الصليب الأحمر: العراق طهر ثلثي المساحات الملوثة بالألغام والمخلفات الحربية
تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT
الاقتصاد نيوز - بغداد
أشادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الخميس، بعمل الحكومة العراقية في ملف إزالة الألغام والمخلفات الحربية، مؤكدة أنه أسهم بالتعاون مع اللجنة و جهات دولية أخرى بتطهير ثلثي تلك المساحات، مشيرة في الوقت نفسه إلى حجم التعاون الثنائي في هذا الملف وما تقدمه من خدمات.
وقالت المتحدث الرسمي باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر هبة عدنان، في تصريح أوردته وكالة الأنباء الرسمية، واطلعت عليه "الاقتصاد نيوز"، إن "من بين أعمال اللجنة الدولية للصليب الاحمر في العراق ملف الألغام والمخلفات الحربية والتوعية ومساعدة الضحايا وهو يأتي من منطلق عملها الإنساني وبناءً على اتفاقيات جنيف وبنودها وكذلك لعضويتها في الاتفاقيات الدولية الخاصة بحضر الألغام والمخلفات الحربية والقنابل العنقودية".
وأضافت، أنه "في السابق وفي بداية العمل على ملف التلوث بالأسلحة في العراق كان للجنة الدولية فريق تقني يعمل على إزالة الألغام والمخلفات الحربية بالتعاون مع السلطات العراقية مع إقامة جلسات توعية من المخلفات الحربية للمدنيين في المناطق الملوثة".
وأضافت، أن "عمل اللجنة الدولية في الوقت الحاضر يتركز على بناء و تطوير قدرات الموظفين العاملين في مجال الألغام في السلطات الوطنية من أجل استجابة فعالة لمكافحة التلوث بالأسلحة وكذلك نشر الوعي بمخاطر الذخائر المتفجرة للأشخاص الأكثر تضرراً من وجود التلوث بالأسلحة للحد من تعرضهم للمخاطر ومساعدة الناس على فهم المخاطر التي تشكلها الأسلحة والذخائر غير المنفجرة".
وعن حجم المساحة الملوثة بالأسلحة والمخلفات الحربية في العراق، بينت عدنان أن "الحجم الإجمالي للمساحة الملوثة بالأسلحة والمخلفات الحربية في العراق بعد 2033 بلغ ما يعادل أكثر من 6000 كم2 وتم تطهير ما يصل إلى ثلثيها بفضل جهود الحكومة العراقية بالتعاون مع الصليب الأحمر و جهات دولية أخرى".
وأشارت، إلى أن "المساحة المتبقية الملوثة تقدر بـ 2100 كم2"، مبينة، أن "محافظة البصرة تعتبر من أكثر المدن تلوثا في العالم حيث يصل معدل التلوث فيها إلى 1200 كم2 وتتكون هذه من الألغام الأرضية والذخائر العنقودية وغيرها من مخلفات الحرب القابلة للانفجار والتي يشار إليها غالبًا باسم حقول الألغام القديمة والتلوث".
وأكدت عدنان، أن "اللجنة الدولية تساعد آلاف الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال دعم مراكز إعادة التأهيل البدني في العراق، بالإضافة إلى أنها تدير أيضًا أكبر مركز لإعادة التأهيل البدني في العراق يقع في أربيل"، مبينة، أن "المركز الجديد ساهم في تحسين وصول الأشخاص ذوي الإعاقات الجسدية من إقليم كردستان العراق والمحافظات المجاورة".
وأضافت، أن " المركز يخدم أكثر من 5000 شخص سنويا من بينهم 639 من ضحايا الألغام ومخلفات الحرب القابلة للانفجار".
وبينت، أنه "وفي مطلع العام 2024 تم تسجيل عدد إجمالي يبلغ 18,239 شخصًا من ذوي الإعاقة في مركز أربيل لإعادة التأهيل البدني التابع للجنة الدولية للصليب الأحمر في أربيل حيث إن 60% من إصابات البتر في مركز أربيل وقعت نتيجة التعرض للمخلفات الحربية وتحديدا الألغام".
وأشارت، إلى أن "المناطق التي شهدت نزاعات وتواجدا للجماعات الإرهابية وكذلك الحروب تعتبر من أكثر المناطق تلوثا بالمخلفات الحربية مثل الموصل والبصرة بما في ذلك حقول الألغام العازلة على طول حدود العراق مع إيران والمملكة العربية السعودية".
وأكدت، أن "وجود المخلفات الحربية يعيق إعادة إعمار البنية التحتية التي دمرت سابقًا والمناطق السكنية والأراضي الخصبة وما إلى ذلك يجب أن تتضمن الخطط والمبادرات الرامية إلى مساعدة الأشخاص على العودة إلى مواطنهم الأصلية ومسح وإزالة الألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب كشرط ضروري لعودة آمنة وكريمة للنازحين داخليا".
وبينت المتحدث باسم اللجنة، أن "اللجنة الدولية تعمل على رفع الوعي بمخاطر الذخائر المتفجرة للأشخاص الأكثر تضرراً من وجود التلوث بالأسلحة للحد من تعرضهم للمخاطر ومساعدة الناس على فهم المخاطر التي تشكلها الأسلحة ففي العام 2023، تم دعم ما يقرب من 6000 شخص في المجتمعات المعرضة للخطر أو المتضررة من خلال جلسات التوعية المباشرة بالمخاطر والسلوك الآمن وبالإضافة إلى ذلك توفر اللجنة الدولية المواد اللازمة لضمان وضع العلامات المناسبة على المناطق الخطرة".
