مسلسل “ما اختلفنا” ينقل واقع المجتمع العربي بطرافة
تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT
متابعة بتجــرد: خالف مسلسل “ما اختلفنا” بمضمونه المسلسلات المعروضة في شهر رمضان الحالي، مبتعداً عن خطوط العنف والقسوة والمشاهد المؤلمة، فاختار الخوض بمواقف كوميدية سلسة، في حياة الإنسان العربي، وما يعيشه من هموم يومية بمختلف شرائحه، من الغني إلى الفقير.
وبرعت لوحات العمل الكوميدي في ولوج حالات اجتماعية قائمة ومستجدة من صميم الواقع، ليمسّ المشاهد بحالات عايشها أو مرّ فيها من قريب أو بعيد، معالجةً بأسلوب فنيّ خلاّق، وكاريكاتوري أحياناً، تتراوح من القضايا الكبرى، على غرار الحكم والسلطة والغربة، وصولاً إلى الأمور الاجتماعية كالغيرة والحياة الزوجية والمتغيّرات التكنولوجية، وأيضاً ملفات شائكة في العلاقة بين الرجل والمرأة، من دون إغفال مشاكل الموظفين وعنائهم اليومي.
وبرزت لوحات عدّة في هذا الإطار، على غرار “البديل”، حيث يلجأ زعيم إلى استنساخ شبيه من أجل الحصول على كلية، بعد تعذّر الحصول على واحدة مناسبة من “عامة الشعب” ومن المسؤولين “الذين يحملون الخيانة في دمائهم”، ولكن المفاجأة الطبيعية تظهر حين تأتي النسخة بطبع مماثل للأصل، ما يدفعها إلى الانقلاب والسيطرة على الحكم!
وخاضت لوحة أخرى بعنوان “خيارك الذكي” التأثيرات التي أحدثتها شبكات التواصل الاجتماعي، من خلال قصة شاب يذهب مع أهله لطلب يد فتاة في منزل ذويها، حيث أصبح المقدّم والمؤخّر و”ملبوس البدن”، عبارة عن صفحات ومتابعين على الـ”سوشيال ميديا” التي بات “المؤثّر” عليها أهم من حامل العلم والشهادات الجامعية!
وعالجت لوحات شؤوناً محلية في بعض الدول العربية، على غرار أزمة انقطاع الكهرباء في سوريا ولبنان، فتحوّل صاحب “الطاقة البديلة” في منزله، إلى “عريس لقطة” ومحط غيرة الجيران. وذلك بالإضافة إلى محاولة السكان الهجرة هرباً من الظروف الصعبة بشتى السبل، رغم خطورة المسارات، ولو بلغ محاول الهرب من العمر عتياً، حتى إذا إضطر إلى تسميم صديق العمر! وفي هذا الإطار، تصدّرت لوحة جسّدت برودة الغربة وقسوتها على أهل طاعنين في السنّ، يعانون بُعد أولادهم المتفرّقين في أنحاء شتّى.
وحضر الحب في أكثر من لوحة، حيث تمّ تشريح مراحله بطرافة من النظرة الأولى إلى الإعجاب وصولاً إلى انتهائه وتخطّيه، بالإضافة إلى طرح معادلة الحب في مواجهة الفقر المنتصر في النهاية، فالعاطفة وحدها لا تؤوي ولا تُشبع.
ومن المواضيع التي ناقشها “ما اختلفنا”، العلاقة الزوجية من أبواب لطيفة، كاعتماد زوج على عصابة لخطف زوجته من أجل تخسيس وزنها، فتبادله بالمثل، ولكن من أجل إكسابه ما فقدته، في إشارة إلى اختلاف وجهات النظر والمعايير الجمالية بين الطرفين، كما تناولت اللوحات تعدّد الزوجات والنكد في المنزل، وغيرها من آفات البيوت.
وطرح المسلسل الكوميدي لوحات منفصلة متصلة لطرق مجموعة من الملفات، كعيادة طبيبة مختصة بـ”الكيد النسائي”، تساعد من تريد الحصول على زوجة صديقها، أو التأكّد من زواج شريكها بأخرى، من خلال تقديمها نصائح شيطانية!
