لماذا تحمل الحقائب النسائية الفاخرة أسماء المشاهير؟
تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT
على مدار عقود مضت، سعت بيوت الأزياء العالمية إلى توطيد علاقتها بالمشاهير للترويج لتصميماتها، ولطالما اختارت الشخصيات النسائية اللامعة للإعلان من خلالهن عن قطعهم المميزة لجذب النساء، خاصةً ممن لديهن تأثير على الذوق العام بين المستهلكين.
وهناك قائمة طويلة من النجمات اللواتي أسهمن في تحقيق شهرة وأرباح طائلة لعدد من دور الأزياء والمصممين بمجرد ظهورهن بتصميماتها، حتى أصبحت أغلى وأشهر تصميمات الحقائب النسائية تحمل أسماء المشاهير، بل وتروي قصة خاصة وراء كل حقيبة.
وفي السطور التالية سنكشف قصص هذه الحقائب المثيرة التي ما زالت تتربع على عرش الموضة على مر العقود.
جاكي كيندي والحقيبة البوهيميةكانت السيدات الأوليات يعرفن بحمل الحقائب الرسمية، والتي كانت تحمل توقيع بيوت الأزياء الكلاسيكية مثل شانيل وديور، حتى جاءت السيدة الأولى في أميركا جاكي كيندي لتعلن تمردها بأسلوبها الذي كان يمزج بين العصرية والرقي.
ولأنها بدأت رحلتها تحت ظلال البيت الأبيض وهي في الـ23 من عمرها فقط، كان طبيعيا أن تحمل إطلالاتها الأسلوب البوهيمي الذي انتشر على ساحة الموضة في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.
ومن هنا بدأ ظهورها المتكرر بحقائب دار غوتشي الإيطالية التي كانت تعرف باسم "فيفتز كونستانس" (Fifties Constance) ليتم تغير اسمها تجاريا إلى حقيبة "غوتشي جاكي 1961″، وما زالت هذه الحقيبة رائجة حتى الآن والأكثر انتشارا عبر محركات البحث.
غريس كيلي وجين بيركن نجمات أغلى حقائب العالمالنجمة الأميركية وأميرة موناكو "غريس كيلي" هي واحدة من أبرز أيقونات الموضة في العالم، وما زالت إطلالاتها مصدر إلهام للكثير من مصممي الأزياء العالميين، ولكن ربما يجهل البعض أنها كانت كلمة السر وراء حقيبة دار هيرميس الفرنسي الشهيرة، التي يطلق عليها اسم "كيلي"، والتي كانت من قبل تحمل اسم "حقيبة البريد" (Sac a Depeches).
وتعد أول حقيبة تطلقها الدار، وقام بتصميمها إميل موريس هيرميس برفقة إيتوري بوغاتي عام 1923 لتناسب متطلبات زوجة هيرمس معتمدين على البساطة باستخدام جلود التماسيح وغيرها من الجلود الطبيعية.
وظلت الدار تضيف بعض التعديلات عليها حتى خرجت النسخة التي أُطلق عليها اسم "حقيبة سفر" (Sac a main de Voyage) التي ظهرت بها غريس كيلي في فيلم "القبض على لص" (To Catch a Thief) عام 1955.
View this post on InstagramA post shared by Grace Kelly Grimaldi (@alwaysgracekelly)
ولكن لم تحقق الحقيبة انتشارا وتفاعلا يدفع إلى تغيير اسمها لاسم النجمة الأميركية، إلا في الستينيات من القرن الماضي وبعدما أصبحت غريس كيلي، أميرة موناكو بموجب زواجها من الأمير رينيه الثالث.
وقد تعمدت إخفاء حملها بواسطة وضع الحقيبة على بطنها لتصبح الحقيبة حديث العالم وتتهافت عليها سيدات الطبقة المخملية حول العالم، حتى وصلت مدة الانتظار للحصول على واحدة منها إلى أكثر من عام.
