قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن اليتيم عنوان الخير، واليتيم صفة من صفات النبي ﷺ، واليتيم ينبغي أن يرفع رأسه وسط الناس لأنه باب الخير لهم، ومن وضع يده على رأس يتيم كتب الله له بكل شعرةٍ في رأس اليتيم حسنة.
اليتيم ينبغي أن يرفع رأسه وسط الناس لأنه باب الخيروتابع علي جمعة عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” خلال حديثه يوم اليتيم: ومن كفل يتيمًا جاور النبي ﷺ في علو قدره ومكانته ومكانه في الجنة (أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة) ، فاليتيم ينبغي من غير كبر أن يعرف أنه سبب للخير، وأنه ليس لأحدٍ منة عليه ،ومن أراد أن يكفل يتيمًا فليعرف أنه ليس له منّة على ذلك اليتيم بل ذلك اليتيم هو سبب خيره عند الله ، لأن كثير من الناس تعتقد إن اليتيم يجب أن يكون مذلول ومنكسر وكذا إلى آخره فرفعه الله بعزه من عنده ، وهذا يجعلنا نرسم برنامجًا لكيفية تربية هذا العنوان من عناوين الخير فلا نُضيّعه.
وأكمل: والناس درجوا على أن يُضيعوا اليتيم فيجب أن نقاوم أنفسنا في هذا لأن هذا خلاف مراد الله حتى ضربوا المثل فقالوا : "أضيع من اليتيم على مأدبة اللئيم"، اللئيم عندما يأتي اليتيم ولأن اليتيم ليس له أب فيستهين به فيكون في حاشية المائدة حتى يزاحمه الناس فلا يأكل وهذا نوع من أنواع الإهانة والتهميش.
كيف نرد على النظريات العلمية المخالفة للقرآن؟ علي جمعة يجيب سائل: هناك تعارض في مدة خلق الكون بين القرآن والعلم؟ علي جمعة يجيبفكيف نتعامل مع اليتيم ؟ {قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ} الخير أفعل تفضيل يعني أخير يعني أحسن، فلو ضيعته تبقى مصيبة أما لو أنك أصلحته فإن الخير سيعود عليه وعليك فتنبه؛ الناس تخاف لأن مال اليتيم إذا دخل في مال الإنسان دخل بالوبال والشنار والنار ، فيجب علينا ألا نغالي ونتظرف في الفهم ، فعندما يقول لك الخمر حرام فتقتل جارك الذي يشرب الخمر أو تدخل عليه وتعتدي على حرماته لكي تكسر زجاجة الخمر هذا تطرف . وعندما يقول لك إن مال اليتيم خطير فتلقي اليتيم في الشارع هذا تطرف ، فربنا سبحانه وتعالي لكي يخفف من هذه المغالاة والتطرف يقول :{وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ} إذًا نخالط اليتيم ، لا يوجد معي مال أصرف عليه من ماله ، وأرعاه مثل أبنائي وأعلمه، وإذا مرض اذهب به للطبيب وهكذا.
وشدد عضو هيئة كبار العلماء، على أن تخصيص يومًا لليتيم هذا من العمل الصالح، ومن قِبل إدخال السرور عليه، وإذا أدخلت السرور على اليتيم فإن هناك دعوة صالحة يستجيب الله لها منه؛ فإن اليتيم قلبه ضعيف والله عند الضعيف، تجد ربك عند المريض إذا عُدت المريض، وتجد ربك عند اليتيم إذا أدخلت السرور على اليتيم، وتجد ربك عند المظلوم والمقهور إذا أنت رفعت الظلم عنه أو أزلت القهر من عليه، فمن أراد أن يستجيب الله له دعاءه فليكرم اليتيم، ولينفق عليه وليدخل عليه السرور.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: اليتيم علي جمعة هيئة كبار العلماء يوم اليتيم علی جمعة
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: الإيمان بالغيب ونعيم وعذاب القبر من ركائز الإيمان
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق، إن الإيمان بالغيب يعد من أسس الإيمان في الإسلام، مؤكداً على ضرورة إيمان المؤمن بكل ما يتعلق بيوم القيامة من غيبيات.
وأوضح في تصريحاته الأخيرة أن المؤمن يجب أن يصدق بكل ما ورد في القرآن الكريم حول الجنة والنار، والحساب، والبعث، وكذلك البرزخ الذي هو المرحلة التي تسبق يوم القيامة.
وأضاف جمعة أن القرآن الكريم ذكر البرزخ في قوله تعالى: ﴿وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾، مشيرًا إلى أن البرزخ هو حياة ما بعد الموت التي تتضمن القبر ونعيمه أو عذابه، وهو من الحقائق التي لا يجوز للمسلم التشكيك فيها. واستشهد بآية من سورة غافر التي تقول: ﴿النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًا وَعَشِيًا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ العَذَابِ﴾، حيث يوضح أن العذاب الذي يقع على آل فرعون في البرزخ قبل يوم القيامة هو جزء من الحقيقة التي لا يمكن أن يتجاهلها المسلم.
وتابع جمعة: "النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر من الاستعاذة من عذاب القبر، فقد ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها سمعته يتعوذ من عذاب القبر في كل صلاة."
كما أشار إلى ما روي عن السيدة عائشة نفسها، حيث تحدثت عن لقاء مع عجوزين من يهود المدينة أخبرتاها بأن أهل القبور يعذبون فيها، فاستغربت من هذا الكلام حتى دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وأخبرته بذلك، فصدق كلام العجوزين وأكد أنه لا بد من الإيمان بعذاب القبر.
وأكد جمعة أن عذاب القبر ونعيمه هو من الأمور التي وردت في القرآن والسنة، وأنه لا ينبغي للمسلم أن يشغل نفسه بكيفية هذا العذاب أو أشكاله.
وأوضح أن عالم البرزخ يختلف عن عالم الدنيا، وبالتالي فلا يمكننا أن نتصور أو نتخيل قوانينه أو تفاصيله بما يتناسب مع عالمنا المادي.
كما تناول جمعة الاختلافات بين العلماء حول طبيعة عذاب القبر ونعيمه، قائلاً إن هناك من يرى أن التنعيم والتعذيب يقع على الروح فقط، بينما يرى جمهور العلماء من أهل السنة والجماعة أن هذا التنعيم والعذاب يقع على الروح والجسد معاً. وقد أضاف: "النعم والعذاب في القبر يعلمان الجسد بعد إعادة الروح إليه أو إلى جزء منه."
وفي ختام حديثه، تطرق الدكتور علي جمعة إلى الركن السادس من أركان الإيمان، وهو الإيمان بالقدر خيره وشره. وأوضح أن الإيمان بالقدر هو تجسيد للرضا بالله تعالى في كل ما يقدره، وهو أحد أهم مظاهر الإيمان بالله، موضحًا أن المؤمن يجب أن يكون راضياً بكل ما قدره الله تعالى عليه.
واختتم جمعة حديثه قائلاً: "الإيمان بالقدر ينعكس في حياة المسلم من خلال الرضا والتسليم الكامل لأقدار الله، وهذا جزء من حلاوة الإيمان بالله."