الإمارات: الاعتداءات الإسرائيلية على غزة سببت وضعاً إنسانياً كارثياً
تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT
أبوظبي - وام
شاركت مريم الكعبي سفيرة دولة الإمارات لدى جمهورية مصر العربية ومندوبتها الدائمة لدى جامعة الدول العربية في أعمال الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية، التي عقدت على مستوى المندوبين الدائمين، بمقر الأمانة العامة للجامعة برئاسة حسين سيدي عبدالله الديه سفير موريتانيا لدى مصر ومندوبها الدائم بالجامعة العربية (الرئيس الحالي لمجلس الجامعة)، وحضور الأمين العام المساعد السفير حسام زكي ومندوبي وممثلي الدول العربي، وذلك لبحث التحرك العربي الدولي لوقف العدوان الاسرائيلي في ظل عدم انصياع إسرائيل لقرارات مجلس الأمن وأوامر محكمة العدل الدولية.
وفي كلمتها خلال الجلسة الافتتاحية أكدت، أن الاجتماع يأتي في ظل الظروف الاستثنائية والصعبة التي يشهدها قطاع غزة المحتل، مما يحتم علينا تضافر الجهود على المستويات كافة وتكثيف العمل وتعزيز التشاور والتنسيق للتعامل مع التحديات الراهنة لتحقيق السلام الشامل والعادل ومنع انجرار المنطقة لمستويات جديدة من العنف والتوتر وعدم الاستقرار.
وقالت مريم الكعبي : «في مواجهة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وما أدت إليه الاعتداءات الإسرائيلية من وضع إنساني كارثي بالغ الحساسية والخطورة، يهدد حياة كامل سكان القطاع، فإن دولة الإمارات تؤكد ضرورة تكثيف العمل الجماعي والجهود المشتركة، لوضع حد لآلة الدمار المستمرة، وتحقيق وقف فوري لإطلاق النار، والالتزام بقرارات الشرعية ذات الصلة، بما يحفظ أرواح المدنيين ويوفر لهم المساعدات الإنسانية والإغاثية الضرورية بشكل عاجل وآمن ومستدام ومن دون عوائق، وعبر الطرق الممكنة كافة».
الصورةوشددت على ضرورة العمل على تفادي توسيع رقعة الصراع من خلال تحقيق حل عادل ودائم وشامل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة تعيش بأمن واستقرار.
وأعربت عن قلق دولة الإمارات الشديد من مخططات واستعدادات الجيش الإسرائيلي لشنّ عملية عسكرية في منطقة رفح جنوب قطاع غزة المكتظة بالنازحين الفلسطينيين، محذرة من الانعكاسات الإنسانية الخطيرة التي قد تتسبب بها العمليات العسكرية مما يهدد بوقوع المزيد من الضحايا المدنيين الأبرياء، ويؤدي إلى استفحال الكارثة الإنسانية التي يشهدها القطاع، مجددة رفض دولة الإمارات ومعارضتها الشديدة لأي ترحيل قسري للشعب الفلسطيني الشقيق، وأية ممارسات مخالفة لقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي والإنساني.
ونوهت بإدانة دولة الامارات بأشد العبارات استهداف قوات الاحتلال الاسرائيلي فريق مؤسسة المطبخ المركزي العالمي، وتحميل إسرائيل كامل مسؤولية هذا التطور الخطير، ومطالبتها بتحقيق عاجل ومستقل وشفاف بشأن ما حدث، ومعاقبة المتسببين في هذه الجريمة النكراء التي تعتبر انتهاكاً صارخاً لجميع المعاهدات الدولية التي تكفل حماية عمال الإغاثة والإنقاذ.
وقالت مريم الكعبي: «شددت بلادي على ضرورة الوقف الفوري للعنف، وتجنب استهداف المدنيين والمؤسسات والأعيان المدنية ومؤسسات الإغاثة وطالبت بعدم استخدام الغذاء سلاحاً وبالكف من دون إبطاء عن فرض قيود على المساعدات الإنسانية وتوفير الحماية لها».
وأشارت إلى أنه على الصعيد الدبلوماسي، فقد كثفت دولة الإمارات تحركها واتصالاتها الدبلوماسية منذ اندلاع الحرب، سعياً لوقف التصعيد وتحقيق وقف لإطلاق النار وإعادة التهدئة لحقن الدماء، وأعطت الأولوية لمعالجة الوضع الإنساني ولحماية المدنيين والمنشآت المدنية وتأمين ممرات إنسانية آمنة ومستقرة لتقديم المساعدات الإغاثية والطبية.
وسلطت الضوء على جهود دولة الإمارات في هذا الصدد، حيث نجحت في اعتماد مجلس الأمن للقرار 2712 (2023) وكذلك القرار 2720 (2023)، اللذين طالبا باتخاذ خطوات ملموسة لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية التي يحتاجها الفلسطينيون بشدة، وحماية موظفي الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني على الأرض في قطاع غزة.