أما بالنسبة لحقيبة "بيركن" فالصدفة البحتة كانت السبب في إنتاجها، وهذا بعدما التقى الرئيس التنفيذي للدار "جان لويس دوماس" النجمة الإنجليزية ذات الأصول الفرنسية الراحلة جين بيركن على متن إحدى الطائرات عام 1983>
وكانت معروفة آنذاك بحملها لمقتنياتها في سلة مصنوعة من الخوص، لذلك كانت مرتبكة بأشيائها في هذه الرحلة، فطلب منها دوماس أن تصمم حقيبة يد تتناسب مع احتياجات السيدات العصريات وبالفعل قامت بتصميمها وطورتها مع فريق الدار، حتى أبصرت الحقيبة النور عام 1984.
وأحدثت ضجة في عالم الموضة، لتصبح رمزا من رموز الثراء حتى وقتنا الحالي، وتتهافت السيدات على اقتنائها، خاصةً من المشاهير مثل نجمات التلفزيون الواقع كريس وابنتها كايلي جينير وجينيفر لوبيز إلى جانب عارضات الأزياء هيدي كلوم وكيت موس وغيرهما.
حقيبة كيلي المصنوعة من جلود التماسيح تتهافت عليها سيدات الطبقة المخملية حول العالم (الفرنسية)في حين أنها تعد أغلى حقيبة في العالم، وقد يصل سعر الواحدة منها إلى مليوني دولار أميركي، خاصةً مع الإصدارات المحدودة، وهذا يرجع إلى تصنيعها يدويا بالكامل حيث لا تقل مدة تصنيع الحقيبة الواحدة عن 46 ساعة، ويستخدم في تصنيعها أفخم أنواع الجلود مثل "التوغو والإبسوم إلى جانب جلود النعام والتمساح".
كما وضعت الشركة سياسات خاصة لكي لا تفقد "هيرميس بيركن" رونقها، حيث ينتج منها 70 ألف حقيبة فقط لذلك قد تصل مدة الحصول عليها إلى عامين في بعض الأحيان.
كما أن الشركة تدرس الوضع الاجتماعي والمادي لكل المتقدمات على طلبها، لذلك أصبحت الأكثر طلبا في سوق الحقائب الفاخرة، حيث ترتفع مبيعاتها سنويا إلى أكثر من 24%، ومن هنا صار الاستثمار فيها أفضل من الذهب.
وعلى صعيد آخر تبرأت الراحلة جين بيركن من الحقيبة وصرحت لجريدة "تليغراف" (Telegraph) بأنها طالبت الشركة بضرورة إزالة اسمها من على الحقيبة بحجة أنها لا تفضل حملها بسبب ثقل وزنها.
إلى جانب زعمها أن مصنّعيها يستخدمون أساليب وحشية في نزع جلود التماسيح التي تصنع منها الحقيبة، وهو ما نفته شركة هيرميس تماما، وجاء ذلك في ظل حصول بيركن على أرباح تتجاوز الـ300 ألف دولار سنويا من مبيعات الحقيبة الفاخرة.
ديانا بين ديور وغوتشيتعتبر أميرة ويلز الراحلة ديانا هي مرجع لكل عاشقات الموضة الراقية حتى اليوم، بالرغم من مرور أكثر من عقدين على رحيلها، وذلك يرجع إلى أنها كانت سابقة لعصرها.
ومن جانبه استغلت دار غوتشي الإيطالية الدعاية المجانية التي منحتها لها الأميرة ديانا بشكل غير مقصود من خلال ظهورها عام 1991 بإحدى حقائب "التوت" Tote المصنوعة بيد من خشب البامبوو وهي الفترة التي شهدت على تمردها على صعيد الأزياء عقب انفصالها عن الملك تشارلز الثالث،.
وبالرغم أن الدار لم تطلق عليها اسم ديانا بشكل رسمي حينها، فإنها عرفت بين المستهلكين باسم "غوتشي ديانا" حتى جاء المدير الإبداعي السابق للدار إليسندرو ميكائيل بطرح تشكيلة محدودة من الحقيبة عام 2021 لتحمل رسميا اسم ديانا، دوقة ويلز.
