أميركا تتساءل عن مكاسبها من عضوية الناتو بعد 75 عاما على تأسيسه
تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT
واشنطن– عقب مهاجمة روسيا الأراضي الأوكرانية في فبراير/شباط 2022، قال الرئيس جو بايدن مرارا وتكرارا إن الولايات المتحدة "ستدافع عن كل شبر من أراضي الناتو"، محذرا روسيا من مواجهة عواقب وخيمة إذا هاجمت دولة عضوا في حلف شمال الأطلسي.
ومنذ تأسيس حلف الناتو قبل 75 عاما، لعب التكتل العسكري الأكبر في العالم دورا رادعا بصورة أساسية، غاب معها أي صدام مباشر بين دوله والاتحاد السوفياتي -حتى انهيار الأخير عام 1991- وروسيا من بعده.
ولم يُفعّل الناتو مادته الخامسة الشهيرة، التي مفادها أن أي هجوم على أي دولة من دول الحلف يُعد هجوما على كل دول الحلف، ويستدعي الرد العسكري، إلا مرة واحدة منذ تأسيسه، وكان ذلك مباشرة بعد تعرّض الولايات المتحدة لهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.
وهرع حلفاء أميركا في حلف الناتو إثر ذلك لمساعدة الولايات المتحدة، وشارك العديد منهم في وقت لاحق في حرب الولايات المتحدة بأفغانستان.
ودفع تشكيك الرئيس السابق دونالد ترامب في الحلف وجدواه إلى طرح سؤال جديد حول مصالح واشنطن من البقاء في الحلف، في الوقت الذي تتمتع فيه بقدرات عسكرية ضخمة لا يضاهيها أي من بقية الدول الأعضاء فرادى أو جماعات.
ويعرض أستاذ التاريخ والشؤون الدولية في جامعة نورث كارولينا والدبلوماسي الألماني السابق كلاوس لاريس 3 فوائد رئيسية للولايات المتحدة، نتيجة عضويتها في حلف الناتو.
فالناتو يمنح واشنطن حلفاء موثوقين عسكريا واقتصاديا، وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة قوة ضخمة، ولديها أكبر ترسانة نووية على وجه الأرض، ولا تزال أكبر اقتصاد في العالم، فإن قوتها تصبح أقل من دون حلفائها في أوروبا.
ويتخطى الناتو المجال العسكري، إذ إن له آثار سياسية واقتصادية إيجابية على الولايات المتحدة، على سبيل المثال، تشتري معظم الدول الغربية أسلحتها ومعداتها العسكرية من الولايات المتحدة، وهو ما جعل إجمالي مبيعات واشنطن من الأسلحة عام 2023 يصل إلى 158 مليار دولار.
الفائدة الثانية أن حلف الناتو يوفر غطاء من الحماية والأمن المتبادل لجميع أعضائه، مما يساعد على تفسير سبب مطالبة الغالبية العظمى من دول وسط وشرق أوروبا بالانضمام إلى الناتو بعد سقوط الاتحاد السوفياتي عام 1991.
وعلى الرغم من خوض روسيا عدة حروب مع جيرانها في مولدوفا وجورجيا، وأخيرا أوكرانيا منذ عام 2022، فإن موسكو لم تغامر بالهجوم على أي من الدول المجاورة الأعضاء في الناتو، حيث من شأن ذلك أن يجلب الحلف بأكمله إلى حرب مع روسيا.
أما الفائدة الثالثة، فتكمن في أن الناتو يساعد الولايات المتحدة على أن تصبح أقوى دول العالم، إذ لم تفرض واشنطن وجودها العسكري في أوروبا بالقوة، وبدلا من ذلك، يرحب حلفاؤها عموما بالقوات الأميركية، ومن خلال الانضمام إلى الناتو وقبول القيادة العسكرية لواشنطن، تمنح دول الناتو الولايات المتحدة نفوذا وقوة غير مسبوقين.
الأميركيون يدعمون الناتو
وأجرى معهد غالوب استطلاعا للرأي شمل 1016 شخصا خلال النصف الأول من شهر فبراير/شباط الماضي، أظهر دعم غالبية الأميركيين التزام بلادهم تجاه حلف الناتو.
وأيّد 47% من الأميركيين ضرورة المحافظة على التزام بلادهم الحالي تجاه الحلف، بينما أشار 20% منهم إلى أن الدعم للحلف يجب أن يزداد، وفي الوقت نفسه، يعتقد 16% منهم أن على الولايات المتحدة تقليل التزامها بحلف الناتو، وفضل 12% فقط أن تنسحب الولايات المتحدة من الناتو بالكامل.
