تعاطي إدارة بايدن مع نتانياهو.. ما تأثير المواقف الجديدة على حرب إسرائيل في غزة؟
تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT
بعد أكثر من 6 أشهر من دعم أميركي متواصل، حذرت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، إسرائيل أن الدعم المقدم لحرب إسرائيل في غزة مرهون بخطوات لضمان سلامة موظفي الإغاثة والمدنيين. ما يطرح تساؤلات عن مستقبل التعاون الأميركي الإسرائيلي في الأيام المقبلة؟
وبعد تزايد الانتقادات لإسرائيل عقب هجومها على منظمة قافلة لمنظمة "ورلد سنترال كيتشن" الخيرية هذا الأسبوع الذي أسفر عن مقتل سبعة من موظفي المنظمة، أبلغ بايدن في اتصال هاتفي برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الخميس، أن استمرار الدعم الأميركي للحرب في غزة يعتمد على الإجراءات الإسرائيلية لحماية المدنيين.
وقال البيت الأبيض في بيان إن بايدن "أكد ضرورة أن تعلن إسرائيل وتنفذ سلسلة من الخطوات المحددة والملموسة والقابلة للقياس لوقف الأذى الذي يلحق بالمدنيين والمعاناة الإنسانية وسلامة موظفي الإغاثة".
وأضاف أن الرئيس "أوضح أن السياسة الأميركية فيما يتعلق بغزة ستتحدد في ضوء تقييمنا للإجراءات الفورية التي ستتخذها إسرائيل بشأن هذه الخطوات".
الانتقادات لم تكن من بايدن وحده، إذا قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، من بروكسل إن إسرائيل "لا بد أن تكون على قدر هذه اللحظة" من خلال زيادة المساعدات الإنسانية وضمان أمن من يقدمونها.
وأضاف بلينكن للصحفيين "إذا لم نر التغييرات التي نحتاج إلى رؤيتها، فستكون هناك تغييرات في سياستنا".
وأكد المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي، الخميس، أنه إذا لم تغير إسرائيل أسلوبها في حرب غزة، فإن الولايات المتحدة ستغير سياستها تجاه إسرائيل.
وتشير وكالة رويترز إلى أن هذه المرة الأولى الذي تسعى فيه إدارة بايدن استغلال المساعدات الأميركية في التأثير على النهج العسكري الإسرائيلي.
وقالت إسرائيل، الخميس، إنها ستغير أساليبها في حرب غزة بعد أن وصفت الهجوم بأنه كان نتيجة خطأ، وذكرت أن نتائج التحقيق ستعلن قريبا.
وفي الوقت الذي يرى فيه محللون تحدثوا لموقع "الحرة" أن هذه التصريحات تشكل "انعطافة" هامة في العلاقات الأميركية الإسرائيلية، يؤكد آخرون إلى أنها لن تغير في سياسة واشنطن تجاه إسرائيل الأساسية القائمة عل الدعم بلا حدود.
"نتانياهو يلعب بالنار"ويرجح محللون أن تصريحات بايدن وبلينكن الأخيرة قد تشكل ضغطا على العلاقات الأميركية الإسرائيلية، والتي قد تهدد "العلاقة الخاصة" بينهما، ناهيك عن تهديدها لخطط تطبيع للعلاقات مع دول عربية.
المحلل السياسي الأميركي، إيلان بيرمان، يرى أن هذا وقت "أزمة" بالنسبة إلى "العلاقة الخاصة" بين الولايات المتحدة وإسرائيل، إذ "تواجه إسرائيل خطرا حقيقيا بأن تلحق ضرارا كبيرا بعلاقاتها مع واشنطن".
كما أن إسرائيل قد تقوض جهود تطبيع علاقاتها مع دول عربية، يضيف بيرمان في حديث لموقع "الحرة"، ويشير إلى أن ذلك أدى إلى "تنامي المخاوف الدولية المتزايدة بشأن الكيفية التي تنفذ فيه إسرائيل حملتها في غزة".
وزاد أن الأمر يتفاقم بسبب "فشل إسرائيل في الوصول لأهدافها الاستراتيجية بشكل صحيح، وإظهار أنها تبذل أقصى درجات الحذر للحفاظ على حياة المدنيين".
