أجرت (التغيير) مقابلة مع اللاعب السابق بنادي المريخ السوداني المنتقل إلى نادي الخمس الرياضي بليبيا ضياء الدين محجوب، تحدث فيه عن تجربته الاحترافية الجديدة بالجماهيرية وفترته مع الفريق السوداني وعرج على عاداته الرمضانية وعبّر عن شوقه لقضاء الشهر الكريم في السودان واستعادة الذكريات الجميلة، كما تحدث اللاعب الشهير بـ (ناني) عن كواليس قمة الهلال والمريخ وعلاقته بالحكام والمدربين والكثير من التفاصيل التي باح بها في مساحة رياضيه مميزة.

أجرى المقابلة: عبدالله برير

كيف كانت أيامك الأولى ومعاناتك مع الصيام وانت صغير السن؟

حينما كنت صغيرا في السن كنت أشكو من صعوبة الصيام خاصة في يوم السبت الذي أعتبره من أطول أيام الأسبوع ولا ادري لماذا كان يوما صعبا وبالخصوص في الأيام التي يكون فيها الجو حارا وأشعر به مختلفا عن بقية أيام الأسبوع، وكان ذلك في منطقه مايو بالخرطوم، وحينما يشتد الصيام كنت أفطر في الساعة الرابعة عصرا “واضرب الجرسة”.

كيف هي تفاصيل يومك في رمضان؟

تفاصيل اليوم كانت عادية حيث اذهب للعمل في السوق للحصول على “مصاريف” ولا احبذ  المكوث في المنزل وكنت في بعض الأحيان أعمل مع خالي وهو ميكانيكي سيارات ونعود نهاية اليوم محملين باحتياجات البيت.

ما هي المشروبات والمأكولات التي تحرص على تناولها في رمضان؟

طبعا مشروب الآبري  او الحلو مر شئ أساسي وننتظره من العام إلى العام بفارغ الصبر وهو مشروبي المفضل كذلك العصيدة بملاح التقلية والقراصة، وفي المعسكرات خارج السودان وداخل السودان نتشوق للصوم في البلد والذكريات مع الاهل والاصدقاء والاخوان، رمضان في البيت مختلف حينما تعود من (البرش) تجد الوالدة تنتظرك  بالشاي والقهوة (والونسة).

ماهي اوجه الشبه والاختلاف بين الصيام داخل السودان وخارجه؟

كثيرا ما صادفني رمضان في مصر، كما صمت في قطر، العادات مختلفة ومحتويات المائدة كذلك، توجد معظم الوجبات جاهزة مثل الفطائر واللحوم، في قطر صمنا مرتين وفي معظم الأوقات كنا نفطر خارج المنزل ولا نحس بالغربة، لأن السودانيون هنالك كثيرون.

ما هي كواليس قمة الهلال والمريخ؟

مباراة القمة بعض الناس يرون انها صعبة ولكن اعتبرها اسهل مواجهة  بالنسبة لي وليس فيها صعوبه او توتر لأن التركيز فيها يكون عاليا، وفي النهاية هي كرة قدم “غالب ومغلوب”،  لكن يجب ان يلازمك فيها التوفيق، المختلف فقط أن الدوافع مختلفة في مباريات هلال مريخ والتي تحدث فيها التشنجات ويتعصب الجمهور الذي لا يقبل الهزيمة، هذه المباريات تُكتب في التاريخ وأقل خطأ يمكن أن يمسح تاريخك بأكمله وتكون لاعبا غير مرغوب فيه في كسر من الثانية وبعد ذلك بعض الجماهير والاداريين والإعلام يقفون معك والبعض الاخر يتناسى ما فعلته.

ضياء محجوب في إحدى مبارايات القمة بين المريخ والهلال

كيف يتعامل ضياء محجوب مع الحكام؟

أذكر أنني حينما كنت في دوري الثانية كانت أغلبية المشاكل مع الحكام وكثيرا ما كنت أتعرض للطرد والإيقاف، وفي إحدى المرات تم إيقافي لأربع مباريات، اذكر ان هنالك إداري أخبرني بأن فنياتي عالية وانني لاعب كرة قدم كبير والعيب الوحيد هو أنني أتناقش وأحتد مع الحكام كثيرا، ونصحني بأن أتفرغ للعب كرة القدم وحينئذ سوف اتطور في مسيرتي الرياضية وبالفعل طبقت نصيحته وتطورت ثم سجلت في نادي الأمل ثم المريخ.

