أفشلت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا الأربعاء بيانا صاغته روسيا في مجلس الأمن الدولي كان من شأنه إدانة الهجوم على مجمع السفارة الإيرانية في سوريا، الذي تتهم طهران إسرائيل بالمسؤولية عنه، بيد أن واشنطن أبلغت بقية الدول بالمجلس بأن العديد من الحقائق بشأن ما حدث في دمشق لا تزال غير واضحة، معتبرة أنها ليست متأكدة من وضعية المبنى الذي تعرض للقصف في دمشق، لكنها ستشعر بالقلق إذا كان منشأة دبلوماسية.



واعتقد الكثير من الخبراء والمتابعين أن الهجوم وضع ايران في موقع حرج، فمواقعها في سوريا تتعرض منذ سنوات لضربات إسرائيلية، وبعد عملية "طوفان الاقصى"، انتقلت تل أبيب إلى استهداف مستشارين وقادة إيرانيين داخل القنصلية الايرانية وفي ابنية سكنية، في حين أن طهران تشدد بحسب مصادرها على أنها لن تتنازل عن حقها في الرد على إسرائيل في الوقت والمكان المناسبين. وكان الهجوم أسفر عن مقتل 7 قادة ومستشارين أبرزهم العميد البارز بـ"الحرس الثوري"، محمد رضا زاهدي، والعميد محمد هادي حاج رحيمي، إضافة إلى حسين أمان اللهي، وآخرين.

وكان بارز أمس القلق الإسرائيلي من مآل الأمور، حيث أعلنت هيئة البث الاسرائيلية أن الأجهزة الأمنية شرعت بتشويش نظام تحديد المواقع خشية تعرض الكيان لقصف بمسيّرات وصواريخ ذكية موجّهة. كما أخلت اسرائيل 7 من سفاراتها وممثلياتها خشية رد إيراني، بينها الممثليات في مصر والبحرين والأردن والمغرب وأنقرة وإسطنبول وتركمانستان، كما افادت صحيفة العدو يديعوت أحرونوت.

ويقول الباحث الإيراني المتخصص بالشأن الإسرائيلي منصور باراتي لـ"لبنان24"نحن بحاجة إلى تحليل الهجوم على السفارة الإيرانية في دمشق على مستويات متعددة.
فبادئ ذي بدء، يمكن وضع الهجوم ضمن المراحل التالية من الحملة الإسرائيلية للعمليات السرية ضد جميع الأفراد والجماعات والأحزاب والدول الذين لعبوا دوراً سواء بشكل مباشر أو غير مباشر في هجوم 7 أكتوبر على إسرائيل، التي بدأت حملة تجسس وإرهاب ضد إيران باعتبارها الداعم الأبرز لجماعات المقاومة الفلسطينية، مثل حماس والجهاد الإسلامي. وفي هذا الصدد، هاجمت إسرائيل بعض الأهداف داخل إيران وخارجها كرد على هجوم 7 أكتوبر. ونظراً لخطورة التهديد الإسرائيلي، رجح باراتي أن يكون حجم الانتقام الايراني أكبر من المعتاد، ولا تزال هناك بعض الأهداف الجديدة للمستقبل.

لكن ما تقدم ليس الجانب الوحيد من المسألة، فالزيارة الأخيرة التي قامت بها فصائل المقاومة الفلسطينية إلى طهران، يجب أن تؤخذ على محمل الجد، حيث أظهرت زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية و الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة إلى إيران بعد نحو ستة أشهر من الحرب أن الفلسطينيين غير متحمسين لتقديم تنازلات في المفاوضات غير المباشرة بشأن هدنة مؤقتة. وعلى عكس القطريين، أبلغ المسؤولون الإيرانيون فصائل المقاومة الفلسطينية دعمهم المستمر في وجه الضغوط المصرية والقطرية على"حماس" لقبول هدنة مؤقتة،يقول باراتي الذي يعتقد أن الهجوم الجوي على السفارة الإيرانية في دمشق يمكن أن يكون رداً إسرائيلياً على دعم طهران المستمر لموقف حماس الرافض لهدتة موقتة ويدعو الى وقف دائم لاطلاق النار.

ويرى باراتي أن الهجمات الإسرائيلية بعد 7 أكتوبر على الأراضي السورية واللبنانية والتي تجاوزت الجنوب تظهر أن تل أبيب يمكنها الوصول إلى العديد من الأهداف. وكان نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري أبرز الشخصيات التي قتلتها إسرائيل في لبنان. كما تظهر الهجمات المتعددة على شخصيات إيرانية في سوريا أن الأراضي السورية في متناول تل أبيب، في حين أن واقع العراق مختلف إلى حد ما، حيث أن إسرائيل تواجه العديد من القيود على الأراضي العراقية (باستثناء كردستان)، وهي بحاجة إلى الأميركيين لمساعدتها في أي عملية.