ويقول بيرمان إن "نتانياهو يلعب بالنار فيما يتعلق بالعلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وقد تكون العواقب وخيمة على البلاد"، لافتا إلى أن إسرائيل تعاني الكثير من المشاكل الدبلوماسية "إذ أنها تفتقر إلى وضع حد نهائي للحرب، والضغوط الداخلية من الائتلاف الموجود في السلطة".
ووصف البيت الأبيض بايدن بأنه يشعر بغضب وألم جراء الهجوم، لكن الرئيس لم يجر قبل اتصال، الخميس، تغييرا جوهريا في دعم واشنطن الثابت لإسرائيل في صراعها ضد حركة "حماس" بحسب تقرير لوكالة رويترز.
وذكر البيت الأبيض أن بايدن خلال الاتصال "شدد على ضرورة وقف إطلاق النار لتحسين الوضع الإنساني وحماية المدنيين الأبرياء". وأضاف أن بايدن حث نتانياهو على تمكين المفاوضين الإسرائيليين من التوصل إلى اتفاق لإعادة الرهائن المحتجزين لدى حماس منذ هجوم السابع من أكتوبر.
"نقطة انعطافة هامة""نقطة انعطافة هامة للإدارة الأميركية بشأن حرب غزة، استغرقت وقتا طويلا نحو اللحظة التي يصبح فيها الضغط الأميركية على إسرائيل علنيا وهادفا إلى درجة يساهم بقوة في إنهاء الحرب أو تغيير السياسات تجاه الفلسطينيين في غزة" بحسب المحلل الباحث الأميركي، حسين إيبش.
ويوضح لموقع "الحرة" أن الولايات المتحدة تدرجت ببطء في الضغط على إسرائيل لتكون أقل وحشية في الصراع في غزة "في البداية لم تقل الإدارة الأميركية شيئا حاسما، ثم بدأوا بالحديث عن الحاجة إلى حماية المدنيين، وبدأوا بالمطالبة بهدنة لتمرير المساعدات مرورا بتصريحات بايدن في خطاب حالة الاتحاد التي أكد فيها أن إسرائيل لا يتبغي أن تستخدم المساعدات الإنسانية كسلاح، وفي أحدث تحول كان بامتناع واشنطن التصويت في مجلس الأمن في القرار الأخير المرتبط بغزة".
وامتنعت الولايات المتحدة الشهر الماضي عن التصويت في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على قرار طالب بوقف إطلاق النار، مما أثار غضب إسرائيل.
ويؤكد إيبش أن واشنطن لا يمكنها أن تتجاهل الذي ارتكبته إسرائيل تجاه منظمات الإغاثة في غزة، خاصة وأن الخطوة التالية في مجلس الأمن قد تكون "حرمان إسرائيل من الذخائر الأميركية، أو جعلها مشروطة بطريقة لن تعجب إسرائيل".
ولفت إلى أنه "رغم دعم واشنطن لحرب إسرائيل في غزة، إلا أنها تعارض تنفيذ عملية في رفح، وربما قد يكون الأهم عدم البدء في حرب جديدة تطال المنطقة، ولهذا قد تكون الخطوة التالية لواشنطن بالتهديد في حجب إمدادات الذخائر، وهو ما قد يعرض بايدن لكثير من الهجوم اليمين الجمهوري، لكنه قد يلقى دعما من اليسار الديمقراطي في الولايات المتحدة".
وحفز الهجوم على عاملي الإغاثة دعوات جديدة من زملاء بايدن بالحزب الديمقراطي لوضع شروط على المساعدات الأميركية لإسرائيل.
ويقاوم الرئيس الأميركي، الداعم الدائم لإسرائيل، الضغوط لحجب المساعدات أو وقف شحن الأسلحة إلى إسرائيل.
وقدم بايدن، الذي وصف نفسه بأنه صهيوني، دعما قويا لإسرائيل في الأيام الأولى من الحرب.
ولكن مع ارتفاع عدد القتلى في غزة واتساع نطاق الحرب مع فتح جبهات جديدة في لبنان واليمن، بدأت إدارته في الضغط من أجل وقف إطلاق النار والحث على إدخال المساعدات الإنسانية.
"دعم قوي رغم الخلافات"وواشنطن هي أكبر مورد للأسلحة لإسرائيل، وتلعب إدارة بايدن في الغالب دور الدرع الدبلوماسي لإسرائيل في الأمم المتحدة.