هل  تذكر حادثة معينة مع الحكام عالقة بذاكرتك؟

في  مباراة الأهلي الخرطوم مع الأمل عطبرة والتي كانت في استاد الخرطوم كان الملعب ممتلئا بالجمهور والشخصيات الكبيرة، أذكر أن الحكم كان يترصدنا وكان ظالما جدا وكان يحتسب حالات غريبة فغضبت وحملت الكرة ورميتها بقوة بيدي على الأرض، وما كان منه إلا وأن أشهر البطاقة الحمراء وغضبت غضبا شديدا حتى بكيت و اصررت على ان واجه هذا الحكم حتى تم إخراجي من الملعب ودموعي تسيل  بسبب الظلم واخبرته بانه ظالم، أخرجوني خارج الملعب وجلست في كرسي وتحدث معي بعض الناس عن ان هذه قرارات الحكم وانني يجب ان أكون محترفا.

كيف تتعاملون مع المدربين الاجانب خاصة في جانب اللغة؟

في التعامل مع المدربين الأجانب لا نجد صعوبة بسبب وجود المترجم الذي يفسر لنا حديث المدير الفني واغلبنا لا يفهم اللغة الانجليزية واللغات الأجنبية لذلك ننصت الى المدرب والمضحك ان اللاعبين يصمتون صمتا رهيبا حتى يخبرنا المترجم بما قاله المدرب.

كيف يتعامل ضياء محجوب مع الشهرة؟

الشهرة شيء إيجابي وجيد وهي تعرفك بشخصيات وبأناس جدد وتقدم لك الكثير ولكن يجب ان يكون الشخص محترما ومتواضعا ويحب الناس، بعض اللاعبين او بعض الشخصيات العامة لا تحترم الناس، وهذا ليس جيدا فالاحترام مطلوب.

ما هو موقفك من الحرب الدائرة في البلاد وكيف تأثرت بها؟

الحرب تسببت في تفرقة الناس وتشتيت شملهم، انا شخصيا حرمتني من أهلي الذين لم اتحدث معهم منذ شهور، الوضع والظرف الحاصل صعب جدا ونتمنى ان ينصلح حال البلد وتعود الأمور الى حالتها الطبيعية، الجميع يعاني، اتمنى ان تتوقف هذه الحرب.

هل تتوقع عودة النشاط الرياضي في السودان حال عودة الحياة إلى طبيعتها؟

كما ذكرت لك اتمنى ان تتوقف الحرب لكي تعود الحياة الى طبيعتها ويعود النشاط الرياضي الى سابق عهده، كرة القدم أصبحت مهنة واكل عيش وهنالك الكثير من الناس يعولون به أسرهم، لكن اتوقع ان يأخذ هذا زمنا كبيرا فالاقتصاد منهار ويحتاج الى وقت طويل اتمنى، ان لا يقف الاداريون في وجه اللاعبين وان تقف الاندية مع اي لاعب اذا فكر في الاحتراف حتى يطور من نفسه ويستطيع ان يصرف على نفسه وأهله.

المحترف السوداني بالدوري الليبي ضياء محجوب

ماذا عن تجربتك الاحترافية الحالية في ليبيا؟

قبل الاحتراف طلبوا من أهل المريخ أن أذهب الى مصر للمعسكر ومن ثم سيتم التجديد لي، لكنني وجدت عرضا في الجماهيرية وسافرت إلى ليبيا، وهناك حديث عن أنهم سيجددون عقدي في المريخ مع استمرار فترة الإعارة ولكن هذا لم يحدث حتى الآن.

الوسومآثار الحرب في السودان الدوري الليبي اللاعب ضياء محجوب المريخ السوداني

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان الدوري الليبي المريخ السوداني مع الحکام

إقرأ أيضاً:

