قائد الثورة: الثبات والتماسك في غزة يبشر بمرحلة جديدة يتجه فيها العدو الإسرائيلي إلى الزوال
تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT
الثورة نت|
أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، أن مناسبة يوم القدس العالمي هذا العام تأتي في وضع استثنائي يختلف عن الأعوام الماضية.. مشيرا إلى أن العدو الإسرائيلي وعلى مدى نصف عام يرتكب جرائم الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وأوضح السيد القائد، في كلمة له مساء اليوم، بمناسبة يوم القدس العالمي، أن العدو الإسرائيلي يسعى لتحويل قطاع غزة إلى منطقة غير قابلة للحياة عبر التدمير الشامل وإهلاك الحرث والنسل .
وأضاف أن العدو يستخدم أسلوب تقديم المساعدات القليلة النادرة وسيلة لقتل الفلسطينيين.. مبينا أن ما تقوم أمريكا والبعض من أعوانها بإسقاطه باسم المساعدات على الشعب الفلسطيني يقتل البعض منهم.
وأشار إلى أن موقف حكومات عمال الإغاثة الأجانب كان متسامحا مع العدو الإسرائيلي.. مؤكدا أن الأمريكي تورط في جرائم الإبادة بأشكال متعددة بالسلاح والخبراء والمعلومات.. مشيرا إلى أن أمريكا مستمرة في دعم العدو الإسرائيلي ومشتركة معه في النزعة الاجرامية لإبادة الشعب الفلسطيني.
ولفت إلى أن الأمريكي أعلن في هذا الأسبوع عن شحنات أسلحة ومعدات أمريكية جديدة لدعم العدو الإسرائيلي بمليارات الدولارات.. مشيرا إلى أنهُ يتم مسح مربعات سكنية بأكملها وفتك بالسكان المدنيين بأحدث ما في مخزون أمريكا من أسلحة.
وقال: إن الإعلام الأمريكي يؤكد أن إسرائيل تلقت مساعدات عسكرية أمريكية هي الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية.. مضيفا أن الصفقات المعلنة لا تمثل سوى جزء صغير من إجمالي ما تقدمه أمريكا للعدو الإسرائيلي المجرم.
وأضاف أن النفاق الأمريكي يفتضح، وسيناتور أمريكي قال إنه لا يمكن استجداء نتنياهو للتوقف عن قصف المدنيين وفي اليوم التالي نرسل له آلاف القنابل.
عمليات المقاومة الفلسطينية وخسائر كيان العدو:
أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، أن كتائب القسام ومعها بقية الفصائل تكبد العدو الإسرائيلي في كافة محاور القتال الخسائر.. مشيرا إلى أن رشقات صاروخية نفذتها سرايا القدس فاجأت العدو الإسرائيلي وعززت من خيبة الأمل لدى جيشه.
وأوضح السيد القائد، أن صمود وثبات المجاهدين في غزة في ظل ظروف صعبة جدا هو صمود وثبات عظيم وفشل وإخفاق للعدو.. مبينا أن الصمود في نطاق جغرافي محدود في غزة صب عليه العدو عشرات آلاف الأطنان غير مسبوق في تاريخ الشعب الفلسطيني.
وأضاف أن هناك قلق كبير جدا لدى العدو الإسرائيلي من صمود وثبات الشعب الفلسطيني والمجاهدين في غزة.. مؤكدا أن الثبات والتماسك في غزة يبشر بمرحلة جديدة يتجه فيها العدو الإسرائيلي إلى الزوال بإذن الله تعالى.
الجبهات المساندة للشعب الفلسطيني:
أكد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، أن جبهات المساندة التي تساند الشعب الفلسطيني ومجاهديه تواصل عملياتها على أساس الترتيب للتصعيد.. مشيرا إلى أن حزب الله يواصل في جبهة لبنان عملياته الفاعلة والمؤثرة في جبهته المباشرة مع العدو الإسرائيلي.
وأوضح قائد الثورة، أن العراق عاد في تصعيد عملياته من جديد لاستهداف العدو الإسرائيلي إلى فلسطين المحتلة.. كما أن جبهتنا في اليمن مستمرة في العمليات العسكرية في البحر الأحمر والبحر العربي وصولا إلى المحيط الهندي.
