رشاد العليمي: خارطة طريق السعودية مع "أنصار الله" ستنهي الصراع في اليمن
تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT
أكد رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي، توصل المملكة العربية السعودية التي تقود التحالف العربي في اليمن، إلى خارطة طريق مع جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، يمكن البناء عليها لعملية سلام تنهي الصراع في اليمن الذي يدخل عامه العاشر.
وقال العليمي في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، أعادت نشره وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" الحكومية، في معرض حديثه عن جهود السعودية لتحقيق السلام في اليمن، إن "لدى المملكة تجربة وخبرة تراكمية نعوّل عليها وعلى رؤيتها لما فيه صالح اليمن واليمنيين".
وأضاف أن "السعودية بذلت جهوداً كبيرة لإقرار السلام في اليمن خلال السنتين الماضيتين، وحتى قبل ذلك، وصولا الى خريطة طريق يمكن البناء عليها أساساً لعملية السلام".
وأوضح أن "المملكة ناقشت نقاطاً عدة مع الجماعة والحكومة، وبعد جدل ومفاوضات خلصت إلى مادة تشكل أساساً يمكن البناء عليه لعملية سلام".
وتطلع رئيس مجلس القيادة اليمني، إلى "أن تدفع خارطة الطريق السعودية نحو عملية سلام شاملة، بالاستناد إلى المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرارات الشرعية الدولية المتمثلة في قرار مجلس الأمن رقم 2216 الذي أُكِّد عليه أخيراً، عبر قرار آخر أدان هجمات جماعة (الحوثي) على السفن المارة في البحر الأحمر".
وأكد حرص مجلس القيادة اليمني، على تحقيق السلام، بالقول: "أعلنّاها صراحةً بعد تشكيل المجلس، أنه مجلس سلام وليس مجلس حرب، وباركنا الجهود السعودية، لأن السلام مصلحة يمنية وإقليمية ودولية".
وأشار إلى "أن الغرب كان دائم الضغط على الحكومة الشرعية للقبول بمقاربات سياسية للتسوية، مما ساعد على استمرار الحوثيين"، مضيفاً: "يبدو أن الغرب غيَّر من نظرته الآن للأزمة وتبنى مقاربة عسكرية بعدما فشلت السياسية"، مؤكدا: "إيمانه بالسلام حلاً للصراع الدائر في البلاد".
وقال إن: "السلام مصلحة يمنية، لكن شريطة أن يستعيد الدولة ومؤسساتها ويحتكر السلاح في يدها وينفّذ قرار مجلس الأمن"، مضيفاً أن "قرارات مجلس الأمن خريطة طريق تتضمن حلاً سياسياً وعسكرياً وأمنياً للمسألة اليمنية، ولو نفّذها المجتمع الدولي سيحقق السلام".
وقلّل رئيس مجلس القيادة اليمني، من تأثير الضربات الجوية الأميركية والبريطانية على قدرات "أنصار الله" وهجماتها في البحر، بالقول إن "من شأنها إضعاف الميليشيا المدعومة من إيران [في إشارة إلى جماعة أنصار الله]، لكن الحل النهائي لن يكون بالضربات الجوية".
وتابع: "التهديد يأتي من البر، وهو تحت سيطرة الميليشيات، ولمواجهته لا بد من استعادة سلطة الدولة وفرض سيطرتها على المناطق كلها، بدعم المجتمع الدولي. هذا هو السبيل الوحيد لتأمين البحر الأحمر".
وأكد أن "اليمن تأثر بالحرب في غزة"، معتبراً أن "هجمات الحوثيين على السفن أدت إلى عسكرة البحر الأحمر، وتشكلت تحالفات واسعة لصد تلك الهجمات، مما تسبب في تراجع معيشة المواطن اليمني، وارتفاع الأسعار، تزامناً مع تضاعف تكاليف الشحن نحو ست مرات".
ورأى أن "هجمات الحوثيين في البحر الأحمر لا تخدم غزة، بل تخدم إيران التي تسعى للتفاوض مع الولايات المتحدة بشأن العقوبات وإطلاق يدها بوصفها لاعباً إقليمياً في المنطقة".