وعلى الصعيد الإعلامي، يسلّط المسلسل الضوء على السلوك الإعلامي في المصائب والأحداث، فالمراسلة أو المذيعة تفترس بكاميرتها المرافقة الضحايا، أي تكون المصيبة التي فُجعوا بها!
واللافت أنّ “ما اختلفنا” تفوّق على هذا النمط من الأعمال التي سبقته، من حيث الاعتماد الكبير على الكراكتيرات وتنوّعها في اللوحات التي فاقت المئة، مع قدرة الممثلين على التلوين في أدواتهم المختلفة شكلاً وأداءً، وهو بطولة نخبة من أبرز نجوم الكوميديا في سوريا ولبنان: باسم ياخور، عبد المنعم عمايري، منى واصف، مازن الناطور، نظلي الرواس، محمد خير الجرّاح، نادين تحسين بك، نوار بلبل، نبال الجزائري، سوسن أرشيد، محمد حداقي، غبريال يمين، أندريه سكاف، ريم علي، ديمة الجندي، شادي الصفدي، رنا شميس، سلمى المصري، جمال العلي، غسان عزب، عبد الرحمن قويدر، مازن عبّاس، سليمان رزق، دلع نادر، آنّا السيّد، سيرينا محمد…
وحمل المسلسل توقيع شركة “ميتافورا للإنتاج الفني”، من تأليف مجموعة من أبرز الكتّاب العرب، بإشراف الكاتب زياد ساري والمنتج المنفّذ أسامة الحمد، وإخراج وائل أبو شعر، الذي قدّم حلولاً بصرية جديدة على الصعيد الكوميدي مع قدرة على التجديد بين لوحة وأخرى من حيث الصورة والمواضيع والشخصيات، والأبرز توأمة الكادرات مع الموقف أو الحوار برؤية تعِد بالكثير فنياً.
main 2024-04-04 Bitajarodالمصدر: بتجرد
كلمات دلالية: ما اختلفنا
إقرأ أيضاً:
بعد هروب حاملة الطائرات “لينكولن”.. لمن البحر العربي اليوم؟
يمانيون/ تقارير
لقد نجحت مدرسة اليمن العسكرية في هزيمة الأساطيل الأميركية، وقد يرى البعض أن الحديث عن انتصار كهذا سابق لأوانه، إلا أن من يعرف الجيش اليمني ويدرس جيداً مسار هذه المعركة يصل إلى نتيجة أن اليمن انتصر فعلاً.
جاءت حاملة الطائرات آيزنهاور ترافقها قطع حربية أميركية وغربية متعددة مصحوبة بهالة إعلامية طالما استخدمتها واشنطن ضد خصومها، والمؤلم أن حلفاءها في المنطقة روّجوا وهلّلوا للوجود العسكري الأميركي أكثر من البيت الأبيض ومتحدثه والبنتاغون ووزارة الخارجية الأميركية.
جاءت واشنطن ومعها فخر أسلحتها الاستراتيجية ومقدمة بحريتها النارية محاولة عسكرة البحر الأحمر، ومتخذة من إسناد اليمن لفلسطين ذريعة وأسلوباً للتغرير بممجتمعها ومجتمع المحيط العربي ولتنفيذ هدفها المتمثل بالدفاع عن الصهيونية العالمية.
جاءت واشنطن وهي تنوي ارتكاب خطأ استراتيجي لا يقل عن الخطأ الذي ارتكبه نتنياهو ومتطرفو الكيان، وحشدت ليس الرأي العام فحسب بل أدواتها في المنطقة والعالم، وكان أن تعثرت سريعاً في أول مهماتها العدوانية.
لقد انتهج اليمن مدرسة عسكرية خاصة للتعامل والتعاطي مع الأساطيل الأميركية ومع الوضع العسكري الداخلي بكل تشعباته، هذه المدرسة هي التي دفعت بواشنطن إلى تخصيص مراكز أبحاث خاصة ووحدات في أجهزة استخباراتها تسلط الضوء على اليمن، وتفعل كل مقدراتها للنيل من البلد الجغرافي الحساس والمهم اليمن العنيد المفعم بالخبرة العسكرية الشجاعة.
