لينا يعقوب: انتهاكات الدعم السريع العديدة نشرت على العربية والحدث قبل أي قناة أخرى
تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT
واهمٌ من ظن أن حرية الإعلام في حكومة الثورة كانت أفضل من عهد البشير، ففي عهدهم أغلقوا الصحف بتاتشرات الدعم السريع – حاموا الحريات حينها وجالبوا الديمقراطية الآن – كما أنهم أتوا بقرارٍ لم يسبقه عليهم أحدٌ من العالمين، بأن أغلقوا 32 موقعاً إخبارياً إلكترونياً عبر الهيئة القومية للاتصالات لظنهم أن المواقع لا تقف مع حكومتهم.
وواهمٌ من ظن أنّ حرية الإعلام في عهد البرهان أفضل ممن سبقوه، فرغم ما أعرفه عنه وعنهم، إذ أنه فيما يتعلق بموضوع الإعلام فقط، رحب الصدر، لا يضيق ذرعاً بقناةٍ أو موقع أو صحفي مهما بالغ في انتقاد شخصه، لكنها السلطة، لا تعمي الأبصار، إنما تعمي القلوب التي في الصدور.
منذ اليوم الأول للحرب كانت العربية والحدث حاضرتين في تغطيتهما ميدانياً وسياسياً وإنسانياً، ومع بدء التغطية انتظمت الحملات الداعية لإغلاق القناتين دون علمٍ أو هدىً أو كتاب منير.
انتهاكات الدعم السريع العديدة، وبأشكالها المختلفة نشرت على العربية والحدث قبل أي قناة أخرى، بل إن كل ما وثق من قتل وتنكيل وسرقة واقتحام للمنازل من قبل عناصره، كان حاضراً على الشاشتين وحتى ما لم يوثق صورةً وتأكدنا منه، وثق وبث كتابياً وخبرياً.
إن حوادث الاغتصاب والارتزاق وغيرها وجدت مكاناً مستحقاً في التغطية، وواهمٌ من ظن أنّ القصد وراء ذلك هو الوقوف إلى جانب الجيش، لا أبداً، كان وظل القصد هو إظهار الحق ولا شئٌ غيره.
لذا كانت تجاوزات الجيش أيضاً حاضرة لم يتم غض الطرف عنها، فقصف طيرانه لمواقع وسقوط مدنيين عزل سواءً في دارفور وغيرها من المناطق كان حاضراً أيضاً.
وزارة الإعلام التي تبعثرت محتوياتها واحتلت مكاتبها الدعم السريع، منذ أبريل 2023، لا تملك إحصائية بمن جدد أو لم يجدد ترخيصه، فقد زارني وتواصل معي زملاء القنوات والوكالات العالمية، ومعظمهم لم يجدد ترخيص عمله منذ 2022 ومازالوا يعملون في السودان، ولحسن حظنا أننا جددنا ترخيص العمل في مارس 2023، وحينما أردنا معرفة إن كانت إدارة الإعلام الخارجي – المعنية بالتصاريح – تعمل والتي تقف عليها الإنسانة النبيلة المتميزة سمية الهادي، عرفنا أن الإدارة منذ الحرب لا تعمل ولم تصدر أو تجدد تصريحاً لأي مكتب.
في الوقت الذي يتمدد أحدهم في سريره ويكتب “طرد مراسلي العربية”، لا يعلم أن من يطالب بطردهم يستيقظون يومياً تحت القصف بتحديات جديدة، يتجاوزونها من أجل اطلاع المتابعين من موقع الحدث ما الذي يدور ويحدث.
عليه، تجاوز انقطاع الكهرباء بتوفير المولد، ثم البحث عن الجازولين، وبعد نجاح الرحلة، يتعطل المولد، لأن الجاز “مخلوط” وأدى لأعطاب في المولد، ثم تنقطع المياه وعليه البحث عما يسد قليل من حاجته، ثم نفكر جميعاً في توفير الطاقة الشمسية للمكتب، لكن ماذا نفعل؟ هل نشتري؟ إذ أن معظمها مسروق، أحلالٌ هذا أم حرام؟ إن فكّرنا في إرساله من الخارج كيف يصل؟ الأشياء تسرق من جديد.! عليه أن يتناسى انقطاع الاتصال والإنترنت وتوقف الخدمات، عليه احتمال المرض والرهق والوحدة والعزلة والابتعاد عن الأهل والأصحاب فقط من أجل البحث عن معلومة صادقة يرسلها ويقولها للمشاهد.
