أكد مراسل الجزيرة وقوع غارة إسرائيلية على بلدة عيناتا وأخرى، على بلدة مارون الراس جنوبي لبنان، فيما قصف حزب الله مقر قيادة كتيبة "ليمان" الإسرائيلية في الجليل الغربي بالمدفعية. في وقت كشف فيه رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي عن الأضرار التي حلت ببلاده نتيجة القصف الإسرائيلي.

وشن الطيران الإسرائيلي غارات على بلدات مارون الراس، وعيناتا ويارون جنوبي لبنان، كما تعرض محيط عدة بلدات حدودية لقصف مدفعي إسرائيلي.

وأعلن حزب الله عن مهاجمته 3 مواقع إسرائيلية مقابل الحدود الجنوبية للبنان. وقال الحزب إن مقاتليه قصفوا بالمدفعية مقرّ ‏قيادة ‏كتيبة ليمان المستحدث، واستهدفوا بالصواريخ تمركزا للجنود الإسرائيليين خلف موقع جلّ العلّام.

كما قال الحزب إنه استهدف بالأسلحة المناسبة فريقا فنّيا إسرائيليا أثناء قيامه بصيانة التجهيزات التجسّسية في موقع بيّاض بليدا.

من جانب آخر، سقط صاروخ أطلق من جنوب لبنان على منزل في بلدة شلومي في الجليل الأعلى، من دون تفعيل صفارات الإنذار، مخلفا أضرارا بالغة في المنزل ومحيطه. وأفاد الإسعاف الاسرائيلي أن عددا من الأشخاص أصيبوا بحالة هلع من دون أي إصابات جسدية.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن جيش الاحتلال رصد إطلاق عدد من الصواريخ باتجاه الجليل الغربي دون وقوع إصابات، مضيفة أن الجيش يرد بقصف على جنوب لبنان.

ضحايا وخسائر

في غضون ذلك كشف رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي الخميس عن آثار المواجهات مع إسرائيل منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول الماضي  قائلا إنها تسببت في نزوح حوالي 100 ألف لبناني في الجنوب، ومقتل 313، بينهم 66 مدنيا، ونحو ألف جريح".

وقال ميقاتي، خلال جلسة لمجس الوزراء "الكارثة الكبرى هي في الأضرار بالقطاع الزراعي، فهناك 800 هكتار (الهكتار الواحد يساوي 10 آلاف متر مربع) تضررت بشكل كامل، وفُقد ت أعداد كبيرة من رؤوس  الماشية، كما فقد  حوالي 75% من المزارعين مصدر دخلهم النهائي.

ورأى ميقاتي وجوب أن تعلن الحكومة منطقة الجنوب منكوبة زراعيا، خصوصا أن المشكلة ستنسحب على السنوات المقبلة. والأمر ذاته ـحسب ميقاتي- ينسحب على القطاع التربوي، فهناك حوالى 75 مدرسة مغلقة نهائيا، ناهيك عن ملف إعادة إعمار ما تهدم، وأولوية البحث عن مصادر التمويل.

وقال إنه عقد في وقت سابق الخميس اجتماعا مع منظمات الأمم المتحدة وسفراء الدول المانحة والمعنية، بشأن ما يحصل في الجنوب، وطلبنا المساعدة السريعة، مؤكدا "أن السلام الحقيقي الذي ننشده هو سلام العدالة الإنسانية، ونرفع الصوت إلى المجتمع الدولي منددين بالاعتداءات ومطالبين بردع العدو ووقف الحرب".

ويتبادل حزب الله وفصائل فلسطينية في لبنان مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا متقطعا، أسفر عن قتلى وجرحى على جانبي الخط الأزرق الفاصل، معظمهم في لبنان.

وهذا القصف، بحسب الحزب، يعبر عن التضامن مع غزة، التي تتعرض منذ السابع من أكتوبر/تشرين أول الماضي لحرب إسرائيلية، خلفت عشرات آلاف الضحايا المدنيين، ودمارا هائلا ومجاعة، وفق بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل هذه الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف فوري لإطلاق النار، ورغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات

إقرأ أيضاً:

