أكدت 67 منظمة إنسانية دولية، أن ما يقرب من 83 % من اليمنيين، يعيشون في فقر متعدد الأبعاد، في الوقت الذي ارتفعت أسعار المواد الغذائية الأساسية بنسبة تصل إلى 45 في المائة فوق المعدلات المعتادة، بالتزامن مع مرور تسع سنوات من الصراع في اليمن.

 

وقالت المنظمات الـ 67 في بيان لها، بأنه وبعد مرور تسع سنوات فإن الانكماش الاقتصادي دفع الملايين إلى الفقر في اليمن، حيث يواجه اليمنيون اليوم احتياجات كارثية ناجمة عن الأزمة الاقتصادية المتنامية والصراع المستمر متعدد الأوجه، مما يؤدي إلى تفاقم الفقر والجوع.

 

وأوضحت المنظمات، أن نصف سكان اليمن - أكثر من 18 مليون شخص - يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة من أجل البقاء.

 

وأشار البيان إلى أن الهدنة التي قادتها الأمم المتحدة، والتي انتهت في أكتوبر 2022، أدت إلى انخفاض الأعمال العدائية، وفي حين لا يزال الالتزام بشروط الهدنة إلى حد كبير، لم تتوصل الأطراف بعد إلى اتفاق بشأن التدابير اللازمة بشكل عاجل لتحقيق الاستقرار الاقتصادي، مؤكدة أن ارتفاع التضخم، وعدم انتظام دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية أو تأخيرها، وانهيار الخدمات الأساسية، أدت إلى جعل الناس غير قادرين على تلبية احتياجاتهم الأساسية.

 

ولفتت إلى أن أسعار المواد الغذائية الأساسية ارتفعت بنسبة تصل إلى 45 في المائة فوق المعدلات المعتادة، ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه حتى عام 2024، مشيرة إلى أن هذا التصاعد في الأسعار يتوازي مع انخفاض مثير للقلق في قيمة الريال اليمني، والذي شهد انخفاضًا حادًا في قيمته في الأشهر الأخيرة، مما زاد الضغط على القوة الشرائية للأسر اليمنية.

 

وبحسب البيان، فإن التقييمات الأخيرة للمنظمات حددت زيادة بنسبة 12 في المائة في عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد في التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) المرحلة 3 (الأزمة) أو ما هو أسوأ في مناطق IRG وحدها.

 

وقالت بأن هذا الوضع الضوء يسلط على التدهور الكبير في الأزمة الإنسانية، حيث يكافح ما يقرب من نصف السكان في المناطق المتضررة في جميع أنحاء البلاد لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الغذائية.

 

وأكدت المنظمات، أن البيانات تعكس حقيقة أزمة الأمن الغذائي المتفاقمة التي تمتد في جميع أنحاء البلاد، مما يشير إلى الحاجة إلى زيادة المساعدة الإنسانية وتدابير الدعم الاقتصادي لمساعدة الأشخاص الأكثر ضعفاً.

 

وتطرق البيان إلى الأرقام الصادرة عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والتي كشفت أن أكثر من أربعة من كل خمسة أشخاص في اليمن - أي ما يقرب من 83 في المائة من السكان - يعيشون في فقر متعدد الأبعاد، حيث تستند هذه النتائج إلى المسوحات الأسرية الشخصية الأولى التي تم جمعها منذ بداية الصراع، والتي تقيس الفقر عبر مجموعة من الأبعاد بما في ذلك الصحة والتعليم ومستويات المعيشة.

 

وأضاف البيان، أن الافتقار إلى التعليم والحصول على خدمات الصرف الصحي الملائمة من بين أكثر أبعاد الفقر إثارة للقلق - حيث يؤثر على أكثر من 70 في المائة من السكان، ويميل الفقر إلى الارتفاع في المناطق الريفية (89 في المائة) عنه في المناطق الحضرية (67 في المائة).

 

وأشارت المنظمات إلى أنه وبحلول نهاية عام 2023، لم يتم تمويل خطة الاستجابة الإنسانية إلا بنسبة 39.3%، مما أجبر العديد من منظمات الإغاثة على تقليص أو إغلاق برامج المساعدة الحيوية، ويستمر هذا الاتجاه المثير للقلق حيث تم تمويل 9.1 في المائة فقط من خطة الاستجابة الإنسانية 2024 حتى الآن هذا العام.

 

ونوهت المنظمات إلى أن 15 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع في اليمن أفادت بعدم قدرتها على الوصول إلى أي من السلع الأساسية بما في ذلك المياه ومستلزمات النظافة والوقود والأدوية، وترتفع هذه النسبة إلى 33 في المائة في بعض المحافظات.

 

وحثت المنظمات، جميع الأطراف على التمسك بالمبادئ التي يجب أن توجه الجهود الإنسانية، مشددة على تخصيص المساعدات على أساس الحاجة فقط، لمنع تفاقم الظروف الصعبة بالفعل لأولئك الذين هم في أمس الحاجة إليها.

