ما هو جيش اللافندر الذي يحارب في صفوف قوات الاحتلال لإبادة غزة؟
تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT
في ظل الحرب البشعة التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة والشعب الفلسطيني منذ أكتوبر الماضي، استعان بكل ما اوتي من قوة للاستمرار في إبادة شعب وبلد عن بكرة أبيها، وكان من بين أسلحتهم هو جيش اللافندر من الذكاء الاصطناعي.
يزعم تقرير جديد أن الجيش الإسرائيلي يستخدم نظام الذكاء الاصطناعي لملء قائمة الضحايا الخاصة بعناصر حماس الذين يدعون بأنهم ارهابين، مما أدى إلى مقتل نساء وأطفال، بحسب ما نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
واستشهد التقرير بستة من ضباط المخابرات الإسرائيلية، الذين اعترفوا باستخدام الذكاء الاصطناعي المسمى "لافندر" لتصنيف ما يصل إلى 37000 فلسطيني كمسلحين مشتبه بهم، مما يجعل هؤلاء الأشخاص ومنازلهم أهدافًا مقبولة للغارات الجوية.
وقد أنكرت إسرائيل بشدة دور الذكاء الاصطناعي، حيث وصف متحدث باسم الجيش النظام بأنه "أدوات مساعدة تساعد الضباط في عملية الاتهام".
ما هو جيش اللافندر وطريقة عملهووفقاً للتقرير، تم تدريب لافندر على البيانات المستمدة من مراقبة المخابرات الإسرائيلية على مدى عقود للسكان الفلسطينيين، باستخدام البصمات الرقمية للمسلحين المعروفين كنموذج للإشارة التي يجب البحث عنها في الضجيج.
أشارت مصادر الاستخبارات إلى أن الضباط البشريين قاموا بمسح كل هدف تم اختياره بواسطة الذكاء الاصطناعي لمدة 20 ثانية تقريبًا قبل إعطاء ختم الموافقة، على الرغم من دراسة داخلية توصلت إلى أن الذكاء الاصطناعي أخطأ في التعرف على الأشخاص بنسبة 10%.
وقالوا إن قرارات لافندر استخدمت للتخطيط لضربات جوية ليلية على المنازل التي ينام فيها المقاتلون المزعومون وعائلاتهم، مع مبادئ توجيهية تسمح بقتل ما بين 15 إلى 20 من المارة باعتبارها أضرارًا جانبية لكل هدف متشدد منخفض المستوى.
وقد أحصت التقديرات من داخل غزة، والتي تدعمها التحليلات الطبية التي راجعها النظراء الخارجيون من جامعة جونز هوبكنز وباستخدام صور الأقمار الصناعية المستقلة، عدد القتلى الفلسطينيين بما يتجاوز 30 ألف شخص، وتشهد مصادر المخابرات الإسرائيلية شخصيًا على مقتل الآلاف في هذه الضربات الجوية التي تم اختيارها بواسطة الذكاء الاصطناعي.
بدأت الموافقة على السماح لشركة لافندر بصياغة قوائم القتل الرسمية لجيش الدفاع الإسرائيلي بشكل فعال بعد أسبوعين فقط من الحرب في أكتوبر2022، وفقًا لمراسلين من مجلة +972 ومجلة Local Call، الذين تعاونوا في إعداد التحقيق.
حصل برنامج اللافندر على معلومات من الوحدة 8200، وهي المراقبة الجماعية الإسرائيلية المستمرة منذ عقود للفلسطينيين، بما في ذلك 2.3 مليون من سكان قطاع غزة، لتسجيل كل منهم على مقياس من 1 إلى 100 على احتمالية أن يكونوا من مقاتلي حماس أو الجهاد الإسلامي في فلسطين.
تم تدريب الذكاء الاصطناعي على المسلحين المعروفين، مع تحديد البيانات المشابهة للبيانات المتعلقة بهؤلاء المسلحين على أنها 'ميزات' تساهم في الحصول على تصنيف عالٍ.
وكانت أفعال مثل الانضمام إلى مجموعة على تطبيق واتساب تضم مقاتلاً موثقاً من حركة حماس، من بين آلاف المعايير التي تضاف إلى درجة الشخص من 1 إلى 100.
وقال أحد كبار ضباط المخابرات الإسرائيلية: "في الساعة الخامسة صباحاً، تأتي القوات الجوية الإسرائيلية وتقصف جميع المنازل التي وضعنا علامة عليها"، وأضاف:"أخرجنا آلاف الأشخاص، لم نفحصها واحدًا تلو الآخر، بل وضعنا كل شيء في أنظمة آلية، وبمجرد أن أصبح أحد الأفراد المحددين في المنزل، أصبح هدفًا على الفور. لقد قصفناه هو ومنزله".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المخابرات الإسرائیلیة الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
النمو السريع في سوق الذكاء الاصطناعي يعقّد مهمة المستثمرين
يعقّد التقدّم المتسارع في مجال الذكاء الاصطناعي مهمة المستثمرين الذين يبحثون عن جانب جديد في نظام يشهد تطوّرا متواصلا.