لقد بدأ اليمن مدرسته العسكرية بالعنف العسكري، إن صح التعبير، ومنذ الوهلة الأولى لم يتدرج في طريقته الدفاعية وهو يعلم أن هذه الحرب قد تطول وقد تكون حرب استنزاف طويلة الأمد، لكنه لم يغرق في هذه الحسابات بل أخرج ما لديه من قدرات وصفع بها واشنطن، وبعد كل صفعة على خد العدو كان الجيش اليمني يرسل رسائل النار إلى الأدوات في المنطقة والداخل والكيان المجرم، أن أي إشغال أو حرب ضد اليمن لا يمكن أن تحرفه عن استهداف العمق الإسرائيلي ولو كان بحجم أميركا وأساطيلها.
نعم، أثبت اليمن لعدوّه قبل صديقه أن لديه مدرسته العسكرية الخاصة التي ينطلق منها، فبدلاً من حرب استنزاف طويلة والغرق في الحسابات، كانت الضربات الكبرى في بداية المعركة البحرية، وكان الاستهداف لأميركا في البحر الأحمر والعربي وخليج عدن وباب المندب مستمراً ومتنامياً وبدقة صدمت العدو ودفعته إلى الهروب والعودة إلى مرابض حاملاته.
إن أسلوب الزخم العسكري اليمني أثبت فاعليته في حرب الطوفان، فهربت “آيزنهاور” وعين الصين وروسيا ترقبها، فضلاً عن عين اليمن التي لم تغفُ دقيقة واحدة في رصدها واستهدافها وإشغالها، وهذا ما جعل طاقم حاملة الطائرات “آيزنهاور” يقول إن الزخم العسكري اليمني نوعي ومخيف ومتقدم.
ولأن اليمن يرى أن كل الخطوط الحمر قد تم نسفها من قبل العدو في فلسطين، ودمر كل جسر يمكن البناء عليه، ولم يتبق على جسد بايدن أي شيء لستره، بل خلع كل الأقنعة وكل الأزياء التي كانت أميركا طيلة تاريخها تحاول إظهارها أنها بلد الحريات والإنصاف وبلد الإنسان بكل ألوانه وأشكاله، كان لا بد من الرد بالمثل فكانت مدرسة اليمن العسكرية هي الدقيقة والقوية والفعالة في مواجهة الغطرسة الأميركية في المنطقة، بل يمكن البناء على أن مدرسة اليمن العسكرية هزمت ما يسمى بتحالف الازدهار، وهزمت أيضاً معه الكيان وأسقطت بعض المشاريع التي كان العدو يخطط للقيام بها اليوم أو يخطط لتنفيذها مستقبلاً.
لقد أسقطت هذه المدرسة والزخم العسكري النوعي والدقيق مشروع واشنطن العسكري، ودفعت بواشنطن الى إعادة التجربة من خلال إرسال حاملة طائرات جديدة حملت اسم “إبراهام لينكولن”، والتي أتت بعد هروب رفيقتها “آيزنهاور” ولكنها تمركزت هذه المرة في البحر العربي، بعيداً إلى حد ما عن حدود اليمن البحرية.
مع ذلك، اعتقد العدو أن تمركز حاملة طائراته في البحر العربي سينقذها من زخم صواريخ اليمن وطائراته المسيرة، وقام الأسطول الأميركي بتنفيذ عدة عمليات في العمق اليمني، دفع إلى التعامل معه عسكرياً فكانت الضربات المتتالية.
والمذهل في المعركة البحرية الطاحنة، أن العدو درس أسلوب اليمن العسكري، وكشف نوع الأسلحة المستخدمة ضد أساطيله ودرس التوقيت والدقة والمدى والأسلوب والقرار، ونقل كل المعطيات بعد هروبه ومغادرته إلى الأسطول الجديد “إبراهام” ومع كل ذلك، كان الفشل الصادم هو ما حدث.