الإمارات صوت الحكمة دعماً للشعب السوداني

أحمد مراد وشعبان بلال (أبوظبي)
مع كل أزمة تعصف بالسودان الشقيق، تسارع الإمارات للعب دور دبلوماسي محوري، من أجل سلام واستقرار الشعب السوداني، وبقائه بعيداً عن أيادي العبث التي تسعى لإغراقه في دوامة صراعات تأتي على مقدرات السودان، وترهق شعبه التواق للسلام والعيش الكريم.
ومنذ اندلاع الحرب في الخامس عشر من أبريل 2023، قدمت الدولة مقترحات ومبادرات عدة على مختلف الصعد دولياً وعربياً وأفريقياً، تهدف من خلالها لعودة السلام والاستقرار من أجل الشعب السوداني الشقيق. وشددت الإمارات، عبر المنصات كافة وفي المحافل الدولية، على ضرورة وقف إطلاق النار بين الأطراف المتحاربة، كما أكدت مراراً وتكراراً على موقفها من دعم إيجاد حل سلمي لإنهاء الصراع، خلال اجتماعات مجلس الأمن الدولي ومجلس الأمن والسلام للاتحاد الأفريقي.
 وأكد خبراء ومحللون على أهمية الدور الدبلوماسي الذي تلعبه دولة الإمارات للتوصل إلى تسوية سلمية للأزمة السودانية، مشيدين بالدعم الذي قدمته الدولة لمحادثات السلام التي استضافتها مدينة جدة السعودية، بحضور طرفي النزاع.
وثمن الخبراء والمحللون، في تصريحات لـ«الاتحاد»، المبادرات الإماراتية الرامية لإرساء السلام والاستقرار في السودان، ما تجسد في جهود دؤوبة لوقف إطلاق النار، والعودة إلى طاولة الحوار، وحماية المدنيين.
وأكدوا أن الإمارات تقدم نموذجاً يُحتذى به في التعامل مع الأزمة السودانية، يجمع بين الجهود السياسية والدبلوماسية، والتدخل الإنساني الإغاثي، والعمل البنّاء ضمن أطر جماعية.
منصات دولية
فور اندلاع النزاع في السودان، خلال أبريل 2023، سارعت دولة الإمارات إلى إصدار بيان طالبت فيه الأطراف المتنازعة بالتهدئة، وخفض التصعيد، والعمل على إنهاء الأزمة بالحوار والتفاوض.
وعلى مدى عامين، شاركت الإمارات بفاعلية في غالبية الجهود الإقليمية والدولية الرامية لإنهاء الأزمة السودانية دبلوماسياً وسياسياً، ما أسهم في إنشاء منصة دولية باسم «متحالفون لتعزيز إنقاذ الحياة والسلام في السودان» (ALPS)، وتضم في عضويتها الإمارات والسعودية والولايات المتحدة ومصر وسويسرا والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، وبدأت اجتماعاتها في سويسرا خلال أغسطس من العام الماضي.
وكانت الإمارات و14 دولة أخرى قد أصدرت في يوليو الماضي بياناً حذرت فيه من التأثيرات الوخيمة للوضع المتدهور على سلامة المدنيين، وتفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي في السودان.

