إن أعظم مربى فى الوجود هو النبى صلى الله عليه وسلم، وأشرف جيل تربى على ظهر الأرض هو الجيل الذى أدبه ورباه النبى، وأجمل أوصاف وأعظم أخلاق هى ما تحلى بها أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم ببركة تربية النبى محمد لهم، ولذا قيل لأحد الصالحين: هل يمكن أن يأتى جيل مثل جيل الصحابة؟ قال: لا، قيل: لم؟ قال لأنهم يلزمهم أن يصحبوا شيخاً مثل رسول الله وهذا أبدًا لن يكون فهو خير معلم وهو أشرف من تعلم.
- من هديه المبارك فى التربية الحوار واغتنام الفرص، فقد يجاورهم ليصل إلى فكرة يثبتها فى عقولهم ويرشدهم ويهذب بها نفوسهم ويدلهم على الخير الموصل إلى رضا الله تعالى.
- من هديه فى التربية كان إذا أمر بأمر ينفذه على نفسه أولاً فيكون له قدوة.
- من هديه كان يتعهد أصحابه فيسألهم عن أحوالهم وعباداتهم تنشيطاً لهم ورفعة لهمتهم.
- من هديه كان يرغب الصحابة فى الدرجات العالية ويبعث فيهم الرغبة فى التنافس فى الخير.
- من هديه كان يلفت نظرهم إلى ما يهمهم أو الأهم لهم فى دينهم ودنياهم.
- ومن هديه التلميح وليس التصريح فى نصح من أراد نصحه فلا يصرح بأسمائهم ولكن يستر عليهم، فيقول ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا.
- من هديه أنه رباهم على السمع والطاعة ومعرفة بركة الانقياد إلى السنة.
- من هديه أنه رباهم على الطاعة المطلقة لله ورسوله وما عداهم، فلا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق.
- ومن هديه ثناؤه على أهل الفضل والتضحية مبشراً إياهم ليكون ذلك دافعاً لغيرهم.
- ومن هديه أنه رباهم على احترام من له السبق والبذل فى الإسلام فيعرفون له قدره.
- ومن هديه رباهم على البذل والعطاء والتضحية وكان هو مثلاً أعلى فكان أجود الناس وأشجعهم.
- رباهم على الزهد فى الدنيا والرغبة فى الآخرة.
- رباهم على علو الهمة وطلب أعالى الأمور.
- رباهم على الصبر على البلاء وأن الابتلاء سنة ماضية وأهل الحق لا بد أن يبتلوا.
- رباهم على حسن الخلق مع القريب والبعيد مع العدو والصديق.
- ومن هديه يضرب المثل لينشط أذهان أصحابه مختبراً ذكاءهم.
ذ كان يشوق الصحابة للعلم ويسهل عليهم حفظه.
- رباهم على التيسير لا التعسير رغبة فى استمرارهم وثباتهم على الطاعة.
- من هديه كان يرغب الصحابة فى الاجتهاد والطاعة ببيان فضل هذه الطاعة والعبادة.
- ومن هديه كان يمازحهم لإدخال السرور عليهم ولكن لا ينطق إلا الحق.
- ومن هديه كان يحذر أصحابه من أسباب الغواية ويسد دونهم أبواب الفتن.
- ومن هديه أنه كان دائم الدعاء لهم بالخير والفلاح، وكان يربيهم على الاسقفاف والاستغناء عن الناس، ورباهم على المؤاخاة فيما بينهم وعلى زيادة محبتهم فى الله.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الجيل الذى
إقرأ أيضاً:
بين عمّان وبغداد… رمحُ الله لا ينكسر
#سواليف
بين عمّان وبغداد… رمحُ الله لا ينكسر
بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة
بالنظر إلى ما ورد من تعليقات على المقال الذي نُشر قبل يومين في صحيفة “رأي اليوم” تحت عنوان: ” #الأردن و #العراق: أخوّة فوق العواصف… لا تهزّها المباريات ولا تغيّرها اللحظات العابرة”، لا يسعنا إلا أن نرفع الصوت عاليًا من جديد، تأكيدًا على رفضنا المطلق لمحاولات التشويه الرخيصة، والحملات المشبوهة التي تسعى للنيل من العلاقة الأخوية الصافية بين #الشعبين #العراقي و #الأردني، وهي علاقة لم تصنعها المواقف الطارئة، بل رسختها سنين المحنة والموقف، والدم المشترك، والمصير الواحد.