وحمّل العليمي، إيران "المسؤولية عن أزمات المنطقة"، مضيفاً أن "الميليشيات المحسوبة على طهران في اليمن وسوريا ودول أخرى تُغلّب مصالح إيران على مصالح الجميع".
وقال إن "إيران خططت مبكراً للسيطرة على البحر الأحمر"، لافتاً إلى "أنه سبق وحذر من ذلك في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/ سبتمبر 2022".
واعتبر أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في إطار حل وفقاً لمبادرة السلام العربية، هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع، بعيداً عن خلط الأوراق".
وبشأن إصدار "أنصار الله" عملة معدنية جديدة فئة 100 ريال، في مناطق سيطرة الجماعة، علق العليمي، بالقول إن "هذه العملة غير شرعية، وقد اتخذ البنك المركزي في عدن قرارات عدة لمواجهة ذلك، تدعمها الحكومة الشرعية".
وأكد رئيس مجلس القيادة اليمني عزمه على "مواجهة هذا الإجراء من جانب الحوثي"، كاشفاً أن "صندوق النقد والبنك الدوليين تواصلا مع الحكومة الشرعية، وستكون هناك اجتماعات لبحث الإجراءات التي سيتخذها المجتمع الدولي لدعم البنك المركزي في عدن".
يأتي هذا غداة إعلان زعيم "أنصار الله" عبد الملك الحوثي، استهداف جماعته 90 سفينة في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن دعماً للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مشيراً إلى أن قوات الجماعة نفذت خلال شهر 34 عملية بعدد 125 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مُسيرة.
وفي 23 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، في بيان، توصل الأطراف اليمنية إلى الالتزام بتنفيذ تدابير تشمل تنفيذ وقف لإطلاق نار يشمل عموم اليمن، وإجراءات لتحسين الظروف المعيشية، والانخراط في استعدادات لاستئناف عملية سياسية جامعة تحت رعاية الأمم المتحدة، واصفاً ذلك بـ "الخطوة الهامة"، مؤكداً "العمل مع الأطراف لوضع خارطة طريق تحت رعاية الأمم المتحدة تتضمن هذه الالتزامات وتدعم تنفيذها".
ويشهد اليمن تهدئة هشة منذ إعلان الأمم المتحدة، في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر 2022، عدم توصل الحكومة اليمنية وجماعة "ًأنصار الله" إلى اتفاق لتمديد وتوسيع الهدنة التي استمرت 6 أشهر.
ويعاني البلد العربي للعام العاشر توالياً، صراعاً مستمراً على السلطة بين الحكومة المعترف بها دولياً وجماعة "أنصار الله"، انعكست تداعياته على مختلف النواحي، إذ تسبب في أزمة إنسانية تصفها الأمم المتحدة بالأسوأ على مستوى العالم.
وتسيطر جماعة "أنصار الله" منذ أيلول/ سبتمبر 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمال اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 آذار/ مارس 2015، عمليات عسكرية دعماً للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر 2021، بحياة 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ 126 مليار دولار، في حين بات 80% من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة اليمني السعودية خارطة طريق رئیس مجلس القیادة الیمنی الأمم المتحدة البحر الأحمر أنصار الله فی البحر فی الیمن
إقرأ أيضاً:
لقاء ثلاثي بين الجميل وسليمان والسنيورة لوضع خارطة طريق لإنقاذ لبنان
عقد الرؤساء: أمين الجميل، ميشال سليمان وفؤاد السنيورة إجتماعا في دارة الأخير في شارع بلس ببيروت، استكمالا للقاء الذي عقد قبل أسبوعين في بكفيا، وبعد لقائهم قبل ظهر اليوم، رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في السراي الحكومي.
حضر اللقاء السفير البابوي المونسنيور باولو بورجيا، وتم البحث في خارطة الطريق التي وضعوها لإنقاذ الوضع في لبنان، على رأسها انتخاب رئيس للجمهورية وتطبيق القرار 1701، وللاتفاق على الخطوات اللاحقة في هذا الشأن.
