بعد استهداف القنصلية الايرانية ..رد طهران عبر محور المقاومة
تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT
أفشلت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا الأربعاء بيانا صاغته روسيا في مجلس الأمن الدولي كان من شأنه إدانة الهجوم على مجمع السفارة الإيرانية في سوريا، الذي تتهم طهران إسرائيل بالمسؤولية عنه، بيد أن واشنطن أبلغت بقية الدول بالمجلس بأن العديد من الحقائق بشأن ما حدث في دمشق لا تزال غير واضحة، معتبرة أنها ليست متأكدة من وضعية المبنى الذي تعرض للقصف في دمشق، لكنها ستشعر بالقلق إذا كان منشأة دبلوماسية.
واعتقد الكثير من الخبراء والمتابعين أن الهجوم وضع ايران في موقع حرج، فمواقعها في سوريا تتعرض منذ سنوات لضربات إسرائيلية، وبعد عملية "طوفان الاقصى"، انتقلت تل أبيب إلى استهداف مستشارين وقادة إيرانيين داخل القنصلية الايرانية وفي ابنية سكنية، في حين أن طهران تشدد بحسب مصادرها على أنها لن تتنازل عن حقها في الرد على إسرائيل في الوقت والمكان المناسبين. وكان الهجوم أسفر عن مقتل 7 قادة ومستشارين أبرزهم العميد البارز بـ"الحرس الثوري"، محمد رضا زاهدي، والعميد محمد هادي حاج رحيمي، إضافة إلى حسين أمان اللهي، وآخرين.
وكان بارز أمس القلق الإسرائيلي من مآل الأمور، حيث أعلنت هيئة البث الاسرائيلية أن الأجهزة الأمنية شرعت بتشويش نظام تحديد المواقع خشية تعرض الكيان لقصف بمسيّرات وصواريخ ذكية موجّهة. كما أخلت اسرائيل 7 من سفاراتها وممثلياتها خشية رد إيراني، بينها الممثليات في مصر والبحرين والأردن والمغرب وأنقرة وإسطنبول وتركمانستان، كما افادت صحيفة العدو يديعوت أحرونوت.
ويقول الباحث الإيراني المتخصص بالشأن الإسرائيلي منصور باراتي لـ"لبنان24"نحن بحاجة إلى تحليل الهجوم على السفارة الإيرانية في دمشق على مستويات متعددة.
فبادئ ذي بدء، يمكن وضع الهجوم ضمن المراحل التالية من الحملة الإسرائيلية للعمليات السرية ضد جميع الأفراد والجماعات والأحزاب والدول الذين لعبوا دوراً سواء بشكل مباشر أو غير مباشر في هجوم 7 أكتوبر على إسرائيل، التي بدأت حملة تجسس وإرهاب ضد إيران باعتبارها الداعم الأبرز لجماعات المقاومة الفلسطينية، مثل حماس والجهاد الإسلامي. وفي هذا الصدد، هاجمت إسرائيل بعض الأهداف داخل إيران وخارجها كرد على هجوم 7 أكتوبر. ونظراً لخطورة التهديد الإسرائيلي، رجح باراتي أن يكون حجم الانتقام الايراني أكبر من المعتاد، ولا تزال هناك بعض الأهداف الجديدة للمستقبل.
لكن ما تقدم ليس الجانب الوحيد من المسألة، فالزيارة الأخيرة التي قامت بها فصائل المقاومة الفلسطينية إلى طهران، يجب أن تؤخذ على محمل الجد، حيث أظهرت زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية و الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة إلى إيران بعد نحو ستة أشهر من الحرب أن الفلسطينيين غير متحمسين لتقديم تنازلات في المفاوضات غير المباشرة بشأن هدنة مؤقتة. وعلى عكس القطريين، أبلغ المسؤولون الإيرانيون فصائل المقاومة الفلسطينية دعمهم المستمر في وجه الضغوط المصرية والقطرية على"حماس" لقبول هدنة مؤقتة،يقول باراتي الذي يعتقد أن الهجوم الجوي على السفارة الإيرانية في دمشق يمكن أن يكون رداً إسرائيلياً على دعم طهران المستمر لموقف حماس الرافض لهدتة موقتة ويدعو الى وقف دائم لاطلاق النار.
ويرى باراتي أن الهجمات الإسرائيلية بعد 7 أكتوبر على الأراضي السورية واللبنانية والتي تجاوزت الجنوب تظهر أن تل أبيب يمكنها الوصول إلى العديد من الأهداف. وكان نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري أبرز الشخصيات التي قتلتها إسرائيل في لبنان. كما تظهر الهجمات المتعددة على شخصيات إيرانية في سوريا أن الأراضي السورية في متناول تل أبيب، في حين أن واقع العراق مختلف إلى حد ما، حيث أن إسرائيل تواجه العديد من القيود على الأراضي العراقية (باستثناء كردستان)، وهي بحاجة إلى الأميركيين لمساعدتها في أي عملية.
ويعتقد باراتي أن الرد الإيراني على إسرائيل لن يكون مباشرا. وتعتبر الجمهورية الإسلامية الإيرانية إسرائيل وكيلاً غير مستقل للولايات المتحدة، مرجحا أن يأتي الرد من محور المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی دمشق
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تعلن قصف مقار عسكرية جنوبي سوريا
أعلن الجيش الإسرائيلي صباح الثلاثاء، أنه قصف مقرات عسكرية ومواقع بها أسلحة جنوبي سوريا خلال الليل.
وذكر الجيش الإسرائيلي أنه استهدف أيضا أجهزة رادار ومراقبة تستخدم في عمليات التقييم الاستخباراتي الجوي في المنطقة الجنوبية من البلاد.
ولم ترد تقارير على الفور عن وقوع خسائر بشرية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المقاتلات الحربية الإسرائيلية شنت عدة ضربات جوية استهدفت مواقع عسكرية لقوات نظام الأسد، في منطقة قطنا بالعاصمة دمشق.
ومنذ مطلع عام 2025، أحصى المرصد 23 مرة استهدفت فيها إسرائيل الأراضي السورية، 21 منها جوية و2 برية، وأسفرت الضربات عن إصابة وتدمير نحو 22 هدفا ما بين ومستودعات للأسلحة والذخائر ومقرات ومراكز وآليات.
ومنذ سقوط نظام الأسد في ديسمبر من العام الماضي، شنت إسرائيل على سوريا غارات عدة دمرت خلالها معظم قدرات الجيش السوري.
كما تقدمت القوات الإسرائيلية عدة كيلومترات في المنطقة العازلة بين البلدين، واستقرت على جبل الشيخ المطل على دمشق.