علاء ثابت: "نعيش من أجل الحقيقة" ليس مجرد شعار بل منهج حياة
تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT
قال الكاتب الصحفي علاء ثابت رئيس تحرير الأهرام إن هناك من يسعون إلى طمس الحقائق أو تشويهها أو إنكارها، لأنهم اعتادوا على الأكاذيب والأوهام والخداع، والحقيقة تكشف تشوهاتهم وضعفهم، وهؤلاء لا يمكنهم التعايش مع الحقيقة، لا يرون الواقع، وينكرون حتى نور الشمس، ولا يجدون فرصة لهم إلا فى مكائد الظلام، وإلقاء التهم على الأنوار التى تشع وتجهر بالحقيقة.
وأضاف ثابت فى مقاله المنشور اليوم الجمعة بجريدة "الأهرام" إن حفل تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسى رغم بساطته أثار أحقادهم، لأنه كان بمثابة الإعلان عن تحول الجمهورية الجديدة إلى واقع وحقيقة لا يمكن إنكارها، وأن قطار التطور والتحديث قد انطلق، ولا سبيل لإيقافه أو حرفه عن مساره، وأن مسيرة التطوير والتحديث سوف تزيل كل الظلام المتراكم، وإرثا من التظليل الذى طال مختلف جوانب الحياة، لكنه لا يستطيع الصمود أمام نور الحقيقة الذى يصدم عيونهم كل يوم، ولن يعجزوا عن إخفاء تلك الحقائق الجلية من مشروعاتنا القومية الكبرى مهما أطلقوا من شائعات أو أغشوا العيون ببقايا أتربتهم المتراكمة فى عقولهم.
وأكد رئيس تحرير الأهرام أن جريدة الأهرام منذ ما يقرب من قرن ونصف قرن من الزمان وهي تقف مع الدولة المصرية والمصريين فى الجمهورية الجديدة كحائط صد منيع ضد الشائعات وطيور الظلام وأهل الشر، وهو مادفع مجلس التحرير أثناء مناقشتهم تطوير جريدة الأهرام، سواء من ناحية المحتوى أو التقنية، إلى الاتفاق على ضرورة إعلاء قيمة الصدق والدقة، وأن يصبح شعار الجريدة «نعيش من أجل الحقيقة»، وهذا يعنى «الصدق قبل السبق»، وهو ما تبناه مؤسسا جريدة الأهرام سليم وبشارة تقلا فى أثناء وضعهم اللبنات الأولى لهذه الجريدة العريقة، لكن هذا المبدا أصبح أكثر ضرورة فى مرحلتنا الراهنة، فى ظل الانتشار الواسع للأخبار والمعلومات المغلوطة، والتى أصبحت لها مؤسسات تصطنعها وتروجها، وإحدى أسلحة الحروب الحديثة، وهناك صحف ووكالات أنباء تتبنى سرعة نشر الخبر حتى لو لم يكن دقيقا، أو التحري عن صدقه، وترى أن السبق هو الأهم، لأن الناس تريد أن تعرف الجديد والصادم والمفاجئ، والأهرام تسعي جهد وقوة في أن تحافظ على تلك المصداقية، والتي لدينا رصيد كبير فيها، بالتوازي مع السرعة في آن واحد في عصر الرقمنة، وهو ما يجعلنا أصحاب السبق الأكثر دقة وصدقا، فالجمع بين الحسنيين هو أفضل ما نبتغيه، لذا يبقى سعي كل كتيبة صحفي جريدة الأهرام وراء الحقيقة رحلةً مستمرة، ورحلة الحقيقة لا تنتهي بل تتجدد مع كل استنارة، فلنتجاوز حدود الظاهر ونتوجه نحو العمق، ولنظل مخلصين لمبدأ البحث عن الحقيقة وراء كل غموض وكل ستار، ولتعيش الأهرام من أجل الحقيقة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأهرام الجمهورية الجديد الجمهورية الجديدة الرئيس عبد الفتاح السيسي جریدة الأهرام لا یریدون
إقرأ أيضاً:
أسباب ودوافع إطلاق الشائعات وانتشارها.. منهج الجماعات الإرهابية لزعزعة الاستقرار
الأسباب والدوافع لإطلاق الشائعات وانتشارها.. منهج الجماعات الإرهابية لزعزعة الاستقرار
دائمًا ما تستخدم جماعة الإخوان الإرهابية كل الوسائل لبث سمومها وتزييف الحقائق، مستهدفة زعزعة الأمن والاستقرار والنيل من ثقة الشعب في قيادته، ورغم ذلك، فإن جهود الدولة الرشيدة في التصدي لهذه الأكاذيب، واعتمادها على الإعلام الرسمي الموثوق به، قد كشفت زيف إدعاءاتهم، وتتطلب مواجهة هذه الشائعات تضافر الجهود بين الدولة والمواطن، من خلال نشر الوعي بأهمية التحقق من المعلومات قبل تداولها، وبناء مناعة مجتمعية ضد حملات التضليل.