وفي الإطار نفسه، دعت الإمارات، في رسالة لمجلس الأمن الدولي، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتجنب حدوث مجاعة وشيكة في السودان، وأكدت دعمها لجميع المبادرات الرامية لتحقيق وقف إطلاق النار، والعودة إلى حكومة شرعية تمثل جميع فئات الشعب السوداني.
محادثات سلام
أوضح أستاذ العلوم السياسية والقانون الدولي، الدكتور هيثم عمران، أن دولة الإمارات تلعب دوراً بارزاً ومتعدد الأبعاد لإحلال السلام في السودان، يجمع بين الجهود السياسية والدبلوماسية والإنسانية، في محاولة جادة لإرساء الاستقرار وإنهاء النزاع.
وقال عمران، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن دولة الإمارات تُعد فاعلاً إقليمياً ودولياً مهماً. وفي هذا الإطار، تسعى منذ سنوات إلى تعزيز مكانتها كوسيط نزيه ومؤثر، خصوصاً في الأزمات التي تمس الأمن القومي العربي. 
وأضاف أنه في حالة السودان، تتبنى الإمارات سياسة قائمة على الحياد البنّاء، إذ إنها تدعم التهدئة دون فرض أجندات، ما يجعلها تحظى بتقدير إقليمي ودولي.
وذكر عمران أن الإمارات شاركت بشكل مؤثر في دعم محادثات السلام في مدينة جدة، والتي قادتها المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة لإنهاء الأزمة السودانية، مع تأكيدها على ضرورة وقف إطلاق النار، والعودة إلى طاولة الحوار، وحماية المدنيين.
وفي الإطار نفسه، دعمت الإمارات الجهود الدبلوماسية التي قادتها تركيا لإيجاد حل للأزمة السودانية، معربة عن استعدادها للتعاون والتنسيق مع الجهود التركية لإنهاء الصراع.
وشددت وزارة الخارجية الإماراتية، في بيان، على موقف دولة الإمارات الواضح والراسخ تجاه الأزمة في السودان، إذ إن تركيزها الأساسي انصب ولا يزال على الوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار، ووقف الاقتتال الداخلي في أقرب وقت، ومعالجة الأزمة الإنسانية من خلال تقديم الدعم الإنساني والإغاثي العاجل للشعب السوداني.
وطالبت «الخارجية» الإماراتية أطراف النزاع باحترام التزاماتهم وفق إعلان جدة، ووفق آليات منصة «متحالفون لتعزيز إنقاذ الحياة والسلام في السودان» (ALPS)، مشددة على أهمية الحوار والتفاوض كسبيل وحيد لإنهاء الصراع، وتأمين عملية سياسية، وإجماع وطني نحو حكومة بقيادة مدنية.
قوة ناعمة
أكد أستاذ العلوم السياسية والقانون الدولي أن الجهود السياسية والدبلوماسية التي تبذلها الإمارات لإنهاء الأزمة السودانية سلمياً لم تنحصر في المسار الخليجي أو الدولي فقط، حيث دعمت أيضاً جهود الاتحاد الأفريقي، ومنظمة «الإيغاد»، والجامعة العربية، وعملت على التوصل لتسوية سياسية تُبقي السودان موحداً، وتمنع انزلاقه نحو الفوضى الشاملة.
وأشار عمران إلى أن الإمارات تسعى لتعزيز صورتها كقوة ناعمة تجمع بين الدبلوماسية، والمساعدات الإنسانية، والاستثمار في التنمية، مؤكداً أنها تتعامل مع الملف السوداني من منطلق هذا التوجه الأوسع.
وخلال بيانها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ79 التي عُقدت خلال سبتمبر الماضي، حثت الإمارات الأطراف المتنازعة في السودان على وقف القتال بشكلٍ فوري ودائم، والسماح بدخول المساعدات عبر الحدود وخطوط النزاع بشكل مستدام ودون عوائق.
وشددت على عملها مع الشركاء الإقليميين والدوليين لرفع المعاناة عن الشعب السوداني الشقيق من أجل حياة أكثر أماناً وازدهاراً.
وشارك معالي الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، وزير دولة، في الاجتماع الوزاري تحت شعار «متحدون من أجل السلام في السودان» الذي ضم ألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وأقيم على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، مؤكداً التزام دولة الإمارات بدعم مبادرات السلام، وبذل الجهود للعودة إلى مسار العملية السياسية للتوصل إلى تسوية دائمة للأزمة السودانية.
آليات دبلوماسية
من جانبه، شدد أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج واشنطن، نبيل ميخائيل، على أن مواقف دولة الإمارات راسخة في حل الخلافات العربية سلمياً عبر الآليات السياسية والدبلوماسية، مؤكداً أن الإمارات تسهم بصورة كبيرة في التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة السودانية، مع التركيز على خطط تنموية لإعادة إعمار السودان.
وذكر ميخائيل، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الإمارات تقوم دائماً بمساعدة أي دولة تحتاج للمعونة، وهو ما يتضح جلياً في دعمها الإنساني المتواصل للفلسطينيين في قطاع غزة. وفي الإطار ذاته، تقدم مساعدات كبيرة لمئات الآلاف من السودانيين النازحين واللاجئين، وتسهم بسخاء في المؤتمرات الدولية المعنية بإعادة إعمار السودان.
وأوضح أن الإمارات تقدم نموذجاً يُحتذى به في التعامل مع الأزمة السودانية، يجمع بين الجهود السياسية والدبلوماسية، والتدخل الإنساني السريع، والعمل البنّاء ضمن أطر جماعية، ما يمنحها موقعاً متقدماً في جهود إحلال السلام في السودان، ويعزز صورتها كقوة مسؤولة على المستويين الإقليمي والدولي.
وكانت الإمارات قد شاركت في قمة دول حركة عدم الانحياز في العاصمة الأوغندية «كامبالا» في يناير الماضي، وأكدت خلالها دعمها للجهود المبذولة للتهدئة، وخفض التصعيد في السودان.

أخبار ذات صلة الإمارات تجدد التزامها بالتعاون متعدد الأطراف «يونيفيل»: وقف إطلاق النار في لبنان يتطلب مساراً سياسياً