وأحجم، جون كيربي، المتحدث باسم البيت الأبيض عن الاستفاضة في التغييرات المحددة التي ستجريها الولايات المتحدة في سياستها بشأن إسرائيل وغزة، وذلك خلال إفادة صحفية عقب الاتصال.
وقال إن واشنطن تأمل في أن ترى إعلانا عن الخطوات الإسرائيلية خلال "الساعات أو الأيام المقبلة".
ويرى إيبش أن "الخلاف بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن السياسة والأهداف الاستراتيجية أكبر مما كان عليه منذ منتصف الخمسينيات، ومع ذلك، فإن الدعم السياسي لإسرائيل لا يزال قويا للغاية، وهناك روابط مؤسسية عميقة بين المؤسسات الأميركية والإسرائيلية، وخاصة الجيش والاستخبارات".
وقد يكون "هناك الكثير من الأهداف السياسية المشتركة، لكن هناك ما يكفي من التناقضات المباشرة والخطيرة، بين إسرائيل والولايات المتحدة، لدرجة أنه لم يعد من الممكن الحديث عن انسجام المصالح" بالنهاية العلاقات يجب أن تكون مبنية "بالكامل على المصالح المشتركة والرؤية الاستراتيجية، وليس على السياسة الداخلية في الولايات المتحدة أو العلاقات المؤسسية عميقة الجذور في جميع المجالات" وفقا لإيبش.
وردا على سؤال حول التغييرات المحتملة في السياسة الأميركية، قال، تال هاينريش، المتحدث باسم نتانياهو لقناة فوكس نيوز "أعتقد أن هذا أمر يتعين على واشنطن تفسيره".
وكان المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض كيربي، قد أكد في مقابلة مع شبكة سي أن أن، الخميس، إن الولايات المتحدة تراجع تقريرا إعلاميا يفيد بأن الجيش الإسرائيلي يستخدم الذكاء الاصطناعي للمساعدة في تحديد الأهداف التي يقصفها في غزة.
وأوضح كيربي في المقابلة أن الولايات المتحدة لم تتحقق من محتوى التقرير الذي نشر في موقعي +972 ماجازين ولوكال كول الأربعاء وأفاد بأن مسؤولي مخابرات إسرائيليين يستخدمون برنامجا يعرف باسم "لافندر".
ونفى الجيش الإسرائيلي، في تصريحات لوسائل إعلام، الخميس، استخدام الذكاء الاصطناعي لتحديد المتطرفين والأهداف المشتبه بهم.
وجاء في التقرير الإعلامي أن الجيش الإسرائيلي صنف عشرات الآلاف من سكان غزة كمشتبه بهم باستخدام نظام الذكاء الاصطناعي ودون مراجعة بشرية تذكر.
"بالأفعال لا بالأقوال"ويقلل محللون سياسيون من أثر التصريحات على العلاقات الأميركية الإسرائيلية ويؤكدون أنها لن تتأثر وسيبقى الدعم غير المشروط قائما، ولكن التصريحات الأخيرة أشبه بتذكير لإسرائيل بواجباتها تجاه حماية المدنيين وحقوق الإنسان.
الكاتب السياسي في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، حسن منيمنة، قلل من أهمية التصريحات الأميركية الأخيرة وأثرها في العلاقات مع إسرائيل، وقال "المسألة بالأفعال وليس بالأقوال".
ويشير في حديث لموقع "الحرة" إلى أن المسألة قائمة على "استيعاب الرأي العام العالمي والأميركي، من خلال أفعال رمزية قد تقوم بها إسرائيل، لاحتواء الأزمة التي وضعت نفسها بها باستهداف وقتل عمال الإغاثة".
ويرى أن الإدارة الأميركية "تطلق تصريحات فقط تجاه إسرائيل، لكنها لا تتبع بأفعال حقيقية، إذ أنها كانت ترفض بشكل صارم اقتطاع أي من الأراضي في غزة، وبالنهاية إسرائيل أقامت شريطا أمنيا من دون أي رد فعل أميركي".
ويعتبر منيمنة أنه لا يجب تحميل التصريحات الرسمية الأميركية بأكثر مما تحتمل "إذ أن بايدن أو بلينكن أو أي مسؤول أميركي أخر، لم يهدد أي منهم بشكل واضح طبيعة التغير في السياسات التي يتحدثوا عنها، وحتى لم يتم التلويح بالضغط على إسرائيل لضمان حماية المدنيين".
