ألكسندر صاروخان.. مصور أرمينى الجذور، وأحد مؤسسى الكاريكاتير السياسى فى مصر فى عشرينيات القرن الماضى ومنذ ذلك الوقت كانت رسومه اللاذعة التى تنتقد الأوضاع السياسية والاجتماعية فى مصر هى حديث الناس ومصدر اهتمامهم.

 

ولد ألكسندر صاروخان فى قرية «أردانوش» فى ريف القوقاز عام ١٨٩٨،، وانتقل منها إلى إسطنبول، ثم إلى فيينا عام ١٩٢٢ حيث دراسته الأكاديمية للفنون، بمعهد الفنون الجرافيكية.

مسيرته الكاريكاتورية

نشر صاروخان رسومه فى العديد من مجلات الكاريكاتير التى بدأت تأخذ مكانها على خريطة الصحافة المصرية مثل الكشكول وخيال الظل والفكاهة ثم بعد ذلك روزاليوسف المحطة الأهم فى تاريخه ومشواره الفنى وبداية الانطلاق والشهرة فى عالم الصحافة.

لعبت المصادفات دورها فى تحديد مسارات صاروخان الفنية، فخلال دراسته بفيينا التقى المصرى عبدالقادر الشناوي، الذى كان يدرس الطباعة، ويبحث إصدار صحيفة مصرية؛ بسبب هذا اللقاء لم تكن مصادفة أنه  قدم إلى مصر فى عام ١٩١٥، حين  رست فى ميناء بورسعيد المصرى ست سفن حربية تابعة للأسطول الفرنسى على البحر المتوسط، آتية منطقة جبل موسى فى تركيا، كانت هذه السفن مُحمّلة بأكثر من أربعة آلاف لاجئ أرمينى قدموا إلى مصر فارين من تركيا؛ إثر المذابح التى ارتكبها  الجيش العثماني، حسبما أورده الدكتور محمد رفعت الإمام أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر فى كتابه  الذى حمل عنوان “الأرمن فى مصر”.

جمع بين ٤ جنسيات

استقر ألكسندر صاروخان فى مصر بشكل نهائى عام ١٩٢٤، حيث عمل فى البداية كمعلم بالمدرسة الأرمينية بالقاهرة ليعبر أزمته المادية، وظل بها حتى العام ١٩٢٧ ليتفرغ للنشر الصحفى والفنون بعدما التقاه محمد التابعى ليصحبه للعمل فى مجلة روزا اليوسف_ حديثة العهد آنذاك_ قبل أن ينال الجنسية المصرية عام ١٩٥٥.

جمع ألكسندر صاروخان عبر رحلته ٣ جنسيات، هى الروسية والتركية والأصول الأرمنية، قبل أن ينال الجنسية المصرية، التى طالما قال إنه يعتز بها كثيرًا.

(المصرى أفندي)

نظرًا لوجوده فى مصر تحت الاحتلال، وانطلاقًا من اهتمام فنانى مصر بالفن الاجتماعى والسياسى الساخر؛ ابتكر ألكسندر صاروخان العديد من الشخصيات الكاريكاتيرية الهزلية التى تعبر عن قضايا المجتمع؛ أبرزها الشخصية التى تقاسم فى إبداعها مع محمد التابعى وأسهم فى شهرتها لاحقًا صلاح جاهين «المصرى أفندي» وهى شخصية كاريكاتيرية ساخرة عبروا من خلالها عن معاناة المواطن المصرى وكفاحه ضد الاحتلال الإنجليزي.

رؤيته الفنية

اعتمد الفنان صاروخان فى أسلوبه الفنى على حركة الشخصيات بخطوط انسيابية مع اهتمامه بلغة الجسد وتعبيرات الوجه حيث كان له قدرة فريدة على التعبير عن روح الشخصية وصياغة ملامحها بشكل كاريكاتيرى دون مبالغات ضخمة أو تشويه وحفاظه على النسب المعقولة فى الرسم وظهر هذا فى بورتريهاته الكاريكاتيرية ورسم الوجوه التى كان يدرسها بعناية عن طريق الصور الفوتوغرافية التى كان يقدمها له محمد التابعى ليضيف إليها بريشته لمساته الساخرة بخطوط مليئة بالحركة والحيوية وهو ما حفر له اسما كبيرا فى تاريخ الكاريكاتير المصرى والعربي.

