اللجنة الخماسية تستأنف حراكها بعد الأعياد: تقارب فرنسي - أميركي
تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT
لا تتيح التطورات المتسارعة في المنطقة مجالاً لأي كلام حول احتمال حصول خرق في الأزمة الداخلية. وتراجع إلى حدّ كبير التعويل على عمل سفراء «اللجنة الخماسية» الذين سيستكملون جولتهم على رؤساء الكتل النيابية بعد انتهاء عطلة العيد.ويشمل برنامج اللجنة المؤلّفة من السعودي وليد البخاري والأميركية ليزا جونسون والفرنسي هيرفيه ماغرو والمصري علاء موسى والقطري سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، لقاءات مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» محمد رعد ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل والنائب طوني فرنجية عن تيار «المردة»، إضافة إلى كتلة «الاعتدال الوطني»، على أن تغيب جونسون والبخاري عن اللقاءين مع رعد وباسيل.
وكتبت" الاخبار": المفارقة تراجع التوقعات لما قد يسفر عنه الحراك، وشبه الإجماع على عدم قدرته على إحداث أي فارق. ويعزو مطّلعون ذلك ليس إلى الانقسام الداخلي فحسب، بل إلى أن المشكلة من اللجنة وفيها.
تقول مصادر مطّلعة على عمل اللجنة إن أعضاءها «منقسمون حول رؤيتهم للحل في لبنان. ففي مقابل تفاهم براغماتي إماراتي - قطري على مقاربة الملف اللبناني، يتعاطى الفرنسيون والسعوديون مع القوى السياسية بمنطق ردّ الفعل. فباريس تعتبر أن المسؤولين اللبنانيين أجهضوا مبادرتها وساهموا في تهميش دورها وقطع الطريق أمامها لحجز موقع في لبنان، فيما لا تزال الرياض عند رأيها بأن استثمارها في الداخل اللبناني لم يجدِ نفعاً ولم يحقّق لها أي مصلحة. فيما يظهر الجانب المصري حياداً سلبياً يبدو معه بلا دور بارز».
غير أن التطور الوحيد في الأيام الأخيرة، وفق المصادر، تمثّل في بداية تقارب أميركي – فرنسي بعد محادثات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في باريس وتلاقيه مع نظيره الفرنسي ستيفان سيجورنيه على ضرورة تفادي توسّع الصراع في لبنان وإيجاد حل دبلوماسي، والتأكيد على التنسيق مع فرنسا في هذا السياق.
وقالت أوساط متابعة إن اللقاء كان يستهدف الوصول إلى اتفاق على دمج «الورقة الفرنسية» التي قدّمها سيجورنيه لوقف إطلاق النار في الجنوب مع ما يُعرف بالاتفاق المتدرّج لتطبيق القرار 1701 الذي قدّمه الموفد الأميركي عاموس هوكشتين. غير أن المصادر نفسها لفتت إلى أن كل الحراكات التي تشهدها بيروت لن تصل إلى مكان، ما دام الراعي الأقوى لأي اتفاق، أي الأميركي، لا يتعامل حتى الآن بجدية مع ملف الانتخابات الرئاسية وينصبّ اهتمامه على الوضع الأمني جنوباً.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
محلل إسرائيلي: اتفاق السلام مع لبنان يمكن أن يُوقع غدا.. هناك عائقان
أكد محلل الشؤون العربية في إذاعة جيش الاحتلال، جاكي خوجي، أن "اتفاق سلام مع لبنان يمكن أن يُوقع غدا” لولا وجود عائقين رئيسيين، هما وجود جيش الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية وحزب الله، الذي رغم تراجعه، سيعمل على منع أي تطور من هذا النوع.
وقال خوجي في مقال نشره بصحيفة "معاريف" العبرية، إن هناك "تغييرا إيجابيا قادما من بيروت”، مشيرا إلى تصريحات رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام والرئيس الجديد جوزيف عون، التي تضمنت انتقادات غير مسبوقة تجاه إيران وحزب الله.
وزعم الكاتب أن عون أبلغ وفدا إيرانيا زاره بأن "الأيام التي كانت فيها لبنان ساحة صراعات لدول أخرى قد انتهت"، فيما أعلن سلام أنه يسعى لتحويل لبنان إلى "دولة تسعى للسلام وخالية من العقلية العدوانية"، وهي عبارة رأى الكاتب أنها موجهة بشكل مباشر ضد حزب الله.
وأضاف خوجي أن حزب الله في آذار /مارس 2025 ليس كما كان قبل عام، حيث تلقى "ضربة قاسية ولم يستعد عافيته بعد"، مشيرا إلى مقابلة جواد نصر الله، نجل حسن نصر الله، التي قال فيها إن والده كان "شخصا مختلفا قبل هجوم أجهزة الإرسال، وكان حزينًا، كما لو أنه ليس لديه رغبة في الحديث".
ولفت الكاتب الإسرائيلي إلى أن الرئيس اللبناني جوزيف عون، خلال مشاركته في القمة العربية الطارئة في القاهرة، شدد على أن "لبنان لن يكون ساحة مفتوحة باسم حروب الآخرين، ولن يكون مركز قيادة أو محطة عبور لتدخلات أجنبية".
كما أشار إلى أن عون انتقد السياسة الإيرانية بشكل غير مباشر بقوله: "عندما تُحتل بيروت، وتُدمّر دمشق، وتخضع بغداد، وتُهدد عمان، وتُحتل صنعاء، لا أحد يمكنه أن يدعي أن هذا سيساعد فلسطين"، في إشارة إلى النفوذ الإيراني في المنطقة.
واعتبر الكاتب الإسرائيلي أن تصريح عون الأخيرة يحمل الرسالة التالية إلى إيران "لا تخدعونا، يا حكام إيران بأنكم تفعلون كل هذا من أجل فلسطين، بينما هدفكم الحقيقي هو الاحتلال والسيطرة"، وفقا لصياغة خوجي .
واعتبر المحلل الإسرائيلي أن بيروت ترى "ضوءا في نهاية النفق" رغم الأزمة الاقتصادية والحرب، مشيرا إلى أن فك الحصار الإيراني عن لبنان يعتمد على دعم دول الخليج والغرب، وكذلك على "قدرة إسرائيل على إضعاف حزب الله ومنح الحكومة اللبنانية إنجازات تقويها في نظر الجمهور"، حسب زعمه.