وفي يناير الماضي، دعا بيان مشترك صادر عن الإمارات ونيوزيلندا إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، وتسهيل الوصول الإنساني الآمن والسريع دون عراقيل، والانخراط في محادثات السلام، والعمل على تشكيل حكومة مدنية تلبي تطلعات الشعب السوداني.
وأصدرت الإمارات، في 26 يناير الماضي، بياناً جددت فيه موقفها الداعي للتوصل إلى حل سلمي للصراع، وضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، وعدم استهداف المدنيين والمؤسسات المدنية، وحماية المرافق والمؤسسات الطبية والعاملين في القطاع الصحي، مؤكدة أهمية العمل الجماعي من أجل تحقيق السلام والاستقرار في السودان.
مبادرات وساطة 
تحرص دولة الإمارات على نشر مبادئ السلام إقليماً ودولياً، عبر إطلاق العديد من مبادرات الوساطة لإنهاء النزاعات والخلافات بين الأطراف المتنازعة سلمياً، وعلى مائدة المفاوضات، وعبر الحوار الدبلوماسي الجاد والهادئ، بعيداً عن أصوات الرصاص والقنابل والمدافع.
وفي هذا السياق، تساند الإمارات تطلعات الشعب السوداني نحو تحقيق السلام والاستقرار، والوصول بالسودان إلى بر الأمان، عبر حزمة مبادرات سياسية ودبلوماسية تؤدي إلى الانتقال السياسي السلمي في إطار من التوافق والوحدة الوطنية.
وكانت الإمارات قد لعبت منذ سنوات عدة دوراً محورياً في تحقيق التوافق بين الحكومة الانتقالية في السودان وبعض الحركات الأخرى، ما أسفر عن توقيع اتفاق سلام بين الجانبين أنهى سنوات من الصراعات المسلحة في إقليم دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق.
وفي أكتوبر 2020، جرت في عاصمة جنوب السودان «جوبا» مراسم التوقيع على اتفاق سلام مع مجموعات رئيسية في إقليم دارفور، وتضمن الاتفاق 6 بروكوتولات، من بينها تقاسم السلطة، والترتيبات الأمنية، وتقاسم الثروة.
وعملت الإمارات على إنجاز هذا الاتفاق، حرصاً منها على ترسيخ السلام في السودان، ما يحقق تطلعات الشعب السوداني نحو السلام والاستقرار، ويعود بالخير والمنفعة على المنطقة بأسرها.
جهود تنموية
يتزامن الدور السياسي والدبلوماسي الفاعل الذي تلعبه الإمارات لإيجاد حلول سلمية للأزمة السودانية مع دور إنساني متواصل لنقل المساعدات الغذائية والطبية لملايين السودانيين، بالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة، مثل برنامج الأغذية العالمي، و«اليونيسف»، ومفوضية اللاجئين، وذلك لضمان توزيع المساعدات بطريقة عادلة وآمنة، وتقديم الدعم اللوجستي.
ولا تقتصر المساعدات الإماراتية على المجالات الإغاثية، بل تمتد أيضاً إلى دعم مشروعات تنموية في المناطق الهادئة نسبياً لتعزيز صمود المجتمعات المحلية، من خلال بناء مدارس ميدانية، وتأمين مصادر مياه نظيفة، وتوفير سبل العيش المؤقتة.
مكانة عالمية
قالت الباحثة في الشؤون الدولية، إيرينا تسوكرمان، إن الإمارات تبذل جهود رائدة لإحلال السلام والاستقرار في السودان، وغيرها من البلدان التي تشهد صراعات مسلحة، ما يجعل الدبلوماسية الإماراتية تحظى بمكانة عالمية مرموقة، في ظل التزامها بترسيخ آليات الحوار والحلول السلمية للأزمات والنزاعات الإقليمية والدولية. وأضافت تسوكرمان، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الإمارات حرصت، منذ بداية الأزمة السودانية، على المشاركة في جميع المبادرات والجهود الإقليمية والدولية التي تستهدف وقف الحرب، مؤكدة أن إحلال السلام في السودان بات ضرورة ملحة في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية.
وأوضحت أن تحقيق السلام في السودان يُعد أمراً بالغ الأهمية بالنسبة للبنية الأمنية الأوسع في شمال وشرق أفريقيا، مشيرة إلى أن النظر إلى السلام كغاية أخلاقية أو إنسانية ليس إلا نصف الحقيقة، أما المنظور الأشمل فهو أن السلام شرط أساسي لأي شرعية سياسية مستدامة، ونمو اقتصادي، وأمن وطني طويل الأمد.

مقالات مشابهة

  • من ضياء إلى دقلو
  • البرفيسور عبد اللطيف البوني: من ضياء إلى دقلو
  • ضياء السيد: كولر عليه أن يراجع نفسه.. وزيزو مكسب للأهلي
  • الإمارات صوت الحكمة دعماً للشعب السوداني
  • جيمس بيسغروف: نخطط لفوز نادي القادسية بالدوري السعودي في 2030
  • واو تشيع صبدلى  سوداني
  • رئيسا المخابرات العامة المصرية ومجلس السيادة السوداني يبحثان استعادة الاستقرار وإنهاء الحرب في السودان
  • السعودية تنزل إلى الملعب (2)‼️
  • ياسين السقا في مرمى الهجوم بسبب سيد الناس.. أسرته تدافع عنه
  • السعودية تنزل إلى الملعب (1)‼️