إن قوة الدفع إلى سمو الهدف أمر يدل على طيبة القلوب ونقائها، فكلما صفت النوايا خلص العمل، وكان ذلك سببًا لقبوله عند الله، لأنه يدل على طهارة اليد ونقاء النفس وعلو الهمة وسلامة النية من أجل ذلك كان سبب قبول الأعمال هو تخليصها من شبهة الرياء، وتمحيصها من النفاق، وذلك لأن سفل الغرض وانحطاط المقصد دليل دناءة النفوس وخستها، ودليل على الحصول على شهوة زائلة أو سمعة زائفة أو حيلة خادعة.
أن الله لا يرضى من النفوس أن تكون ذليلة مرهونة بسجن وبسياج شهوات تجعل الإنسان المكرم بروح وعقل أحط من حيوان أبكم لم ينل من الله مثلما نال ابن آدم الذى كرمه ربه، وأحاطه بكنفه، وكتب له رحمته، وأغدق عليه بعطفه ولطفه وفضله بالعلم الذى جعل منه قيمة وقامة بين خلق الله التى سخرها الله لخدمته.
ليس عاصمًا للإنسان ودافعًا له سوى إيمان بالله يدفعه إلى معالى الأمور، يبذل فى سبيله كل غال ورخيص لينال ما عند الله من فضله وجوده وعفوه وكرمه.
ووسائل الوصول إلى قمة الأمجاد عديدة وطرقها سهلة إذا اتخذ منها مركبًا من طاعة وعبادة ينال بها ما أعده الله لعباده من منازل الأتقياء ليتعود ويعود نفسه على السعى إلى السمو إلى ما عند الله من نعيم مقيم.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
جناح «الإفتاء» في معرض الكتاب.. منصة لمعالجة قضايا العصر بمنظور شرعي
شاركت دار الإفتاء بجناح خاص فى الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، واختارت الدار الشيخ محمد بخيت المطيعى شخصية جناحها هذا العام، تأكيداً على دوره الرائد فى ترسيخ الفتوى الشرعية والتعريف بالقيم الوسطية، ضمن جهود الدار المستمرة لنشر الفكر الإسلامى المعتدل.
وأكد الدكتور نظير عياد، مفتى الجمهورية، أن مشاركة دار الإفتاء فى هذا الحدث الثقافى الكبير تأتى استكمالاً لدورها فى خدمة المجتمع ونشر قيم التسامح والاعتدال، مشيراً إلى أن الجناح هذا العام يشكل منصة تفاعلية تتيح للزوار التعرف على الدور الحيوى الذى تضطلع به الدار فى معالجة قضايا العصر من منظور شرعى. وأضاف المفتى: «نسعى دائماً لأن يكون جناح دار الإفتاء مساحة تجمع بين العلم والثقافة والفكر الوسطى، حيث نطرح قضايا تتصل مباشرةً بحياة الناس، ونعمل على تصحيح المفاهيم المغلوطة التى تروجها التيارات المتطرفة، مع التأكيد على الدور الإيجابى للفتوى فى تحقيق استقرار المجتمع».
ندوات لمواجهة محاولات التشكيك والتضليل بطرح يجمع بين الأصالة والمعاصرةوأشار المفتى إلى أن إصدارات دار الإفتاء التى سيتم عرضها فى جناح الدار بالمعرض تسعى إلى تقديم إجابات علمية وشرعية متعمقة ومتجددة تلبى تساؤلات المجتمع وتتصدى لمحاولات التشكيك والتضليل، بطرح شرعى يجمع بين الأصالة والمعاصرة، والجناح يوفر منصة للزوار للتفاعل مع علماء الدار، والمشاركة فى الندوات، وطرح استفساراتهم بما يسهم فى تعزيز الوعى الدينى الوسطى ونشر القيم الإنسانية الرفيعة.
ويضم جناح دار الإفتاء فى معرض القاهرة الدولى للكتاب قسماً خاصاً يعرض إصدارات حديثة ومتنوعة تعكس جهود الدار فى تقديم محتوى علمى رصين يتناول القضايا الشرعية والاجتماعية المعاصرة. وقال «عياد» إن الفتوى لا بد أن تعمل على خلق حالة من التوازن بين النصوص الدينية والحكم الشرعى، بعيداً عن التسرع فى إصدار الأحكام، خاصة أن الشريعة صالحة لكل زمان ومكان، والقضايا المستجدة والنوازل تحتاج إلى أحكام شرعية تتطلب الدراسة المتأنية وتراعى قدسية النصوص وتتماشى مع متطلبات الواقع بما يوجب على المفتى امتلاك الرؤية الدقيقة والمعرفة بكيفية الاستفادة من النصوص بما يحقق الخير للبلاد والعباد؛ لأن هذه المقاصد ضرورية لاستمرارية الحياة.
وتشمل الإصدارات سلسلة «قضايا تشغل الأذهان» بأجزائها الثلاثة، التى تقدم معالجات فقهية معمقة للقضايا المستجدة، وكتاب «مكونات العقل المسلم ودرجات المعرفة»، الذى يلقى الضوء على أسس التفكير المنهجى، و«نظرات فى زكاة كسب العمل»، الذى يقدم رؤية شرعية حول هذا النوع من الزكاة، و«تاريخ أصول الفقه»، الذى يوثق تطور هذا العلم عبر العصور، وموسوعات مثل «الفتاوى الإسلامية»، و«السياسة الشرعية»، و«دليل الأسرة فى الإسلام»، التى تتناول موضوعات متنوعة تخدم احتياجات مختلف شرائح المجتمع، وتضم مكتبة الجناح كتباً مخصصة للشباب، والمرأة، والصحة النفسية، وإصدارات تسلط الضوء على فتاوى النوازل مثل وباء كورونا، وقضايا الهوية الوطنية، وعلاقة المسلمين والمسيحيين.