كتبت آمال خليل في" الاخبار": يتعامل «المجتمع الدولي» بحياد بارد مع أزمة النزوح الناتجة عن العدوان الإسرائيلي على لبنان. على مشارف الشهر السابع من العدوان، أبلغ لبنان سفراء الدول الغربية والمانحة بحاجته إلى 73 مليون دولار لإغاثة النازحين وتأمين حاجاتهم الضرورية حتى حزيران المقبل.
عشية دخول العدوان الإسرائيلي شهره السابع، يزداد الضغط على النازحين وعلى الجهات المعنية بتلبية حاجاتهم.

ووفق مسح أجرته لجنة إدارة الأزمة الحكومية، بالتعاون مع وحدات إدارة الكوارث في الجنوب والنبطية والمنظمات الدولية، تبيّن «نزوح 140 ألفاً عن البلدات الحدودية، من بينهم حوالي 93 ألفاً مسجّلون لدى البلديات، في مقابل 60 ألفاً لا يزالون يقيمون في مناطق النزاع». كما أُقفلت 75 مدرسة رسمية وخاصة في البلدات الحدودية والخلفية منذ بدء العدوان وتضرر 790 هكتاراً من الأراضي الزراعية و340 ألف رأس ماشية، بحسب الأرقام التي عُرضت أمس في مؤتمر عُقد في السراي الحكومي بدعوة من لجنة إدارة أزمة النزوح الحكومية.
محافظ النبطية بالوكالة هويدا الترك قدّمت مداخلة عن تداعيات العدوان على المحافظة التي شهدت نزوحاً عن بعض بلداتها باتجاه بلدات أخرى فيها. وأوضحت لـ«الأخبار» أن الحاجات اللازمة في المرحلة اللاحقة من العدوان «لا تقتصر فقط على الفرش والأغذية وأدوات التنظيف. هناك حاجات مستجدّة منها تأمين الأدوية المزمنة ودعم القطاع الزراعي المنكوب وتأمين آليات كافية لفرق الدفاع المدني في حال تصاعد الاعتداءات». ولفتت إلى أن خطط الطوارئ لإدارة الأزمة على الصعد كافة من الغذاء إلى التعليم والصحة «لم تُطبق بشكل كاف بسبب نقص التمويل». واستعرض منسق الشؤون الإنسانية في مكتب الأمم المتحدة في بيروت عمران ريزا بالأرقام، التقديمات الأساسية التي حصل عليها النازحون في الأشهر الثلاثة الماضية، من عدد الوجبات الساخنة إلى جلسات التأهيل النفسي، وبلغت قيمتها حوالي 24 مليون دولار. لكنه ركّز على أن الأولوية في المرحلة المقبلة «تحديد الأولويات التشغيلية ومتطلبات التمويل للاستجابة لحالات الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر لنحو مئتي ألف شخص».
وقال رئيس اللجنة الحكومية وزير البيئة ناصر ياسين لـ«الأخبار» إن سدّ حاجات النازحين الرئيسية للأشهر الثلاثة المقبلة «يستلزم الحصول على 72,4 مليون دولار». وحتى الآن، لم يصرف المانحون أي مبلغ لدعم النازحين جراء العدوان. فيما الأموال التي صرفتها المنظمات المحلية والدولية «عبارة عن نقل اعتمادات قامت بها من مشاريع كانت قائمة ومموّلة سابقاً، إلى مشاريع أخرى طارئة لصالح الجنوبيين»، لافتاً إلى أن هذه المبالغ «لم تكن كافية بالنظر إلى حجم الحاجات وإطالة أمد الأزمة، ولا سيما على صعيد المستلزمات الطبية ودعم المستشفيات الحكومية الحدودية». وللحصول على المبلغ المنشود (73 مليون دولار)، ستبدأ لجنة الأزمة التواصل مع السفارات الكبرى لطلب المساعدة. وأضاف: «حتى الآن لم نحصل على شيء، لكن علينا أن نؤدي دورنا».
وفي ظل حياد المجتمع الدولي، سُجّلت مبادرات من بلديات وجمعيات محلية لتأمين رواتب شهرية وأدوية وكلفة طبابة بدعم من مغتربين جنوبيين، فيما كان أكبر التقديمات من قبل جمعية العمل البلدي التابعة لحزب الله على صعيد تأمين الكهرباء والمياه والاستشفاء في بلدات الصمود. وبحسب مسؤول العمل البلدي في المنطقة الأولى علي الزين، «تم تزويد كثير من الآبار ومحطات المياه ومولدات الاشتراك وسنترالات أوجيرو والمستشفيات الحكومية بمادة المازوت لتأمين استمرارية عملها، إضافة إلى المساهمة في صيانة شبكات الكهرباء والمياه المتضررة من القصف وشاحنات البلديات وآليات الدفاع المدني».

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: ملیون دولار

إقرأ أيضاً:

المطارنة الموارنة دانوا العدوان الإسرائيلي: لتحمّل المجتمع الدولي مسؤولياته

عقد المطارنة الموارنة اجتماعهم الشهري في بكركي، برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ، ومُشارَكة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية. وتدارسوا شؤونًا كنسية ووطنية.