فبعد العدوان المستمر على اليمن من قبل الطائرات الأميركية والبريطانية، قرر اليمن إعادة التعامل بمدرسته العسكرية الخاصة، زخم عسكري مصحوب بنوعية الضربات ودقتها، فجهز صواريخه وطائراته وأسلحته التي لم تستطع الأقمار الصناعية ولا الاستخبارات الأميركية اكتشافها وتحييدها ورصد تموضع الأسطول الأميركي في البحرين الأحمر والعربي، واكتشف مخططاً لاستهداف اليمن بشكل واسع وغير مسبوق فقام بعملية نوعية أقل ما توصف بأنها ملحمة عسكرية عاشها العدو وأدرك خطورة هذا البلد وشعبه وقائده.
وكشفت مصادر الميادين أن حاملة الطائرات الأميركية “أبراهام” أطلقت أسراباً من الطائرات الحربية للقيام بهجوم واسع يستهدف عدة محافظات يمنية فقام الجيش اليمني بعملية استباقية متصدياً الطائرات الأميركية، واستقبلت “أبراهام” ما يقرب من 29 صاروخاً باليستياً وبحرياً وطائرة مسيرة، في عملية مرهقة ومعقدة وغير مسبوقة ضد القوات الموجودة فوق هذا الأسطول، توزعت مصادر النيران لهذه العملية وفقاً للتخطيط الزمني السريع الذي اتخذه الجيش اليمني وبنى عليه وانطلق من خلاله، لتستمر المناورة العسكرية مع هذا الأسطول ما يقرب من ثماني ساعات متتالية، وفقاً للمتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، وهذا ما دفع بحاملة الطائرات إلى التراجع والهروب.
هذه العملية شكلت صدمة لقيادة الأسطول العسكري، ودفعت به إلى إعادة حساباته العسكرية ومعها إعادة حاملة الطائرات “أبراهام” إلى مربضها، وفقاً لما نشره المعهد البحري الأميركي الذي أكد أن “يو إس إس أبراهام لينكولن” غادرت الشرق الأوسط بعد دخولها منطقة الأسطول السابع الأميركي تاركة الشرق الأوسط من دون حاملة طائرات للمرة الثانية فقط خلال أكثر من عام، وقد تكشف الأيام المقبلة تفاصيل هزيمة هذه الأساطيل وقوة اليمن العسكرية والشعبية.
وخلاصة لما سبق، يرى خبراء عسكريون أن مدرسة اليمن العسكرية بدأت معركتها بتقديم بعض الأوراق العسكرية الاستراتيجية واستخدامها في الوقت المبكر، ما قد يمثل حلاً وردعاً حقيقياً للعدو وقد تفشل مخططاته، مع دراسة احتمال كل خيارات الحرب والاستعداد لها، وفقاً للتجارب ومعطيات الميدان والتكنولوجيا الحديثة للعدو وللجيش أيضاً.
كما إن استخدام الزخم العسكري في بدايات المعركة، خصوصاً مع عدو لم يعتد على الخسارة، هو أحد الحلول العسكرية وإحدى الخطوات المهمة لمعنويات الجيش والشعب ولمعنويات العدو وأدواته ولقياس نبض الحرب.
لقد نجحت مدرسة اليمن العسكرية في هزيمة الأساطيل الأميركية، وقد يرى البعض أن الحديث عن انتصار كهذا سابق لأوانه، إلا أن من يعرف الجيش اليمني ويدرس جيداً مسار هذه المعركة يصل إلى نتيجة أن اليمن انتصر فعلاً، ولا يزال يملك الكثير والكثير من الخيارات والأساليب العسكرية، خصوصاً أن لغة السلاح هي اللغة التي تعم المنطقة بأسرها ويجب التعامل معها بالمثل، وصنعاء ترى أن تقديرها للخيار العسكري في التعامل مع أميركا والكيان هو التقدير والطريقة الدقيقة وهو أسلوب ومنهج مصدره مدرسة قرآنية لا بشرية عسكرية خالصة، وهذا أيضاً ما يدركه تماماً البيت الأبيض وعجز عن التعامل معه وإيقافه ويراه اليمن أن أدق منهج يمكن السير عليه دائماً هو منهج ومدرسة: عين على القرآن وعين على الأحداث”.
نقلا عن الميادين نت