ويؤكد أن الموقف الأميركي متسق بالنهاية مع الدعم "اللامتناهي وغير المشروط لإسرائيل، وتصريحات بايدن ما هي إلا استرضاء لامتصاص الغضب الشعبي والأميركي".
وقال في الوقت الذي أصدرت إدارة بايدن فيه مثل هذه التصريحات وافقت على إرسال المزيد من الأسلحة والذخائر لإسرائيل بمليارات الدولارات.
وهاجم مقاتلو حماس إسرائيل في السابع من أكتوبر، مما أدى بحسب الإحصائيات الإسرائيلية إلى مقتل 1200 إسرائيلي وأجنبي واحتجاز 253 رهينة.
وردت إسرائيل بفرض حصار كامل على غزة، ثم شنت هجوما جويا وبريا أدى بحسب السلطات الصحية في قطاع غزة الذي تديره حماس إلى مقتل أكثر من 33 ألف فلسطيني.
"نقاط خلافية فقط"أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن، ريتشارد تشازدي، يقول من الواضح أن الرئيس بايدن غاضب من الهجوم الإسرائيلي على مركبات منظمات الإغاثة في غزة، وأنه يرى أن القوات الإسرائيلية لا تفعل ما يكفي لحماية المدنيين.
وحمل تشازدي في رد على استفسارات موقع "الحرة" مسؤولية السماح بإدخال المساعدات لإسرائيل إذ يوجب أن القانون الدولي والإنساني على الجهة المحتلة بالسماح بإدخال المساعدات الإنسانية، ناهيك عن مسؤولية ضمان سلامة المرافق المدنية والطبية.
ويتفق الأكاديمي تشازدي بأن هذه التصريحات من إدارة بايدن "لن تفضي إلى أي تغيير في السياسة الأميركية تجاه إسرائيل"، إذ أنها قد تمثل "نقاط خلافية فقط"، ولكن واشنطن لن تذهب أكثر من ذلك الضغط على إسرائيل.
وأشار إلى أن السياسة الأميركية قد تكشف شيئا من التناقض ولكن بما يتسق مع سياستها "إذ تقدم الولايات المتحدة الأسلحة والذخائر لإسرائيل، وفي الوقت ذاته فيه تقدم المساعدات الإنسانية وتشارك القوات الأميركية في بناء رصيف عائم لإيصال المساعدات".
ومع استمرار الحصار الإسرائيلي الذي تم تشديده منذ ستة أشهر، يواجه مئات الآلاف من الأشخاص في غزة خطر المجاعة، خاصة مع المعيقات الإسرائيلية لدخول المساعدات، واستهداف العاملين في المنظمات الإنسانية.
وأفاد تقرير نشره موقع أكسيوس بأن المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون الأمنية وافق على فتح معبر إيريز مع غزة للسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية.
ورد المتحدث باسم البيت الأبيض كيربي بالقول إنه إذا كان هذا التقرير صحيحا فإن هذه الأنباء مرحب بها و"تتماشى بالتأكيد" مع ما قاله نتانياهو للرئيس بايدن.
ارتباطات انتخابيةومن خلال الإشارة إلى احتمال تغير السياسة الأميركية بشأن غزة إذا لم تعالج إسرائيل المخاوف المتعلقة بالوضع الإنساني في القطاع الفلسطيني، عبر بايدن عن استيائه بعد ضغوط متزايدة من قاعدته السياسية ذات الميول اليسارية في الحزب الديمقراطي لوقف أعمال القتل وتخفيف حدة الجوع بين المدنيين الأبرياء.
ويعتقد تشازدي إلى أن تصريحات بايدن قد يكون لها ارتباطات انتخابية، خاصة لضمان الحصول على أصوات الفئات صغيرة السن، والذين ينتمون لأصول شرق أوسطية والذين يعارضون إرسال الأسلحة لإسرائيل ويطالبون بوقف الحرب.
ويواجه بايدن أيضا غضبا شديدا من الديمقراطيين بسبب أسلوب تعامله مع الحرب في غزة، وهو ما يمكن أن يقلل التأييد له قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر والتي يواجه خلالها الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب.
وتخوف تشازدي من تأثير ما يحدث في غزة على الإقليم والمنطقة والذي يزيد معضلة أمن إسرائيل، خاصة مع الهجمات التي استهدفت فيها القنصلية الإيرانية في سوريا مؤخرا، ناهيك عن تأثيرات قد تطال جهود التطبيع مع السعودية ودول عربية أخرى.
