حياة ملك عربي توقفت عند عمود إنارة..
تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT
عاش الملك غازي الأول حياة قصيرة ومات ولم يتجاوز من العمر 27 عاما، ومع ذلك ترك بصمة مميزة ودخل التاريخ قبل أن يرحل في حادثة بملابسات غامضة.
إقرأ المزيد في رمضان.. حوار قصير قبل إعدام "الزعيم"!فقد الملك الشاب السيطرة على سيارته الرياضية في 4 أبريل عام 1939 واصطدم بعمود إنارة في أحد شوارع بغداد. سيارته تحطمت تماما.
قبل ذلك، بدأ مشواره نحو عرش العراق في عام 1924 حين توجه الأمير غازي وكان يُوصف بأنه شاب خجول لكنه قادر على اتخاذ القرارات المهمة في اللحظات الحاسمة، مع عدد من أقاربه من البيت الهاشمي من الحجاز إلى بغداد.
بوصوله إلى العاصمة العراقية، أعلن الأمير غازي وليا للعهد ووريثا للعرش. تعرف على بلد جديد وواصل تعليمه في بغداد، بما في ذلك الخدمة بنشاط في الجيش الملكي.
تولى غازي الأول عرش العراق في عام 1933 بعد وفاة والده الملك فيصل الأول بطريقة مفاجئة. اتخذ الملك الشاب الجديد قرارا بانتهاج سياسة مستقلة في شؤون بلاده الداخلية والخارجية، وعرف بمعارضته للنفوذ البريطاني في بلاده، وحظي نتيجة لذلك بمكانة كبيرة بين المواطنين العراقيين وخاصة في الأوساط القومية.
قُدر لغازي الأول أن يحكم العراق في فترة شديدة الصعوبة. كانت حركة المعارضة شديدة في الداخل فيما توسعت الحركة القومية هناك.
قام الفريق ركن بكر صدقي قائد الفرقة الثانية في الجيش العراقي وضباط آخرون وبمساندة من قطب المعارضة القومية العربية حكمت سليمان بانقلاب عسكري في أكتوبر عام 1936 للإطاحة بحكومة ياسين الهاشمي.
الانقلاب أفضى إلى مقتل وزير الدفاع العراقي في ذلك الوقت الفريق أول جعفر العسكري، ودخول قوات المتمردين إلى بغداد ومحاصرة القصر الملكي وإجبار الملك غازي الأول على تعيين حكمت سليمان رئيسا للحكومة.
تلك الحركة الانقلابية لم تسفر عن شيء، ولم يتمكن حكمت سليمان وحكومته الجديدة من تنفيذ أي إصلاحات واضطرت إلى الاستقالة في أغسطس عام 1937.
الخطوة السياسية الخارجية الأكثر أهمية والتي تنسب إلى الملك الشاب غازي الأول تتمثل في توقيع معاهدة في سعد آباد بطهران بشأن عدم الاعتداء مع تركيا وإيران وأفغانستان. تلك المعاهدة استمرت خمس سنوات، وقد أسهمت في تحديد الوضع في الشرق الأوسط خلال الحرب العالمية الثانية.
في وقت قصير لم يتجاوز 9 سنوات من جلوسه على عرش العراق، مرت بلاده بأحداث عاصفة، واتخذ موقفا جدليا في عام 1938 وجد استمراريته في عهود لاحقة، ونجمت عنه مضاعفات خطيرة ومدمرة. الخطوة تمثلت بالادعاء بوجود أحقية لبلاده في الكويت.
توقفت حياة الملك غازي الأول في 4 ابريل 1939، وخلّف رحيله المفاجئ صدمة كبيرة في البلاد، عج الضريح الملكي في بغداد بحشود من المشيعين، ونظمت مسيرات جنائزية له، وبكاه الكثيرون.
ظروف مصرعه عدت غامضة، وانتشرت روايات رجحت أن يكون الحادث نتيجة مؤامرة بريطانية للتخلص من الملك الشاب، بسبب مواقفه المعادية للمصالح والنفوذ البريطانيين في العراق. مقتله باصطدام سيارته بعمود إنارة رأى فيه البعض أمرا دبر بليل من قبل بريطانيا وبمشاركة حامي مصالحها، رئيس الوزراء نوري السعيد.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أرشيف الملک الشاب
إقرأ أيضاً:
خطة عابرة للحدود .. العراق يطارد المتهمين عبر 20 دولة بالتنسيق مع الإنتربول
بغداد اليوم - بغداد
كشفت لجنة الأمن والدفاع النيابية، اليوم الخميس، (9 كانون الثاني 2025)، عن تفاصيل "خطة العشرين" التي أطلقتها وزارة الداخلية، والتي تهدف إلى استعادة المطلوبين الهاربين من العدالة العراقية عبر تنسيق دولي واسع مع الإنتربول.
وقال عضو اللجنة النائب ياسر إسكندر وتوت لـ"بغداد اليوم"، إن "وزارة الداخلية وضعت خطة شاملة لعام 2025 تستهدف ملاحقة المطلوبين الهاربين في أكثر من 20 دولة"، مضيفاً أن "الخطة تعتمد على التنسيق الوثيق مع الإنتربول الدولي لتحقيق هذا الهدف".
وأوضح، أن "الخطة تشمل استعادة عدد كبير من المتهمين الصادرة بحقهم مذكرات قبض، وعلى رأسهم المتورطون في قضايا الإرهاب وجرائم المخدرات والجرائم الجنائية الأخرى"، لافتا إلى أن "الوزارة ستتعاون مع عواصم دولية أبدت استعدادها لتسليم المطلوبين إلى السلطات العراقية".
وأشار إلى، أن "الخطوات التنفيذية للخطة بدأت بالفعل في ثلاث دول، ومن المتوقع تسليم عدد من المطلوبين إلى العراق خلال الأسابيع المقبلة".
وتابع قائلاً: "هذه الخطوة تؤكد جدية وزارة الداخلية في تعقب المطلوبين أينما كانوا، وتقديمهم إلى القضاء العراقي الذي سيتخذ قراراته بشأنهم".
وأكد وتوت، أن "خطة العشرين تمثل تحولًا كبيرًا في آليات ملاحقة المطلوبين، وتعكس انفتاح العراق على التعاون الدولي الواسع لتحقيق العدالة وملاحقة كل من صدرت بحقهم مذكرات قضائية".
وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود العراق لتعزيز سيادة القانون ومكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب، مما يساهم في تعزيز الأمن والاستقرار داخل البلاد.