وأضاف أن عمليات القصف لأهداف تابعة للعدو الإسرائيلي إلى أم الرشراش جنوبي فلسطين المحتلة مستمرة، حيث بلغت العمليات خلال شهر فقط 34 عملية نفذت بعدد 125 صاروخا باليستياً ومجنحا وطائرة مسيرة.
وأشار إلى أن إجمالي السفن المستهدفة بلغ 90 سفينة وسط اعتراف أمريكي وبريطاني بعجزهم التام عن وقف الهجمات.. قائلا: مع الاعتراف الأمريكي والبريطاني بالعجز عن وقف هجماتنا عبروا عن إعجابهم بالقدرات العسكرية المتطورة.
العدوان الأمريكي البريطاني المستمر على اليمن:
أوضح قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، أن العدوان الأمريكي البريطاني استمر على بلدنا إسنادا للعدو الإسرائيلي وحماية لإجرامه في قطاع غزة.. مشيرا إلى أن هذا العدوان يقترب من اكتمال ثلاثة أشهر نفذ فيه 424 غارة وقصفا بحرياً.
وأوضح السيد القائد، أنهُ خلال العدوان الأمريكي البريطاني ارتقى 37 شهيدا و30 جريحا.. قائلا: نحتسب الشهداء في سبيل الله تعالى وفي موقف مشرف عظيم في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس.
وأكد قائد الثورة، فشل الأعداء وإخفاقهم في منع العمليات أو الحد منها، والنتائج التي حققتها قواتنا مهمة جدا، بالرغم من محاولات الأعداء التمويه والاستهداف إلا أنهم فشلوا.
المظاهرات والمسيرات والفعاليات المساندة لغزة:
أكد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، أن المظاهرات والمسيرات والفعاليات ومختلف الأنشطة متميزة عن كل البلدان والشعوب العربية والإسلامية.. مشيرا إلى أن المسيرات كانت في الأسبوع الماضي بأكثر من الأسابيع الماضية وتوسعت إلى مناطق إضافية.
وقال قائد الثورة: تتضح أهمية يوم القدس العالمي أكثر مع التطورات الراهنة والعدوان الإسرائيلي بهمجيته ووحشيته، وإجرامه الفظيع ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.. مضيفا أن يوم القدس العالمي هو مناسبة تهدف إلى رفع الوعي في صفوف الأمة وإحياء الشعور بالمسؤولية تجاه قضية فلسطين.
وأوضح أن القضية الفلسطينية لا تقبل المساومة لأن على رأسها المسجد الأقصى الشريف.. مبينا أن الشعب الفلسطيني المسلم المظلوم الذي هو جزء من هذه الأمة يعاني من الإجرام الإسرائيلي منذ عقود.. مؤكدا أن العدو الصهيوني اليهودي هو عدو للأمة بكلها.
وأضاف أنهُ لولا جهاد الشعب الفلسطيني والمقاومة في لبنان لكان وضع الدول العربية الأخرى، وبالذات المجاورة لفلسطين مختلفا عما هو عليه.. مؤكدا أن الأمة بحاجة إلى تذكيرها بمسؤوليتها الدينية تجاه القضية الفلسطينية مقابل مساعي التغييب والإلهاء عنها.
وأشار إلى أنهُ تم تغييب القضية الفلسطينية من المناهج الدراسية والخطاب الديني والأنشطة التثقيفية والتوعوية.. لافتا إلى أن القضية الفلسطينية فرضت نفسها من جديد بجهود وتضحية الشعب الفلسطيني ومجاهديه.
وقال إن هناك محاولات حثيثة من جانب الأعداء لتقديم صورة مزيفة تغطي على الوجه القبيح للعدو الإسرائيلي.. كما أن هناك محاولات تقديم العدو الإسرائيلي على أنه يمكن الدخول معه في سلام وفي علاقات طبيعية.
وأضاف أن بعض الأنظمة العربية حاولت أن تشوه الموقف الفلسطيني وموقف المجاهدين.. كما أن هناك محاولات لتصوير الموقف الفلسطيني وكأنه عبارة عن افتعال مشاكل من أجل إيران.
وتابع: هناك محاولات لتشويه أي موقف مساند لفلسطين، والموقف الإيراني تعرض للتشويه مع أنه موقف إسلامي مشكور في إطار مسؤولية إيمانية ودينية.. كما أن هناك حملات مكثفة جداً لتحويل بوصلة العداء عن العدو الحقيقي للأمة العدو الإسرائيلي تحت عناوين فتنوية طائفية.