لكن هذا لا يكفي، عليه أيضاً احتمال التصنيفات والإساءات المتواصلة على وسائل التواصل الاجتماعي، عليه، أيضاً احتمال الظلم والقهر وديكتاتورية السلطات ومتخذي القرار، عليه احتمال ابتزاز مَن يحمل البندقية ظالماً ليسمح له بالتحرك بضعة أمتار..
ومع ذلك لن نتجاوز مطلقاً أن هناك أخطاءً تحريرية خلال عام من الحرب وقعت، لكنها لم تكن مقصودة وتم تصويبها أو الاعتذار عنها.
فمن يعمل على ملف السودان في القناة، ليس بضعة مراسلين أو أفراد، إنما مئات الصحفيين.
إن قرار إغلاق القناة هو قرارٌ ظالم و”سياسي” من أعلى جهة في الدولة، ولا علاقة له بالمهنية والمصداقية، لكننا نأمل في مراجعته.
لينا يعقوب
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
السودان يطلب من الولايات المتحدة الضغط على الإمارات بشأن الدعم السريع
طالب السودان الولايات المتحدة بالضغط على الإمارات "لوقف شحنات السلاح" التي تصل إلى قوات الدعم السريع، مشيرا إلى أن ذلك من شأنه أن يوقف الحرب الدائرة في البلاد.
وخلال جلسة لمجلس الأمن الدولي يوم أمس الخميس، طلب مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة الحارث إدريس الحارث، من الولايات المتحدة أن "تصنف مليشيا الدعم السريع ممجموعة إرهابية، وأن تضغط على الإمارات لوقف شحنات السلاح"، مشيرا إلى أن ذلك "من شأنه أن يوقف الحرب.
وعبر الحارث عن تقدير السودان "للجهود التي بذلتها الولايات المتحدة الأمريكية في مجال الإغاثة والبحث عن حل لوقف الحرب وارتباطها الايجابي مع السودان".
وأشار إلى أن "جملة ما خصصته أمريكا للإغاثة الإنسانية فاقت أكثر من بليون دولار"، مشيرا إلى أن "وزارة الخارجية الأمريكية واصلت بشكل منتظم إداناتها لفظائع وجرائم مليشيا الدعم السريع"، وأن أمريكا "طلبت من المليشيا رفع الحصار عن مدينة الفاشر".
ولفت إلى "المساعي التي بُذلت في الكونغرس لتجريم الدعم السريع ووقف تصدير السلاح إلى الإمارات، فضلا عن ارتباط وكالة العون الأمريكية والمبعوث الأمريكي مع حكومة السودان والزيارات التي قاموا بها".
ويتهم الجيش السوداني الإمارات بالتورط في تغذية الصراع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ويتهم الإمارات بتوفير الإمداد العسكري لقوات الدعم السريع عن طريق دول تشاد وإفريقيا الوسطى، وقدمت السلطات السودانية ملفا إلى مجلس الأمن يحتوي على ما قالت إنها أدلة تثبت تورط أبوظبي في دعم قوات الدعم السريع.
وكان سجال كلامي قد وقع يوم 18 يونيو بين مندوب الإمارات في الأمم المتحدة محمد أبو شهاب، ونظيره السوداني الحارث إدريس، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي في نيويورك، خصص لبحث الوضع في السودان اتهم فيه المندوب السوداني الإمارات بدعم ميلشيات الدعم السريع بالسلاح قائلا إن بلاده "تملك أدلة على ذلك".
وعلق مستشار الرئيس الإماراتي أنور قرقاش نافيا تلك الاتهامات، قائلا: "في الوقت الذي تسعى فيه الإمارات إلى تخفيف معاناة الأشقاء السودانيين يصر أحد أطراف الصراع على خلق خلافات جانبية وتفادي المفاوضات وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية"
وأضاف مستشار الرئيس الإماراتي "اهتمامنا ينصب على وقف الحرب والعودة للمسار السياسي.. اهتمامهم يشدد على تشويه موقفنا عوضا عن وقف الحرب".
وقد انزلق السودان إلى صراع في منتصف أبريل 2023 عندما اندلع التوتر بين جيشها والقادة شبه العسكريين في العاصمة الخرطوم وامتد إلى دارفور وغيرها من المناطق. وأجبر أكثر من 13 مليون شخص على الفرار من منازلهم.