 

ودعت المنظمات، جميع الأطراف إلى معالجة الدوافع الاقتصادية الأساسية للصراع ووضع اليمن على طريق السلام الدائم، مجددة دعوتها لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية 2024 البالغة 2.7 مليار دولار بالكامل لتلبية الاحتياجات العاجلة لحوالي 11.2 مليون شخص يهدف المجتمع الإنساني إلى الوصول إليهم في جميع أنحاء البلاد.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: صنعاء اليمن الفقر مليشيا الحوثي الحرب في اليمن فی المائة فی الیمن إلى أن

إقرأ أيضاً:

«الشفوت».. طبق رمضاني لا يغيب عن مائدة اليمنيين

رحاب حلاوة

مع حلول شهر رمضان تتزين المائدة اليمنية بأطباق تقليدية لا تظهر إلا خلال هذا الشهر، وفي طليعتها طبق «الشفوت»، الذي يعد من أكثر الأطعمة الرمضانية شعبية وانتشاراً في مختلف المحافظات، فهو ليس مجرد وجبة تضاف إلى سفرة الإفطار، بل يمثل جزءاً من التراث والموروث الشعبي، الذي توارثته الأجيال عبر العقود، ليصبح طقساً غذائياً يرافق اليمنيين خلال الشهر الفضيل.

ويُحضر «الشفوت» بمكونات بسيطة، إلا أن نكهته الفريدة جعلته من الأطباق التي ينتظرها الصائمون كل عام، ويعتمد في أساسه على «اللحوح»، وهو خبز طري ورقيق، يتم إعداده من مزيج الدقيق والماء والخميرة، ثم يُطهى على صاج ساخن، ليأخذ شكلاً إسفنجياً، مما يسهل امتصاصه للنكهات، وبعد ذلك يُنقع «اللحوح» في مزيج من الزبادي «اللبن الرائب» والتوابل والأعشاب كالكمون، الثوم، الكزبرة، والنعناع، ما يمنحه مذاقاً منعشاً ولاذعاً في آنٍ، ويفضل الكثيرون تناوله بارداً، خاصة في الأيام الحارة، حيث يساعد على ترطيب الجسم، وتعويض السوائل التي يفقدها الصائم أثناء النهار.

ورغم بساطة مكوناته إلا أن «الشفوت» يظل طبقاً خاصاً بشهر رمضان فقط، ويرجع ذلك إلى ارتباطه الوثيق بالعادات الغذائية للصائمين، حيث يسهم في تهيئة المعدة لاستقبال الأطعمة الأخرى بعد ساعات طويلة من الصيام، كما أن إعداده يتطلب وقتاً وجهداً، لذا تخصص العائلات اليمنية رمضان لتحضيره، حين يكون هناك اهتمام أكبر بإعداد الوجبات التقليدية، التي تحمل نكهة الشهر الفضيل.

وبالإضافة إلى «الشفوت» تزخر المائدة اليمنية في رمضان بأطباق وحلويات لا تُحضر إلا في هذا الموسم، ما يجعلها جزءاً من الطقوس الغذائية الرمضانية، ومن أشهر هذه الحلويات «الرواني»، وهي كعكة إسفنجية مليئة بالقطر، وتمتاز بهشاشتها وطعمها الحلو، وتُعتبر من أكثر الحلويات شيوعاً على موائد الإفطار، كما تحضر «بنت الصحن»، وهي طبقات من العجين الرقيق المغطاة بالعسل والسمن البلدي، وغالباً ما يتم تناولها بعد صلاة التراويح مع كوب من الشاي العدني. ولا تخلو موائد اليمنيين من القطايف، التي تتشابه مع نظيرتها في بقية الدول العربية، لكنها تتميز بحشوات محلية مثل الجبن الطري أو المكسرات.

رمضان في اليمن ليس مجرد موسم للطعام، بل هو مناسبة دينية واجتماعية تتجلى فيها روح التآخي والتكافل، وفي هذا الشهر تزدحم المساجد بالمصلين، وتقام موائد الإفطار الجماعية في الأحياء والشوارع، حيث يحرص الأهالي على مشاركة وجباتهم مع الفقراء والمحتاجين، كما تُعد «المقايل الرمضانية» من التقاليد الراسخة، حيث يجتمع الأصدقاء وأفراد العائلة بعد الإفطار لاحتساء الشاي وتبادل الأحاديث وسط أجواء رمضانية دافئة.

المصدر: البيان الإماراتية

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • ارتفاع مثير للمنازل المهجورة في كوريا بسبب شيخوخة السكان
  • الإفطار بالماء.. رمضان يحل على اليمنيين وسط أزمات غير مسبوقة
  • رسالة شكر من سماحة المفتي إلى اليمن.. ومناشدة لذوي الضمائر الإنسانية حول العالم
  • «الشفوت».. طبق رمضاني لا يغيب عن مائدة اليمنيين
  • رسالة شكر من سماحة المفتي إلى اليمن.. ويناشد ذوي الضمائر الإنسانية حول العالم
  • السوداني يشكل لجنة تحقيقية بشأن تجاوزات على مقر منظمة نخيل في بغداد
  • التسامح في رمضان.. تراث أصيل عند اليمنيين
  • منظمة: أكثر من 180 مفقوداً في انقلاب قاربين للمهاجرين قبالة اليمن
  • الصادرات الصينية ترتفع 2.3 في المائة مقارنة بالعام السابق
  • تقرير: أكبر عدد من الشكايات الموجهة إلى النيابة العامة مصدرها الدار البيضاء مقابل 1 في المائة فقط من الصحراء