وستطرد بالقول: التشكيلات التكفيرية اتجهت بكل حقد وإجرام لمحاولة جر الخصومة بين الشعوب المسلمين وتدمير الأمة من الداخل وتشويه الإسلام وإبادة من يعادي العدو الإسرائيلي.
وأوضح قائد الثورة، أنهُ ينبغي المقارنة بين اهتمام الأعداء بمساندة ودعم العدو الإسرائيلي ومدى اهتمام الدول العربية والإسلامية في دعم ومساندة الشعب الفلسطيني.. قائلا: أمريكا بكل إمكاناتها تحركت سياسيا وإعلاميا وعسكريا وعلى كل المستويات وبدعم مفتوح ونظمت جسرا جويا وبحريا.
وأضاف أن التحرك الأمريكي والبريطاني والغربي كان في مقابل عملية في يوم واحد شعروا بخطورتها على العدو الإسرائيلي.. مبينا أن الشعب الفلسطيني لأكثر من 75 سنة وهو يتعرض لجرائم الإبادة والأنظمة والحكومات العربية والإسلامية لا تتحرك بمثل تحرك الأعداء في مقابل يوم واحد من شعورهم بالخطر على العدو الإسرائيلي.
تجويع الشعب الفلسطيني والتخاذل العربي:
أشار قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، إلى أن تجويع مليوني فلسطيني من الجرائم الرهيبة التي يفترض أن تدفع بشكل كبير البلدان العربية والإسلامية للتحرك الجاد.. متسائلا بالقول: أين هي الدول العربية الكبرى في مقابل تحرك أولئك مع العدو الإسرائيلي؟ الحضن العربي الذي سمعنا عنه في بداية العدوان على اليمن قبل 9 سنوات أين هو؟!
ولفت إلى أن التفريط وصل إلى درجة التفرج على تجويع الشعب الفلسطيني وعدم تقديم الغذاء فيما أولئك يقدمون للعدو الإسرائيلي السلاح.. قائلا: ما يؤسف أكثر هناك معلومات عن تواطؤ بعض الدول العربية وتشجيعها للعدو الإسرائيلي، وتقديمها بشكل أو بآخر لمساعدات أو بضائع للعدو الإسرائيلي.
وقال: لم يرقَ الموقف العربي لدى أكثر الدول العربية إلى مستوى موقف سياسي وموقف اقتصادي ومقاطعة للعدو الإسرائيلي.. مبينا أن تخاذل معظم الدول والبلدان الإسلامية يدل على الحاجة الملحة فعلا إلى الوعي والشعور بالمسؤولية.
الأمة بحاجة لحركة وعي في أوساطها:
أكد قائد الثورة، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن الأمة تحتاج إلى حركة وعي في أوساطها لأن الأنظمة بكل بساطة تكبل شعوباً كبرى عن التحرك.. قائلا: متى سيكون الجهاد في سبيل الله إن لم تتحرك في مواجهة الطغيان والإجرام الصهيوني الإسرائيلي.
وشدد قائد الثورة في كلمته، على أهمية أن تقف الأمة موقف القرآن الكريم وإلا فلا نجاة لها.. مؤكدا أن التفريط في القضية الفلسطينية هو تفريط بمبادئ وأخلاق وقيم تجاه تعليمات الله سبحانه وأوامره.
وأشار إلى أن ترسيخ النظرة القرآنية هو الذي يرفع مستوى الوعي في أوساط الأمة ويحميها من مؤامرات أعدائها.. مبينا أن العدو الأشد عداء لهذه الأمة والأكثر خطورة عليها هم اليهود، وهذا ما يحاول الآخرون أن يغيبوه من ذهنية الأمة.
وأوضح السيد القائد، أن هناك من يريد تحويل علاقة الأمة مع عدو الأمة إلى أنه صديق وأنه يمكن التحالف معه.. مشيرا إلى أن الأعداء حركوا فتنة التكفيريين ضمن مساعيهم لتحويل بوصلة العداء لغير اليهود.
اللوبي اليهودي واستهداف الأمة الإسلامية:
وأوضح قائد الثورة، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن العدو الإسرائيلي من خلفه اللوبي اليهودي يتحرك في أمريكا وبريطانيا وأوروبا لاستهداف الأمة الإسلامية.. موضحا أن الحركة الصهيونية مرتبطة باللوبي اليهودي الذي يتزعم التحرك المعادي للمسلمين في المقدمة والمعادي للبشرية.