الرئيس السنيورة
بعد اللقاء الذي دام قرابة الساعتين، قال الرئيس السنيورة: "عقب الاجتماع الذي عقد في بكفيا وضمني الى الرئيسين الجميل وسليمان، حيث اصدرنا بيانا وورقة عمل وخارطة طريق من اجل الخروج من الازمة، كان لنا هذا الصباح زيارة الى الرئيس نجيب ميقاتي، كما استقبلنا اليوم السفير البابوي".
اضاف: "كانت مناسبة للبحث في كل الامور المتعلقة بالوضع الذي آل اليه لبنان واهمية التركيز على وحدة اللبنانيين وتضامنهم فيما بينهم وحرصهم على انقاذ لبنان، وهذا الامر يتطلب من دون ادنى شك التقدم على مسار وقف اطلاق النار وتطبيق القرار 1701، وفي نفس الوقت التأكيد على المسارعة الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية يحظى بثقة جميع اللبنانيين".
اضاف: "كان هناك تقبل كبير من قبل الرئيس ميقاتي واهمية العمل الذي نقوم به نحن الثلاثة من اجل التحفيز على اخراج لبنان من هذا المأزق الكبير الذي وقعنا فيه، لا سيما في ضوء استمرار الاعمال العسكرية التي تقوم بها اسرائيل في لبنان، وما تنفذه من اعمال تهجير ونزوح قسري للبنانيين الذين يعانون الأمرين بنتيجته، بما يؤدي الى المزيد من المصاعب عليهم وعلى المجتمعات المضيفة".
وتابع: "كل هذه الامور يجب ان تؤخذ بالاعتبار وان تستدعي جهدا حقيقيا من الجميع كي نخرج لبنان من ازمته".
وقال: "لا يتوقعن احد ان العالم سيسارع الى انقاذ لبنان بل سيسارع الى دعم كل جهد لبناني يؤدي الى اخراج لبنان من هذا المأزق الكبير، وبالتالي هناك عمل لبناني يجب ان نقوم به جميعنا والتحفيز على عقد جلسة نيابية يتم فيها انتخاب رئيس جديد للجمهورية بالتوازي مع كل الجهد الذي يجب ان يبذل من اجل وقف لاطلاق النار".
وعما اذا كان تحركهم سيؤدي الى إحداث خرق في الفراغ الرئاسي لا سيما مع تعنت البعض برفض البحث في الشأن الرئاسي قبل وقف اطلاق النار، قال الرئيس السنيورة: "يجب على الجميع ان يمارسوا اكبر قدر ممكن من التبصر والحرص على اخراج لبنان من ازماته. لا يجوز على الاطلاق ان نتعذر بأي سبب. حتما ليس هناك من ضمانة لأي جهد، ولكن هذا لا يعفينا جميعا كلبنانيين من مسؤوليتنا بأن نقوم بما ينبغي لاخراج لبنان من أزمته، لكن هذا لا يعني ان احدا لا يمكن ان يدخل في أمر وهو يضمن الحصول على نتيجة منه، فالديك عليه ان يصيح وبزوغ الضوء على الله. الله يساعدنا بقدر ما نساعد انفسنا، اما اذا اتكلنا على مساعدة الآخرين فلن يقدم احد على ذلك والمسألة تبدأ من عند اللبنانيين ومن احساسهم بالحاجة الماسة للبدء حقا بالعمل نحو انتخاب رئيس جديد للجمهورية، الرئيس الذي يقول للمجتمع الدولي ان مسؤولية الحفاظ على أمن لبنان هي مسؤوليته ومن يحافظ على الدستور ومن يعطي الضمانة لكل الناس بأنه سيصار الى تطبيق ال1701 بأمانة وصدق وليس من خلال الوعود".
وختم: "المجتمع الدولي يريد ان يرى مبادرة لبنانية يتولاها رئيس الجمهورية ومعه الحكومة الجديدة المكتملة الاوصاف". (الوكالة الوطنية)