترفض مقترحات ترامب بشأن غزة ترامب طالب الفلسطينيين بمغادرة قطاع غزةوأضاف "العالم"، في مداخلة هاتفية مع الإعلامي محمد رضا، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أنّ ترامب طالب الفلسطينيين بمغادرة قطاع غزة، وفوجئ الأمريكيون من حجم النزاعات التي انخرط فيها ترامب في أول فترة من حكمه.
وتابع: «الأمريكيون كانوا يعتقدون أن ترامب كان سيستمر في الحرب الاقتصادية مع الصين، لكنهم فوجئوا بتصريحاته عن قطاع غزة، بعدما قال إن الحرب ستنتهي في اليوم الأول لحكمه».
ترامب لا ينهي الحرب بقدر ما يعطي بعض السيناريوهات المجنونةوأكد، أن ترامب لا ينهي الحرب بقدر ما يعطي بعض السيناريوهات المجنونة غير القابلة للتحقيق وتنافي سياسة أمريكا في السنوات الأخيرة، إذ تعلن الإدارة الأمريكية أنها لا تتدخل بشكل مباشر من خلال الجيش الأمريكي على أراضي أخرى.
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل اعتبر أن المقترح الذي طرحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض سيطرة أمريكية على قطاع غزة "ليس جادًا"، محذرًا من أن مجرد طرح الفكرة قد يؤدي إلى تصاعد موجات التطرف في المنطقة.
وأشار السفير السابق، وفقًا للتقرير، إلى أن هذا النوع من المقترحات يفتقر إلى الواقعية السياسية والدبلوماسية، مشددًا على أن أي تحرك أحادي الجانب بهذا الشكل قد يزيد من حالة عدم الاستقرار بدلاً من تحقيق أي حلول عملية.
كما حذّر من أن تداعيات اقتراح ترامب قد تؤثر سلبًا على الجهود المبذولة لإطلاق سراح مزيد من الرهائن المحتجزين في القطاع، حيث قد يدفع هذا الطرح بعض الأطراف إلى اتخاذ مواقف أكثر تشددًا، مما يعقد فرص التوصل إلى تفاهمات إنسانية.
ويأتي هذا التقرير في ظل الجدل المتصاعد حول تصريحات ترامب الأخيرة، التي اقترح فيها سيطرة أمريكية طويلة الأمد على غزة وتحويلها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، وهو ما قوبل برفض دولي واسع، خاصة من الدول التي تؤكد على ضرورة الحفاظ على حقوق الفلسطينيين في أراضيهم.
جددت الكويت اليوم موقفها الثابت والداعم للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، مؤكدة على حق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، جاء ذلك في بيان رسمي أصدرته وزارة الخارجية الكويتية، حيث أكدت أن هذا الحق يمثل حجر الزاوية في أي حل عادل ودائم للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأشار البيان إلى "رفض دولة الكويت القاطع لسياسات الاستيطان الإسرائيلي وضم الأراضي الفلسطينية وتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه"، وأضاف أن هذه السياسات تمثل "انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وتهديدًا لأمن واستقرار المنطقة".
في الوقت ذاته، دعت الكويت المجتمع الدولي إلى "تحمل مسؤولياته في توفير الحماية للشعب الفلسطيني وحقوقه غير القابلة للتصرف"، مع ضرورة "إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة"، وهو ما يتماشى مع الموقف الكويتي الثابت في دعم حقوق الفلسطينيين.
تأتي هذه التصريحات بعد أيام من تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي أدلى بها في لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض الثلاثاء الماضي، وكان ترامب قد اقترح في تلك التصريحات فرض سيطرة أمريكية على قطاع غزة، مؤكدًا أن الولايات المتحدة "ستتولى السيطرة على القطاع" متوقعًا أن تكون لها "ملكية طويلة الأمد" هناك.
وقال ترامب في مؤتمر صحفي مشترك مع نتنياهو: "الولايات المتحدة ستتولى مسؤولية أعمال إعادة الإعمار في غزة، وتحويلها إلى ما أسماه "ريفييرا الشرق الأوسط" التي يمكن أن يستمتع بها كل العالم"، كما وصف غزة بأنها "منطقة للهدم"، وذكر أن السكان يجب أن يغادروا إلى دول أخرى بشكل دائم.
واستطاع ترامب في تصريحاته الأخيرة إلقاء الضوء على مقترحات سابقة له بنقل الفلسطينيين من غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، حيث برر ذلك بعدم وجود أماكن صالحة للسكن في القطاع نتيجة للدمار الكبير الذي خلفته الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من 15 شهراً.
وقد أثارت هذه التصريحات استنكارًا دوليًا واسعًا، في وقت كانت الكويت قد أكدت فيه مرارًا على أهمية الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية، مع التزامها التام بدعم حقوق الفلسطينيين وفقًا للقرارات الدولية.