ولم يتأثر الرأي العام بين الجمهوريين المؤيدين للمرشح الرئاسي والرئيس السابق دونالد ترامب بطرحه المعادي للناتو، وقد سبق وذكر ترامب أنه إذا تم انتخابه رئيسا فلن يدافع عن حلفاء الناتو ضد أي هجوم روسي، إذا فشلوا في المساهمة بأموال كافية للحلف.
وأظهر استطلاع غالوب أن أغلبية الجمهوريين (53%) يدعمون الحفاظ على التزام الولايات المتحدة تجاه حلف الناتو، أو زيادة التزامها تجاهه، وفي الوقت نفسه يقول 26% من الجمهوريين إن الولايات المتحدة يجب أن تقلل دعمها للتحالف، ويريد 16% منهم أن تنسحب الولايات المتحدة من الناتو.
المنافسة مع الصين
يتهم الكثيرون من المعلقين الأميركيين حلف الناتو بتجاهل الخطر والتحدي الأكبر أمام واشنطن والمتمثل في الصين، لذا اتخذ الحلف وإدارة بايدن خطوات عملية لردم هذه الهوة. وفي يونيو/حزيران 2022، وبعد بضعة أشهر فقط من غزو روسيا لأوكرانيا، أصدر الناتو وثيقة إستراتيجية وصفت، لأول مرة، الصين بأنها تهديد إستراتيجي.
وذكرت الوثيقة أن "طموحات جمهورية الصين الشعبية المعلنة وسياساتها القسرية تتحدى مصالحنا وأمننا وقيمنا"، وأضافت أن "العمليات الهجينة والسيبرانية الخبيثة لجمهورية الصين الشعبية وخطابها التصادمي، ومعلوماتها المضللة تستهدف الحلفاء، وتضر بأمن التحالف".
من جهتها، أقرت إستراتيجية الأمن القومي في عهد الرئيس بايدن، والتي صدرت قبل نهاية عام 2022، بأهمية حلف الناتو، وأشارت إلى المخاطر المزدوجة من روسيا والصين. وقالت: "لقد لعبت تحالفات أميركا وشراكاتها دورا حاسما في سياسة أمننا القومي على مدى 8 عقود، ويجب تعميقها وتحديثها للقيام بذلك في المستقبل".
ونصت على أن "الناتو استجاب بوحدة وقوة لردع المزيد من العدوان الروسي في أوروبا، حتى عندما تبنى الناتو أيضا أجندة جديدة واسعة النطاق في قمة مدريد 2022، لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة من جمهورية الصين الشعبية".
وحذر سومانترا مايترا، خبير الشؤون الدولية بمركز تجديد أميركا، مركز بحثي قريب من الرئيس السابق دونالد ترامب، أوروبا من تجاهل الناتو المخاطر الصينية.
وقال إنه "من غير الحكمة أيضا أن نتوقع تحمّل حلف شمال الأطلسي أي عبء فيما يتصل بالصين. إن الرأي العام الأوروبي يكره الصراع مع الصين".
كما أشار إلى أن الآثار المترتبة على حلف الناتو، بسبب صراع محتمل في مضيق تايوان، تتمثل بالحاجة للجيوش الأوروبية لإعادة ملء الفراغ العسكري الأميركي في شمال المحيط الأطلسي حال اضطرار الولايات المتحدة إلى إعادة نشر بعض قواتها في منطقة المحيطين الهندي والهادي.
ولا يرجح مايترا أن يتدخل حلف الناتو بشكل مباشر في أي أزمة مستقبلية أو حرب مع الصين بسبب تايوان.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات الولایات المتحدة حلف الناتو
إقرأ أيضاً:
نشرة أخبار العالم | ترامب يتهم الصين بسرقة الولايات المتحدة.. الرئيس الأمريكي يكشف إنجازات 100 يوم.. وباكستان تتوقع غزوًا هنديًا خلال 24 ساعة.. و1000 غارة أمريكية على الحوثيين
نشر موقع "صدى البلد" الإخباري خلال الساعات القليلة الماضية، عددًا كبيرًا من الأخبار والموضوعات المهمة التي تتعلق بالشأنين الإقليمي والدولي، نفرد أبرزها في التقرير التالي:
باكستان: لدينا معلومات استخباراتية موثوقة بعزم الهند شن هجوم عسكري خلال 24 ساعة
صرح وزير الإعلام الباكستاني، عطا الله تارار، اليوم الأربعاء، بأن لدى بلاده معلومات استخباراتية موثوقة تفيد بأن الهند تعتزم شن هجوم عسكري خلال الـ 24 إلى 36 ساعة القادمة.