وأشار إلى أن من أهم ما ينبغي أن يعيه المسلمون وأن يترسخ لديهم الوعي عنه هو طبيعة الصراع مع العدو الإسرائيلي الذي يشتغل لاستهداف الأمة استهدافا شاملا.. مبينا أن عدو الأمة يسعى لاختراق الأمة من الداخل لكي تكون مطيعة له بما يسهل عملية السيطرة عليها.
ولفت إلى أن العدو يسعى لتزييف وتحريف المفاهيم الدينية بما يخدمه ويخضع الأمة له.. كما يسعى لنشر الفساد في كل شيء لنشر الفواحش والرذائل بما يسهل له استهداف كل قيم العفة التي تصون الأمة، ويسعى لتجريد الأمة من عناصر القوة المعنوية في إيمانها، ويسعى لضرب الأمة في اقتصادها لتكون إما سوقا استهلاكية أو أن تعاني من الأزمات الاقتصادية.
وقال: إن العدو يسعى لضرب الاستقرار السياسي والأمني للأمة وتغذية الفتن والنزاعات والصراعات لتمزيق الأمة وبعثرتها.. مؤكدا أن الخطر على الأمة هو في غفلتها وجمودها وتجاهلها لما يعمله ويخطط له العدو.
وأضاف أن الأمة بحاجة إلى أن تكون في حالة يقظة كاملة تجاه مؤامرات العدو وأهدافه وأن تكون واعية بمؤامراته ومخططاته.. كما أن على الأمة أن تكون في موقف الفعل والعمل للتصدي للعدو ومؤامراته في كل المجالات.
وشدد على ضرورة أن تسعى الأمة لأن تكون أمة قوية.. قائلا: الأمة موعودة بالنصر متى اعتصمت بالله واستجابت له وانطلقت في مهامها ومسؤولياتها المقدسة والعظيمة.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: يوم القدس العالمي قائد الثورة السید عبدالملک عبدالملک بدرالدین الحوثی مع العدو الإسرائیلی العربیة والإسلامیة القضیة الفلسطینیة یوم القدس العالمی للعدو الإسرائیلی الشعب الفلسطینی الإسرائیلی إلى الدول العربیة هناک محاولات وأشار إلى أن مشیرا إلى أن مبینا أن وأضاف أن مؤکدا أن قطاع غزة أن العدو أن تکون أن هناک فی غزة کما أن
إقرأ أيضاً:
خطاب استثنائي للسيد القائد.. التحذير من مخطط بعثرة الأمة والأطماع الأمريكية الصهيونية في المنطقة
يمانيون/ تقارير
قدّم السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- مساء الخميس الماضي خطاباً تاريخياً، توعوياً، استثنائياً، حول المخاطر المحدقة بالأمة، والأطماع الأمريكية الصهيونية بالمنطقة.
وتطرق السيد في خطابه للكثير من العناوين المهمة وما يدور في منطقتنا من أحداث تستوجب الإصغاء لما يقدمه من تنبيهات، ورسائل، ونصائح، ومخاطر، مقدماً الحلول الناجعة لها، وكيف يمكن المواجهة والانتصار على كل التحديات والمخاطر، سواء في فلسطين المحتلة، أو سوريا، ولبنان، وبقية المنطقة.
يؤكد -حفظه الله- أن العدو الرئيس للأمة هي أمريكا، وهي التي تتحكم بأذرعها في المنطقة، وتقدم لها الدعم والمساندة، وعلى رأسها العدو الإسرائيلي، معطياً مثالاً على ذلك، ما يحدث في قطاع غزة، فالعدوان المتواصل على المدنيين في القطاع لأكثر من 440 يوماً يتم بالشراكة الأمريكية، حيث يستهدف العدو الإسرائيلي سكان القطاع بالقنابل والصواريخ الأمريكية المدمرة والحارقة، ويتم القاؤها حتى على مخيمات النازحين.
لذلك، فإن كل ما يحدث في قطاع غزة من تجويع، وقتل، وإبادة، وتهجير، وقصف للمستشفيات، وظلم لا يطاق، من أبرزه منع نقل جثامين الشهداء ودفنها، وتعمد جيش الاحتلال على إبقائها في الشوارع لتنهشها الكلاب، فإن الولايات المتحدة الأمريكية شريكة في ذلك؛ كونها الداعم الأول، والأبرز للعدو الإسرائيلي، والمشجع له على ارتكاب كل هذه الجرائم.
