الأونروا تستعيد بعض التمويل وتمدّد عملها حتى أيّار
تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT
كتبت سابين عويس في" النهار": من الارتدادات الجانبية للحرب في غزة، التي لم تخلُ من خلفيات سياسية، وقف عدد من الدول الداعمة لاسرائيل تمويلها للمفوّضية العامة لشؤون اللاجئين "الأونروا"، ما هدّد عملها في تقديم الدعم الإنساني والمساعدة لنحو ٢٥٠ ألفاً من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان من أصل نحو ستة ملايين في دول اللجوء في المنطقة، الأمر الذي دفع المفوّض العام للوكالة فيليب لازاريني إلى التحذير في نهاية شباط الماضي من أن أنشطة الوكالة في كل المنطقة ستكون عرضة لخطر كبير اعتباراً من شهر آذار (الماضي)، بعدما كشف في رسالة وجهها إلى الأمم المتحدة أن الوكالة وصلت إلى ما وصفه بـ"نقطة الانهيار" بسبب ارتفاع النفقات مقارنة مع المداخيل، في ظل إعلان عدد من الدول المانحة تعليق تمويلها.
والواقع أنه منذ اعتداءات السابع من تشرين الاول الماضي، أعلنت نحو ١٢ دولة من مجموع الدول المانحة إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية تعليق تمويلها الذي يقارب نصف مليار دولار، من أصل موازنة وصلت إلى نحو مليار ونصف مليار عام ٢٠٢٣، فيما كانت الوكالة طالبت منذ بداية الحرب بتمويل إضافي لتغطية الحاجات التمويلية المستجدة، وهو تمويل مهم جداً بالنسبة إلى الوكالة الاممية لأنه يشكل نسبة كبيرة من التمويل المقترح للسنة الجارية.
ورغم التحذير الشديد الذي أطلقه لازاريني قبل خمسة أسابيع مترافقاً مع خشية كبيرة من أن يؤدي تراجع التمويل فعلاً إلى إقفال مكاتب للوكالة أو تقليص حجم الخدمات التي تقدمها، في ظل الظروف الاستثنائية الناتجة عن حرب غزة، فقد تبيّن أن حركة الاتصالات التي قامت بها الوكالة على مدى تلك الأسابيع أسهمت في تأمين بعض التمويل، معوّلة على مقاربات جديدة في التعامل مع الحرب القائمة، والخسائر الفادحة للفلسطينيين، التي بات يتعذر على المجتمع الدولي غضّ الطرف عنها كما حصل في الأسابيع الاولى للحرب، ما سمح لها بتوفير أوكسيجين لشهري نيسان وأيار، بحيث يكفي التمويل الذي توافر حتى نهاية أيار المقبل، كما كشف مصدر في "الأونروا" لـ"النهار".
وبحسب المعلومات المتوافرة، فإن الاتصالات تركزت على خطين، الأول تمثل بإعادة التواصل مع دول كانت علقت تمويلها، على نحو أدّى إلى تراجعها عن قرارها. وتمثل الخط الثاني بفتح قنوات مع دول جديدة أبدت استعداداً لتوفير الأموال المطلوبة. ويؤكد المصدر أن هذا الوضع سمح بتمديد العمل بالبرامج القائمة من دون أي تغيير فيها أو تقليص للأنشطة في مختلف الدول التي للأونروا وجود فيها، كاشفاً أن الاتصالات تنطوي على أكثر من مسار وهي مستمرة ولا سيما مع الدول المقاطعة لحثها على التراجع عن قرارها، كما هي تتواصل مع دول جديدة بهدف إدخالها في برنامج الدعم.