View this post on InstagramA post shared by jackie (@dianaloml)
كما كان لديانا فضل آخر على دار ديور الفرنسية العريقة، فمن لا يعرف حقيبة "ليدي ديور" (Lady Dior) التي تعد الأشهر في تاريخها، وهي من بين أكثر التصميمات مبيعا لكونها تناسب كل النساء، وسميت الحقيبة بهذا الاسم، بعد أن أهدتها السيدة الأولى الفرنسية برناديت شيراك للأميرة ديانا عند زيارتها للعاصمة الفرنسية باريس عام 1995.
ولم تكن الحقيبة غزت الأسواق آنذاك وكان من المفترض أن تصدر باسم "المفضلة" (Chouchou) إلا أن وقوع الأميرة الراحلة في حبها، دفع الدار لتغيير اسمها إلى "ليدي ديور"، وما زالت تطرح بإصدارات مختلفة كل عام حتى الآن.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات
إقرأ أيضاً:
أيام تفصل دونالد ترامب عن امتلاك حقيبة الأسرار النووية
واشنطن- في الوقت الذي ستتجه فيه الأنظار لتسلم الرئيس الأميركي الجديد مقاليد السلطة، ستجرى وبشكل سري بعيدا عن أعين الجمهور إحدى أهم طقوس انتقال السلطة في الولايات المتحدة، وهي تسليم الرئيس الأميركي المغادر للرئيس الجديد حقيبة يطلق عليها "كرة القدم النووية"، تحتوي على جهاز ورموز أمر الموافقة الرئاسية على إطلاق صواريخ نووية.
وينتظر أن تنتقل الحقيبة من الرئيس الحالي جو بايدن إلى الرئيس المنتخب دونالد ترامب في تمام الساعة 12 ظهرا في يوم 20 يناير/كانون الثاني الجاري، وهو الوقت المحدد دستوريا، إذ يُمنح ترامب سلطة كاملة على الترسانة النووية الأميركية بدءا من اللحظة التي ينتهي فيها من أداء اليمين الدستورية.
ونظرا لسرية هذه المراسيم وخطورتها الشديدة، سيتم تسليم "كرة القدم النووية" من مساعد عسكري عمل مع الرئيس جو بايدن إلى مساعد عسكري آخر يقف على منصة عرض التنصيب أو بالقرب منها، بينما يؤدي ترامب اليمين الدستورية.
وتعد هذه المرة الثانية التي يتحمل فيها ترامب عبء السيطرة على الترسانة النووية الأميركية العسكرية، وهو ما يمنحه حقا فريدا وحصريا لاستخدام السلاح النووي.
حقيبة فريدةتتمتع حقيبة الرموز النووية -التي تزن 20.4 كيلوغراما- بأهمية استثنائية ونادرة، وتكون دائما على مقربة من الرئيس الأميركي حتى في الرحلات الخارجية، ويحملها مساعد عسكري يبقى دائما قريبا من الرئيس.
إعلانوتدفع سرية عملية تسليم الحقيبة النووية وعدم حدوث أي تسريبات لصورها -منذ امتلاك الولايات المتحدة أسلحة نووية في نهاية الحرب العالمية الثانية– إلى ظهور بعض الشائعات ونظريات المؤامرة التي تتحدث عن عدم وجود هذه الحقيبة في عالم الواقع.
لكن عددا من الصحفيين وخلال زيارة الرئيس ترامب للصين عام 2017 أكدوا مشاهدتهم ضابطا من قوات البحرية "المارينز" يحمل الحقيبة ويظل في مكان غير بعيد عن ترامب.
وإذا قرر الرئيس الأميركي بدء هجوم نووي فما عليه إلا إصدار الأمر بذلك، ودستوريا لا يمكن للكونغرس أو وزرائه أن يعارضوا القرار، ولا يتضمن الدستور الأميركي أي نصوص تحد من سلطة الرئيس الذي يتمتع -بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة- بصلاحية إصدار أوامر باستخدام أي أسلحة تمتلكها البلاد.
