نيويورك تايمز: دعوة سلطات الاحتلال إلى الالتزام بالقوانين الدولية ورئيس وزراء الاحتلال ينفى تعمد الهجوم على العمال
تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT
تزايدت المخاوف بين مؤسسات الإغاثة في قطاع غزة بعد الحادث المؤلم الذي أودى بحياة عمال منظمة "المطبخ المركزي العالمي" في غارة جوية صهيونية.
وسلط هذا الحادث الضوء على الصعوبات المتزايدة التي يواجهها العاملون في تلبية احتياجات الفلسطينيين الأساسية، وترتفع الأصوات المطالبة بالالتزام بالقوانين الدولية لحماية العمل الإنساني وسلامة العاملين في هذا القطاع الحيوي لضمان استمرارية الخدمات الإغاثية المهمة.
وأعربت المنظمات الإغاثية العاملة في قطاع غزة عن قلقها العميق بشأن سلامة موظفيها بعد مقتل ٧ من عمال منظمة "المطبخ المركزي العالمي" في غارة جوية صهيونية، وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وأكدت المنظمات الإنسانية أن هذا الحادث يسلط الضوء على التحديات المتزايدة في تلبية الاحتياجات الأساسية للفلسطينيين، خصوصًا في ظل استمرار الحرب في غزة التي شهدت مقتل عدد من العاملين في المجال الإنساني.
وقالت مديرة الاتصالات في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، جولييت توما، إنه منذ بدء الحرب، تم قتل ١٧٦ عاملًا في "أونروا".
وأفادت عدة منظمات إغاثية أخرى بمقتل موظفين تابعين لها في غارات جوية، وأوقفت منظمة "المطبخ المركزي العالمي" تعليق عملياتها في قطاع غزة يوم الثلاثاء. وأشارت إلى أنها قامت بتنسيق تحركاتها مع جيش الاحتلال قبل القصف.
من جانبه، ادعى جيش الاحتلال اجراء "تحقيق شفاف" في الحادثة، في حين نفى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يكون الهجوم قد تم بشكل متعمد.
وبحسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، دعت منظمات الإغاثة سلطات الاحتلال إلى "الالتزام بالقوانين الدولية" التي تحمي العاملين في المجال الإنساني، وذلك بعد الحوادث الأليمة التي شهدتها غزة وأسفرت عن فقدان عدد من العمال.
وأكدت المنظمات على أهمية حماية العمال وتوفير بيئة آمنة لهم أثناء تقديم المساعدات في ظل التوترات الحالية. وشددت على أن الالتزام بالقوانين الدولية يسهم في تسهيل وصول المساعدات الضرورية والخدمات الإنسانية للمناطق المتضررة في غزة.
وقال مايكل كابوني، مؤسس منظمة "GEM"، وهي مجموعة مساعدات غير ربحية تقوم بتوزيع الخيام وأكياس النوم والمعدات الطبية والمواد الغذائية على الفلسطينيين في غزة: "يشعر الجميع بالخطر الآن". وأضاف أنه يُعيد النظر في خطط السفر إلى غزة الأسبوع المقبل.
وأشار إلى أن بعض الموظفين الذين كانوا يتواصلون يوميا مع عمال "المطبخ المركزي العالمي" الذين لقوا حتفهم، "يريدون الآن حزم أمتعتهم والعودة إلى منازلهم"، على الرغم من عدم وجود خطط واضحة للمغادرة.
وتابع: "يجب أن تكون هناك ضمانات لمجتمع المنظمات غير الحكومية الدولية، بأننا آمنون عند القيام بهذا العمل الذي نقوم به، وهو أمر بالغ الأهمية".
وشدد كابوني على أنه "من غير المقبول أن يُقتل عمال الإغاثة، حتى بعد خضوعهم لقواعد تجنب الاشتباك التي تجريها الأمم المتحدة، والتي من المفترض أن تحمي العاملين في المجال الإنساني، من خلال إبلاغ الجيش بأنشطتهم".
