يمن مونيتور/ قسم الأخبار

أعلن مرصد حقوقي يمني، الخميس، مقتل 41 شخصا وإصابة 64 بجروح جراء انفجار ألغام وذخائر غير منفجرة في ثمان محافظات يمنية منذ مطلع العام الجاري، داعيا الحوثيين إلى التوقف فوراً عن زراعة الألغام وتسليم خرائط زراعتها.

قال المرصد اليمني للألغام (غير حكومي) في بيان صحفي بمناسبة اليوم الدولي للتوعية بخطر الألغام الذي يصادف اليوم “إن الألغام والذخائر غير المنفجرة تواصل حصد أرواح المدنيين، ففي كل يوم يتسبب هذا التلوث بوقوع فجائع وخسائر بشرية ومادية في عدد من المحافظات”.

وتابع أن فريقه الميداني “تمكن من رصد وتوثيق سقوط 105 ضحايا في صفوف المدنيين، هم 41 قتيلا و64 جريحا معظمهم من الأطفال والنساء” خلال الفترة من أول يناير 2024 وحتى اليوم.

وتصدرت محافظة الحديدة الساحلية غرب اليمن قائمة ضحايا انفجارات الألغام والذخائر التي شملت محافظات لحج (جنوب) وتعز(جنوب غرب) والبيضاء (وسط)، ومأرب والجوف وصعدة(شمال) وحجة (غرب)، وفق البيان.

وأكد المرصد أن “الحاجة الملحة تتمثل في البدء بإجراءات إزالة الألغام باعتبارها ركيزة أساسية في حماية المدنيين وإعادة دورة الحياة الطبيعية وشرط أولى لتحقيق الأمان والسلام في البلاد”، داعيا إلى وضع ملف الألغام ضمن أولويات أي جهود للحل في اليمن.

وجدد المرصد مطالبته لجماعة الحوثي بالتوقف فورا عن زراعة المزيد من الألغام وتسليم خرائطها، والشروع الفوري في نزع الألغام من منازل النازحين والطرقات العامة ومصادر جلب المياه والأراضي الزراعية ومناطق رعي الماشية.

كما دعا للحكومة إلى تقديم المساعدات اللازمة لضحايا الألغام المدنيين، إضافة الى إيلاء الفرق العاملة في مجال التطهير والنزع الاهتمام الكامل والاستجابة لمطالب اعتماد فرع للمركز التنفيذي لمكافحة الألغام في الحديدة.

وقال إن عمليات الإسناد الإنساني الذي يقوم به المشروع السعودي لنزع الألغام “مسام” محل تقدير يمني كبير؛ حيث مثلت جهود المشروع على الأرض مصدرًا حقيقيًا لحماية وإنقاذ آلاف المدنيين الأبرياء.

ولفت إلى أن جهود السلام في اليمن تبدأ من محددات أساسية؛ وإزالة المخاطر اليومية المحدقة بالسكان أبرزها، ولذا ندعو كافة الجهود الدولية والإقليمية إلى وضع ملف الألغام ضمن أولويات أي جهود للحل في اليمن.

وقال المدير التنفيذي للمرصد اليمني للألغام فارس الحميري: “إن الألغام الأرضية التي زرعها الحوثيون بعشوائية وبكثافة لوثت مناطق مأهولة ومساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، وتحصد يوميا المزيد من أرواح اليمنيين”.

وأكد أن “المدنيين في المناطق الملوثة يعيشون حالة خوف وقلق يومي في ظل غياب التوعية بكيفية حماية أنفسهم، كما يواجه النازحون العائدون إلى منازلهم والمسافرون على الطرقات بما في ذلك الطرق البديلة مخاطر موت محقق”.

من جانبه، قال رئيس بعثة الأمم المتحدة في محافظة الحديدة اللواء مايكل بيري في بيان صحفي بمناسبة اليوم الدولي للتوعية بخطر الألغام إنه “في كل شهر يكون هناك ما بين ستة إلى سبعة حوادث تُسبب إصابات مختلفة، إصابات مغيرة للحياة ومؤسفة للغاية للفئات الأكثر تعرضاً من النساء والأطفال”.

وأكد أن البعثة تقوم بما يمكن عمله لمعاونة السلطات المحلية والتنسيق معها للتوعية حول هذا الأمر.

وتابع بيري “نحن باقون هنا لتقديم ما يمكن تقديمه من المساعدة ولفعل اللازم لتحسين الوضع، اّملين الحصول على نتيجة إيجابية وأن نكرس مساهمتنا المتواضعة لتطهير العالم من اّفة الألغام”.