وفي ختام الاجتماع أصدروا بيانا تلاه النائب البطريركي المطران انطوان عوكر قال فيه إن "الآباء يقفون بذهولٍ وألم بالغَين، أمام هول الكارثة التي حلّت بلبنان من جراء استباحة أراضيه جنوبًا وساحلاً وجبلاً وبقاعًا، وهذا السيل الذي لا يهدأ من القتل والتخريب والتدمير الذي غالبًا ما أصاب مدنيين أبرياء. وإذ يدينون العدوان الإسرائيلي المُتمادي، والذي خلّف مئات من الشهداء والضحايا، لاسيما منهم الأمين العام لحزب الله السيِّد حسن نصر الله وجمهرة من كبار معاونيه، يسألون الله الرفق بلبنان والرحمة لمَنْ رحلوا إلى دياره والشفاء للجرحى، ويطالبون المجتمع الدولي بتحمُّل مسؤولياته بالعمل على وقف إطلاق النار فورًا وتطبيق القرارات الدوليّة ولاسيما القرار 1701، وإراحة البلاد وأهلها من ويل التجاذبات الإقليمية والدولية التي ترتهنها لمصالح لا تمت إليها بصلة". 

كما "يرى الآباء أن من المُلِحّ العاجل مُبادَرة المجلس النيابي إلى القيام بواجبه الوطني بعد طولِ انتظارٍ وكثير من المُعاناة، بحيث يتمّ انتخابُ رئيسٍ جديد للجمهورية يكتمل به عقد المؤسسات الدستورية. فلبنان أمام استحقاقاتٍ مصيرية عليه أن يواجهها بتضامنٍ وطني فعلي وبتقيُّدٍ صارم بنصوصه الدستورية والميثاقية، التي عصمته من السقوط في أوقات الشدّة، وجعلت من قراره السيِّد الحر الوفاقي مصدر خلاصه دومًا". 

و"يثمّن الآباء الجهوزيّة والجهود التي بذلتها الجهات الرسميّة والقطاع الطبّي لإستقبال النازحين ومعالجة الجرحى على الرغم من الأوضاع الإقتصاديّة الخانقة، ويحيّون المواقف الشعبية العفوية الصادقة والمُحِبّة، التي قام بها أبناء المناطق الخارجة عن مسرح الأحداث، باستقبال أهلها النازحين بعيدًا عن آلة الموت. ويُناشِدون الدول والمؤسّسات الدوليّة مُسانَدة هذه الجهود الرسميّة والشعبيّة العاملة على التخفيف من آثار النزوح حتى تحقُّق العودة الكريمة الآمنة إلى الأرجاء المكتوية اليوم بنار العنف الأعمى".

وأكد البيان أن "الكنيسة تقف إلى جانب شعبها الجريح وخصوصًا المهجّرين من خلال أبرشيّاتها ورهبانيّاتها ومؤسّساتها، وخصوصًا من خلال كاريتاس لبنان، التي هي ذراع الكنيسة في خدمة المحبّة".

كما "يُبدي الآباء ارتياحهم إلى الموقف الوطني المُشرِّف الذي اتّخذته قيادة الجيش من خلال الإجراءات الميدانية الآيلة إلى ضبط أيِّ فلتانٍ مُحتمَل بدافع الظروف الاستثنائية الدقيقة التي تمرّ بها البلاد. ويأملون بتجاوب المواطنين معها، كما مع المؤسسات الأمنية المختلفة المُستنفَرة لهذه الغاية". 

وأمام الفاجعة التي تعصف بلبنان "يدعو الآباء كلّ اللبنانيين إلى صحوةِ ضميرٍ تزيد من عناصر وحدتهم وتوقهم إلى الخلاص بالتحلُّق حول دولتهم الواحدة وتدبُّر أمورهم بما يرتفع إلى سوية الوطنية الخالصة التي تنظر إلى لبنان وطنًا لا بديل منه، وعليهم واجب صيانة دوره ورسالته والعمل بموجبهما". 

كما "يشكر الآباء الله على علامة الرجاء الجديدة في هذه الظروف الصعبة، والمتمثّلة بإعلان قداسة الطوباويّين الشهداء الإخوة المسابكيّين، في الفاتيكان الأحد 20 تشرين الأوّل، ويدعون المؤمنين إلى مواكبة هذا الحدث بالصلاة وبالتأمّل بفضائل المسابكيّين الذين ثبتوا في إيمانهم وشهدوا للسيّد المسيح حتى الإستشهاد".

وختم البيان بالقول: "في هذا الشهر المكرس لإكرام العذراء مريم سيدة الوردية،  يتوجّه الآباء إلى أبنائهم وبناتهم وذوي الإرادة الصالحة من اللبنانيين برجاء تكثيف الصلوات من أجل خروج لبنان من محنته المُتعاظِمة وعودة حضوره الآمن والكريم والحر إلى المدى المشرقي كما العالمي". 

مقالات مشابهة

  • ارتفاع صادرات مصر الزراعية إلى 6.7 مليون طن بزيادة 932 مليون دولار
  • البنك الدولي يعيد تخصيص 250 مليون دولار لتقديم مساعدات طارئة للبنان
  • 250 مليون دولار من البنك الدولي لتعزيز قطاع الطاقة في لبنان
  • بري عرض مع زواره للتطورات الأمنية والسياسية وملف النازحين
  • مندوب اليمن بجامعة الدول: هناك دعوة بأهمية تحمل المجتمع الدولي مسؤوليته بوقف العدوان
  • الرئيس الفلسطيني يدعو المجتمع الدولي لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان
  • "ميقاتي" يدعو المجتمع الدولي إلى وقف عدوان الاحتلال على لبنان
  • المطارنة الموارنة دانوا العدوان الإسرائيلي: لتحمّل المجتمع الدولي مسؤولياته
  • المتعاقدون في التعليم الرسمي الأساسي: نناشد المجتمع الدولي وقف العدوان على وطننا
  • الحكومة تستنفر المنظمات الدولية:425.7 مليون دولار لإغاثة مليون نازح لثلاثة أشهر