شهدت العلاقات بين الصومال وإثيوبيا توترًا كبيرًا خلال الفترة الأخيرة بسبب الخطط الإثيوبية لتأجير ساحل في أراضي الصومال. وشهدت الصومال احتجاجات شعبية التي أعقبت وضع هذه الخطط تحت الضوء.
  
وفوجئت الحكومة الإثيوبية بإعلان حكومة الصومال بطرد السفير الإثيوبي وإغلاق السفارة الإثيوبية، الإعلان الصومالي أثار موجة جديدة من التوتر بين البلدين، ولم يصدر رد رسمي من الجانب الاثيوبي حتي الان.

يأتي هذا الخلاف في ظل حجم التحديات التي تواجهها الصومال وإثيوبيا، مما يجعل ضرورة احترام الديناميات الدبلوماسية والحوار المباشر أكثر أهمية من أي وقت مضى. كما أن الخلاف الحالي يمثل تحديًا لاستقرار المنطقة، خاصة في ظل تحولات إقليمية متسارعة وتدخلات واسعة من اثيوبيا في الصومال، وبناء عليه فإن علي اثيوبيا احترام سيادة الصومال وعدم التدخل في شئون الدول المجاورة.

جاء  ذلك في إطار مطامع إثيوبيا المستمرة في السيطرة علي أراضي الصومال ومحاولاتها المستمرة لتأجير ساحل في أراضي الصومال وهو ما يرفضه الشعب الصومال والحكومة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: إغلاق السفارة استقرار المنطقة الحكومة الإثيوبية قطع العلاقات السفارة الاثيوبية الجانب الإثيوبي احتجاجات شعبية أديس أبابا

إقرأ أيضاً:

الصومال والحلم الكبير

بعد 5 أيام من استقلال أرض الصومال عن بريطانيا اندمجت طواعية مع دولة الصومال في دولة واحدة في 1 يوليو عام 1960، وانتهت مؤقتا الحدود التي رسمها البريطانيون والإيطاليون.

إقرأ المزيد من "بيبي الثاني" إلى "معمر القذافي".. أطول فترات الحكم في التاريخ

يطلق على المنطقة التي تضم حاليا الصومال وإثيوبيا وإريتريا اسم القرن الإفريقي، وتعرف أيضا باسم شبه الجزيرة الصومالية، وتعد هذه المنطقة رابع أكبر شبه جزيرة في العالم.

إقليم أرض الصومال كان خضع للحماية البريطانية منذ عام 1884، وكان يدار من عدن ويتبع إداريا الهند البريطانية، فيما كان الإيطاليون قد فرضوا سيطرتهم على القسم الآخر من الصومال في ثمانينيات القرن التاسع عشر. ولفترة وجيزة بين عامي 1940 – 1941 انتزع الإيطاليون من البريطانيين ذلك الإقليم.

انتهت الفترة الاستعمارية وتكونت جمهورية الصومال في 1 يوليو 1960. التطور اللاحق حدث في عام 1969 بوصول الجنرال محمد سياد بري إلى السلطة في انقلاب عسكري.

جمع بري جميع السلطات في قبضته وأراد بناء "الاشتراكية" وقرر توسيع بلاده من خلال تبني فكرة الصومال الكبير وضم إقليم أوغادين في إثيوبيا حين يعيش سكان من أصول صومالية ومناطق مماثلة تابعة لجيبوتي وكينيا.

 حرب أوغادين مع إثيوبيا اندلعت في يوليو عام 1977، وانتهت في العام التالي بخسارة الجيش الصومالي لجميع الأراضي التي كان تمكن من السيطرة عليها. تلك الحرب الخاسرة كان لها مضاعفات خطيرة على مستقبل سياد بري ومستقبل الصومال برمته.

داخليا تسببت سياسات القمع والاستبداد التي مارسها نظام الجنرال محمد سياد بري في ظهور  فصائل مسلحة متمردة على السلطة المركزية بحلول منتصف ثمانينيات القرن الماضي في أكثر من منطقة وخاصة في أرض الصومال "الصومال البريطاني" سابقا. تلك الفصائل المسلحة تلقت الدعم من إثيوبيا.

مدينة هرجيسا في أرض الصومال تحولت منذ عام 1988 إلى معقل رئيس للحركة الوطنية الصومالية المعارضة. قوات من الجيش الصومالي بقيادة صهر بري الجنرال محمد مورغان، قصفت بعنف المدينة ما أسفر، بحسب تقديرات، عن مقتل 50 ألف شخص.

فشل مشروع الجنرال محمد سياد بري واندلعت حرب أهلية في الصومال عام 1991 أسفرت عن الإطاحة بنظامه وتفكك الجيش الصومالي، ودخول البلاد في فوضى عارمة وموجات عنف متتالية.

في ذلك العام أعلنت أرض الصومال انفصالها وهي على هذا الحال حتى الآن على الرغم من عدم اعتراف أي دولة بها باستثناء مذكرة التفاهم التي وقعت مع إثيوبيا في 1 يناير 2024 وقضت باعتراف أديس أبابا بانفصال الإقليم مقابل منحها حق  الوصول إلى البحر الأحمر عبر ميناء بربرة.

وسائل إعلام غربية كانت وصفت أرض الصومال "صوماليلاند" بأنه "بلد لا وجود له"، على الرغم من أنه كيان يعيش بصورة مستقلة، وله جيش وقوات أمن، إلا أنها دولة معلنة من طرف واحد فقط.

تتمسك أرض الصومال بانفصالها، ويطالب قادتها بالاعتراف الدولي، على النقيض من الكيان الثاني "بونتلاند" الذي يتمتع باستقلال ذاتي لكنه لا يسعى رسميا إلى الانفصال.

وسائل إعلام غربية ترى أن دولة أرض الصومال غير المعترف بها دوليا تتمتع باستقرار أكثر من جارتيها، مشيرة إلى أنها تمكنت من القضاء على القرصنة قبالة شواطئها ومنعت حركة الشباب من نشر نفوذها داخل حدودها.

بالمقابل يرفض الصومال بحزم دعوات الانفصال ويصر على استعادة وحدته الترابية وعودة إقليمي أرض الصومال وبونتلاند إليه.

المصدر:RT

مقالات مشابهة

  • سفير الصومال بالقاهرة يشيد بالنهضة الكبيرة التي تشهدها مصر تحت قيادة السيسي
  • برئاسة عبدالله بن زايد .. “مجلس التعليم” يعتمد نتائج نهاية العام الدراسي ويناقش الخطط و البرامج التطويرية
  • الصومال والحلم الكبير
  • حرب الجنوب تدفع «حزب الله» إلى تحالفات جديدة
  • دعوات متواصلة في حضرموت لطرد الاحتلال الإماراتي
  • نائب وزير الخارجية يبحث تعزيز العلاقات الثنائية مع السفير الصيني
  • لا تخجل كونك شخصًا انطوائيًا؟ إليك بعض النصائح للحفاظ على صحتك العقلية
  • الرئاسة الفلسطينية: إسرائيل تدفع المنطقة نحو الانفجار الكامل
  • مسؤول إيراني: موافقة السعودية على تصويت الحجاج الإيرانيين بالانتخابات الرئاسية جسدت عمق العلاقات بين البلدين
  • عصام هلال عفيفي يكتب: حطمت مطامع الإخوان