ويعتقد باراتي أن الرد الإيراني على إسرائيل لن يكون مباشرا. وتعتبر الجمهورية الإسلامية الإيرانية إسرائيل وكيلاً غير مستقل للولايات المتحدة، مرجحا أن يأتي الرد من محور  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی دمشق

إقرأ أيضاً:

مصادر إسرائيلية: مقتل جنديين وإصابة عشرة في هجوم للمقاومة على محور نتساريم وسط القطاع

أفادت مصادر إسرائيلية بمقتل جنديين وإصابة عشرة آخرين، خمسة منهم في حالة حرجة، جراء هجوم شنته المقاومة الفلسطينية على محور نتساريم وسط قطاع غزة.

 

ووفقاً للتقارير، استهدف الهجوم قوات الجيش الإسرائيلي أثناء تنفيذها لعملية في المنطقة، مما أدى إلى وقوع خسائر بشرية ومادية. وجرى نقل الجنود المصابين إلى المستشفيات لتلقي العلاج، فيما باشرت القوات الإسرائيلية عمليات تمشيط واسعة في المنطقة بحثًا عن منفذي الهجوم.

 

ويأتي هذا الهجوم في وقت تشهد فيه الأوضاع توتراً متزايداً بين الجانبين، وسط تصاعد العمليات العسكرية في القطاع. وقالت المصادر إن الجيش الإسرائيلي يستعد لاتخاذ خطوات تصعيدية رداً على الهجوم، دون الإفصاح عن تفاصيل محددة.

 

من جانبها، تبنت فصائل المقاومة الفلسطينية الهجوم، مؤكدة أنه يأتي ضمن إطار الرد على الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة.

 

وتثير هذه التطورات مخاوف من تفاقم الوضع الأمني وتصاعد أعمال العنف، مما يزيد من معاناة المدنيين في المنطقة ويعقد جهود التهدئة التي تسعى أطراف دولية وإقليمية إلى تحقيقها.

 

كمال خرازي: لا رغبة لنا في حرب بالمنطقة ولكن إعلان إسرائيل الحرب على حزب الله قد ينقل المواجهة إلى حرب واسعة

 

طهران - صرح رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية، كمال خرازي، بأن إيران لا ترغب في اندلاع حرب في المنطقة، مشددًا على أن إعلان إسرائيل الحرب على حزب الله في لبنان قد يحول المواجهة من معركة محدودة إلى حرب مفتوحة وواسعة النطاق.

 

وقال خرازي في حديثه إن إيران لا تسعى لامتلاك سلاح نووي، لكنه حذر من أن بلاده قد تغير عقيدتها النووية إذا ما تعرضت لخطر وجودي. وأوضح: "لا نسعى إلى امتلاك سلاح نووي، ولكن إذا ما تعرضت بلادنا لخطر وجودي، فإننا سنضطر إلى إعادة النظر في عقيدتنا النووية."

 

وأضاف خرازي أن التصعيد العسكري في المنطقة يخدم مصالح أطراف تسعى لزعزعة الاستقرار، ودعا إلى تجنب الحروب والصراعات التي تؤدي إلى المزيد من الدمار والخسائر البشرية. كما أكد على ضرورة الحوار والدبلوماسية لحل الأزمات الإقليمية.

 

وأشار خرازي إلى أن إيران ستواصل دعمها لحلفائها في المنطقة، ولكنها تفضل الحلول السلمية على النزاعات المسلحة، مجددًا الدعوة إلى التعاون الدولي لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.

مقالات مشابهة

  • إعلام عبري: حماس طالبت إسرائيل بالانسحاب من محور فيلادلفيا لاستمرار المفاوضات
  • أنت لوحدك.. صحيفة تكشف ما دار بين بايدن ونتانياهو بعد الهجوم الإيراني
  • المقاومة بغزة تعيد تنظيم صفوفها وتسليحها وسط توقعات بـ حرب استنزاف طويلة
  • من المسافة صفر.. لحظة استهداف القسام لآليات الاحتلال جنوب غزة (فيديو)
  • NYT: المقاومة في الضفة الغربية تسعى إلى محاكاة حماس في غزة
  • ‏تركيا توقف 474 شخصا بعد أعمال عنف استهدفت مصالح سوريين
  • مصادر إسرائيلية: مقتل جنديين وإصابة عشرة في هجوم للمقاومة على محور نتساريم وسط القطاع
  • حماس غير معنية بانتقال إسرائيل الى المرحلة الثالثة للحرب: جبهات الإسناد مستمرّة
  • الاحتلال يعلن مقتل ضابط برتبة رقيب وإصابة آخر بفخ أعدته المقاومة
  • بغداد تعزز مكانتها كوسيط إقليمي بين دمشق و أنقرة بعد نجاح وساطتها بين طهران والرياض