وإذا كان هذا الحال في قطاع غزة، فإن ما يحدث في لبنان يمضي في هذا السياق، فالعدو الإسرائيلي ينكث بعهده ووعده والتزاماته، وهو عدوٌ غدار، مخادع -كما يقول السيد القائد- فالأجواء اللبنانية لا تزال مستباحة، وجيش الاحتلال يحتل مناطق لم يدخلها من قبل، واللجنة المشرفة على الاتفاق تتعامل بتدليل مع العدو الإسرائيلي، فهو ابنهم غير الشرعي المدلل، يدللونه على حساب ما يرتكبه من جرائم بحق العرب، وبحق شعوب هذه المنطقة، والكلام للسيد القائد.
وجهان لعملة واحدةويكتمل التناغم والانسجام بين الأمريكي والإسرائيلي من خلال التطورات والأحداث الأخيرة في سوريا، فالعدو الإسرائيلي يعمل وفق مسارين:
الأول: احتلال أجزاء واسعة من سوريا.
الثاني: استكمال تدمير القدرات العسكرية لسوريا.
ويرى السيد القائد أن العدو الإسرائيلي مستمر في قضم الأراضي السورية، ويتوغل باتجاه السويداء، ويسعى لربطها بمناطق البادية السورية الواقعة تحت الاحتلال الأمريكي والسيطرة الأمريكية، موضحاً أن التحرك الإسرائيلي بهذه الطريقة يأتي في محاولة تنفيذ مخططه “ممر داود” وهو يهدف إلى التوغل الذي يصله بالأمريكي في المناطق التي يحتلها الأمريكي ويسيطر عليها في سوريا في المناطق الكردية، وصولاً إلى نهر الفرات، وهذا ما يحلم به الإسرائيلي ويأمله، ويسعى إلى تحقيقه، ويرى الفرصة متاحة أمامه لتحقيق ذلك، فهو يسعى للاتصال إلى الامتداد الأمريكي الممتد إلى الفرات، في ما يسميه العدو الإسرائيلي بـ”ممر داوود” كما يقول السيد القائد.
ولهذا، فإن العربدة الإسرائيلية في سوريا، والسيطرة على مواقع استراتيجية كجبل الشيخ، واستباحة سوريا براً وبحراً وجواً، وتدمير القدرات العسكرية للجيش السوري، يضع تساؤلات عدة من أبرزها: ما الذي يشجع العدو الإسرائيلي على ما يفعله من جرائم في فلسطين وسوريا ولبنان؟
يؤكد السيد القائد هنا أن الأمريكي له دور أساسي في كل ما يفعله الإسرائيلي، لأنه شريكٌ معه، وكلاهما وجهان لعملةٍ واحدة، هي الصهيونية، وكلاهما يؤمن ويعتقد بالصهيونية، لافتاً إلى أن كل هذه الاعتداءات بكل ما فيها من وقاحة واستباحة واضحة، ولا تستند إلى أي مبرر إطلاقاً، فإن الأمريكيين والغربيين يسمونها “دفاعاً عن النفس”.
ويفند السيد القائد هذه الادعاءات الماكرة، مؤكداً أن ما يحدث في منطقتنا هي اعتداءات، واحتلال، وقتل لشعوب أمتنا، ونهب لثرواتها، ومقدراتها، وإذلال لها، وامتهان للكرامات، متسائلاً: إذا كان من يمارسه ويقوم به هو الإسرائيلي أو الأمريكي يُسمَّى دفاعاً عن النفس؛ فماذا عن التحرك الفعلي والمشروع لشعوبنا المظلومة والمستباحة والمعتدى عليها؟
تغيير ملامح المنطقة
وللتأكيد على واحدية المشروع الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة، يتطرق السيد القائد إلى نقطتين مهمتين في خطابه:
النقطة الأولى: تدمير الأمة من الداخل عن طريق حرف بوصلة العداء عن العدو الحقيقي للأمة، حيث يعمل العدوّان الأمريكي والإسرائيلي على حظر أي نشاط لتعبئة الأمة وتوعيتها عن العدو الإسرائيلي وخطورته، بما فيها أبسط الأشياء مثل مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية، إضافة إلى الضياع والتيه الذين يعيشهما كثير من الناشطين والإعلاميين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومناصرة بعض القنوات الفضائية للعدو الإسرائيلي، والعمل لصالح أمريكا، وتغييب القضايا الكبرى للأمة.