وصرح تارار في منشور على منصة إكس للتواصل الاجتماعي: "لدى باكستان معلومات استخباراتية موثوقة تفيد بأن الهند تنوي شنّ ضربة عسكرية خلال الـ 24 إلى 36 ساعة القادمة، متذرّعةً بحادثة باهالغام كذريعة كاذبة".
وأضاف: "أي عمل عدواني سيُقابل برد حاسم والهند ستكون مسؤولة مسؤولية كاملة عن أي عواقب وخيمة في المنطقة".
مباحثات هاتفية بين ترامب ورئيس الوزراء الكندي
أعلن مكتب رئيس الوزراء الكندي أن رئيس الوزراء مارك كارني والرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتفقا على اللقاء شخصيًا في المستقبل القريب.
وأفاد بيان صادرٌ عن مكتب رئيس الوزراء الكندي مساء الثلاثاء عن مكالمة هاتفية بين الزعيمين، أن ترامب هنأ كارني على فوزه في الانتخابات الفيدرالية.
وأضاف التقرير أن الجانبين اتفقا على أهمية تعاون كندا والولايات المتحدة - كدولتين مستقلتين ذات سيادة - من أجل مصالحهما المشتركة.
الولايات المتحدة: قصف أكثر من 1000 هدف في اليمن منذ منتصف مارس
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" مساء الثلاثاء أن القوات الأمريكية قصفت أكثر من 1000 هدف في اليمن منذ أن أطلقت واشنطن الجولة الأخيرة من حملتها الجوية ضد الحوثيين المتمركزين في اليمن منتصف مارس الماضي.
بدأ الحوثيون استهداف الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن أواخر عام 2023، وردت الولايات المتحدة بشن ضربات ضدهم بدءًا من أوائل العام التالي.
منذ 15 مارس، "ضربت ضربات القيادة المركزية الأمريكية أكثر من ألف هدف، مما أسفر عن مقتل مقاتلين وقيادات حوثية... وإضعاف قدراتهم"، وفقًا لما ذكره المتحدث باسم البنتاغون، شون بارنيل، في بيان، في إشارة إلى القيادة العسكرية المسئولة عن الشرق الأوسط.
تحرك عسكري بريطاني أمريكي ردًا على تهديدات الحوثيين للملاحة الدولية
أعلنت وزارة الدفاع البريطانية، اليوم الأربعاء، أن سلاح الجو الملكي البريطاني شارك في هجوم مشترك مع الجيش الأمريكي ضد هدف حوثي في اليمن.
وقالت الوزارة في بيانٍ إن الهجوم جاء متوافقًا مع السياسة الراسخة للحكومة البريطانية، وذلك عقب بدء الحوثيين حملة هجماتهم في نوفمبر 2023، مهددين حرية الملاحة في البحر الأحمر، ومهاجمين السفن الدولية، ما أدى إلى مقتل بحارة تجاريين أبرياء.
ترامب في وداع فرانسيس: أريد أن أصبح البابا
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مازحًا، إنه يود تولي منصب بابا الفاتيكان بعد رحيل البابا فرانسيس في أبريل الجاري.
وكانت الجنازة التي أُقيمت في روما أول رحلة خارجية لساكن البيت الأبيض منذ عودته إلى الحكم في الولايات المتحدة.
وأجاب ترامب، ردًا على سؤال الصحفيين عمّن يفضله ليكون البابا القادم، قائلاً: "أود أن أصبح أنا البابا، سيكون هذا خياري الأول"، ثم أضاف بجدية: "لا، لا أعرف، ليس لدي أي تفضيلات". لكنه أشار إلى "الكاردينال من نيويورك"، دون ذكر اسمه.
ترامب: الصين أكثر دولة في العالم تسرق الولايات المتحدة
شنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الأربعاء هجوما لاذعا على الصين، خلال خطابه بمناسبة مرور 100 يوم على عودته إلى حكم الولايات المتحدة.
وأكد الرئيس الأمريكي أن الصين سرقت من الولايات المتحدة أكبر عدد من الوظائف، وأكثر من أي دولة أخرى في العالم.
ترامب: أصدرت أكثر من 1000 قرار تنفيذي خلال 100 يوم
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الأربعاء أنه أصدر أكثر من ألف قرار تنفيذي في المائة يوم الأولى من حكمه.
وقال الرئيس الأمريكي، إن سبب الانسحاب من منظمة الصحة العالمية، هو أنها منظمة فاسدة لذلك انسحب منها، مضيفا أن الولايات المتحدة كانت تدفع لها نحو 500 مليون دولار بينما الصين 39 مليونا فقط.
وأشار ترامب، في خطابه بمناسبة مرور 100 يوم على عودته إلى البيت الأبيض إلى أنه انسحبت من مجلس حقوق الإنسان المثير للاشمئزاز.