اقرأ أيضاً

بعثة أممية تشدد على ضرورة تكثيف التوعية بمخاطر الألغام في اليمن مسام: إتلاف أكثر من 47 ألف لغماً وعبوة ناسفة خلال عام 2023 مستشار أممي يدعو لدعم اليمن للتخلص من كارثة الألغام ومخلفات الحرب

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الألغام الحرب المرصد اليمني للألغام اليمن فی الیمن

إقرأ أيضاً:

معهد أمريكي: لماذا لا يستطيع الغرب هزيمة الحوثيين دون تأمين موانئ اليمن؟

لقد كان ميناء الحديدة شريان حياة للمتمردين الحوثيين في اليمن لفترة طويلة. وفي حين يتلقى الحوثيون أيضًا أسلحة إيرانية عبر طرق التهريب عبر عُمان، فإن الأسلحة الإيرانية الأكثر تطورًا تدخل عبر الحديدة.

 

يعرف الحوثيون أن الميناء هو شريان حياتهم، ويعملون بشكل استباقي لضمان بقائه في أيديهم. ومع تكثيف السعوديين والإماراتيين لحملتهم لدعم الحكومة المعترف بها دوليًا ضد الحوثيين، دخلت الدعاية الحوثية في حالة من النشاط المفرط، وتضخمت من خلال المنافذ القطرية مثل الجزيرة التي أعطت الأولوية في ذلك الوقت لعداء قطر للسعودية والإمارات على الحقيقة. تقبل التقدميون في كل من الحزب الديمقراطي واليساريين الأوروبيين ومعظم المجتمع الإنساني على ظاهره خطهم القائل بأن تكلفة إخراج الحوثيين من الحديدة ستكون باهظة للغاية بحيث لا يمكن تحملها، خاصة إذا أوقف عمليات الموانئ وتسليم المساعدات الإنسانية.

 

دخلت الأمم المتحدة التي سعت إلى إشراك الأطراف المختلفة في الصراع في حوار لتخفيف المعاناة الإنسانية. وقد بلغت هذه العملية ذروتها في ديسمبر/كانون الأول 2018 في ما يسمى باتفاقية ستوكهولم التي تطلبت من الحوثيين، من بين أحكام أخرى، السماح لطرف ثالث محايد بإدارة الميناء، ثم استخدام العائدات من الميناء لدفع رواتب القطاع العام. وقد فشل الحوثيون منذ البداية في الالتزام بالاتفاقية. وطالبوا الميناء بالحفاظ على موظفيه، مما أدى فعليا إلى خلق وضع تدفع فيه الأمم المتحدة رواتب الحوثيين.

 

كان نظام التفتيش الذي بدأته الأمم المتحدة هو نوع الحل الذي يعطي الأولوية للرمزية على الفعالية والذي تخصصت فيه الأمم المتحدة: يمكن للسفن أن تذهب إلى جيبوتي للتفتيش قبل التوجه إلى الحديدة. ويمكن للأمم المتحدة بعد ذلك أن تؤكد أن مفتشيها وجدوا فقط سلعا إنسانية على كل سفينة. ومع ذلك، كانت الثغرة هائلة: إذا اختارت السفن عدم الإبلاغ للمفتشين، فلا يزال بإمكانها الذهاب مباشرة إلى الحديدة وتفريغ إمداداتها - غالبًا الأسلحة وغيرها من المواد المهربة - إلى عمال الموانئ الحوثيين الذين ينقلونها بسرعة بعيدًا.

 

كان لاتفاقية ستوكهولم وظيفة أخرى. لقد وفرت ذريعة لتجنب العمل العسكري. ولكن إذا كان بوسع العالم أن يزعم أن الاتفاق حل مشكلة تهريب الأسلحة عبر الحديدة وحل النقص الإنساني، فإنه قد يتجنب معركة وشيكة.

 

لكن رعاة الحوثيين الإيرانيين سعوا إلى التأمين. فقبل اتفاق ديسمبر/كانون الأول 2018، بدت قوات الإمارات العربية المتحدة متجمعة للسيطرة على المدينة. وكان للإماراتيين قوات في جنوب اليمن، وقاعدة عسكرية في بربرة، أرض الصومال، وسفينة قيادة بحرية قريبة.