والسؤال عن مرحلة ما بعد أيار، وهل سيعود التمويل طبيعياً إلى الأونروا أم لا، خصوصاً أن هذا الملف يدخل في جوهر الحرب، وأي تسوية مرتقبة لها، على قاعدة أنه سيترتب على المنظمة دور أساسي في مرحلة ما بعد الحرب، ليس أكيداً بعد مدى تقبّل الجانب الإسرائيلي له، أو مدى تعاونه في تأمين التسهيلات لها للقيام بها. والأمر لا يقتصر على الفلسطينيين في غزة أو اللاجئين في دول الجوار، بل أيضاً على لبنان الذي يرهق تحت ثقل اللجوء في ظل أزمته الاقتصادية والمالية، وعجزه عن تأمين أي مساعدات لهؤلاء إذا ما توقفت برامج الوكالة.
الأكيد حتى الآن أن هذا الموضوع، رغم أنه يشكل حيّزاً أساسياً من عناصر الحرب ونتائجها، إلا انه لن يصل إلى مرحلة التوقف الكلي، وبالتالي، سترافق مسألة الإفراج عن التمويل مراحل التسوية فيزيد أو ينقص وفقاً لتقدّمها أو عدمه!
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
بلجيكا تنضم إلى الدول الرافضة لحظر أونروا وتحذر من تداعياته
في تصاعد جديد للرفض الدولي لقرار الاحتلال الإسرائيلي حظر عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أعلنت الحكومة البلجيكية، انضمامها إلى الدول التي تعارض هذه الخطوة.
وأعربت بلجيكا عن أسفها الشديد لطرد الوكالة من القدس المحتلة وحظر عملياتها، ودعت "إسرائيل" إلى التراجع عن تنفيذ القانون الذي أقره الكنيست، والذي يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة.
وجاء في تصريح للخارجية البلجيكية: "بلجيكا تأسف بشدة لطرد الأونروا من القدس الشرقية وحظر عملياتها. ندعو إسرائيل إلى التراجع عن تنفيذ قوانين الكنيست. المساعدات الإنسانية التي تقدمها الأونروا لا غنى عنها ولا يمكن استبدالها".
يأتي الموقف البلجيكي وسط تزايد المخاوف الأوروبية بشأن تبعات الحظر الإسرائيلي على الأوضاع الإنسانية في فلسطين، حيث أبدت كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، الجمعة، قلقها العميق إزاء تطبيق القانون الجديد، محذرة من أن تداعياته ستكون جسيمة، خاصة على قطاع غزة، الذي يعتمد بشكل أساسي على الإمدادات الإنسانية التي تمر عبر "إسرائيل".
والجمعة، أعلنت الأمم المتحدة، أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) تواصل أداء مهامها رغم دخول الحظر الإسرائيلي لأنشطتها حيز التنفيذ.
وقال متحدث الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، في مؤتمر صحفي: "نحن على تواصل مع زملائنا (بالأونروا) في المنطقة، وهم يواصلون أداء واجباتهم وتقديم الخدمة".
وأضاف المسؤول الأممي أن عيادات الأونروا في القدس والضفة الغربية المحتلة مفتوحة، وأن عمليات المساعدات الإنسانية مستمرة في قطاع غزة.
كما أكد دوجاريك أن الأونروا عازمة على البقاء في المنطقة وأداء مهامها، مشيرا إلى أن علم الأمم المتحدة لا يزال يرفرف فوق مباني الوكالة.
والخميس، دخل قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي إنهاء أنشطة الأونروا في "إسرائيل" والقدس المحتلة، حيز التنفيذ.
وأكد بيان الاجتماع الوزاري العربي الذي عقد، السبت، في القاهرة بمشاركة الأردن، ومصر، والسعودية، وقطر، والإمارات، وفلسطين، وجامعة الدول العربية، على الدور المحوري لوكالة غوث وتشغيل لاجئي فلسطين "الأونروا".
وشدد البيان التأكيد على الدور المحوري الذي لا يمكن الاستغناء عنه وغير القابل للاستبدال للوكالة، والرفض القاطع لأي محاولات لتجاوزها أو تحجيم دورها.