رحيل "المصرى أفندي"

رحل ألكسندر صاروخان عن عالمنا تميّزت مسيرة صاروخان الفنية بالتمرد على النمط السائد فى الرسوم الكاريكاتيرية عبر الخطوط القوية والصريحة، كما أن شخوصه عبّرت تعبيرًا دقيقًا عن روح الشخصية المصرية، ولم تكن مجرد محاكاة لمظهرها؛  فلا تملك حين تتأملها إلا أن تبتسم مندهشًا لقدرته الفريدة على صوغ  تعبيرات وجوههم، بشكل يجعلك تضحك أو تبكى معها، غير أن تفاعله مع هموم المواطن حجزت له مكانته الخاصة فى الذاكرة الجمعية للمصريين.

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: فن الكاريكاتير صاروخان فى مصر

إقرأ أيضاً:

وزير المالية: التعاون المصرى مع البنك الدولى نموذج للشراكة التنموية فى مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية

 

أكد الدكتور محمد معيط وزير المالية، أن التعاون المصرى مع البنك الدولى يعد نموذجًا للشراكة التنموية فى مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية والإقليمية، وما يتصل بها من تداعيات سلبية كبيرة، تمثل ضغوطًا شديدة على الموازنة العامة للدولة فى ظل ارتفاع تكاليف التمويل وزيادة أسعار السلع والخدمات بشكل غير مسبوق خاصة مع اتباع الدول للسياسات التقييدية، ومايترتب على ذلك من ارتفاع لأسعار الفائدة فى محاولة لاحتواء المعدلات الحادة للتضخم.


قال الوزير، فى لقائه مع آنا بيردى المدير العام للعمليات بالبنك الدولى، إننا حريصون على تبادل الرؤى مع البنك الدولى من أجل تحقيق نمو أكثر استدامة واعتمادًا على الانتاج والتصدير.. ونعمل معًا على تعزيز مشاركة القطاع الخاص فى الاقتصاد المصرى، معربًا عن تقديره لدور البنك الدولى فى دعم برامج الإصلاح الاقتصادى فى مصر الذى بدا جليًا خلال الفترة الاخيرة وانعكس فى توفير تمويلات تنموية تبلغ نحو ٦ مليارات دولار على ثلاث سنوات لتعميق دور القطاع الخاص فى الاقتصاد وتحقيق المرونة الاقتصادية الكلية والمالية ودفع معدلات «النمو الأخضر».


استعرض الوزير، أوجه التعاون الحالية والمستقبلية مع البنك الدولى استهدافًا لتطوير مسار التعاون بين الجانبين، لافتًا إلى أننا نتطلع إلى المزيد من الدعم والتعاون مع البنك الدولى فى قطاعات الحماية الاجتماعية، والتعليم والصحة والتأمين الصحى الشامل، التى تتصدر أولويات الدولة لاستكمال مسيرة بناء الإنسان المصرى، والإسهام الفعَّال فى تخفيف الأعباء المعيشية عن المواطنين وتلبية احتياجاتهم الأساسية والتنموية.


أشار الوزير، إلى أننا مستمرون فى تطوير وميكنة النظم الضريبية والجمركية؛ بما يُسهم فى إرساء دعائم سياسات مالية داعمة لنماء قطاعات الاقتصاد الحقيقي من خلال تحفيز الاستثمار. 


أشادت آنا بيردى، المدير العام للعمليات بالبنك الدولى، بالجهود التى تبذلها الدولة المصرية لتنفيذ البرنامج الإصلاحي للاقتصاد الكلى، والإجراءات المتخذة للسيطرة على معدلات التضخم، وتبنى سياسات اقتصادية متزنة ومرنة، معربة عن تقديرها للخطوات المصرية الهادفة للاستثمار فى تنمية الإنسان المصرى وتوسيع مظلة الحماية الاجتماعية.

مقالات مشابهة

  • كيف نظر العالم لثورة 30 يونيو فى مصر؟.. الدول العربية أيدت الأمر لمعرفتها بخطر الجماعات الظلامية
  • هبة عبد العزيز تكتب: ثورة 30 يونيو كانت بمثابة المخرج للمرأة المصرية من الوقوع فى فخ الجهل والتجهيل الذى مارسته الجماعة المحظورة
  • المساندة الشعبية
  • غدًا.. "ثنك كوميرشال" يناقش انعكاس الصفقات الكبرى على القطاع العقارى
  • وزير المالية: التعاون المصرى مع البنك الدولى نموذج للشراكة التنموية فى مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية
  • صوت الشعب: مؤتمر الاستثمار رسالة دعم من الاتحاد الأوروبى للاقتصاد المصرى
  • القس د. أندريه زكي يكتب: 30 يونيو مصر لا تنهزم
  • سمير مرقص يكتب.. 30 يونيو: مصر تدافع عن نفسها
  • عمومية اتحاد الغرف السياحية تعتمد الميزانيات الختامية والموازنة التقديرية
  • الإنتفاضة العظيمة.. والعودة إلى الحياة