وقالت المتحدثة باسم "يونيسف"، تيس إنجرام، التي تقيم مؤقتًا في غزة، إن نظام الإخطار الذي كان يُقدم لحماية العمال "لا يعمل"، مما يجعلهم "عرضة للخطر".
وأضافت: "يُلقي هذا الضوء على حقيقة الحياة هنا في غزة.. ليس فقط بالنسبة لعمال المساعدة وإنما للجميع. ليس هناك مكان آمن، حتى عندما تلتزم بكل الإجراءات بالشكل الصحيح".
وأشارت إنجرام إلى أن الضربة الإسرائيلية "كانت لها تأثيرات كبيرة على قدرة المنظمات الإنسانية على تقديم المساعدات الغذائية".
وذكرت أن منظمة "المطبخ المركزي العالمي" لا تقوم فقط بتوزيع الطعام لسكان غزة، بل أيضًا تمد المستشفيات بالوجبات الغذائية اللازمة.
وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز"، إنها تأمل أن يؤدي الإضراب إلى "دفع العالم إلى الاعتراف بأن ما يحدث هنا ليس على ما يرام".
من جانبها، عبرت أسيل بيضون، المتحدثة باسم منظمة "العون الطبي للفلسطينيين"، وهي مجموعة بريطانية، عن قلقها بشأن سلامة البعثة الطبية المقرر وصولها إلى غزة في الأيام القادمة.
وأشارت بيضون إلى الإصابات التي تعرض لها أعضاء فريق المنظمة في غارة إسرائيلية في يناير الماضي، والتي جاء في بيان سابق من المنظمة.
وقالت بيضون، المقيمة في الضفة الغربية المحتلة: "كنا نظن في السابق أن السيارات المدرعة وقواعد تجنب الاشتباك ستكون كافية لحماية أطباءنا، لكن الآن نحن غير متأكدين كيف يمكننا حماية فريقنا وزملائنا في البعثة".
ومن ناحيتها، أشارت المتحدثة باسم المجموعة، ثريا علي، إلى الرعب الذي تسبب فيه الهجوم، مؤكدة أنه "كابوس أصبح حقيقة بالنسبة لنا".
وأضافت: "ندرك أن غزة الآن تعتبر واحدة من أخطر الأماكن في العالم بالنسبة للعاملين في المجال الإنساني".
في سياق متصل، أعلنت منظمة الإغاثة "أنيرا" عن تعليق عمليات الإغاثة في غزة، نظرًا للمخاطر الأمنية التي تنجم عن مقتل سبعة من أعضاء مجموعة "المطبخ المركزي العالمي" في غارة جوية إسرائيلية.
وأوضحت المنظمة أن هذا الهجوم يأتي في إطار "نمط من الهجمات التي تستهدف عمال المجال الإغاثي الإنساني"، والتي شهدت سابقًا مقتل أحد موظفيها في الشهر الماضي.
ونشرت المنظمة عبر منصاتها: "بعد ستة أشهر من الهجمات المستمرة والانتهاكات الواضحة للقانون الدولي، وبناءً على التشاور مع فريقنا في غزة، قررت أنيرا تعليق عملياتها مؤقتًا".
وأضافت أنها ستواصل تنظيم شحنات المساعدات وإعداد الطعام، ولكنها ستعلق مؤقتًا "توزيع المواد الغذائية وغير الغذائية، وأنشطة الرعاية الصحية المجانية والنشاطات النفسية الاجتماعية" حتى يشعر موظفوها في غزة بالقدرة على تقديم المساعدات دون خوف من التعرض للانتهاكات.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن، قد أبدى غضبه واستيائه " من مقتل ٧ من موظفي الإغاثة في منظمة المطبخ المركزي العالمي في ضربة جوية صهيوني بغزة وطالب الاحتلال ببذل مزيد من الجهود لحماية عمال الإغاثة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: قطاع غزة المطبخ المركزي العالمي الامم المتحده أونروا المطبخ المرکزی العالمی فی المجال الإنسانی بالقوانین الدولیة نیویورک تایمز العاملین فی ا فی غزة فی غارة
إقرأ أيضاً:
سلطات العدو الصهيوني تبلغ الأمم المتحدة بإيقاف عمل منظمة “الأونروا”
أبلغ سلطات كيان العدو الصهيوني، الأمم المتحدة، بإيقاف عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين المعروفة بـ”الأونروا – UNRA” التابعة للأمم المتحدة.
وأفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الصهيونية بأنّ ما يسمى بوزير خارجية الكيان، يسرائيل كاتس، أمر بإبلاغ الأمم المتحدة بإلغاء الاتفاقية، وذلك بعد أن وافق “الكنيست” الأسبوع الماضي على قانون يقضي بإنهاء أنشطة “الأونروا” في فلسطين المحتلة.
وكان “الكنيست” الصهيوني، قد أقر قانونين يحظران على وكالة “الأونروا” الأممية، العمل في الأراضي الخاضعة لسيطرته، وبما يمنع الوكالة على نحو يجعلها غير قادرة على تشغيل أيّ مكتب تمثيلي، أو تقديم أيّ خدمة، أو القيام بأيّ نشاط، بشكل مباشر أو غير مباشر.
وأكدت وكالة “الأونروا”، في حينها، أنّ “قرار الكنيست تصعيد تاريخي غير مسبوق ضد وكالات الأمم المتحدة”.
ويسعى كيان العدو من خلال هذه الخطوة إلى قطع آخر شريان حياة للمساعدات للفلسطينيين، لاستكمال حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني خصوصا في قطاع غزة، بغطاء دولي كامل.
وقوبلت الإجراءات الصهيونية بإدانات فلسطينية وعربية ودولية، بحيث رفضته حركة حماس، مُشدّدةً على أنّه جزء من حرب الاحتلال وعدوانه على الشعب الفلسطيني، و”يهدف إلى تصفية قضيته وحق اللاجئين في العودة إلى ديارهم”، الذين هجّرتهم العصابات الصهيونية منها قسراً.
بدورها، وصفت حركة الجهاد الإسلامي قرار “الكنيست” بأنّه “إمعان في حرب الإبادة والسياسات الإجرامية” التي ينتهجها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني في كل أماكن وجوده، مؤكدةً أنّه يمثّل “إهانةً علنيةً للأمم المتحدة ومؤسساتها وقرارتها ولما يسمى الشرعية الدولية، ويتنافى مع كل القرارات الدولية”.
وتأتي هذه الخطوات التصعيدية من جانب العدو على خلفية زعمه أنّ بعض موظفي “الأونروا” يشتبه في أنّهم شاركوا في هجوم 7 أكتوبر 2023، فيما رفضت الأمم المتحدة هذه الادعاءات، مؤكدةً أنّ الوكالة “تلتزم الحياد، وتركّز حصراً على دعم اللاجئين”، فيما أكدت مُراجعات مستقلّة أنّ الادّعاء الإسرائيلي لا أساس له من الصحّة.
وتُعَدّ “الأونروا” منظّمة إغاثة حيوية للّاجئين الفلسطينيين في غزّة والضفّة الغربية وسوريا ولبنان والأردن، وتقدّر المنظّمة أنّ هناك أكثر من 1.7 مليون لاجئ فلسطيني في مناطق خدمتها، وهي تُوفّر المساعدة على شبكة الأمان الاجتماعي، وتُحافظ على السجلّات الفلسطينية، وتسعى لدعم اللاجئين، وتقول المنظّمة إنّ 233 من أفرادها “قُتلوا” (استشهدوا) في غزّة مُنذ بدء الحرب قبل أكثر من عام.
يذكر أن الخطوة الصهيونية تتم بغطاء من الولايات المتحدة والغرب، الذي طالما يسيطر على هيئات الأمم المتحدة ويتخذها ذريعة للتدخل في شؤون الدول المختلفة، وفرض عقوبات على الشعوب التي لا تنصاع للمصالح الأمريكية.