موقع النيلين:
2024-09-28@13:15:52 GMT

رشان أوشي: التطهير واجب وطني (١)

تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT


إذا كان هناك شيء يصلح شعاراً في هذه المرحلة من مراحل الحرب على السودان، فهذا الشيء هو “التطهير واجب وطني”، على فكرة هذا الشعار قبل أن يتحدث حول مضمونه الجنرال “ياسر العطا”، رفعته أحزاب ثورة أبريل ١٩٨٥ م، في مواجهة عناصر نظام الجنرال “نميري”، هي ذات الأحزاب التي أعلنت النيابة العامة اليوم أسماء بعض من قياداتها مطلوبين لدى العدالة برفقة آخرين.

ففي مرحلة مبكرة من مراحل الحرب، شاع الحديث عن ضرورة “البحث عن بدائل”، بدائل للنادي السياسي القديم الذي تفرق دمه بين عملاء وآخرين عاجزين عن فعل شيء،. عندما تحدث الشعب علنا عن هذا، كانت “قوى الحرية والتغيير_المجلس المركزي” تستعرض مع نفسها ومع غيرها من الأطراف المعنية صوراً متنوعة لقدرتها على تمريغ أنف الجيش في الوحل، وإرغامه على إيقاف الحرب ومصالحة “الدعم السريع” عبر الضغوط الدولية، والتهديد بسلاح العقوبات، ولكنها لم تكن تريد أن تفهم أن كل صيغة غير سودانية لما اصطلحت على تسميته فيما بعد بأنه “الجبهة المدنية_تقدم” هي صيغة محكوم عليها بالفشل مسبقاً.
وعلى مدى ما يقرب من خمسة أعوام هي عمر النظام الذي نتج عن حراك ديسمبر حتى الآن وفي خضم الحرب، حولت قوى الحرية والتغيير المشهد السياسي السوداني إلى ما يشبه حقل التجارب للبدائل المقترحة. ومن الواضح أن كل بديل غير سوداني كان يذهب إلى طريق مسدود، فكانت سرعان ما تعود عنه لتنخرط في البحث عن بديل آخر. ولم تكن النتيجة في كل مرة مختلفة عن سابقتها؛ لأن القاعدة التي تقول إنك لا يمكن أن تفعل الشيء نفسه للمرة الثانية ثم تتوقع نتيجة مختلفة، هي قاعدة لا تزال صحيحة.

إن طبائع الأمور تقول إن الصراع الذي أنتج الحرب، له أسبابه التي أخرجته إلى النور، وما لم نتعامل مع هذه الأسباب نفسها، فليس أمامنا سوى أن ننتظر طوفاناً آخراً، ولكن بثياب مختلفة طبعا؛ لأن التاريخ لا يكرر نفسه بالطريقة ذاتها أو بالشكل ذاته، واهم هذه الأسباب هي اختراق النادي السياسي السوداني مخابراتياً من قبل الدول التي تسعى لاحتلال السودان عبر وكلاء محليين.

في الوقت الذي عقد فيه قادة “تقدم” الآمال العراض على تصريحات “كباشي” واعتبروها غزلاً ربما ينتهي إلى شهر عسل مدني_عسكري جديد في اليوم التالي، إلا أن بإعلانهم مطلوبين لدى العدالة بالسودان، بتهمة المشاركة في جرائم الحرب والتحالف مع العدو، تأكدوا أن “اليوم التالي” الذي ينتظرونه لن يأتي.

أوامر النيابة العامة بالقبض على قادة “تقدم” خير دليل على أن الأيام التالية التي تنتظرها لن تكون إلا سودانية دماً و لحماً ، اذاً عليها أن تستدير من جديد وتفتش عن بديل غير الذي قادها إلى هذا المآل، وغالب ظني أنها في المرة القادمة، ثم في كل مرة تالية، تجد نفسها من جديد أمام ما هربت منه ابتداء عند الخطوة الأولى!
محبتي واحترامي

رشان أوشي

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

«الجارديان»: هل تستطيع إسرائيل تجنب الوقوع في نفس الأخطاء التي ارتكبتها خلال هجومها البري السابق على لبنان؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ذكرت صحيفة "الجارديان" أنه لا توجد حربان متشابهتان، حتى تلك التي تدور رحاها بين نفس الطرفين المتحاربين على نفس الأرض، ولكن العديد من التحديات تظل كما هي.

وأبلغ أعلى قائد عسكري إسرائيلي قواته أن الغارات الجوية ستستمر داخل لبنان فى حين يستعد الجيش الإسرائيلي لعملية برية محتملة. وإذا عبرت قواته الحدود الشمالية فمن المرجح أن تواجه عقبات سبق أن واجهتها.