نزع سلاح حزب الله ضرورة لقيام دولة لبنان

آخر تحديث: 22 أبريل 2025 - 10:13 صبقلم: فاروق يوسف كشف الموقف الذي أعلن عنه مؤخرا الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم في ما يتعلق بنزع سلاح الحزب وإنهاء حالة الطوارئ التي يعيشها لبنان بسبب ذلك السلاح عن حجم البلاء الذي ابتلي به لبنان. فحين يقول قاسم “سنواجه مَن يعتدي على المقاومة ويريد نزع سلاحنا وننصح بألا يلعب معنا أحد هذه اللعبة” فذلك معناه أن كل التوقعات التي كانت تحذر من أن البندقية المرفوعة باسم المقاومة يمكنها أن تستدير إلى الوراء لتوجه رصاصها إلى اللبنانيين بغض النظر عن مستوى ولائهم الوطني كانت صحيحة. كل اللبنانيين مستهدفون ويمكن أن يتعرضوا للخطر إذا ما تساءلوا عن معنى أن يستمر الحزب حاملا سلاحه في ظل متغيرات كثيرة، دولية وإقليمية ومحلية كلها تدعو إلى ضرورة أن يحظى اللبنانيون بدولة تحفظ لهم كرامتهم وتبعد عنهم شبح الفقر والاستلاب ومصادرة الحريات وتخطط لمستقبلهم على أساس حق المواطنة. واقعيا لم يكن لبنان في حاجة إلى مقاومة تحمل السلاح قبل أن تحل الكارثة به وبالمقاومة معا. لقد أُتخم حزب الله بالسلاح القادم من إيران حتى فاض عن حاجته فصار عليه أن يقاتل في سوريا وفي العراق ليمارس دور الوكيل الإقليمي بدلا من أن ينحصر دوره في لبنان وعلى مساحة محدودة هي الجنوب اللبناني الذي لم يعد محتلا منذ عام 2000. لقد تأكد قياديو حزب الله أن هيمنة دولتهم على الدولة اللبنانية صارت بحكم الأمر الواقع، فهم الذين يعيّنون رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وهم الذين يسنّون القوانين وصار في إمكانهم طرد القضاة واللعب بالعدالة بطريقة تمنعها من المرور بالضاحية الجنوبية. كل الذين قتلهم حزب الله حُفظت قضاياهم أما انفجار مرفأ بيروت نهاية عام 2020 الذي أدى إلى محو نصف الجزء التاريخي من العاصمة اللبنانية فإن مسؤولية الحزب عنه كانت واضحة وأكدتها كل الوقائع كما أن القضاء سمّى الجناة، ولكن أحدا لم يجرؤا على القبض عليهم لأنهم في حماية الحزب. كان سلاح حزب الله هو السبب الذي أدى إلى انفجار مرفأ بيروت. وسلاح حزب الله هو السبب في أن يكون لبنان طرفا في حرب لم يقرر خوضها فلم يكن مضطرا لذلك وليست له مصلحة فيها. تلك حرب إيران التي خاضها حزب الله تحت شعار “وحدة الجبهات” الذي رفعته طهران ودفعت وكلاءها وفي مقدمتهم حزب الله لتطبيقه عمليا من أجل إزعاج إسرائيل ودفعها إلى التقرب منها. لم تكن غزة إلا موقدا رمت إيران أتباعها حطبا فيه وعينها ترنو إلى مكان آخر. كانت قيادة حزب تنفذ التعليمات الإيرانية بطريقة عمياء ولا قيمة لمصلحة لبنان لديها. “أنا جندي لدى الولي الفقيه” جملة لطالما قالها حسن نصرالله متفاخرا. لم يكن لبنان حاضرا في حسابات زعامة حزب الله وهي تقرر الدخول في حرب ضد إسرائيل، تحت شعار “نصرة غزة”. كان في إمكان لبنان أن ينصر غزة من غير أن يمر بالخراب الذي تعرض له بسبب إصرار حزب الله على أن يكون طرفا في حرب عبثية. إذا ما جئنا إلى الوضع من نهاياته، كان لا بد أن يُهزم حزب الله لكي يتنفس لبنان هواء حقيقته. ذلك لأن دولة لبنان لا يمكنها أن تستعيد وجودها في ظل هيمنة سلاح الحزب الذي احتواها بعد أن ابتلاها بالمقاومة التي هي ليست في حاجة إليها. فقد اللبنانيون دولتهم ولم يستفيدوا من المقاومة شيئا. حل عبث المقاومة وهو شأن إيراني محل قيم الدولة المدنية التي خسرت الكثير من وقتها من أجل لا شيء. الآن هُزم حزب الله وقُتلت كل قياداته العسكرية والسياسية وانقطعت سبل الإمداد الإيراني غير أن الحزب لا يزال عبارة عن كتلة بشرية ضخمة لا يجيد أفرادها القيام بأي شيء سوى استعمال السلاح. هل سيكون على الدولة اللبنانية التي تحررت لأول مرة منذ خمسين سنة من ضغوط السلاح أن تقبل بأن يستمر حملة السلاح غير القانوني في ممارسة حرفتهم الوحيدة؟كان من الطبيعي أن يرفض رئيس الجمهورية جوزيف عون الذي كان قائدا للجيش خيارا من ذلك النوع. فمجرد وصول الرجل إلى قصر بعبدا كان إيذانا بانتهاء حقبة حزب الله. وهو ما يعني أن نزع سلاح الحزب لم يعد مجرد مطلب شعبي لبعض الفئات كما ادعى نعيم قاسم، بل هو ضرورة لقيام دولة ذات سيادة على أراضيها. دولة مستقلة اسمها لبنان.

مقالات مشابهة

  • السيد يكشف الهدف الأمريكي في لبنان
  • حزب الله في لبنان.. من حرب العصابات إلى احتكار العمل المقاوم
  • حوار عون وحزب الله لم ينطلق بعد
  • منذ بداية وقف إطلاق النار مع لبنان.. إسرائيل تُعلن حصيلة اغتيالاتها لعناصر حزب الله (فيديو)
  • في الجنوب.. غارة إسرائيلية تستهدف بيت ليف
  • سلاح حزب الله إلى دائرة الضوء
  • قتيلان من الجماعة الإسلامية وحزب الله بغارتين اسرائيليتين على لبنان
  • القاهرة الإخبارية: إسرائيل توسّع نطاق ضرباتها الجوية إلى جبل لبنان
  • القاهرة الإخبارية: إسرائيل توسع نطاق ضرباتها الجوية إلى جبل لبنان
  • نزع سلاح حزب الله ضرورة لقيام دولة لبنان