مقالات ذات صلة ارتفاع عدد الشهداء الصحافيين في غزة إلى 209 منذ بدء حرب الإبادة الجماعية 2025/04/01إنّ ما شهدناه على وسائل التواصل الاجتماعي طوال الأيام الماضية لم يكن حدثًا عرضيًا ولا صدفة بريئة، بل كان نتيجة عملٍ منظّم لأيدٍ خبيثة، وأجندات مظلمة تتحرّك بسبق إصرار وترصّد لتعكير صفو هذه العلاقة النبيلة، المستندة إلى التاريخ والوجدان العربي المشترك. ما جرى هو حملة مقصودة، تقودها جهات لا تسعى سوى لتأليب الشعوب وتمزيق روابطها، فسلّطت الذباب الإلكتروني علينا من كل حدب وصوب، يحاولون إشعال فتنة لن تُثمر، لأنهم لا يملكون من أدوات الفهم سوى السفه، وقديمًا قيل: ما ضرّ بحرَ الفرات يومًا أن خاض بعضُ الكلاب فيه.
هؤلاء لم يسفهوا إلا أنفسهم. فقد ظنّوا أن بضعة مقاطع فيديو مفبركة، أو هتافات مسيئة من قلة لا تمثل إلا ذاتها، قادرة على أن تهزّ شجرة زرعها الوفاء، وسقاها التاريخ، وامتدت جذورها في ضمير كل أردني وعراقي شريف. لكنهم لا يعرفون أن العلاقات الأردنية العراقية، الشعبية والرسمية، هي علاقات إخوة راسخة دائمة، لا تهزّها دسائس ذباب الموساد الصهيوني، ولا تأليب ذباب ملالي طهران، ولا صرخات الحاقدين في زواريب الإعلام الأصفر.
لقد مرّت علاقتنا بأوقات عصيبة في السابق، وتجاوزتها بكل عزة وكرامة، فهل يمكن أن تهزّها اليوم مباراة أو كلمة طائشة؟! وهل تُقاس شعوبٌ عظيمة بمواقف أفراد؟! إن الأردن، بقيادته الهاشمية وشعبه العروبي الأصيل، لم يكن يومًا إلا في خندق العراق، كما لم يتأخر العراق يومًا عن الأردن، وهذا ما لا تستطيع أن تمحوه كل تغريدة، ولا أن تشوّهه كل منصة مغرضة.
وفي هذا المقام، لا بد أن نذكّر بأن الأردن كان أول دولة عربية كسرت الحصار الجائر على العراق، في زمن انفضّ فيه الجميع، وتحمل من الضغوط ما لم تتحمله دولة في حينه، لكنه لم يتخلّ، ولم يتراجع، بل فتح بابه للعراقيين كما يفتح الأخ حضنه لأخيه. وفي المقابل، لا يمكن للأردنيين أن ينسوا كيف كان العراق عمقهم الشرقي، وحارس بوابتهم، وصاحب المواقف الأصيلة التي لن ينكرها إلا جاحد أو مغرض.
أما من يطالب اليوم باعتذارات رسمية عن تصرفات فردية، فنقول له بكل وضوح: لا اعتذارات بين الأشقاء، لأن البيت الواحد لا يحتاج إلى بيانات رسمية لتجاوز لحظة انفعال. قرارات الدول لا تُبنى على ردات فعل فردية، ولا تُمتحن أخوّة الشعوب في كل زلة. نحن نُقدّر مشاعر الألم، وندرك أن الجرح حين يكون من القريب يكون أعمق، ولكننا نراهن على العقلاء من الطرفين، لا على من يتاجرون بالجراح.
وصدق الفاروق عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، حين قال:
“العراقُ جمجمةُ العرب، وكنزُ الإيمان، ومادةُ الأمصار، ورمحُ الله في الأرض، اطمئنوا، فإنّ رمحَ الله لا ينكسر”.
فالعراق سيبقى رمح الأمة، وسيبقى الأردن درعه، وما يجمعهما ليس مصالح، بل أخوّة أبدية. إنّ العلاقات بين الشعوب لا تُقاس بمنشور، ولا تهتزّ بتصريح، بل تُقاس بتاريخ من النبل والمواقف، وما بين الأردن والعراق تاريخ لا يُنسى.
ختامًا، نقولها بملء القلب والعقل: ستبقى عمّان وبغداد على العهد، لا تُفرّق بينهما مباراة، ولا تُغيّر ودّهما كلمات مرتجلة. وسنبقى نؤمن أن ما يجمعنا أكبر من كل ما يُحاول تفريقنا، وأن الأشقاء لا يُحاسبون على زلة، بل يُقدّرون على ثباتهم في وجه العاصفة.
وستبقى العلاقة الأردنية العراقية… كما قال الطيبون: من طين الوفاء، لا تنكسر، ولا تُباع.