ولدى "حقيبة كرة القدم النووية" قائمة بالخطط الاختيارية للضربات النووية الوقائية أو الانتقامية، كذلك توجد قائمة بالمواقع التي يمكن للرئيس البقاء فيها بأمان إذا اندلع صراع نووي.
وتتضمن الحقيبة بطاقة بلاستيكية تعرف باسم "البسكويت"، وهي عبارة عن سلسلة من الرموز الأبجدية الرقمية التي يجب على الرئيس تفعيلها لشن ضربة نووية، ولاستخدام "البسكويت"، يتعين على الرئيس قراءة الكود لتحديد هويته للأفراد العسكريين في مركز القيادة العسكرية الوطنية.
وخلافا للاعتقاد الشائع، لا تحتوي كرة القدم النووية على زر أو رموز يمكنها إطلاق سلاح نووي تلقائيا، ولكن بدلا من ذلك لديها المعدات والسلطات التي سيستخدمها الرئيس الأميركي لإصدار أمر بضربة إذا قرر ذلك.
وتشير تقارير لوجود أكثر من حقيبة نووية أميركية متطابقة، واحدة تتبع الرئيس، وهو الذي له سلطة اتخاذ القرار في الظروف العادية، وحقيبة أخرى تتبع نائب الرئيس، وواحدة مخصصة تقليديا للوزير الذي لا يُحدد مكانه ولا يشارك في أحداث مهمة تتجمع فيها بقية القيادات الأميركية، مثل مراسم تنصيب الرئيس وخطابات حالة الاتحاد.
إعلان محاولات تحجيمحث عدد محدود من المشرعين الديمقراطيين الرئيس جو بايدن على اتخاذ خطوات في صورة أوامر تنفيذية للحد من السلطة الرئاسية لاستخدام الأسلحة النووية قبل تولي الرئيس القادم دونالد ترامب منصبه.
وأرسل السيناتور الديمقراطي إد ميركي، من ولاية ماساتشوستس، والنائب الديمقراطي تيد ليو من كاليفورنيا، رسالة إلى بايدن طالبوه فيها بضرورة اتخاذ قرارات تغيير السياسة الأميركية الحالية لتستلزم مطالبة الكونغرس بالتوقيع على أي استخدام نووي، كما اقترح العضوان ضرورة تبني تشريع يتطلب إعلان الحرب من الكونغرس قبل أن يتمكن الرئيس من استخدام الأسلحة النووية.
وتمنح القوانين الأميركية حاليا الرئيس السلطة الوحيدة للسماح باستخدام الأسلحة النووية، ويوضح تقرير صدر في مايو/أيار الماضي عن مركز خدمة أبحاث الكونغرس أن هذه السلطة "متأصلة" في الدور الدستوري للرئيس بصفته قائدا أعلى للقوات المسلحة.
وفي حين يمكن للرئيس "طلب المشورة" من القادة العسكريين، إلا أنهم "مطالبون بنقل وتنفيذ الأوامر التي تسمح بالاستخدام النووي" إذا اتخذ الرئيس قرارا بهذا المعنى.
ومن الجدير بالذكر أنه بعد قيام آلاف من أنصار ترامب باقتحام مبنى الكابيتول في السادس من يناير/كانون الثاني 2021 لعرقلة التصديق على انتخابات 2020 التي خسرها ترامب، أخبرت حينذاك رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي الأعضاء الديمقراطيين في المجلس أنها تحدثت مع رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي لمناقشة منع وصول ترامب إلى الرموز النووية.
وقتها خشيت بيلوسي من تهور ترامب الذي قد يدفع لبدء أعمال عدائية عسكرية نووية، لكنها حصلت على تأكيد بوجود ضمانات معمول بها إذا رغب ترامب في إطلاق سلاح نووي.
ويكرر قادة البنتاغون أنهم لن ينفذوا أي قرار باستخدام غير قانوني للأسلحة النووية من أي رئيس، لكن إذا أصر الرئيس على دفع أوامر غير قانونية، فلن يكون أمام القادة العسكريين خيار سوى الاستقالة.
إعلان