وأشارت إلى أنه في إطار التزامها الراسخ تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق، وتقديم المبادرات الإنسانية لإغاثته، قدّمت دولة الإمارات منذ شهر تشرين الأول /أكتوبر من العام الماضي، 26 ألف طن من الإمدادات العاجلة، بما في ذلك الغذاء والمياه والمواد الطبية، من خلال إرسال 234 طائرة، وتنفيذ 22 عملية إسقاط جوي، وإرسال 1055 شاحنة و3 سفن مساعدات حملت 13,190 طنًا من الإمدادات الإغاثية. كما دشّنت عدداً من المشاريع الإغاثية المستدامة، وقدمت الرعاية الطبية لأبناء قطاع غزة من خلال تشييد مستشفى ميداني في جنوب القطاع، ومستشفى عائم قبالة ساحل مدينة العريش المصرية.
وقالت: «إيمانا بأن الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة تتطلب تبني نهج تعاوني دولي متعدد الأطراف، بذلت دولة الإمارات جهوداً حثيثة لحشد الدعم لمبادرة الممر البحري "أمالثيا" بين جمهورية قبرص وغزة انطلاقاً من ميناء لارنكا لإيصال المساعدات الإنسانية إلى شمال غزة. وفي إطار هذه المبادرة، استكملت دولة الإمارات ومؤسسة المطبخ المركزي العالمي بنجاح وفي سابقة تاريخية، توصيل 300 طن من المساعدات الغذائية إلى قطاع غزة عن طريق البحر وتسليمها إلى شمال غزة».
وأضافت:مريم الكعبي «أرسلت دولة الإمارات مخابز أوتوماتيكية لتأمين الاحتياجات اليومية لأكثر من 72000 شخص. كما توفر دولة الإمارات الطحين لعدد 8 مخابز قائمة في غزة توفر الاحتياجات اليومية ل 17140 شخصاً».
ولفتت إلى أنه ضمن توجيهات صاحب السمو رئيس الدولة بعلاج 2000 من المصابين ومرضى السرطان من القطاع، فقد وصل إلى دولة الإمارات 617 من أبناء غزة لتلقي الرعاية الطبية، بالإضافة إلى 635 مرافقاً، وذلك في إطار الجهود المتواصلة التي تقوم بها دولة الإمارات على مختلف المستويات لإغاثة الشعب الفلسطيني الشقيق وتعزيز الاستجابة للأوضاع الإنسانية المتفاقمة التي يشهدها القطاع.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات الجامعة العربية المساعدات الإنسانیة دولة الإمارات مریم الکعبی
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: "من المستحيل تقريبًا" إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة
نيويورك- العُمانية
قال توم فليتشر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إن قطاع غزة حاليًا يعد "المكان الأخطر لتقديم الدعم الإنساني؛ حيث أصبح من المستحيل تقريبًا توصيل حتى جزء بسيط من المساعدات المطلوبة على الرغم من الاحتياجات الإنسانية الهائلة".
وأضاف فليتشر- في بيان- أنّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل منع العاملين الإنسانيين من الوصول بشكل هادف إلى المحتاجين في القطاع؛ حيث تم رفض أكثر من 100 طلب للوصول إلى شمال غزة. وأشار إلى أن محكمة العدل الدولية أصدرت أول مجموعة من الأوامر المؤقتة في قضية جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة منذ نحو عام. ومع ذلك، فإن استمرار وتيرة العنف تعني أن "المدنيين في غزة لا يجدون مكانًا آمنًا، حيث تحولت المدارس والمستشفيات والبنية التحتية المدنية إلى أنقاض".
وأوضح المسؤول الأممي أن الحصار الإسرائيلي على شمال غزة أثار مخاوف من المجاعة، في حين أن جنوب القطاع أصبح مكتظًا بشكل كبير، مما أدى إلى ظروف معيشية مروعة واحتياجات إنسانية متزايدة مع اقتراب فصل الشتاء.
وبيّن أن الغارات المستمرة للاحتلال على المناطق المكتظة بالسكان في جميع أنحاء غزة، بما في ذلك المناطق التي أمرت قوات الاحتلال السكان بالانتقال إليها، تسببت في الدمار والنزوح والموت.
وأكد أن العمليات العسكرية الإسرائيلية تسببت في تدمير البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك الطرق وشبكات المياه، خاصة في مخيمات اللاجئين. وأضاف أن عنف المستوطنين المتزايد وهدم المنازل زاد من حدة النزوح وارتفاع الاحتياجات الإنسانية، وأن قيود الحركة المفروضة من قبل الاحتلال تعرقل سبل عيش الفلسطينيين وتحد من وصولهم إلى الخدمات الأساسية، وخاصة الرعاية الصحية.
وشدد على أن الأمم المتحدة والمجتمع الإنساني يواصلان جهودهما لمواصلة تقديم الخدمات رغم التحديات المتزايدة، داعياً المجتمع الدولي إلى الدفاع عن القانون الإنساني الدولي، وحماية جميع المدنيين، والإصرار على إطلاق سراح جميع الرهائن، ودعم عمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، والعمل على كسر دائرة العنف، على حد قوله.