وعندما دخلت الدبابات الإسرائيلية جنوب لبنان فى عام ٢٠٠٦ (وليس للمرة الأولى) وجدت خصمًا تغير بشكل كبير منذ الانسحاب الإسرائيلى من لبنان قبل ست سنوات.

وحتى فى تلك الفترة القصيرة، نجح حزب الله فى تنظيم قدراته وتطويرها. ففى منطقة الحدود الوعرة التى تطل عليها التلال الصخرية شديدة الانحدار، تم إعداد أنفاق قتالية. وتم تكييف تكتيكات وأسلحة جديدة من شأنها أن تزعج القوات الإسرائيلية عند دخولها.

وكانت الدبابات على وجه الخصوص عرضة للصواريخ المضادة للدبابات، فى حين أطلق مقاتلو حزب الله وجماعته المتحالفة "حركة أمل" قذائف الهاون على وحدات المشاة الإسرائيلية المتقدمة أثناء شق طريقهم عبر البساتين وحقول التبغ.

درس مفيد

بالنسبة لأولئك الذين شهدوا القتال عن قرب، فقد كان ذلك درسًا مفيدًا.
فى تلك الحرب، كما فى هذه الحرب،ــ سيطرت الطائرات الإسرائيلية بدون طيار على الأجواء، وقصفت البنية الأساسية ومواقع حزب الله دون مقاومة.

وكانت الزوارق الحربية الإسرائيلية، التى كانت تحلق فى الأفق فى كثير من الأحيان، تقصف الساحل، وتهدد الطريق الساحلى الرئيسى يوميا. ولكن عند الاقتراب من الحدود، كانت الصورة مختلفة تماما.

فى ذلك الوقت، كما هو الحال الآن، كان حزب الله يمتلك مواقع معدة جيدًا. وكانت الصواريخ تنطلق من مواقع مخفية على سفوح التلال القريبة، فتستدعى ضربات مضادة من جانب إسرائيل، سواء من الطائرات النفاثة أو المدفعية على الحدود، ويبدو من المستحيل النجاة منها.

ولكن فى كثير من الأحيان، بعد توقف لبضع ساعات، كانت الصواريخ تنطلق مرة أخرى من نفس المكان، فتبدأ دورة جديدة من الهجمات.

وفى تعليقاته أمام الجنود؛ بدا رئيس الأركان الإسرائيلى هيرتسى هاليفى وكأنه يشير إلى حقيقة مفادها أن أى توغل بري، إذا أمر به، سيكون صعبًا وسيواجه معارضة شديدة.

وقال نتنياهو لقوات جيش الدفاع الإسرائيلى يوم الأربعاء: "نحن نستعد لعملية مناورة، وهذا يعنى أن أحذيتكم العسكرية، أحذيتكم المناورة، ستدخل أراضى العدو، وتدخل القرى التى أعدها حزب الله كنقاط عسكرية كبيرة، مع البنية التحتية تحت الأرض، ونقاط التجمع، ومنصات الإطلاق إلى أراضينا والتى ستنفذ منها هجمات على المدنيين الإسرائيليين".

وأضاف "إن دخولكم إلى تلك المناطق بالقوة، ولقاءكم بعناصر حزب الله، سوف يظهر لهم ما يعنيه مواجهة قوة محترفة وذات مهارات عالية وخبرة فى المعارك. إنكم قادمون بقوة أكبر وخبرة أكبر بكثير من تلك القوة. وسوف تدخلون وتدمرون العدو هناك، وتدمرون بنيته التحتية بشكل حاسم".

مهمة أكثر تعقيدًا

والحقيقة هى أن أى حملة برية ستكون مهمة أكثر تعقيدًا بكثير من الهجمات التى تقودها الاستخبارات والتى تسعى إسرائيل إلى تنفيذها فى مناوراتها باستخدام أجهزة الاتصال المتفجرة والغارات الجوية التى تلت ذلك.

إن إخفاقات حرب عام ٢٠٠٦ ــ التى حددتها لجنة فينوغراد اللاحقة ــ كان لها المسئولون عنها، بما فى ذلك فى مجموعة ثلاثية من القادة الإسرائيليين عديمى الخبرة فى زمن الحرب: رئيس الأركان آنذاك، دان حالوتس، الطيار المقاتل السابق الذى واجه صعوبة فى تنسيق الحركات البرية، فضلًا عن رئيس الوزراء آنذاك إيهود أولمرت، ووزير الدفاع عمير بيريتس.