 

في مايو/أيار 2019، بينما كانت الإمارات العربية المتحدة تستعد للاستيلاء على ميناء الحديدة الرئيسي الذي يسيطر عليه الحوثيون في اليمن لتوجيه ضربة قاضية للمتمردين الحوثيين، قام عناصر يشتبه في أنهم من الحرس الثوري الإسلامي بتخريب أربع سفن في المياه الإماراتية باستخدام عبوات تحت الماء. وفي الشهر التالي، قام عناصر يشتبه في أنهم من الحرس الثوري الإسلامي بربط ألغام لاصقة بسفينتين، مملوكتين لشركة يابانية وأخرى نرويجية على التوالي. ولم تعترف أبو ظبي قط بالصلة بحادثة الألغام اللاصقة، ولكنها ألغت الهجوم على الحديدة في تتابع سريع وسحبت معظم قواتها من أرض الصومال القريبة.

 

في ديسمبر/كانون الأول 2015، حدد علي فدوي، رئيس الحرس الثوري الإسلامي - البحرية، خليج عدن على أنه ضمن الحدود الاستراتيجية لإيران. بالنسبة للإماراتيين، كانت الرسالة واضحة: قد لا يوافقون على الرؤية الاستراتيجية التوسعية لطهران، ولكن إذا ضربت الإمارات العربية المتحدة مصالح إيران في الحديدة، فإن إيران ستضرب الإمارات العربية المتحدة في خاصرتها.

 

بدلاً من إحلال السلام، أدى التلاعب بالحديدة إلى تمكين الحوثيين وتفاقم التهديد الذي يشكلونه على الشحن. إذا كانت الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر والشركاء الدوليين الآخرين جادين في إنهاء التهديد الحوثي، فيجب عليهم إنهاء الوهم بأن اتفاق ستوكهولم يعمل وسد الثغرة التي تجعل التفتيش طوعيًا في الأساس. وبدلاً من إرسال إشارات الفضيلة عسكريًا بدوريات بحرية غير فعالة كما فعلت إدارة بايدن، يجب على الولايات المتحدة وشركائها حصار الحديدة، والسماح فقط للسفن التي تخضع لعمليات تفتيش حقيقية بالمرور.

 

يجب وقف جميع المدفوعات لعمال الموانئ التابعين للحوثيين؛ إن الحوثيين لا يتمتعون بشعبية في الحديدة، وسيطرتهم ضعيفة، وسيطرتهم سوف تنهار في المدينة الساحلية بشكل أسرع من انهيار حكم بشار الأسد في حلب ودمشق خلال الهجوم الأخير لهيئة تحرير الشام.

 

إن الضوابط الإنسانية مشروعة، ولكن طائرات أوسبري المتمركزة مؤقتًا في مطار بربرة في أرض الصومال يمكنها إسقاط الإمدادات جوًا، تمامًا كما فعلت الولايات المتحدة للأكراد السوريين أثناء حصار كوباني.

 

يرفض دونالد ترامب الانتشار الأمريكي المطول، ولكن كما تظهر حالة رئيس فيلق القدس الراحل قاسم سليماني، فإنه ليس رافضًا لاستخدام الجيش بالكامل. ترامب محق في معايرة السياسة بالواقع بدلاً من التفكير التمني. اليمن سيكون مكانًا جيدًا للبدء.

 

البلاد مهيأة لبداية جديدة، واليمنيون مستعدون وينتظرون أن يتبع الحوثيون حزب الله إلى النسيان.

 

يمكن الرجوع للمادة الأصل على موقع معهد المشروع الأمريكي لأبحاث السياسة العامة (   (aei


مقالات مشابهة

  • تقرير حقوقي: تسع حالات انتهاك للحريات الإعلامية خلال يناير الماضي
  • «مسام» يتلف 2015 قطعة غير منفجرة من مخلفات الحرب في اليمن
  • معهد أمريكي: ميناء الحديدة بوابة تهريب الأسلحة الإيرانية.. وسقوط الحوثيين أسرع من سقوط الأسد
  • معهد أمريكي: لماذا لا يستطيع الغرب هزيمة الحوثيين دون تأمين موانئ اليمن؟
  • اليمن على شفا حرب جديدة.. تحركات لـ"دعم جهود" العودة للصراع؟
  • مركز عين الإنسانية يصدر إحصائية “3600 يوم” من “حرب التحالف” على اليمن
  • حصيلة جديدة لضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة
  • الكشف عن إحصائية صادمة لضحايا العدوان الأمريكي السعودي على اليمن خلال 3600 يوم
  • اليمن على شفا حرب جديدة.. تحركات لـدعم جهود العودة للصراع؟
  • تقرير حقوقي يتهم الحوثيين بتحويل الجامعات والمعاهد لمراكز تعبئة عسكرية