أسباب إطلاق الشائعاتالدكتور مأمون طربية كشف في كتابه «السلوك الاجتماعي للفرد: موضوعات تطبيقية في علم النفس الاجتماعي»، عن الأسباب والدوافع لإطلاق الشائعات وانتشارها، وتتمثل في الآتي:
- العدوانية: تجاه الشخص أو الجماعة المستهدف بالإشاعة، وذلك لتشويه السمعة أو تغيير موقف الناس منه (منها)، أو أثارة الخوف، وهذا يحدث كثيرًا تجاه الأشخاص أو الجماعات ذات الأهمية والشهرة حين تطلق عليهم الشائعات.
- الإسقاط: يسقط مروج الشائعة ما يضمره في نفسه على شخص آخر أو أشخاص آخرين، كالخوف والإهمال وميول للكذب أو الخيانة أو الرشوة أو التضليل.
- التنبؤ: تشير الشائعة إلى احتمالات مستقبلية يعتقد مروج الشائعة بقرب حدوثها، وهو يهيئ الناس والظروف لاستقبالها.
- الاختبار: تكون الشائعة هنا كبالون اختبار المعرفة نوعية وقدر استجابة الناس لحدث معين حين يقدر له الحدوث فعلا، مثال تسرب شائعة بغلاء أسعار بعض السلع ثم تدرس ردود أفعال الناس فإذا كانت معقولة ومحتملة ربما يتم فعلًا رفع الأسعار وأما إذا كانت غاضبة ومستفزة فيمكن تكذيب الشائعة واعتبار الأمر كأن لم يكن.
- جذب الانتباه: إذ يبدو مروج الشائعة أو ناقلها على أنّه عليم ببواطن الأمور، وأنّ لديه مصادر مهمة للأخبار لا يعرفها بقية الناس، وربما يكون هذا تعويضًا عن نقص أو عدم ثقة بالنفس، وربما تكون الدوافع بسبب الفراغ والملل والحاجة إلى التسلية والتمتع بإثارة الاهتمام وإرباك الناس وإقلاقهم وتوتيرهم.
كيف نحارب الشائعة؟ووفقًا لما ذكره الأستاذ والباحث في العلوم الاجتماعية والدراسات الإعلامية في كتابه، يمكن محاربة الشائعة التي تطلقها الجماعات الإرهابية والتي تستهدف زعزعة أمن واستقرار الوطن من خلال قواعد وأسس تتبعها الجهات الرسمية والإعلامية، ومن هذه القواعد مقاومة مروجي الشائعات لكشف حقيقتها بأدلة دامغة عن مدى زيفها بوقائع وأدلة دقيقة، و يعتبر نشر الحقائق كاملة عن واقعة دارت حولها الشائعة من أهم القواعد التي تستخدم في محاربة الشائعات.
كذلك من الأسس التي تستخدمها الدولة الحديثة في محاربة الشائعة إذا كبر حجمها وطال أمنها واستقرارها تقريب الهوة بين السلطة والجمهور، فمن شأن ذلك أن يكسب الناس ثقة في حكومتهم وفيما تقدمه لهم من أنباء، وإلا فإنّ فقد الثقة في البيانات الرسمية يجعل الناس يتقبلون أية شائعة عنها، وفي هذا السياق يقترح بعض الباحثين النفسانيين بعض الطرق عمل لمحاربة الشائعة منها:
- لجان فاحصة تقوم بالتحقيق وتتبع الأقاويل المطلقة لتحديد الوقائع
ملصقات ومطبوعات: وهو محاولة بيانية لتثبيت معطيات إزاء أخرى تُطلق الأخبار جُزافًا.
- برامج إذاعية ومتلفزة لتوعية الرأي العام ودحض الأكاذيب بالصوت والصورة.
- مكتب إعلامي للرد على الشائعة بأية وسيلة إعلامية بنفس الزمان والمكان (مثلا وردت شائعة في صحيفة يرد عليها بتصحيح أو توضيح في الصحيفة ذاتها وفي مكان ورودها من الصفحة).
كما يمكن التصدي للشائعات من خلال عدة طرق أخرى أبرزها:
- تكذيب الشائعة إعلاميا: بنشر عكسها تمامًا (دون الإشارة إليها من قريب أو من بعيد)، فإنّ محاوله ذكرها وتعداد الأسباب المنطقية القوية لتكذيبها وخداعها وتضليلها سيجعل من لم يستمع إليها سيعرفها وقد لا يقتنع بتبريراتك لأسباب عاطفية بحتة لا تمت إلى منطق مهما كان قويًا، وفي نفس الوقت فإنّ تجاهلها تمامًا سيجعلها تزداد انتشارًا وتتضخم أثناء عمليه الانتشار الاجتماعي.
- تكذيب الشائعة معلوماتيا: بالحقائق والبيانات والمنطق والعلم (وهي أفضل الطرق)، وكشف مصدرها والهدف من بثها، وهذا يتطلب أن تخاطب رأى عام واعي مثقف.