يؤكد جاي داس، رئيس شركة الأسهم الخاصة "سافاير فانتشرز"، في مؤتمر أُقيم هذا الأسبوع في لاس فيغاس بالولايات المتحدة، أن الذكاء الاصطناعي "يُعدّ إحدى الفرص (الاستثمارية) التي لا نشهدها سوى مرة واحدة كل جيل".
ويوضح أنه، خلال السنوات الخمس الفائتة، تم استثمار مبالغ طائلة في ابتكار برامج ذكاء اصطناعي توليدي مثل "تشات جي بي تي"، وشراء الرقائق اللازمة لتصميمها.
تنتهي هذه المرحلة الأولى مع أعداد كبيرة من هذه النماذج القادرة على توليد محتوى حسب الطلب وباللغة اليومية، وغالبا ما تكون مجانية مع تكاليف ابتكار منخفضة.
وينبغي على رواد الأعمال ومحترفي تكنولوجيا المعلومات أن يتخيّلوا حاليا نظاما مبنيا على هذه الأسس، وهي التطبيقات وروبوتات الدردشة المتخصصة والبرامج المُساعِدَة.
تقول لورين كولودني، المشاركة في تأسيس شركة الأسهم الخاصة "أكرو كابيتال" إن "ثمة حاليا شركات ناشئة كثيرة" في سوق الذكاء الاصطناعي، مضيفة أنّ "الصعوبة تكمن في الاستشراف بشكل جيد".
وتضيف "أحد الأمور الأكثر تعقيدا عند الاستثمار مبكرا" في حياة شركة، "هو فهم من سينجح في الحصول على ميزة تنافسية في دورة الذكاء الاصطناعي هذه"، والتي تتغير معاييرها.
ويقول فين تشاو، رئيس قسم الأبحاث في شركة "ألفا إديسون" التي تدعم الشركات الناشئة "ما يهمّ هو جودة نموذج عملك، وليس التكنولوجيا التي تستخدمها".
وعلى المستثمرين بحسب توماش تونغوز، مؤسس شركة "ثيوري فنتشرز"، أن يكونوا على دراية بما هو أوسع من نطاق الشركة الناشئة.
ويقول هذا الموظف السابق في شركة "غوغل": "ندرس نظام القطاع المعني بأكمله، لا فقط النموذج الاقتصادي لهذه الشركة".
الحماية ضد المنافسة
بالنسبة إلى البعض، يشكل إبعاد المنافسين بصورة كافية تحديا عندما لا تكون المشهدية مستقرة بعد.
يقول جوش كونستين من شركة "سيغنال فاير" للخدمات الاستثمارية "لا يكفي أن تكون الأول، بل ينبغي أن تكون لديك البيانات الصحيحة والخبراء"، مضيفا "المهم حاليا هو البيانات".
ويشير إلى "إيفن آب"، وهي منصة دعم لمحامي المسؤولية المدنية، لتحسين إعداد طلبات التعويض الخاصة بعملائهم.
أنشأت الشركة، التي استثمرت فيها "سيغنال فاير"، قاعدة معلومات بشأن اتفاقيات ودية بين الضحايا وشركات التأمين، غالبا ما تكون سرية.
يقول جوش كونستين إنّ "ذلك يوفر صورة لكل محام، اعتمادا على الخصائص الطبية للملف واستنادا إلى البيانات التاريخية، عمّا يمكن للشخص المطالبة به".
ويتابع "لا تمتلك اوبن ايه آي ولا حتى أنثروبيك هذه البيانات"، مضيفا "مَن ينشئون قواعد بياناتهم الخاصة سيحققون أكبر قدر من النجاح".
بالإضافة إلى اللاعبين الصغار، لم تعد شركات الذكاء الاصطناعي الكبرى تكتفي بتزويد رواد الأعمال والمطورين بالأدوات اللازمة للابتكار، ولكنها تريد راهنا تقديم منتجات متخصصة جاهزة للاستخدام.
في بداية فبراير الماضي، تسرّب عبر الانترنت عرض لبرنامج افتراضي جديد ابتكرته شركة "اوبن ايه آي".
يقول كونستين "إن ذلك يشبه إلى حدّ ما فيسبوك قبل عشر سنوات"، مضيفا "إذا اخترعت تطبيقا قريبا جدا من أعمالهم، فتكون قد خاطرت بأن يطلقوا شيئا مشابها ويسحقوك".
يرى جيمس كوريه، الشريك الإداري لشركة الأسهم الخاصة "ان اف اكس"، أنّ الحماية ضد المنافسة لا تتعلق بالبيانات.
ويقول "في 95% من الحالات، أستطيع توليدها بنفسي أو نسخها (...) من دون الحاجة إلى بياناتك".
ويقول فين تشاو "إذا لم تبتكروا شيئا يتمحور على الإنسان ويمكن أن يتناسب مع الروتين اليومي ليوم العمل، فلن ينجح الأمر".