وأضافت، "في العام 2023، تم تركيب 1200 علامة تحذيرية و35 لوحة إعلانية توعوية لرفع مستوى الوعي حول تلوث الأسلحة وممارسات السلوك الأكثر أمانًا".
وأردفت، أن "اللجنة الدولية تنفذ أيضًا أنشطة تهدف إلى رفع مستوى الوعي بمخاطر المتفجرات بين الأطفال في المدارس والمجتمعات المحلية في المناطق التي تأثرت سابقًا بالنزاع في العراق بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر العراقي"، مؤكدة، أن "اللجنة الدولية تشارك بنشاط في حملات سنوية لرفع مستوى الوعي حول التلوث بالأسلحة في العراق".
وبينت، أن "هذه الحملات تتضمن التعاون مع وسائل الإعلام لنشر الوعي على نطاق واسع".
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار الدولیة للصلیب اللجنة الدولیة بالتعاون مع فی العراق
إقرأ أيضاً:
خطة الصليب الأحمر اللبناني لثلاث سنوات
كتبت" النهار": الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة، الذي فاز أخيراً في انتخابات عضوية اللجنة الدائمة للصليب الأحمر والهلال الأحمر في العالم، أشار إلى أن الصليب الأحمر اللبناني "جاهز لوجيستياً لحرب طويلة، لأن السياسة التي يعتمدها تقضي بوضع خطة استباقية لكل ما يمكن أن يحصل من حروب وكوارث، ويعمل على توفير كل المتطلبات من دون أن يواجه خطر انقطاع المعدات والمستلزمات الطبية". وأكد أن "لا خوف من أي تقصير من الجمعية في أي مجال، علماً أن لديها خطة إستراتيجية واضحة لضمان استمرارية عملها خلال ثلاث سنوات مقبلة".
أضاف: "ننسق مع الجيش اللبناني واليونيفيل والمجتمع المحلي، لكي نستطيع تنفيذ العمليات وتقديم المساعدات على أكمل وجه. وأطمئن الجميع إلى أن قدراتنا البشرية على أتمّ الجهوزية مهما طالت الحرب، وكذلك تجهيزاتنا اللوجيستية ومعداتنا الميدانية. ولدينا خطط احترازية لمواجهة الكوارث على أنواعها".
وإذ لاحظ أن الوضع "بات أصعب بكثير من ذي قبل"، شدد على "الاستمرار في مسيرتنا بتأن أكثر ومسؤولية أكبر. نحن ننسق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر واليونيفيل، ونعلمهما بكل تحركاتنا عند التنقل على الحدود، لتوفير مسار آمن وتأمين حماية المتطوعين. لم نوقف عملياتنا حتى في أصعب الظروف، ولن نوقفها، علماً أن القصف مؤذ جداً وقد تضرر عدد من سياراتنا. تشنّ إسرائيل يومياً غارات عديدة فتسقط إثر ذلك إصابات، وفي كثير من الأحيان تكون الأعداد كبيرة، مما يصعّب مهمات عناصرنا الذين يعملون في ظل أوضاع أقل ما يقال فيها إنها خطِرة للغاية".
وعن تقويمه وضع متطوعي الصليب الأحمر العاملين في ظروف صعبة جداً، قال: "الوضع خطِر، وخصوصاً أن عملنا يتم خلال حرب ضارية ووسط معارك قاسية، بحيث لا يمكننا الدخول أحياناً لإجلاء الضحايا والمصابين قبل إجراء الاتصالات الضرورية لذلك. لكننا نحاول المستحيل للقيام بمهماتنا ومساعدة المصابين ونقلهم إلى أقرب مستشفى. في المسارات الصعبة، نسعى إلى توفير الحماية قبل دخول الجبهات المشتعلة، تفادياً لكارثة قد تحصل وتكلفنا الكثير. ونحاول عدم تعريض عناصرنا لخطر الإصابة أو الموت".
وهل هذه المرحلة هي الأخطر والأصعب؟ جزم بأنها "الأصعب بلا أدنى شك. لقد عايشت الكثير من الحروب والانفجارات والقتل والدمار. لكن الظروف المؤلمة التي نجتازها حالياً هي الأصعب. نحن في الصليب الأحمر سنظل نحاول مهما كلفنا الأمر من تضحيات، وسنستمر في تأدية مهماتنا مهما بلغت الصعوبات".
وعن مدى خطورة العمليات التي ينجزها الصليب الأحمر في المناطق الحدودية، قال إن "عمليات الإنقاذ على طول خط الأزرق الحدودي أصبحت معقدة للغاية، وهو ما يزيد صعوبة تأمين ممرات آمنة لإجلاء الجرحى والشهداء. الوضع في تلك المناطق بات حساساً جداً، وخصوصا مع تزايد الصعوبات في الوصول إلى بعض القرى والبلدات المتضررة جراء القصف، إلا أن فرق الصليب الأحمر لا تزال مستمرة في تنفيذ مهماتها الإنسانية".