ودعا تشازدي إلى ضرورة إيجاد "شبكات أمان وأطر لحماية الفلسطينيين المدنيين في غزة، وهو ما تريده الولايات المتحدة، وحتى يمكن التعاون مع الأمم المتحدة في هذا الإطار، وسط المخاوف من هجوم واسع النطاق في رفح"، مشيرا إلى أن هذا الهجوم "قد يؤدي إلى نتائج سيئة ترفع من درجة الإحباط في إدارة بايدن تجاه حكومة نتانياهو لتصل إلى ذروتها".
وأكد أنه بالنهاية "يجب على نتانياهو أن يتحمل المسؤولية عما يفعله، وتذكيره بالتزامات حكومته تجاه حقوق الإنسان وحماية المدنيين، إذ من المفجع رؤية الناس والأطفال معاناتهم بطريقة بشعة".
من جانبه كثف الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، انتقاداته مشككا في نهج إسرائيل تجاه الصراع.
وعندما سأل الصحفي المذيع، هيو هيويس، ترامب عما إذا كان يدعم إسرائيل "100 في المئة" لم يقدم الرئيس الجمهوري السابق، إجابة مباشرة، مؤكدا أن الصراع مستمر وإسرائيل "تخسر حرب العلاقات العامة"، بحسب تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست.
ووصف المقاطع التي تظهر المباني المتساقطة في غزة بأنها "بشعة وفظيعة"، معتبرا أن بث هذه اللقطات الحربية "لا يجعلهم يبدو أقوياء".
وقال ترامب إنه يوجه نصيحة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، وهي "الانتهاء من الأمر.. والعودة للحياة الطبيعية"، مشيرا إلى أنه "ليس متأكدا من أنه يحب الطريقة التي يفعلون بها ذلك".
وأضاف "يجب أن يفوزوا وهذا يحتاج إلى وقت".
كثيرا ما يصف ترامب نفسه بأنه حليف مخلص لإسرائيل، مذكرا بقراره نقل السفارة الأميركية إلى القدس ودور إدارته في مفاوضات اتفاقات التطبيع عام 2020 بين اسرائيل ودول عربية مثل الإمارات والبحرين.
وقالت لورا بلومنفيلد، محللة شؤون الشرق الأوسط في كلية جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة في واشنطن، لوكالة رويترز إن الغارة الجوية التي استهدفت موظفي ورلد سنترال كيتشن "كانت القشة الأخيرة".
وأضافت "كانت هذه المكالمة هي المحادثة المنتظرة منذ فترة طويلة والتي قال بايدن الشهر الماضي إنه سيجريها مع نتانياهو".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: المساعدات الإنسانیة السیاسة الأمیرکیة الولایات المتحدة الذکاء الاصطناعی الجیش الإسرائیلی الرئیس الأمیرکی تصریحات بایدن البیت الأبیض تجاه إسرائیل المتحدث باسم إدارة بایدن على إسرائیل حرب إسرائیل إسرائیل فی أن إسرائیل بایدن فی حرب غزة أکثر من على غزة فی حرب أن هذه إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
العودة إلى الدبلوماسية.. هل تقود المفاوضات الإيرانية الأميركية لاتفاق جديد؟
بينما كانت التهديدات المتبادلة -حول القصف والرد- سيدة الموقف بين واشنطن وطهران قبل أسابيع، انتقل الجانبان إلی موقف دبلوماسي يُرجح التفاهم مستقبلا. ولا يخرج الوضع القائم عن أولويات أي من الطرفين. فإيران تريد إلغاءً للعقوبات وواشنطن تريده اتفاقا يضع سقفا للتطور النووي في إيران.
وبدأت في 12 أبريل/نيسان الجاري، جولة جديدة من المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة بوساطة عمانية. ورغم اختلاف المقاربات حول طبيعة تلك الجولة وما سيُتفاوض فيه خلالها، فإن الراشح منها واتفاق الجانبين على استمرارها يوحي بإيجابيتها.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أفريقيا ساحة تنافس عالمي متزايد على المعادن الإستراتيجيةlist 2 of 2السلام البارد أو التصعيد العسكري.. إلى أين تسير علاقات مصر وإسرائيل؟end of listوحول آفاق هذه الجولة وقدرتها على إيقاف خطاب التهديد، نشر مركز الجزيرة للدراسات ورقة تحليلية بعنوان "جولة دبلوماسية جديدة بين إيران والولايات المتحدة: المستجد والمآلات" تناول الأستاذ بجامعة طهران حسن أحمديان الدوافع وراء العودة لهذه المفاوضات ومآلاتها المحتملة.