النقطة الثانية: تغيير الشرق الأوسط الجديد: يؤكد السيد القائد أن هذا المشروع هو صهيوني بحد ذاته، وهو مشروع تدميري، كارثي على أمتنا الإسلامية، ولا يجوز التغاضي عنه أو تجاهله، لافتاً إلى أن العدو بات يتحدث عنه بكل جرأة ووقاحة، والمؤسف أن تنفيذ جزء كبير من المشروع في الخطة الإسرائيلية الأمريكية موكول إلى أنظمة وجماعات وكيانات، ويتحمَّل الوكلاء أعباءه الكبرى في التمويل، وفي التكاليف المالية.
ويهدف المشروع الصهيوني -وفقاً للسيد القائد- إلى توسيع الاحتلال المباشر للعدو الإسرائيلي على الأرض العربية، وفق الخريطة الإسرائيلية المرسومة، بعنوان [إسرائيل الكبرى]، كما يسعى إلى تدمير البلدان العربية، وتفكيكها إلى كيانات صغيرة مبعثرة، متناحرة على الدوام، تحت عناوين طائفية، وقومية، ومناطقية، وسياسية، وفي محيطها ومسيطِرٌ عليها العدو الإسرائيلي في كيانٍ كبيرٍ محتل لرقعة واسعة من هذه البلدان.
ويوضح السيد القائد أن المشهد الأخير للمشروع الإسرائيلي الأمريكي الصهيوني، هو أن تكون منطقتنا العربية مستباحة بأكملها للإسرائيلي، مستباحة في أرضها وعرضها، بحيث يسيطر الثنائي الشيطاني (أمريكا، إسرائيل) على ثروات المنطقة، ومياهها العذبة، ونهب أحسن الأشياء فيها، ثم تتحول هذه الأمة إلى أمة مبعثرة، وإلى دويلات وكيانات صغيرة؛ أمَّا العدو الإسرائيلي فيكون هو الكيان الأكبر، المحتل الغاصب، وتتحول كل المنطقة -في نهاية المطاف- بكل مميزاتها، وبما فيها، إلى موقع سيطرة أمريكية إسرائيلية بالدرجة الأولى؛ لأن الإسرائيلي يراد له أن يكون الوكيل الأمريكي الحصري في هذه المنطقة.
ولتحقيق هذه الأطماع يسعى الأمريكيون والإسرائيليون إلى التهيئة -كما يقول السيد القائد- من خلال نشر الفتن، والصراعات، وتزييف الوعي، وتغيير المناهج، ثم الدخول في جولة أخرى للتوسع أكثر، ثم استنزاف للأمة من جديد، وإغراقها في أزمات، وحروب، وصراعات، وتدجين للأمة أكثر وأكثر؛ لتكون أمةً مستباحة، كالدجاج والغنم.
الجهاد في سبيل الله هو الحلوأمام هذا الواقع المخيف، والأطماع الكبرى للعدوين الأمريكي والإسرائيلي في منطقتنا، وبعد أن قدم السيد القائد تشخيصاً للأحداث، وتقييماً لها، يقدم الحل الأنجع لمواجهة هذه المخططات، مستنداً إلى رؤية قرآنية أصيلة.
يؤكد السيد القائد أن “الموقف الذي فيه العزة، الكرامة، الحُرِّيَّة، الشرف، النجاة من الذل والاستعباد والهوان، هو الجهاد في سبيل الله تعالى، والمواجهة للعدو، والتحرك وفق تعليمات الله، والاهتداء بهدي الله تعالى”.
ويشير إلى أن التحرك في سبيل الله، والجهاد في سبيل الله ضد المشروع الصهيوني، والعدو اليهودي، وللتصدي للأمريكي والإسرائيلي، هو ما يمثل حالياً -في الأساس- العائق الفعلي للعدو الإسرائيلي وللأمريكي عن اكتساح المنطقة بكل سهولة.
ويدعو السيد القائد إلى ضرورة الجهاد، والتحرك في الاتجاه الصحيح، كما هو حال النموذج الراقي في غزة، ولبنان، واليمن، وهذا الذي سيعيق المخططات الأمريكية الإسرائيلية في المنطقة ويفشلها.