وكما كتب المراسل العسكري لصحيفة "هآرتس" عاموس هاريل فى عام ٢٠١٦، بعد عقد من الحرب: "تم نقل فرق جيش الدفاع الإسرائيلي بلا هدف، مع عجز الحكومة والجيش عن تحديد المناورة التى من شأنها أن تمنحهم اليد العليا".

ورغم أن جيش الدفاع الإسرائيلي نجح فى تحسين دروعه لكى يتمكن من الدفاع بشكل أفضل ضد الأسلحة المضادة للدبابات المتحركة والاستعداد للقتال فى لبنان، فإنه يظل من غير الواضح ما إذا كان التوغل البرى الإسرائيلى قادرًا على تجنب نفس المزالق. أو ما إذا كانت أهدافه أكثر واقعية.

التسليح والخبرة

ويشير كاتب "الجارديان" "بيتر بومونت" إلى أن حزب الله الآن أفضل تسليحًا بكثير مما كان عليه فى عام ٢٠٠٦، وأصبح مقاتلوه أكثر خبرة فى القتال بعد سنوات من القتال فى سوريا، ولكن يبدو أن إسرائيل تقع فى نفس الفخ المفاهيمى المتمثل فى سوء فهم طبيعة الجماعة الإسلامية.

وفى حين نجحت عملية النداء والضربات الإسرائيلية فى إزالة طبقة من القيادة والقيادة والسيطرة، فإن أساس حزب الله كقوة لبنانية ــ على النقيض من وظيفته كوكيل استراتيجى لإيران ــ لا يزال سليما فى نهاية المطاف.

ويظل حزب الله قوة محلية متمركزة فى المدن والقرى والريف ولديها مهمة واحدة ومفهومة جيدًا: مقاومة القوات الإسرائيلية.

وبينما شهد حزب الله لحظة "الصدمة والرعب" فى هجمات أجهزة النداء واللاسلكى والغارات الجوية، فإن إسرائيل تعانى من عيوبها الخاصة ــ ليس أقلها الإرهاق المتزايد ليس فقط فى قدرتها العسكرية، بل وأيضًا فى الإرهاق المتزايد فى المجتمع الإسرائيلى بعد عام من الحرب.

تباه وقصور

لقد تباهى جيش الدفاع الإسرائيلي منذ فترة طويلة بالقتال على جبهات متعددة، ولكن العملية الطويلة المروعة ضد حماس لم تكتمل بعد ولا توجد خطة واضحة لليوم التالي. 

وأظهرت هذه الحملة أيضًا أوجه القصور فى التفكير العسكري الإسرائيلي - ليس أقلها فكرة أن حرب المناورة يمكن أن تهزم الجهات الفاعلة غير الحكومية التى تتصرف أحيانًا مثل القوات التقليدية ولكنها قد تلجأ أيضًا إلى حرب غير تقليدية.

واختتمت "الجارديان" بأنه إذا رجعنا للتاريخ وفى أعقاب عدوان إسرائيل السابق على لبنان فى عام ١٩٧٨ (التي استهدفت قواعد منظمة التحرير الفلسطينية فى عملية الليطاني آنذاك)، وفى عام ١٩٨٥ (التى أدت إلى احتلال دام حتى عام ٢٠٠٠)، وفى عام ٢٠٠٦،ــ فإن أى توغل بري من المرجح أن يفشل فى تحقيق أهدافه.
 

مقالات مشابهة

  • بلحاج: تغيير المبعوث الأممي الحالي خطوة مهمة وأساسية نحو الحل السياسي في ليبيا
  • تكاتف الشعب واجب وطني
  • ما الذي تمرد عليه الدعم السريع؟
  • «الجارديان»: هل تستطيع إسرائيل تجنب الوقوع في نفس الأخطاء التي ارتكبتها خلال هجومها البري السابق على لبنان؟
  • يديعوت عن خطابات نتنياهو: غيّر أهداف الحرب بغزة وهذه أكثر الكلمات التي ردّدها
  • كان يدرب الحوثيين بصنعاء لإطلاق الصواريخ على السعودية.. من هو القيادي بحزب الله الذي تم اغتياله اليوم بالضاحية؟
  • اللواء سلطان العرادة يدعو إلى ضرورة تصحيح المسار السياسي والتزام الجميع بميثاق شرف وطني يؤسس لمستقبل آمن وعادل للجميع
  • مؤرخ إسرائيلي: حرب لبنان لاستعادة الردع الذي فقدناه في 7 أكتوبر
  • إسماعيل: استكمال ثورة فبراير واجب على كل وطني
  • الخارجية: المأساة التي يعيشها لبنان نتيجة العجز المخزي لمجلس الأمن- صور