وكانت إيران قد وقعت للتو الاتفاق النووي حينما وصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب للبيت الأبيض المرة الأولى عام 2016، وأجهز عليه بعد عامين معلنا إنهاء التزام بلاده ببنوده.
ويعود ترامب اليوم إلى المربع الأول بالتشديد على منع إيران من التسلح النووي، وهو ما تضمنه الاتفاق السابق، لكن المختلف هذه المرة هو السياق الذي يشمل نوعية العقوبات التي فرضها ترامب بولايته السابقة، والمتغيرات الإقليمية التي وصلت بالمواجهة إلى ذروتها خلال الضربات المتبادلة بين إيران وإسرائيل خلال عام 2024.
وبينما واصل الرئيس الأميركي السابق جو بايدن ممارسة "الضغوط القصوى" ولم يعد إلى الاتفاق النووي، أبدت إيران مقاومة شرسة أمام العقوبات كادت أن تصل في بعض المناسبات إلى الصدام المباشر.
إعلانوبعد الخطاب المعادي الذي أبداه ترامب تجاه إيران، عاد مرة أخرى إلى فكرة مواءمة احتمالات التفاهم مع طهران بعد إظهار انفتاحها على الدبلوماسية الثنائية، وشرع ترامب في العبور من الضغوط القصوى إلى طاولة الحوار، واضعا إياها كخيار إستراتيجي للتعاطي مع طهران ومقايضتها.
بالنسبة لإيران، ثمة حاجة للحد من الضغوط الاقتصادية عبر تفاهم يقيد برنامجها النووي بصيغة مشابهة لاتفاق 2015، ويجب عليها بالمقابل إبداء الشفافية النووية التي توضح تراجع التقدم الواسع في برنامجها النووي.
وبالنظر إلى تعرض طهران للّدغ من ترامب عام 2018، فإن المفاوضات تشتمل في أغلب الظن على سبل وأدوات الضمان وتوثيق التزامات واشنطن بما يضمن عدم تنصلها في المستقبل، وهو ما يراه آخرون صعبا إن لم يكن مستحيلا.
وبالنسبة لواشنطن، لا هدف سوى منع طهران من امتلاك سلاح نووي. إلا أن هناك خلافا -بين من مستشار الأمن القومي مايكل والتز ووزير الخارجية ماركو روبيو من جهة، ورئيس فريق التفاوض ستيف ويتكوف وجيه دي فانس نائب الرئيس من جهة أخرى- حول استغلال حالة الضعف الإيرانية للحصول على كل المرجو منها، أو التعامل بواقعية والالتقاء في مساحة الممكن الإيراني، بينما يميل ترامب إلى الفريق الثاني بتأكيده أنه لا يريد سوى منع تسلح إيران نوويا.
وبين هذا الخلاف، تشق طهران طريقها في المفاوضات، فالمرشد الأعلى علي خامنئي يتكلم عن الوقوف بين التشاؤم والتفاؤل، في حين يطالب وزير الخارجية عباس عراقجي واشنطن بعدم وضع شروط غير واقعية على الطاولة.
ورغم أن إلغاء العقوبات يعد الهدف الأساسي من وراء المفاوضات مع واشنطن، فإن طهران تنظر إلى الحد من إمكانية المواجهة بوصفها هدفا قد يؤثر على موقفها.
إعلانويشترك الطرفان بالرغبة في تجنب المواجهة، فترامب يعلم أن كلفة الحرب باهظة، وقد حرص الإيرانيون في مناوراتهم على إظهار جوانب من قدراتهم وما قد تصل إليه كلفة الحرب.
ويظهر في تجاوز إيران لما كان محرما سابقا في عقد مفاوضات ثنائية -وإن كانت غير مباشرة مع الولايات المتحدة- أنها في حاجة ملحة لإلغاء العقوبات، خاصة وأنها مع الرئيس الذي تنصل من الاتفاق النووي وفرض عليها عقوبات قصوى واغتال قائد فيلق القدس بالحرس الثوري قاسم سليماني.